المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ موقفه من الجهمية: - موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية - جـ ٧

[المغراوي]

فهرس الكتاب

- ‌ موقفه من المبتدعة:

- ‌ موقفه من المشركين:

- ‌ موقفه من الرافضة:

- ‌ موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌ موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقف السلف من أسعد بن أبي روح الرافضي (قبل 520 ه

- ‌ موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقف السلف من المهدي بن تومرت (524 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقف السلف من أبي مسعود عبد الجليل بن محمد كوتاه الجهمي (553 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقف السلف من علي بن المهدي الخارجي (554 ه

- ‌موقف السلف من وزير مصر الملك أبي الغارات الرافضي (556 ه

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌عبد القادر الجيلي (561 ه

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقف السلف من العاضد لدين الله العبيدي الرافضي (567 ه

- ‌موقفه من المشركين والرافضة:

- ‌موقف السلف من الحسن بن ضافي الرتكي الرافضي (569 ه

- ‌موقف السلف من المعبد لغير الله: عبد النبي الزنديق (569 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقف السلف من صدقة بن حسين (575 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية والقدرية:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقف السلف من السهروردي شهاب الدين يحيى بن حبش الفيلسوف (586 ه

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقف السلف من سنان بن سليمان الباطني (589 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقف السلف من ابن رشد الحفيد (595 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة والجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌السهروردي (630 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌الآمدي (631 ه

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌أبو الخطاب ابن دحية (633 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقف السلف من ابن عربي الحاتمي (638 ه

- ‌موقف السلف من الرفيع الفيلسوف الدهري (642 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من كتب الفلسفة والمنطق:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من القدرية:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقف بدر الدين صاحب الموصل من ابن عدي الضال الصوفي (644 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقف السلف من الحريري علي بن أبي الحسن (645 ه

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقف السلف من الخونجي محمد بن ناماور (649 ه

- ‌موقف السلف من سبط ابن الجوزي يوسف بن قزغلي وتلبسه بالرفض (654 ه

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقف السلف من ابن أبي الحديد أبي حامد عبد الحميد بن عبد الله (655 ه

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌ موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقف السلف من الوزير ابن العلقمي الرافضي (656 ه

- ‌موقف السلف من يوسف القميني (657 ه

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الخوارج:

- ‌موقفه من المرجئة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الجهمية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الرافضة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من الصوفية:

- ‌موقفها من الصوفية:

- ‌موقف السلف من محمد بن الحسن الزنديق (717 ه

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المبتدعة:

- ‌موقفه من المشركين والصوفية:

- ‌موقف السلف من الزنادقة (726 ه

- ‌موقفه من الجهمية:

الفصل: ‌ موقفه من الجهمية:

قتلانا ولا ندي قتلاكم، فقال عمر: لا نأخذ لقتلانا دية، فرأى أبو بكر عليهم الضمان، وهو أصح قولي الشافعي. وأما قول عمر:"فلا نأخذ لقتلانا دية". فيحتمل أنه ذهب إلى أنه لا ضمان عليهم على خلاف رأي أبي بكر، كما لا يجب على أهل الحرب ضمان ما أتلفوا على المسلمين ويحتمل أنه كان يرى رأي أبي بكر في وجوب الضمان غير أنه رأى الإعراض عنه ترغيبا لهم في الثبات على الإسلام. قال شعبة: سألت الحكم عن العبد يأبق، فيلحق بأرض الشرك؟ قال: لا تزوج امرأته، وسألت حمادا، فقال: تزوج امرأته.

•‌

‌ موقفه من الرافضة:

قال رحمه الله (1) تحت حديث العرباض (2): والحديث يدل على تفضيل الخلفاء الراشدين على من سواهم من الصحابة، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فهؤلاء أفضل الناس بعد النبيين والمرسلين صلى الله عليهم، وترتيبهم في الفضل، كترتيبهم في الخلافة، فأفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي. وكما خص النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء من بين الصحابة باتباع سنتهم، فقد خص من بينهم أبا بكر وعمر في حديث حذيفة عن النبي عليه السلام قال:«اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر» . (3)

•‌

‌ موقفه من الجهمية:

- قال رحمه الله: الأصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله عز

(1) شرح السنة (1/ 208).

(2)

تقدم قريبا.

