الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (الاعتراف بالفضل)
1-
* (عن زيد بن خالد الجهنيّ- رضي الله عنه أنّه قال: صلّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصّبح بالحديبية- على أثر سماء»
كانت من اللّيلة- فلمّا انصرف أقبل على النّاس، فقال:«هل تدرون ماذا قال ربّكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فأمّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي، وكافر بالكوكب، وأمّا من قال: بنوء «2» كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب» ) * «3» .
2-
* (عن عبد الله بن الزّبير- رضي الله عنهما أنّه كان يقول في دبر كلّ صلاة حين يسلّم: «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير، لا حول ولا قوّة إلّا بالله، لا إله إلّا الله، ولا نعبد إلّا إيّاه له النّعمة، وله الفضل وله الثّناء الحسن لا إله إلّا الله مخلصين له الدّين ولو كره الكافرون» . وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلّل بهنّ دبر كلّ صلاة) * «4» .
الأحاديث الواردة في (الاعتراف بالفضل) معنى
3-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: أتى جبريل النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام «5» أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربّها- عز وجل ومنّي، وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب «6» لا صخب «7» فيه ولا نصب «8» » ) * «9» .
4-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصّدقة فقيل: منع ابن جميل «10» ، وخالد بن الوليد وعبّاس بن عبد المطّلب، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«ما ينقم ابن جميل إلّا أنّه كان فقيرا فأغناه الله ورسوله، وأمّا خالد، فإنّكم تظلمون خالدا، قد احتبس أدرعه وأعتده «11» في سبيل لله، وأمّا العبّاس ابن عبد المطلّب، فعمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عليه صدقة ومثلها معها» ) * «12» .
(1) أثر سماء: أي بعد المطر.
(2)
بنوء: النوء في أصله ليس هو الكوكب نفسه، فإنه مصدر ناء بمعنى سقط وغاب ثم استعمل اسما للكوكب.
(3)
البخاري- الفتح 2 (846) واللفظ له، ومسلم (71) .
(4)
مسلم (594) .
(5)
إدام: ما يؤتدم به وهو ما يؤكل مع الخبز.
(6)
المراد بالقصب: اللؤلؤ المجوف.
(7)
الصخب: الصوت المختلط المرتفع.
(8)
ولا نصب: النصب الحزن والإعياء.
(9)
البخاري- الفتح 13 (7497) . ومسلم (2433) واللفظ له.
(10)
منع ابن جميل: أي منع الزكاة وامتنع من دفعها.
(11)
وأعتده: هي ما يعده المرء من المال والسلاح، وقيل هي الخيل خاصة.
(12)
البخاري- الفتح 3 (1468) واللفظ له. ومسلم (983) .
5-
* (عن أبي موسى- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الأشعريّين إذا أرملوا «1» في الغزو أو قلّ طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثمّ اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسّويّة، فهم منّي وأنا منهم» ) * «2» .
6-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه سمع النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ ثلاثة في بني إسرائيل:
أبرص «3» وأقرع وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم «4» .
فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن ويذهب عنّي الّذي قد قذرني النّاس. قال فمسحه فذهب عنه قذره. وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. قال:
فأيّ المال أحبّ إليك؟ قال: الإبل- (أو قال: البقر شكّ إسحق) إلّا أنّ الأبرص أو الأقرع قال أحدهما:
الإبل، وقال الآخر: البقر- قال فأعطي ناقة عشراء «5» . فقال: بارك الله لك فيها. قال فأتى الأقرع فقال: أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: شعر حسن ويذهب عنّي هذا الّذي قذرني النّاس. قال فمسحه فذهب عنه وأعطي شعرا حسنا. قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟ قال: البقر، فأعطي بقرة حاملا.
فقال: بارك الله لك فيها. قال فأتى الأعمى فقال:
أيّ شيء أحبّ إليك؟ قال: أن يردّ الله إليّ بصري فأبصر به النّاس. قال فمسحه فردّ الله إليه بصره.
قال: فأيّ المال أحبّ إليك؟. قال: الغنم. فأعطي شاة والدا «6» . فأنتج هذان وولّد هذا «7» . قال: فكان لهذا واد من الإبل. ولهذا واد من البقر. ولهذا واد من الغنم. قال ثمّ إنّه أتى الأبرص في صورته وهيئته.
فقال: رجل مسكين. قد انقطعت بي الحبال «8» في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلّا بالله ثم بك. أسألك، بالّذي أعطاك اللّون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيرا أتبلّغ عليه في سفري. فقال: الحقوق كثيرة.
