الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الموفق (أي ابن قدامة): ثبتت بنص النبي صلى الله عليه وسلم، في أخبار كثيرة، ذكر بعضها. (1)
له من الآثار السلفية: فضائل الصحابة.
ذكره الذهبي في سيره (2) وذكره ابن رجب في ذيل الطبقات (3) قال: وأظنه (منهاج القاصدين في فضل الخلفاء الراشدين).
موقفه من الجهمية:
ترك هذا الإمام تراثا سلفيا قيما سلك فيه طريقة السلف ولم يرض بغيرها بديلا، فرضي الله عنه وأرضاه.
- جاء في ذيل الطبقات: وتصانيفه في أصول الدين في غاية الحسن، أكثرها على طريقة أئمة المحدثين، مشحونة بالأحاديث والآثار وبالأسانيد، كما هي طريقة الإمام أحمد وأئمة الحديث، ولم يكن يرى الخوض مع المتكلمين في دقائق الكلام ولو كان بالرد عليهم. وهذه طريقة أحمد والمتقدمين. وكان كثير المتابعة للمنقول في باب الأصول وغيره، لا يرى إطلاق ما لم يؤثر من العبارات، ويأمر بالإقرار والإمرار لما جاء في الكتاب والسنة من الصفات من غير تفسير ولا تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تأويل ولا تعطيل. (4)
- قال في كتاب 'إثبات صفة العلو': أما بعد، فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء، ووصفه بذلك رسوله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء، والأئمة من الفقهاء،
(1) طبقات الحنابلة (4/ 146).
(2)
(22/ 168).
(3)
(4/ 139).
(4)
ذيل طبقات الحنابلة (2/ 139).
وتواترت الأخبار في ذلك على وجه حصل به اليقين، وجمع الله عز وجل عليه قلوب المسلمين، وجعله مغروزا في طبائع الخلق أجمعين، فتراهم عند نزول الكرب يلحظون السماء بأعينهم، ويرفعون عندها للدعاء أيديهم، وينتظرون مجيء الفرج من ربهم سبحانه، وينطقون بذلك بألسنتهم، لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته، أو مفتون بتقليده واتباعه على ضلالته.
- وقال في عقيدته: ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا» (1) وقوله صلى الله عليه وسلم: «لله أفرح بتوبة عبده» (2) وقوله صلى الله عليه وسلم: «يعجب ربك» . (3)
إلى أن قال: فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعدلت رواته، نؤمن به، ولا نرده، ولا نجحده، ولا نعتقد فيه تشبيهه بصفات المخلوقين ولا سمات المحدثين، بل نؤمن بلفظه، ونترك التعرض لمعناه، قراءته تفسيره، ومن ذلك قوله تعالى:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} (4). وقوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} (5).
(1) تقدم من حديث أبي هريرة. انظر مواقف حماد بن سلمة سنة (167هـ).
(2)
رواه أحمد (1/ 383) والبخاري (11/ 123/6308) ومسلم (4/ 2103/2744) والترمذي (4/ 568/2498) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وفي الباب عن النعمان بن بشير وأبي هريرة وأنس بن مالك والبراء بن عازب رضي الله عنهم.
(3)
أحمد (4/ 145و157 - 158) وأبو داود (2/ 9/1203) والنسائي (2/ 348/665) وابن حبان (4/ 545/1660 الإحسان) عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يعجب ربك من راعي الغنم في رأس الشظية .. » الحديث.
وفي الباب عن أبي هريرة وغيره. وانظرها في السنة لابن أبي عاصم (1/ 249 - 251).
(4)
طه الآية (5).
(5)
الملك الآية (16).
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ربنا الذي في السماء» (1) وقوله للجارية: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: اعتقها إنها مؤمنة. رواه مالك بن أنس وغيره من الأئمة. (2)
وروى أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا» (3) وذكر الحديث إلى أن قال: وفوق ذلك العرش، والله تعالى فوق ذلك نؤمن بذلك ونتلقاه بالقبول من غير رد له ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تأويل، ولا نتعرض له بكيف. ولما سئل مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل له: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} (4) كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ثم أمر بالرجل فأخرج. (5)
آثاره السلفية:
1 -
'مسألة العلو': ذكره ابن القيم في اجتماع الجيوش (6) وذكره ابن
(1) أخرجه أبو داود (4/ 218/3892) والنسائي في الكبرى (6/ 257/10877) والحاكم (1/ 343 - 344) وقال: قد احتج الشيخان بجميع رواة هذا الحديث، غير زيادة بن محمد وهو شيخ من أهل مصر قليل الحديث وقال الذهبي في التلخيص:"قال البخاري وغيره: منكر الحديث. وفي الباب عن فضالة بن عبيد الأنصاري".
(2)
تقدم تخريجه. انظر مواقف أبي عمرو السهروردي سنة (458هـ).
(3)
أحمد (1/ 206 - 207) وأبو داود (5/ 93 - 94/ 4723) والترمذي (5/ 395 - 396/ 3320) وقال: "هذا حديث حسن غريب". وابن ماجه (1/ 69/193) والحاكم (2/ 288،412) عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، وصحح إسناده. وتعقبه الذهبي بقوله:"يحيى واه" يعني: يحيى بن العلاء، وهو متروك متهم. وهذا سند ضعيف. قال الذهبي في الميزان:"عبد الله بن عميرة فيه جهالة. قال البخاري: لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس".
(4)
طه الآية (5).
(5)
اجتماع الجيوش (175 - 177).
(6)
(175 - 176).