الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لك شيئا، قد أبلغتك، وعلى رقبته بعير له رغاء يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك. وعلى رقبته صامت «1» فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا، قد أبلغتك. أو على رقبته رقاع تخفق «2» ، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك» «3» ) * «4» .
8-
* (عن أبي موسى- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على كلّ مسلم صدقة» ، فقالوا: يا نبيّ الله فمن لم يجد؟ قال: «يعمل بيده ويتصدّق. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف «5» » قالوا: فإن لم يجد؟ قال: «فليعمل بالمعروف، وليمسك عن الشّرّ فإنّها له صدقة» ) * «6» .
الأحاديث الواردة في (الإغاثة) معنى
9-
* (عن عائشة أمّ المؤمنين- رضي الله عنها أنّها قالت: أوّل ما بديء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرّؤيا الصّالحة في النّوم. فكان لا يرى رؤيا إلّا جاءت مثل فلق الصّبح. ثمّ حبّب إليه الخلاء. فكان يخلو بغار حراء يتحنّث فيه- وهو التّعبّد- اللّيالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله. ويتزوّد لذلك. ثمّ يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها. حتّى جاءه الحقّ وهو في غار حراء. فجاءه الملك فقال: اقرأ. قال «ما أنا بقاريء» قال: فأخذني فغطّني حتّى بلغ منّي الجهد.
ثمّ أرسلني فقال: اقرأ. قال: «ما أنا بقاريء» . فأخذني فغطّني الثّانية حتّى بلغ منّي الجهد «7» . ثمّ أرسلني فقال اقرأ فقلت: «ما أنا بقاريء» فأخذني فغطّني الثّالثة. ثمّ أرسلني فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (القلم/ 1- 3) فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده. فدخل على خديجة بنت خويلد- رضي الله عنها فقال: زمّلوني زمّلوني. فزمّلوه حتّى ذهب عنه الرّوع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلّا والله ما يخزيك الله أبدا، إنّك لتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضّيف، وتعين على نوائب الحقّ. فانطلقت به خديجة حتّى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى ابن عمّ خديجة، وكان امرءا تنصّر في الجاهليّة، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانيّة ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عمّ اسمع من
(1) صامت: أي الذهب والفضة، وقيل: ما لا روح فيه.
(2)
رقاع تخفق: أي تتقعقع وتضطرب إذا حركتها الرياح، وقيل: معناه تلمع والمراد بها الثياب.
(3)
البخاري- الفتح 6 (3073) .
(4)
يوضح هذا الحديث الشريف أن الإغاثة لا تكون لأصحاب الغلول يوم القيامة.
(5)
قال ابن حجر في الفتح: الملهوف المستغيث (3/ 361) ، وهو أعمّ من أن يكون مظلوما أو عاجزا. قلت والإعانة هنا إغاثة له.
(6)
البخاري الفتح 3 (1445) ، واللفظ له، ومسلم (1008) .
(7)
بلغ مني الجهد: يروى بنصب الجهد ورفعه ومعنى رواية النصب أن الغطّ بلغ منه المشقة والتعب، وعلى رواية الرفع بلغ منه الجهد مبلغا عظيما.
ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟
فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا النّاموس «1» الّذي نزّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا «2» ، ليتني أكون حيّا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أو مخرجيّ هم؟» قال نعم. لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلّا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزّرا. ثمّ لم ينشب «3» ورقة أن توفّي، وفتر الوحي» ) * «4» .
10-
* (عن عبد الله بن أبي قتادة، أنّ أبا قتادة طلب غريما له فتوارى عنه، ثمّ وجده، فقال: إنّي معسر. فقال: آلله؟ قال: آلله. قال: فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سرّه أن ينجّيه الله من كرب يوم القيامة فلينفّس عن معسر، أو يضع عنه» ) * «5» .
11-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» ) * «6» .
12-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدّنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر في الدّنيا يسّر الله عليه في الدّنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم في الدّنيا ستر الله عليه في الدّنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) * «7» .
13-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النّار ثلاث خنادق، كلّ خندق أبعد ممّا بين الخافقين) * «8» .
14-
* (عن أبي ذرّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«على كلّ نفس في كلّ يوم طلعت فيه الشّمس صدقة منه على نفسه» . قلت: يا رسول الله، من أين أتصدّق وليس لنا أموال؟ قال: «إنّ من أبواب الصّدقة التكبير، وسبحان الله والحمد لله واستغفر الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتعزل الشّوكة عن طريق النّاس والعظم والحجر، وتهدي الأعمى، وتسمع الأصمّ
(1) الناموس: هو جبريل، وقال أهل اللغة: الناموس صاحب سر الخبر.
(2)
جذعا: أي شابا قويا.
(3)
لم ينشب: أي لم يلبث.
(4)
البخاري- الفتح 1 (3) واللفظ له. ومسلم (160) .
(5)
مسلم (1563) .
(6)
البخاري- الفتح 5 (2442) واللفظ له، ومسلم (2580) وأبو داود حديث رقم (4946) والترغيب والترهيب (3/ 389) .
(7)
مسلم (2699) والترمذي واللفظ له، كتاب البر- حديث رقم (1930) وأبو داود باب المعونة للمسلم برقم (4946) وابن ماجة (مقدمة) حديث رقم (225) . وأحمد (2/ 252) . والحاكم وقال: صحيح على شرطهما والترغيب والترهيب (3/ 390) .
(8)
المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 391) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والحاكم، وقال: صحيح الاسناد، إلا أنه قال: لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته- وأشار بأصبعه- أفضل من أن يعتكف في مسجدي هذا شهرين.