فقال له: كأنّي أعرفك. ألم تكن أبرص يقذرك النّاس؟
فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: إنّما ورثت هذا المال كابرا عن كابر «9» . فقال: إن كنت كاذبا، فصيّرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأقرع في صورته، فقال له مثل ما قال لهذا. وردّ عليه مثل ما ردّ على هذا. فقال: إن كنت كاذبا فصيّرك الله إلى ما كنت، قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين وابن
(1) أرملوا: أي نفد زادهم.
(2)
البخاري- الفتح 5 (2386) . ومسلم (2500) واللفظ له.
(3)
أبرص: قال في القاموس: البرص بياض يظهر في ظاهر البدن، لفساد مزاج. برص، كفرح، فهو أبرص. وأبرصه الله.
(4)
يبتليهم: أي يختبرهم.
(5)
ناقة عشراء: هي الحامل القريبة الولادة.
(6)
شاة والدا: أي وضعت ولدها، وهو معها.
(7)
فأنتج هذان وولد هذا: هكذا الرواية: فأنتج، رباعي وهي لغة قليلة الاستعمال. والمشهور نتج، ثلاثي. وممن حكى اللغتين الأخفش. ومعناه تولى الولادة، وهي النتج والإنتاج. ومعنى ولد هذا، بتشديد اللام، معنى أنتج. والنتاج للإبل، والمولد للغنم وغيرها، هو كالقابلة للنساء.
(8)
انقطعت بي الحبال: هي الأسباب. وقيل: الطرق.
(9)
إنّما ورثت هذا المال كابرا عن كابر: أي ورثته من آبائي الذين ورثوه من آبائهم، كبيرا عن كبير، في العز والشرف والثروة.
سبيل. انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلّا بالله ثمّ بك. أسألك- بالّذي ردّ عليك بصرك- شاة أتبلّغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فردّ الله إليّ بصري فخذ ما شئت، ودع ما شئت.
فوالله لا أجهدك اليوم «1» شيئا أخذته لله. فقال: أمسك مالك. فإنّما ابتليتم. فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك» ) * «2»
7-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهنّ شيئا. قالت الأولى:
زوجي لحم جمل غثّ «3» على رأس جبل وعر «4» ، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل. قالت الثّانية:
زوجي لا أبثّ خبره «5» ، إنّي أخاف أن لا أذره «6» ، إن أذكره أذكر عجره وبجره «7» . قالت الثّالثة: زوجي العشنّق «8» ، إن أنطق أطلّق، وإن أسكت أعلّق قالت الرّابعة: زوجي كليل تهامة «9» ، لا حرّ ولا قرّ ولا مخافة ولا سآمة. قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد «10» ، وإن خرج أسد، ولا يسأل عمّا عهد.
قالت السّادسة: زوجي إن أكل لفّ «11» وإن شرب اشتفّ، وإن اضطجع التفّ، ولا يولج الكفّ ليعلم البثّ. قالت السّابعة: زوجي غياياء أو عياياء1»
طباقاء، كلّ داء له داء «13» ، شجّك أو فلك «14» أو جمع كلّا لك. قالت الثّامنة: زوجي الرّيح ريح زرنب «15» ، والمسّ مسّ أرنب. قالت
(1) أجهدك: معناه لا أشق عليك برد شيء تأخذه.
(2)
البخاري- الفتح 6 (3464) . ومسلم (2964) واللفظ له.
(3)
غث: مهزول، وهو هنا صفة اللحم ويجوز فيه الجر صفة للجمل.
(4)
على رأس جبل وعر: المعنى أنه قليل الخير من أوجه منها كونه كلحم الجمل لا كلحم الضأن، ومنها أنه غث مهزول رديء، ومنها أنه صعب التناول لا يوصل إليه إلا بمشقة شديدة، وقولها لا سمين فينتقل: أي تنقله الناس إلى بيوتهم ليأكلوه بل يتركوه رغبة عنه لرداءته.
(5)
لا أبث خبره: أي لا أنشره وأشيعه.
(6)
إنى أخاف أن لا أذره: إني أخاف أن لا أترك من خبره شيئا.
(7)
عجره وبجره: المراد بهما عيوبه وقال ابن الأعرابي: العجرة: نفخة في الظهر، فإن كانت في السرة فهي بجرة.
