الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كأنّه مالت به الدّنيا وأنت أعجب إلينا منه. قال ابن عمر: «حجّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وسعى بين الصّفا والمروة، وسنّة الله ورسوله أحقّ أن تتّبع من سنّة ابن فلان إن كنت صادقا» ) * «1» .
الأحاديث الواردة في (الاتباع) معنى
11-
* (عن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر وعمر» ) * «2» .
12-
* (عن مالك بن الحويرث- رضي الله عنه قال: أتينا النّبيّ صلى الله عليه وسلم ونحن شبية «3» متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظنّ أنّا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمّن تركنا في أهلنا فأخبرناه وكان رقيقا رحيما، فقال:
13-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه أنّ نفرا من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن عمله في السّرّ؟ فقال بعضهم: لا أتزوّج النّساء. وقال بعضهم لا آكل اللّحم. وقال بعضهم: لا أنام على فراش. فحمد الله وأثنى عليه فقال: «ما بال أقوام قالوا كذا وكذا، ولكنّي أصلّي وأنام، وأصوم وأفطر. وأتزوّج النّساء. فمن رغب عن سنّتي فليس منّي» ) * «5» .
14-
* (عن عروة بن الزّبير أنّ عبد الله بن الزّبير- رضي الله عنهما حدّثه: أنّ رجلا من الأنصار خاصم الزّبير عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، في شراج الحرّة «6» الّتي يسقون بها النّخل، فقال الأنصاريّ:
سرّح الماء يمرّ. فأبى عليهم. فاختصموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزّبير: «اسق يا زبير. ثمّ أرسل الماء إلى جارك» فغضب الأنصاريّ. فقال:
يا رسول الله، أن كان ابن عمّتك «7» ، فتلوّن وجه نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ثمّ قال:«يا زبير، اسق ثمّ احبس الماء حتّى يرجع إلى الجدر «8» » فقال الزّبير: والله إنّي لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ
(1) مسلم (1297) .
(2)
الترمذي (3662) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن، ابن ماجة (97) ، أحمد (5/ 385- 402)، السنة لابن أبي عاصم (531) حديث: 1148 وقال الألباني: صحيح، وهو في الصحيحة له (3/ 234) حديث (1233) .
(3)
شبية: بفتح الشين، والباءين؛ جمع شاب مثل (بررة) وبار.
(4)
البخاري- الفتح 10 (6008) واللفظ له ومسلم (674) .
(5)
مسلم (1401) .
(6)
شراج الحرة: هي مسايل الماء وواحدها شرجة والحرة هي الأرض الملسة التي بها حجارة سوداء.
(7)
قول الأنصاري «أن كان ابن عمتك» يعني أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر فعل الزبير لأنه ابن عمته وليس الأمر كما ظن.
(8)
الجدر بفتح الجيم وكسرها، وهي الجدار وجمعه جدر والمراد بالجدر أصل الحائط.
حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» ) * «1» .
15-
* (عن يزيد بن شيبان قال: أتانا ابن مربع الأنصاريّ، ونحن بعرفة في مكان يباعده عمرو عن الإمام، فقال: أما إنّي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم، يقول لكم: «قفوا على مشاعركم. فإنّكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم» ) * «2» .
16-
* (عن يزيد بن حيّان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلمّا جلسنا إليه، قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصلّيت خلفه: لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا ابن أخي! والله لقد كبرت سنّي، وقدم عهدي، ونسيت بعض الّذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما حدّثتكم فاقبلوا، ومالا فلا تكلّفونيه، ثمّ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خمّا «3» بين مكّة والمدينة. فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكّر. ثمّ قال:«أمّا بعد، ألا أيّها النّاس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنّور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به» ، فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثمّ قال: «وأهل بيتي. أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي
…
» ) * «4» .
17-
* (عن المقدام بن معد يكرب- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا إنّي أوتيت الكتاب ومثله معه، لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلّوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرّموه، ألا لا يحلّ لكم لحم الحمار الأهليّ، ولا كلّ ذي ناب من السّبع، ولا لقطة معاهد إلّا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه. فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه» ) * «5» .
18-
* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نذكر الفقر ونتخوّفه فقال: «الفقر تخافون؟ والّذي نفسي بيده لتصبّنّ عليكم الدّنيا صبّا حتّى لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة إلّاهيه «6» . وأيم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء «7» ليلها ونهارها سواء» . قال أبو الدّرداء: صدق والله رسول الله صلى الله عليه وسلم، تركنا والله، على مثل البيضاء، ليلها ونهارها سواء) * «8» .
(1) البخاري- الفتح 8 (4585) ، ومسلم (2357) واللفظ له.
(2)
أبو داود (1919) واللفظ له وذكره المنذري في مختصره وعزاه للسنن (2/ 397)، الترمذي (883) وقال: حسن صحيح، ابن ماجة (3011) .
(3)
خم: اسم لغيضة على بعد ثلاثة أميال من الجحفة.
