الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو شَامَة الدِّمَشْقِي (1)(665 هـ)
عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان، أبو شامة المقدسي الأصل، الدمشقي الشافعي الفقيه المقرئ النحوي المؤرخ، صاحب التصانيف، ولد سنة تسع وتسعين وخمسمائة بدمشق، وسمي بأبي شامة لشامة كبيرة كانت فوق حاجبه الأيسر. سمع من موفق الدين المقدسي، وداود بن ملاعب، وأحمد بن عبد الله السلمي، وكريمة عز الدين بن عبد السلام، وطائفة. وسمع منه الشيخ أحمد اللبان، وبرهان الدين الإسكندراني، وشرف الدين الفراوي الخطيب، وجماعة. ختم القرآن وله دون عشر سنين، وأتقن فن القراءة على السخاوي، وله ست عشرة سنة، وسمع الكثير حتى عد في الحفاظ، وكان مع براعته في العلوم متواضعا، تاركا للتكلف، ثقة في النقل؛ وبالجملة فلم يكن في وقته مثله في نفسه وديانته، وعفته وأمانته، ولي مشيخة الإقراء بالتربة الأشرفية، ومشيخة دار الحديث الأشرفية، ووقف كتبه بخزانة العادلية، وشرط أن لا تخرج، فاحترقت جملة وجرت له محنة في سابع جمادى الآخرة سنة خمس وستين وستمائة، توفي من جرائها في تاسع عشر رمضان رحمه الله رحمة واسعة.
موقفه من المبتدعة:
له كتاب 'الباعث على إنكار البدع والحوادث'، وهو وإن كان فيه بعض ما يخالف عقيدة السلف كقوله بالمولد. فهو كتاب يمكن أن يستفيد
(1) البداية والنهاية (13/ 264 - 265) وتذكرة الحفاظ (4/ 1460) وفوات الوفيات (2/ 269) وشذرات الذهب (5/ 318 - 319) وتاريخ الإسلام (حوادث 661 - 670/ص.194 - 197).
منه السلفي في ذم البدع.
وقد طبع الكتاب مرارا.
- قال فيه: وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فمن بعدهم أهل زمانهم البدع ومحدثات الأمور، وأمروهم بالاتباع الذي فيه النجاة من كل محذور، وجاء في كتاب الله تعالى من الأمر بالاتباع ما يرتفع معه النزاع. قال الله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (1).
وقال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)} (2). وهذا نص فيما نحن فيه. (3)
- وقال: ومن اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين- إنكار المنكر، وإحياء السنن، وإماتة البدع، ففي ذلك أفضل أجر، وأجمل ذكر. (4)
- وقال: فقد بان ووضح -بتوفيق الله تعالى- صحة إنكار من أنكر شيئا من هذه البدع، وإن كان صلاة ومسجدا، ولا مبالاة بشناعة جاهل
(1) آل عمران الآية (31).
(2)
الأنعام الآية (153).
(3)
الباعث (53).
(4)
الباعث (76).
يقول: كيف يؤمر بتبطيل صلاة وتخريب مسجد، فما وازنه إلا وزان من يقول: كيف يؤمر بتخريب مسجد، إذا سمع أن النبي صلى الله عليه وسلم خرب مسجد الضرار (1)، ومن يقول كيف ينهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، وإذا سمع حديث علي رضي الله عنه المخرج في الصحيح: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ القرآن في الركوع والسجود (2).
فاتباع السنة أولى من اقتحام البدعة، وإن كانت صلاة في الصورة، فبركة اتباع السنة أكثر فائدة، وأعظم أجرا. (3)
- وقال: ومما ابتدع وروي به، واستميلت قلوب الجهال والعوام بسببه: التماوت في المشي والكلام، حتى صار ذلك شعارا لمن يريد أن يظن فيه التنسك والتورع، فليعلم أن الدين خلاف ذلك، وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم السلف الصالح. (4)
محمد بن أحمد القرطبي (5)(671 هـ)
محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فَرْح الأنصاري الخزرجي المالكي أبو
(1) عزاه السيوطي في الدر المنثور لابن اسحاق وابن مردويه من حديث أبي رهم كلثوم بن الحصين الغفاري، وابن عباس.
(2)
مسلم (1/ 348/480) وأبو داود (4/ 322 - 323/ 4044و4045) والترمذي (2/ 49 - 50/ 264) والنسائي (2/ 531 - 532/ 1039 - 1043).
(3)
الباعث (214 - 215).
(4)
الباعث (245).
(5)
الديباج المذهب (2/ 308 - 309) ونفح الطيب (2/ 210 - 212) وشذرات الذهب (5/ 335) والوافي بالوفيات (2/ 122 - 123) وطبقات المفسرين للداودي (2/ 65 - 66).