(3)

تقدم تخريجه في مواقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سنة (23هـ).

ص: 15

وجل (1)، وكذلك كل ما جاء به الكتاب أو السنة من هذا القبيل في صفات الله تعالى، كالنفس، والوجه، والعين، واليد، والرجل، والإتيان، والمجيء، والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك والفرح. قال الله سبحانه وتعالى لموسى:{وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41)} (2) وقال الله عز وجل: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (39)} (3) وقال الله سبحانه وتعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (4) وقال الله عز وجل: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} (5) وقال عز وجل: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} (6) وقال: {يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} (7)، {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (8)، {هَلْ

(1) يشير إلى حديث ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع رب العالمين إذا شاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغ

أخرجه: أحمد (4/ 182) وابن ماجه (1/ 72/199) والنسائي في الكبرى (4/ 414/7738) وصححه ابن حبان ((3/ 222 - 223/ 943) الإحسان) والحاكم (1/ 706 - 707/ 1926) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

(2)

طه الآية (41).

(3)

طه الآية (39).

(4)

القصص الآية (88).

(5)

الرحمن الآية (27).

(6)

المائدة الآية (64).

(7)

ص الآية (75).

(8)

الزمر الآية (67).

ص: 16

يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} (1) وقال الله سبحانه وتعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)} (2) وقال الله عز وجل: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} (3) وقال الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} (4)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر» (5) وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تزال جهنم يلقى فيها، وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه» (6)، وفي رواية أبي هريرة:«حتى يضع الله رجله» (7) وفي حديث أبي هريرة في آخر من يخرج من النار: «فيضحك الله منه، ثم يأذن له في دخول الجنة» (8) وفي حديث جابر: «فيتجلى لهم يضحك» (9) وفي حديث أنس وغيره: «الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يسقط على بعيره وقد أضله في أرض

(1) البقرة الآية (210).

(2)

الفجر الآية (22).

(3)

طه الآية (5).

(4)

الفرقان الآية (59) ..

(5)

تقدم من حديث أبي هريرة. انظر مواقف حماد بن سلمة سنة (167هـ).

(6)

تقدم تخريجه. انظر مواقف عبد العزيز الماجشون سنة (164هـ).

(7)

تقدم تخريجه. انظر مواقف إبراهيم بن أحمد بن شاقلا سنة (369هـ).

(8)

أخرجه من حديث أبي هريرة: أحمد (2/ 275 - 276) والبخاري (11/ 543 - 544/ 6573) ومسلم (1/ 163 - 167/ 182). وفي الباب عن ابن مسعود وأبي سعيد الخدري.

(9)

جزء من حديث طويل أخرجه أحمد (3/ 345) ومسلم (1/ 177/191).

ص: 17

فلاة» (1) فهذه ونظائرها صفات لله تعالى، ورد بها السمع يجب الإيمان بها، وإمرارها على ظاهرها معرضا فيها عن التأويل، مجتنبا عن التشبيه، معتقدا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء من صفاته صفات الخلق، كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق، قال الله سبحانه وتعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} (2)

وعلى هذا مضى سلف الأمة، وعلماء السنة، تلقوها جميعا بالإيمان والقبول، وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل، كما أخبر الله سبحانه وتعالى عن الراسخين في العلم، فقال عز وجل:{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} (3).اهـ (4)

- وقال أيضا: (باب الرد على من قال بخلق القرآن): قال الله سبحانه وتعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} (5) فالقرآن كلام الله ووحيه، وتنزيله وصفته، ليس بخالق، ولا مخلوق، ولا محدث ولا حادث، مكتوب في المصاحف، محفوظ في القلوب، متلو بالألسن، مسموع بالآذان، قال الله

(1) أخرجه من حديث أنس: أحمد (3/ 213) والبخاري (11/ 123/6309) ومسلم (4/ 2104 - 2105/ 2747). وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة وغيرهما.

(2)

الشورى الآية (11) ..

(3)

آل عمران الآية (7).

(4)

شرح السنة للبغوي (1/ 168 - 171).

(5)

الجاثية الآية (29).