(4)
مسلم (2408) .
(5)
أبو داود (4604) واللفظ له وقال الألباني في صحيح أبي داود (3/ 871) : صحيح برقم (3848)، الترمذي (2664) وقال: هذا حديث حسن.
(6)
لا يزيغ قلب أحدكم إزاغة إلّا هية: هي ضمير يرجع إلى الدنيا.
(7)
البيضاء: أي المحجة البيضاء.
(8)
ابن ماجة (5) واللفظ له وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (47) وقال الألباني: حديث حسن.
19-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته يوم النّحر ويقول: «لتأخذوا مناسككم، فإنّي لا أدري لعلّي لا أحجّ بعد حجّتي هذه» ) * «1» .
20-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوني ما تركتكم، فإنّما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم» ) * «2» .
21-
* (عن العرباض بن سارية- رضي الله عنه قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأنّ هذه موعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا؟، فقال:
«أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة وإن عبدا حبشيّا، فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء المهديّين الرّاشدين تمسّكوا بها، وعضّوا عليها بالنّواجذ «3» ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة» ) * «4» .
22-
* (قال عمر- رضي الله عنه:
وذلك يوم أبي جندل حتّى قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«تراني أرضى وتأبى؟» ) * «5» .
23-
* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه: «لو كان الدّين بالرّأي لكان أسفل الخفّ أولى بالمسح من أعلاه» . وزاد أبو داود (وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفّيه» ) * «6» .
24-
* (وعنه- رضي الله عنه أنّه أتي بدابّة ليركبها فلمّا وضع رجله في الرّكاب، قال: «بسم الله، فلمّا استوى على ظهرها قال: الحمد لله، ثمّ قال:
سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ثمّ قال: الحمد لله ثلاث مرّات، ثمّ قال: الله أكبر ثلاث مرّات، ثمّ قال: سبحانك إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت، ثمّ ضحك، فقيل: يا أمير المؤمنين، من أيّ شيء ضحكت؟ قال: رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثمّ ضحك، فقلت: يا رسول الله؛ من أيّ شيء ضحكت؟ قال: «إنّ ربّك يعجب من عبده
(1) مسلم (1297) .
(2)
البخاري- الفتح 13 (7288) .
(3)
عضوا عليها بالنواجذ: مثل في شدة الاستمساك بأمر الدين؛ لأن العض بالنواجذ عض بجميع الفم والأسنان، والنواجذ هي أواخر الأسنان وقيل: هي التي بعد الأنياب.
(4)
أبو داود (4607) واللفظ له وقال الألباني في صحيح أبي داود (3/ 871) : صحيح، الترمذي (2676) وقال: حسن صحيح، ابن ماجة (42) ، أحمد (4/ 126، 127) ، الحاكم (1/ 96/ 97) ، الدارمي (1/ 95) حديث (95)، وقال الألباني: صحيح- صحيح الجامع (2/ 346) .
(5)
الفتح (13/ 289) وعزاه الحافظ للطبري والطبراني والبيهقي في المدخل.
(6)
أبو داود (162)، وقال الحافظ في الفتح: إسناده حسن (13/ 289) ، أحمد (1/ 95) .
إذا قال: اغفر لي ذنوبي يعلم أنّه لا يغفر الذّنوب غيري» ) * «1» .
25-
* (عن ابن أبي مليكة قال: «كاد الخيّران أن يهلكا: أبو بكر وعمر، لمّا قدم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وفد بني تميم أشار أحدهما بالأقرع بن حابس التّميميّ الحنظليّ أخي بني مجاشع، وأشار الآخر بغيره، فقال أبو بكر لعمر: إنّما أردت خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فنزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ- إلى قوله: عَظِيمٌ قال ابن أبي مليكة: قال ابن الزّبير: فكان عمر بعد، ولم يذكر ذلك عن أبيه- يعني أبا بكر- إذا حدّث النّبيّ صلى الله عليه وسلم بحديث حدّثه كأخي السّرار «2» لم يسمعه حتّى يستفهمه» ) * «3» .
26-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنّكم إليها. فقال بلال بن عبد الله: والله لنمنعهنّ. قال: فأقبل عليه عبد الله فسبّه سبّا سيّئا. ما سمعته سبّه مثله قطّ. وقال: أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول والله لنمنعهنّ!» ) *» .
27-
* (عن مطرّف قال: بعث إليّ عمران بن حصين في مرضه الّذي توفّي فيه. فقال: «إنّي كنت محدّثك بأحاديث. لعلّ الله أن ينفعك بها بعدي. فإن عشت فاكتم عنّي. وإن متّ فحدّث بها إن شئت: إنّه قد سلّم عليّ «5» . واعلم أنّ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قد جمع بين حجّ وعمرة، ثمّ لم ينزل فيها كتاب الله، ولم ينه عنها نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، قال رجل فيها برأيه ما شاء «6» » ) * «7» .