(8)
زوجي العشنق: العشنق: أي الطويل أو المذموم الطول أو طويل العنق، وكل ذلك بغير نفع.
(9)
زوجي كليل تهامة: ليس في أذى بل هو راحة ولذاذة عيش كليل تهامة: معتدل لا حر ولا برد مفرط.
(10)
زوجي إن دخل فهد: تصفه إذا دخل البيت بكثرة النوم والغفلة في منزله عن تعهد ما ذهب من متاعه وتصفه إذا صار بين الناس أو مارس الحرب بالأسد.
(11)
زوجي إن أكل لفّ: قال ابن الأعرابي هذا ذم له أرادت وإن اضطجع ورقد التف في ثيابه في ناحية ولم يضاجعني ليعلم ما عندي من محبته.
(12)
زوجي غياياء أو عياياء: بالعين المهملة العنين الذي تعييه مباضعة النساء ويعجز عنها. وبالغين المعجمة مأخوذ من الغياية. وهي الظلمة ومعناه: لا يهتدي إلى مسلك، أو أنها وصفته بثقل الروح، وأما طباقاء فمعناه المطبقة عليه أموره قمعا أو العاجز عن الكلام.
(13)
كل داء له داء: أي جميع أدواء الناس مجتمعة فيه.
(14)
شجك أو فلك: أنها معه بين شج رأس وضرب وكسر عضو أو جمع بينهما.
(15)
زوجي الريح ريح زرنب: الزرنب نوع من الطيب معروف. قيل أرادت طيب ريح جسده. وقيل طيب ثيابه في الناس.
التّاسعة: زوجي رفيع العماد «1» ، طويل النّجاد «2» ، عظيم الرّماد «3» قريب البيت من النّادي «4» . قالت العاشرة: زوجي مالك وما مالك «5» ، مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، إذا سمعن صوت المزهر «6» ، أيقنّ أنهنّ هوالك. قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع فما أبو زرع، أناس من حليّ أذنيّ «7» ، وملأ من شحم عضديّ «8» ، وبجّحني «9» فبجحت إليّ نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشقّ «10» ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنقّ «11» فعنده أقول فلا أقبّح، وأرقد فأتصبّح، وأشرب فأتقنّح «12» . أمّ أبي زرع فما أمّ أبي زرع، عكومها رداح «13» ، وبيتها فساح «14» ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع، مضجعه كمسلّ شطبة «15» ، ويشبعه ذراع الجفرة «16» . بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع، طوع أبيها، وطوع أمّها، وملء كسائها «17» ، وغيظ جارتها «18» . جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع، لا تبثّ حديثنا تبثيثا «19» ولا تنقّث ميرتنا تنقيثا «20» ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا «21» ؛ قالت: خرج
(1) زوجي رفيع العماد موصوف بالشرف وسناء الذكر.
(2)
طويل النجاد: طويل القامة.
(3)
عظيم الرماد: جواد كثير الأضياف.
(4)
قريب البيت من النادي: الضيفان يقصدون النادي وأصحاب النادي يأخذون ما يحتاجون إليه في مجلسهم من بيت قريب للنادي واللئام يتباعدون من النادي.
(5)
زوجي مالك وما مالك الأولى وما عطف عليها اسم زوجها كررته تفخيما لشأنه؛ وقولها مالك خير من ذلك أي خير مما أشير إليه من ثناء وطيب ذكر.
(6)
المزهر: هو العود الذي يضرب به.
(7)
أناس من حلي أذني حلاني قرطة وشنوفا فهي تنوس أي تتحرك لكثرتها.
(8)
وملأ من شحم عضدي: معناه أسمنني وملأ بدني شحما.
(9)
وبجّحني فبجحت عظّمني فعظمت عليّ نفسي أو فرّحني ففرحت.
(10)
وجدني بأهل غنيمة بشق: أرادت أن أهلها كانوا أصحاب غنم لا أصحاب خيل وإبل لأن الصهيل أصوات الخيل والأطيط أصوات الإبل وحنينها، والعرب لا تعتد بأصحاب الغنم وإنما يعتدون بأصحاب الخيل.
(11)
ودائس ومنق: المقصود أنه صاحب زرع يدرسه وينقيه.
(12)
فأتقنّح: بعض الناس يرويه بالميم وبعضهم يرويه بالنون فالميم معناه أروى حتى أدع الشراب من شدة الري، وبالنون معناه أقطع الشراب وأتمهل فيه.