ص: 18

تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)} (1) وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ} (2) وقال الله تعالى: {وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3)} (3) وقال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)} (4) وقال الله سبحانه وتعالى: {بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} (5) وقال الله عزوجل: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ} (6) وقال الله عزوجل لرسوله صلى الله عليه وسلم: {وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ} (7) وقال الله عزوجل: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} (8) وقال الله عزوجل: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} (9) وقال ابن عباس: لولا أن يسره على لسان الآدميين ما استطاع

(1) الحجر الآية (9).

(2)

ص الآية (29).

(3)

الطور الآيات (1 - 3).

(4)

البروج الآيتان (21و22).

(5)

العنكبوت الآية (49).

(6)

الشعراء الآيتان (193و194).

(7)

النمل الآيتان (91و92)

(8)

الأحزاب الآية (34).

(9)

القمر الآية (17).

ص: 19

أحد أن يتكلم بكلام الله. وقال الله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} (1)

وقال عزوجل: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ} (2) وقال عزوجل: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ} (3) وقوله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} (4) ليس ذلك حدث الخلق، إنما هو حدوث أمر، كما قال الله عزوجل:{لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)} (5) وقال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحدث من أمره شيئا، وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة» (6). وقوله عزوجل: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} (7) يريد: ذكر القرآن لهم، وتلاوته عليهم، وعلمهم به، كل ذلك محدث، فالمذكور المتلو المعلوم غير محدث، كما أن ذكر العبد لله محدث، والمذكور غير محدث. وروي عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عزوجل:

(1) التوبة الآية (6) ..

(2)

الأحقاف الآية (29).

(3)

الجن الآيتان (1و2)

(4)

الأنبياء الآية (2).

(5)

الطلاق الآية (1).

(6)

أخرجه أحمد (1/ 377) والبخاري (13/ 607) تعيلقا وأبو داود (1/ 567 - 568/ 924) والنسائي (3/ 23/1220) وصححه ابن حبان (6/ 15 - 16/ 2243).

(7)

الأنبياء الآية (2).

ص: 20

{قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} (1) قال: غير مخلوق. وقال سفيان بن عيينة: بين الله الخلق من الأمر، فقال تعالى:{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} (2) وقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآَنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3)} (3) فلم يجمع القرآن مع الإنسان في الخلق، بل أوقع اسم الخلق على الإنسان، والتعليم على القرآن. وقال الله تعالى:{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} (4)

وقال الله عزوجل: {مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} (5). عن أبي هريرة أن رجلا من أسلم قال: ما نمت هذه الليلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من أي شيء؟» قال: لدغتني عقرب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أما إنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق، لم يضرك إن شاء الله» (6). هذا حديث صحيح أخرجه مسلم من وجه آخر عن أبي صالح.

وفي هذا الحديث وفي أمثاله مما جاء فيه الاستعاذة بكلمات الله دليل

(1) الزمر الآية (28).

(2)

الأعراف الآية (54).

(3)

الرحمن الآيات (1 - 3).

(4)

الكهف الآية (109) ..

(5)

لقمان الآية (27).

(6)

أخرجه: أحمد (2/ 357) ومسلم (4/ 2081) وأبو داود (4/ 221/3898) والترمذي في الدعوات كما في التحفة (10/ 48/3839)(سقط الحديث من طبعة الشيخ أحمد شاكر وأثبتناه من تحفة الأحوذي) والنسائي في الكبرى (6/ 152/10452) وابن ماجه (2/ 1162/3518). وفي الباب عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها.

ص: 21

على أن كلام الله غير مخلوق، لأن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ به، كما استعاذ بالله، فقال صلى الله عليه وسلم:{أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)} (1) وقال: {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} (2) وقال: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» . واستعاذ بصفاته، كما جاء في دعاء المشتكي:«قل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد» (3) ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بمخلوق من مخلوق.

وبلغني عن أحمد بن حنبل رحمه أنه كان يستدل بقوله: «أعوذ بكلمات الله التامات» على أن القرآن غير مخلوق، لأنه ما من مخلوق إلا وفيه نقص. وقيل: كلمات الله في هذا الحديث: القرآن، وروي عن عكرمة قال: صلى ابن عباس على جنازة، فقال رجل من القوم: اللهم رب القرآن العظيم اغفر لي، فقال ابن عباس: لا تقل مثل هذا، إن القرآن منه بدأ وإليه يعود.