28-
* (عن المغيرة بن شعبة- رضي الله عنه قال: سئل عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه عن إملاص المرأة وهي الّتي يضرب بطنها فتلقي جنينا.
فقال: أيّكم سمع من النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيه شيئا؟ فقلت: أنا.
فقال: ما هو؟ قلت: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: فيه غرّة. عبد أو أمة. فقال: لا تبرح حتّى تجيئني بالمخرج فيما قلت» ) * «8» .
29-
* (عن ثمام بن شقيّ قال: كنّا مع فضالة ابن عبيد بأرض الرّوم. برودس «9» . فتوفّي صاحب لنا، فأمر فضالة بن عبيد بقبره فسوّي. ثمّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها» ) * «10» .
30-
* (عن عبد الله بن مغفّل- رضي الله
(1) أبو داود (2602)، الترمذي (3146) وقال: هذا حديث حسن صحيح، أحمد (1/ 97) وقال مخرج الأذكار النووية: حديث صحيح، وعزاه لابن حبان والحاكم (356) .
(2)
أخي السرار: يعني كالمناجي سرّا.
(3)
البخاري- الفتح 8 (4845) .
(4)
البخاري- الفتح 3 (1573) واللفظ له، مسلم (1259) .
(5)
إنه قد سلم عليّ: يعني أن الملائكة تسلم عليه، وهذا هو الذي قال له: اكتم عني.
(6)
قال رجل فيها برأيه ما شاء أي لا يتبع بل الواجب اتباع الكتاب والرسول صلى الله عليه وسلم.
(7)
مسلم (1226) .
(8)
البخاري- الفتح 13 (7317) واللفظ له، ومسلم (1689) مثله من حديث المسور بن مخرمة.
(9)
رودس: جزيرة في بلاد الروم.
(10)
مسلم (968) .
عنهما-: «أنّه رأى رجلا يخذف «1» ، فقال له: لا تخذف، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف- أو كان يكره الخذف- وقال: إنّه لا يصاد به صيد ولا ينكأ به عدوّ ولكنّها قد تكسر السّنّ، وتفقأ العين. ثمّ رآه بعد ذلك يخذف، فقال له: أحدّثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه نهى عن الخذف أو كره الخذف وأنت تخذف، لا أكلّمك كذا وكذا» ) * «2» .
31-
* (قال غضيف بن الحارث- رضي الله عنه لعبد الملك بن مروان لمّا قال له: إنّا قد جمعنا النّاس على رفع الأيدي على المنبر يوم الجمعة، وعلى القصص بعد الصّبح والعصر، فقال: «أما إنّهما أمثل بدعكم عندي ولست بمجيبكم إلى شيء منهما لأنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ما أحدث قوم بدعة إلّا رفع من السّنّة مثلها فتمسّك بسنّة خير من إحداث بدعة» ) * «3» .
32-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: «لمّا توفّي النّبيّ صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب، قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل النّاس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا لا إله إلّا الله، فمن قال: لا إله إلّا الله عصم منّي ماله ونفسه إلّا بحقّه وحسابه على الله؟. فقال: والله لأقاتلنّ من فرّق بين الصّلاة والزّكاة، فإنّ الزّكاة حقّ المال، والله لو منعوني عقالا «4» كانوا يؤدّونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه. فقال عمر بن الخطّاب: فو الله ما هو إلّا أن رأيت الله- عز وجل قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنّه الحقّ» ) * «5» .
33-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: «إنّ فاطمة- رضي الله عنها أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النّبيّ صلى الله عليه وسلم ممّا أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم تطلب صدقة النّبيّ صلى الله عليه وسلم الّتي بالمدينة وفدك، وما بقي من خمس خيبر. فقال أبو بكر: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث، ما تركنا فهو صدقة. إنّما يأكل آل محمّد من هذا المال- يعني مال الله- ليس لهم أن يزيدوا على المأكل. وإنّي والله لا أغيّر شيئا من صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم الّتي كانت عليها في عهد النّبيّ صلى الله عليه وسلم ولأعملنّ فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهّد عليّ، ثمّ قال:
إنّا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك، وذكر قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحقّهم، فتكلّم أبو بكر فقال: والّذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إليّ أن أصل من قرابتي» ) * «6» .
(1) الخذف: هو رمي الإنسان بحصاة أو نواة، يجعلها بين إصبعيه السبابتين أو السبابة والإبهام.
(2)
البخاري- الفتح 9 (5479) واللفظ له، ومسلم (1954) .
(3)
أخرجه أحمد (4/ 105) ، وجوّد إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (13/ 267) ، وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز له بالتحسين (فيض القدير 5/ 412- 413) .
(4)
العقال- بكسر العين- هو الحبل الذي يشد به ذراعا البعير أو الناقة.
(5)
البخاري- الفتح 3 (1399) ، ومسلم (20) واللفظ له.
(6)
البخاري- الفتح 7 (3711- 3712) .