(13)
عكومها رداح: العكوم الأعدال والأوعية التي فيها الطعام والأمتعة، ورداح: أي عظام كبيرة.
(14)
وبيتها فساح: واسع.
(15)
مضجعه كمسل شطبة: مرادها أنه مهفهف خفيف اللحم كالشطبة وهو مما يمدح به الرجل.
(16)
وتشبعه ذراع الجفرة والمراد أنه قليل الأكل. والعرب تمدح به.
(17)
وملء كسائها: أي سمينة الجسم.
(18)
وغيظ جارتها: يغيظها ما ترى من حسنها وجمالها وعفتها وأدبها.
(19)
لا تبث حديثنا تبثيثا: أي لا تشيعه وتظهره، بل تكتم سرنا وحديثنا كله.
(20)
ولا تنقث ميرتنا تنقيثا: الميرة الطعام المجلوب. ومعناه لا تفسده ولا تفرقه ولا تذهب به. ومعناه وصفها بالأمانة.
(21)
ولا تملأ بيتنا تعشيشا: أي لا تترك الكناسة والقمامة فيه مفرقة كعش الطائر.
أبو زرع والأوطاب تمخض «1» ، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين، يلعبان من تحت خصرها برمّانتين «2» ، فطلّقني ونكحها، فنكحت بعده رجلا سريّا، ركب شريّا «3» وأخذ خطّيّا «4» ، وأراح عليّ نعما ثريّا «5» ، وأعطاني من كلّ رائحة زوجا، قال كلي أمّ زرع، وميري أهلك «6» ، فلو جمعت كلّ شيء أعطاني ما بلغ أصغر آنية أبي زرع. قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كنت لك كأبي زرع لأمّ زرع «7» » ) *» .
8-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه أنّه قال: مرّ أبو بكر والعبّاس- رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار، وهم يبكون فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النّبيّ صلى الله عليه وسلم منّا. فدخل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، قال: فخرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد عصب على رأسه حاشية برد، قال: فصعد المنبر- ولم يصعده بعد ذلك اليوم- فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «أوصيكم بالأنصار فإنّهم كرشي «9» وعيبتي «10» وقد قضوا الّذي عليهم، وبقي الّذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم» ) * «11» .
9-
* (عن جرير بن عبد الله- رضي الله عنه قال: لمّا بعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم أتيته فقال: يا جرير لأيّ شيء جئت؟ قال: جئت لأسلم على يديك يا رسول الله، قال: فألقى إليّ كساءه ثمّ أقبل على أصحابه وقال: «إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه.
وقال: وكان لا يراني بعد ذلك إلّا تبسّم في وجهي» ) * «12» .
10-
* (عن أنس- رضي الله عنه أنّه قال:
لمّا قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة أتاه المهاجرون فقالوا:
يا رسول الله، ما رأينا قوما أبذل من كثير ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم، لقد كفونا المؤنة، وأشركونا في المهنأ حتّى خفنا أن يذهبوا بالأجر كلّه. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لا، ما دعوتم الله لهم وأثنيتم
(1) والأوطاب تمخض: أرادت أن الوقت الذي خرج فيه كان في زمن الخصب وطيب الربيع، والأوطاب جمع وطب وهو وعاء اللبن.
(2)
يلعبان من تحت خصرها برمانتين: معناه أنها ذات كفل عظيم فإذا استلقت على قفاها نتأ الكفل بها من الأرض حتى تصير تحتها فجوة فيها الرمان.
(3)
رجلا سريا ركب شريا: سريا معناه سيدا شريفا وشريا هو الفرس الذي يستشري في سيره.
(4)
وأخذ خطيا: الخطي الرمح.
(5)
وأراح عليّ نعما ثريا: أي أتى بها إلى مراحها وهو موضع مبيت الماشية.
(6)
وميري أهلك: أي أعطيهم وأفضلي عليهم وصليهم بالميرة وهي الطعام.
(7)
كنت لك كأبي زرع لأم زرع: قال العلماء: هو تطييب لنفسها وإيضاح لحسن عشرته إياها.
(8)
البخاري- الفتح 9 (5189) . ومسلم (2448) واللفظ له.
(9)
كرشي: بكسر الكاف أي جماعتي وموضع ثقتي وفي الكلام تشبيه لهم بالكرش.
(10)
عيبتي: موضع سري وأمانتي أي إنهم بطانتي وخاصتي.
(11)
البخاري- الفتح 7 (3799) . ومسلم (2510) واللفظ له.