وقد مضى سلف هذه الأمة، وعلماء السنة على أن القرآن كلام الله، ووحيه ليس بخالق ولا مخلوق، والقول بخلق القرآن ضلالة وبدعة، لم يتكلم بها أحد في عهد الصحابة والتابعين رحمهم الله، وخالف الجماعة الجعد بن درهم، فقتله خالد بن عبد الله القسري بذلك، فخطب بواسط في يوم أضحى، وقال: ارجعوا أيها الناس فضحوا تقبل الله منكم، فإني مضح بالجعد ابن درهم، فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما،

(1) المؤمنون الآيتان (97و98).

(2)

الفلق الآية (1).

(3)

أخرجه من حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي: أحمد (4/ 21) ومسلم (4/ 1728/2202) وأبو داود (4/ 217/3891) والترمذي (4/ 355/2080) وابن ماجه (2/ 1163/3522) والنسائي في الكبرى (6/ 248 - 249/ 10839).

ص: 22

سبحانه وتعالى عما يقول الجعد. ثم نزل فذبحه.

وكان الجهم بن صفوان صاحب الجهمية أخذ هذا الكلام من الجعد بن درهم. (1)

- قال رحمه الله: واتفق علماء السلف من أهل السنة على النهي عن الجدال والخصومات في الصفات، وعلى الزجر عن الخوض في علم الكلام وتعلمه.

سأل رجل عمر بن عبد العزيز عن شيء من الأهواء، فقال: الزم دين الصبي في الكتاب والأعرابي، واله عما سوى ذلك.

وقال أيضا: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل.

وقال الزهري: من الله الرسالة، وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ، وعلينا التسليم.

وقال مالك بن أنس: إياكم والبدع، قيل: يا أبا عبد الله وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان.

روى عبد الرحمن بن مهدي عن مالك: لو كان الكلام علما، لتكلم فيه الصحابة والتابعون، كما تكلموا في الأحكام والشرائع، ولكنه باطل يدل على باطل.

وسئل سفيان الثوري عن الكلام فقال: دع الباطل، أين أنت عن الحق، اتبع السنة، ودع البدعة. وقال: وجدت الأمر الاتباع، وقال: عليكم بما عليه

(1) شرح السنة للبغوي (1/ 181 - 186).

ص: 23

الجمالون والنساء في البيوت، والصبيان في الكتاب من الإقرار والعمل.

قال الربيع عن الشافعي: لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء.

وقال يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي: لأن يبتلى المرء بما نهى الله عنه خلا الشرك بالله خير له من أن يبتليه بالكلام.

وقال أبو ثور عن الشافعي: ما ارتدى أحد الكلام فأفلح.

وقال الحسن بن محمد بن الصباح: سمعت الشافعي يقول: حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، وأخذ في الكلام.

وقال الربيع عن الشافعي: لو أن رجلا أوصى بكتبه من العلم لآخر، وكان فيها كتب الكلام، لم يدخل في الوصية، لأنه ليس من العلم. وقال: لو أوصى لأهل العلم، لم يدخل أهل الكلام.

وقال يحيى بن سعيد: سمعت أبا عبيد يقول: جمع النبي صلى الله عليه وسلم جميع أمر الآخرة في كلمة: «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد» (1) وجميع أمر الدنيا في كلمة: «إنما الأعمال بالنيات» (2) يدخلان في كل باب. (3)

- وقال معقبا على الخطابي الذي أول صفتي الفرح والضحك بالرضى: والمتقدمون من أهل الحديث فهموا من هذه الأحاديث ما وقع الترغيب فيه من

(1) تقدم تخريجه في مواقف الخلال سنة (311هـ).

(2)

تقدم تخريجه في مواقف الإمام الشافعي سنة (204هـ).

(3)

شرح السنة (1/ 216 - 218).

ص: 24

الأعمال والإخبار عن فضل الله عزوجل، وأثبتوا هذه الصفات لله عزوجل، ولم يشتغلوا بتفسيرها مع اعتقادهم أن الله سبحانه وتعالى منزه عن صفات المخلوقين {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)} (1).اهـ (2)

- قال رحمه الله: (باب الرد على الجمهية): قال الله سبحانه وتعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (3)، سمى الله نفسه شيئا. وقال الله عزوجل:{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} (4) وسمى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن شيئا، فقال لرجل:«أمعك من القرآن شيء؟» قال: نعم. (5)

وساق بسنده عن أبي موسى قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال:«إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، ولكنه يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم (6).اهـ (7)

(1) الشورى الآية (11).

