الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المومسات «1» فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته.
وكانت امرأة بغيّ يتمثّل بحسنها «2» . فقالت: إن شئتم لأفتننّه لكم. قال فتعرّضت له فلم يلتفت إليها فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها. فوقع عليها. فحملت. فلمّا ولدت قالت: هو من جريج.
فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه.
فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغيّ. فولدت منك. فقال: أين الصّبيّ؟ فجاءوا به. فقال: دعوني حتّى أصلّي. فصلّى. فلمّا انصرف أتى الصّبيّ فطعن في بطنه وقال: يا غلام! من أبوك؟ قال: فلان الرّاعي.
قال: فأقبلوا على جريج يقبّلونه ويتمسّحون به.
وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب. قال: لا.
أعيدوها من طين كما كانت. ففعلوا. وبينا صبيّ يرضع من أمّه. فمرّ رجل راكب على دابّة فارهة وشارة حسنة «3» . فقالت أمّه! اللهمّ! اجعل ابني مثل هذا.
فترك الثّدي وأقبل إليه فنظر إليه. فقال: اللهمّ! لا تجعلني مثله. ثمّ أقبل على ثديه فجعل يرتضع.
قال: فكأنّي أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السّبّابة في فمه. فجعل يمصّها. قال:
ومرّوا بجارية وهم يضربونها ويقولون: زنيت. سرقت.
وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل فقالت أمّه:
اللهمّ! لا تجعل ابني مثلها. فترك الرّضاع ونظر إليها.
فقال: اللهمّ! اجعلني مثلها. فهناك تراجعا الحديث.
فقالت: حلقى «4» ! مرّ رجل حسن الهيئة فقلت:
اللهمّ! اجعل ابني مثله. فقلت: اللهمّ! لا تجعلني مثله، ومرّوا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون:
زنيت. سرقت فقلت: اللهمّ! لا تجعل ابني مثلها.
فقلت: اللهمّ! اجعلني مثلها «5» .
قال: إنّ ذاك الرّجل كان جبّارا. فقلت: اللهمّ! لا تجعلني مثله وإنّ هذه يقولون لها: زنيت ولم تزن.
وسرقت. ولم تسرق فقلت: اللهمّ! اجعلني مثلها» ) * «6» .
الأحاديث الواردة في (الاحتساب) معنى
13-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟. فيقولون:
نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟. فيقولون: نعم.
فيقول: ماذا قال عبدي؟. فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنّة وسمّوه بيت الحمد» ) *» .
14-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
جاءت امرأة إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم بابن لها، فقالت: يا رسول الله! إنّه يشتكي وإنّي أخاف عليه، قد دفنت ثلاثة، قال:
(1) المومسات: الزواني البغايا المتجاهرات بذلك.
(2)
يتمثل بحسنها: أي يضرب به المثل لانفرادها به.
(3)
فارهة: النشيطة الحادة القوية. شارة: الهيئة واللباس.
(4)
حلقى: أي أصابه الله بوجع في حلقه.
(5)
مثلها: أي سالما من المعاصي كما هي سالمة.
(6)
البخاري- الفتح 6 (3436) ، ومسلم (2550) واللفظ له.
(7)
الترمذي (1021) ، وحسن إسناده الألباني صحيح الترمذي (814) .
«لقد احتظرت «1» بحظار شديد من النّار» ) * «2» .
15-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه قال: دخلت أسماء بنت عميس، وهي ممّن قدم معنا، على حفصة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النّجاشيّ فيمن هاجر إليه، فدخل عمر على حفصة، وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟. قالت: أسماء بنت عميس. قال عمر: الحبشيّة هذه؟ البحريّة هذه؟. فقالت أسماء:
نعم. فقال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحقّ برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم، فغضبت. وقالت كلمة:
كذبت يا عمر، كلّا والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم. وكنّا في دار، أو في أرض البعداء البغضاء في الحبشة وذلك في الله وفي رسوله وأيم الله «3» لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتّى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن كنّا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسأله.
ووالله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك. قال:
فلمّا جاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبيّ الله إنّ عمر قال كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ليس بأحقّ بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السّفينة هجرتان» . قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السّفينة يأتوني أرسالا «4» يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدّنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم ممّا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم * «5» .
16-
* (عن صهيب- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه خير، وليس ذلك لأحد إلّا للمؤمن؟ إن أصابته سرّاء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له» ) * «6» .
17-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: قالت النّساء للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرّجال، فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهنّ يوما لقيهنّ فيه فوعظهنّ وأمرهنّ، فكان فيما قال لهنّ:«ما منكنّ امرأة تقدّم ثلاثة من ولدها إلّا كان لها حجابا من النّار» .
فقالت امرأة: واثنين؟. فقال: «واثنين» ) * «7» .
18-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلّا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النّار سبعين خريفا» ) * «8» .
19-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسّه النّار إلّا تحلّة القسم «9» » ) * «10» .
20-
* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنهما قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلم
(1) احتظرت: أي امتنعت بمانع وثيق.
(2)
مسلم (2636) .
(3)
وأيم الله، من ألفاظ القسم وأصلها أيمن الله ثم حذفت النون، تخفيفا لكثرة الاستعمال وأصل الجملة وأيمن الله قسمي ثم حذف الخبر.
(4)
أرسالا: أفواجا.
(5)
البخاري- الفتح 7 (3136) ، ومسلم (2503) واللفظ له.
(6)
مسلم (2999) .
(7)
البخاري- الفتح 1 (101) واللفظ له، ومسلم (2633) .
(8)
البخاري- الفتح 6 (2840) ، مسلم (1153) .
(9)
إلا تحلة القسم: أي ما ينحل به القسم وهو اليمين. وتحلة القسم هي تحلة قوله تعالى وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها (مريم: 71)، والقسم قوله تعالى فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ (مريم: 68) .
(10)
البخاري- الفتح 3 (1251) ، ومسلم (2632) واللفظ له.