(12)
ابن ماجة (3712) من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما بدون القصة. سنن البيهقي (8/ 168) واللفظ له. وذكره الألباني في الصحيحة (3/ 204) رقم (1205) .
عليهم» ) * «1»
11-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتّى تروا أنّكم قد كافأتموه» ) * «2»
12-
* (عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثّناء» ) * «3»
13-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنّه قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وجاءته وفود هوازن فقالوا: يا محمّد إنّا أصل وعشيرة، فمنّ علينا، منّ الله عليك، فإنّه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك. فقال:«اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم» ، قالوا: خيّرتنا بين أحسابنا وأموالنا، نختار أبناءنا، فقال: «أمّا ما كان لي ولبني عبد المطّلب فهو لكم، فإذا صلّيت الظّهر فقولوا: إنّا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم على المؤمنين، وبالمؤمنين على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسائنا وأبنائنا. قال:
ففعلوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أمّا ما كان لي ولبني عبد المطّلب فهو لكم» ، وقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت الأنصار: مثل ذلك، وقال عيينة بن بدر: أمّا ما كان لي ولبني فزارة فلا، وقال الأقرع بن حابس: أمّا أنا وبنو تميم فلا، وقال عبّاس ابن مرداس: أمّا أنا وبنو سليم فلا، فقالت الحيّان «4» : كذبت، بل هو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يا أيّها النّاس ردّوا عليهم نساءهم وأبناءهم فمن تمسّك بشيء من الفيء «5» فله علينا ستّة فرائض من أوّل شيء يفيئه الله علينا» ، ثمّ ركب راحلته، وتعلّق به النّاس، يقولون: اقسم علينا فيئنا بيننا، حتّى ألجئوه إلى شجرة فخطفت رداءه، فقال:«يا أيّها النّاس: ردّوا عليّ ردائي، فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نعم لقسمته بينكم، ثمّ لا تلفوني بخيلا ولا جبانا ولا كذوبا» ، ثمّ دنا من بعيره، فأخذ وبرة من سنامه فجعلها بين أصابعه السّبّابة والوسطى ثمّ رفعها، فقال:«يا أيّها النّاس ليس لي من هذا الفيء ولا هذه إلّا الخمس، والخمس مردود عليكم فردّوا الخياط والمخيط، فإنّ الغلول «6» يكون على أهله يوم القيامة عارا ونارا وشنارا «7» ، فقام رجل معه كبّة من
(1) أبو داود (4812) . والترمذي (2487) واللفظ له. وقال: هذا حديث صحيح حسن غريب من هذا الوجه.
(2)
النسائي (5/ 82) . وأبو داود (1672) وقال محقق جامع الأصول (11/ 692) : إسناده صحيح. وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود (1/ 314) : صحيح.
(3)
الترمذي (2035) وقال: حسن جيد غريب. والنسائي في عمل اليوم والليلة (75) .
(4)
الحيّان: المراد بهم بنو تميم وبنو سليم.
(5)
الفيء: الغنيمة.
(6)
الغلول: الخيانة في المغنم.
(7)
شنارا: الشنار بالفتح العيب.
شعر، فقال: إنّي أخذت هذه أصلح بها بردعة بعير لي دبر «1» قال: «أمّا ما كان لي ولبني عبد المطّلب فهو لك» ، فقال الرّجل: يا رسول الله أمّا إذ بلغت ما أرى فلا أرب «2» لي بها، ونبذها» ) * «3» .
14-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت: استأذنت هالة بنت خويلد- أخت خديجة- على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة، فارتاح لذلك فقال: اللهمّ هالة بنت خويلد، فغرت فقلت:
وما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشّدقين هلكت في الدّهر فأبدلك الله خيرا منها» ) * «4» .
15-
* (عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه أنّه قال: كنت جالسا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتّى أبدى عن ركبته، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أمّا صاحبكم فقد غامر» «5» فسلّم، وقال: يا رسول الله: إنّي كان بيني وبين ابن الخطّاب شيء فأسرعت إليه ثمّ ندمت، فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ، فأقبلت إليك فقال: «يغفر الله لك يا أبا بكر (ثلاثا) » ، ثمّ إنّ عمر ندم، فأتى منزل أبي بكر فسأل: أثمّ أبو بكر؟ فقالوا: لا، فأتى إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فجعل وجه النّبيّ صلى الله عليه وسلم يتمعّر «6» حتّى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال: يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم (مرّتين) فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟
(مرّتين) فما أوذي بعدها» ) * «7» .