(2)

شرح السنة (5/ 88).

(3)

القصص الآية (88).

(4)

الأنعام الآية (19).

(5)

أحمد (5/ 336) والبخاري (9/ 256/5149) ومسلم (2/ 1040 - 1041/ 1425) وأبو داود (2/ 586 - 587/ 2111) والترمذي (3/ 421 - 422/ 1114) وقال: "حديث حسن صحيح". والنسائي (6/ 432 - 433/ 3359) وابن ماجه (1/ 608/1889) مختصرا.

(6)

أحمد (4/ 405) ومسلم (1/ 161 - 162/ 179) وابن ماجه (1/ 70/195).

(7)

شرح السنة (1/ 172).

ص: 25

- وقال رحمه الله -فيما يجب علينا اتجاه الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم: والواجب فيه وفي أمثاله الإيمان بما جاء في الحديث، والتلسيم وترك التصرف فيه بالعقل، والله الموفق.

وعلى العبد أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى عظيم له عظمة، كبير له كبرياء، عزيز له عزة، حي له حياة، باق له بقاء، عالم وله علم، ومتكلم وله كلام، قوي له قوة، وقادر وله قدرة، وسميع وله سمع، بصير له بصر. قال الله تعالى:{فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74)} (1) وقال الله عزوجل: {وَأَن اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62)} (2) وقال الله تعالى: {وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (3) وقال الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7)} (4) وقال الله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} (5) وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عزوجل: «وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله» (6). وقال الله سبحانه: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} (7) {وَعَنَتِ

(1) الواقعة الآية (74).

(2)

الحج الآية (62).

(3)

الجاثية الآية (37).

(4)

الفتح الآية (7).

(5)

فاطر الآية (10).

(6)

جزء من حديث الشفاعة الطويل وقد تقدم تخريجه ضمن مواقف السلف من عمرو بن عبيد سنة (144هـ).

(7)

غافر الآية (65).

ص: 26

الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} (1) وقال الله سبحانه وتعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} (2) وقال الله عزوجل: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (3) وقال الله عزوجل: {عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ} (4) وقال عزوجل: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (17)} (5) وقال تبارك وتعالى: {أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ} (6) وقال عزوجل: {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ} (7)

وقال عزوجل: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} (8) وقال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164)} (9) وقال عزوجل: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} (10) وقال جل ذكره: {إِن اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)} (11) وقال

(1) طه الآية (111).

(2)

الرحمن الآية (27).

(3)

القصص الآية (88).

(4)

سبأ الآية (3).

(5)

النساء الآية (17).

(6)

النساء الآية (166).

(7)

فاطر الآية (11) ..

(8)

البقرة الآية (255).

(9)

النساء الآية (164).

(10)

الفتح الآية (15).

(11)

الحج الآية (40).

ص: 27

عزوجل: {ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} (1) وقال عزوجل: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} (2) وقال سبحانه وتعالى: {إِن اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)} (3) وقال عزوجل: {عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)} (4) وقال الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134)} (5) وقال تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} (6) وقال عزوجل: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} (7) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «حجابه النور لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» (8). ويجب أن يعتقد أن الله عز اسمه قديم بجميع أسمائه وصفاته، لا يجوز له اسم حادث، ولا صفة حادثة، كان الله خالقا ولا مخلوق، وربا ولا مربوب، ومالكا ولا مملوك، كما هو الآخر قبل فناء العالم، والوارث قبل فناء الخلق، والباعث قبل مجيء البعث، ومالك يوم الدين قبل مجيء يوم القيامة. وأسماء الله تعالى لا تشبه أسماء العباد، لأن أفعال الله تعالى مشتقة من أسمائه، وأسماء العباد مشتقة من أفعالهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله سبحانه وتعالى: أنا

(1) الذاريات الآية (58).

(2)

الأنعام الآية (65).

(3)

البقرة الآية (20)

(4)

القمر الآية (55).

(5)

النساء الآية (134).

(6)

المجادلة الآية (1).

(7)

طه الآية (46).

(8)

تقدم تخريجه قريبا.

ص: 28