16-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت: ما غرت على نساء النّبيّ صلى الله عليه وسلم، إلّا على خديجة. وإنّي لم أدركها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا ذبح الشّاة، فيقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغضبته يوما فقلت: خديجة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّي قد رزقت حبّها» ) * «8» .
17-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس وقال:
«إنّ الله خيّر عبدا بين الدّنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله» . قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا
(1) دبر: الدّبر بفتح الباء هو الجرح الذي يكون على ظهر البعير، والبردعة والبرذعة (بالدال والذال) الحلس الذي يلقى تحت الرحل.
(2)
أرب: الأرب الحاجة.
(3)
أحمد (2/ 184) واللفظ له، وقال شاكر: إسناده صحيح (11/ 18) رقم (6729) .. وروى أبو داود بعضه (2694) . البيهقي في السنن الكبرى (6/ 336، 337) . وإنما فعل بهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؛ لأنه استرضع منهم أمه من الرضاع (حليمة السعدية) فرد لهم فضلهم واعترف بجميلهم.
(4)
البخاري- الفتح 7 (3821) 0 مسلم (2437) واللفظ له، عند أحمد قال عليه الصلاة والسلام: آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بما لها إذ حرمني الناس، ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء. ذكره الحافظ في الفتح (7/ 137) .
(5)
غامر: خاصم.
(6)
يتمعر: تذهب نضارته من الغضب.
(7)
البخاري- الفتح 7 (3661) .
(8)
البخاري- الفتح 7 (3816) . ومسلم (2435) واللفظ له.
لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيّر، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخيّر، وكان أبو بكر أعلمنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنّ أمنّ النّاس عليّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متّخذا خليلا غير ربّي لاتّخذت أبا بكر ولكن أخوّة الإسلام ومودّته، لا يبقينّ باب في المسجد إلّا سدّ «1» إلّا باب أبي بكر» ) * «2» .
18-
* (عن جبير بن مطعم بن عديّ- رضي الله عنه أنّه قال: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال في أسارى بدر: «لو كان المطعم بن عديّ حيّا ثمّ كلّمني في هؤلاء النّتنى «3» لتركتهم له» ) * «4» .
19-
* (عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازنيّ- رضي الله عنه أنّه قال: لمّا أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في النّاس في المؤلّفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا، فكأنّهم وجدوا «5» إذ لم يصبهم ما أصاب النّاس فخطبهم فقال: «يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلّالا فهداكم الله بي، وكنتم متفرّقين فألّفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟ كلّما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمنّ. قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. قال: كلّما شيئا قالوا: الله ورسوله أمنّ. قال:
لو شئتم قلتم: جئتنا كذا وكذا. ألا ترضون أن يذهب النّاس بالشّاة والبعير، وتذهبون بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك النّاس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها. الأنصار شعار «6» والنّاس دثار «7» إنّكم ستلقون بعدي أثرة «8» فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض» ) * «9» .
20-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبّوا أصحابي، لا تسبّوا أصحابي، فوالّذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه» ) * «10» .
21-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يشكر النّاس لم يشكر الله- عز وجل» ) * «11» .
(1) المعنى: لا تبقوا بابا غير مسدود إلا باب أبي بكر.
(2)
البخاري- الفتح 7 (3654) 0 قال الحافظ: في الحديث فوائد منها: شكر المحسن والتنويه بفضله والثناء عليه (7/ 16) .
(3)
النتنى: المراد بهم أسرى بدر المشركين.
(4)
البخاري- الفتح 6 (3139) . وانما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك اعترافا منه بالجميل لما أدخله في جواره بعد أن رده أهل الطائف.
(5)
وجدوا: أي غضبوا.
(6)
شعار: ما يلي الجسد.
(7)
دثار: ما يتدثر به الإنسان وهو ما يلقيه عليه من كساء أو غيره فوق الشعار.
(8)
أثرة: استئثار بأمور الدنيا. والأصل فيه الانفراد بالشيء المشترك دون من يشركه فيه.
(9)
البخاري- الفتح 7 (4330) واللفظ له. ومسلم (1061) .
(10)
مسلم (2540) واللفظ له. والبخاري في الفتح 7 (3673) من حديث أبي سعيد.
(11)
المسند (2/ 258) واللفظ له، وقال الشيخ أحمد شاكر: رواه أبو داود (4811)، والترمذي (3 (132) وقال: حديث صحيح.