المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأحاديث الواردة في (إقامة الشهادة) - نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - جـ ٢

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌[حرف الألف]

- ‌الابتهال

- ‌الابتهال لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الآيات الواردة في (الابتهال)

- ‌الأحاديث الواردة في (الابتهال)

- ‌الأحاديث الواردة في (الابتهال) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الابتهال)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الابتهال)

- ‌من فوائد (الابتهال)

- ‌الاتباع

- ‌الاتباع لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌السنن التّركية حكمها حكم السنن الفعلية:

- ‌الاتباع دليل محبة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم:

- ‌الاتباع في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «الاتباع»

- ‌أولا: اتباع المولى- عز وجل

- ‌ثانيا: اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ورسل الله الكرام وأوليائه الصالحين

- ‌ثالثا: اتباع الهدى والرضوان وما أنزل الله من كتاب أو ارتضى من شريعة:

- ‌رابعا: اتباع المؤمنين:

- ‌الآيات الواردة في «الاتّباع لفظا» ولها معنى آخر:

- ‌الأحاديث الواردة في (الاتباع)

- ‌الأحاديث الواردة في (الاتباع) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الاتباع)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاتباع)

- ‌من فوائد (الاتباع)

- ‌الاجتماع

- ‌الاجتماع لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌أهمية الاجتماع وحث الإسلام عليه:

- ‌الآيات الواردة في الحث على «الاجتماع»

- ‌الآيات الواردة في الحث على «الاجتماع» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الاجتماع)

- ‌الأحاديث الواردة في (الاجتماع) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاجتماع)

- ‌من فوائد (الاجتماع)

- ‌الاحتساب

- ‌الاحتساب لغة:

- ‌الاحتساب اصطلاحا:

- ‌الآيات الواردة في «الاحتساب»

- ‌أولا: الاحتساب بمعنى الاكتفاء بالمولى- عز وجل ناصرا ومعينا:

- ‌ثانيا: الاحتساب بالصبر على المكاره «الآيات الواردة بالمعنى» :

- ‌ثالثا: الاحتساب عند الطاعات: «الآيات الواردة بالمعنى» :

- ‌الآيات الواردة في «الاحتساب» ولها معنى آخر

- ‌الأحاديث الواردة في (الاحتساب)

- ‌1) الأحاديث الواردة في احتساب الطاعات:

- ‌(2) الأحاديث الواردة في احتساب المكاره:

- ‌الأحاديث الواردة في (الاحتساب) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الاحتساب)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاحتساب)

- ‌من فوائد (الاحتساب)

- ‌الإحسان

- ‌الإحسان لغة:

- ‌الإحسان اصطلاحا:

- ‌حقيقة الإحسان:

- ‌درجات الإحسان:

- ‌القيمة التربوية للإحسان:

- ‌الإحسان من أهم وسائل نهضة المسلمين:

- ‌إحسان الله إلى عباده:

- ‌بين الحسنة والإحسان:

- ‌فمن معاني الحسنة:

- ‌منزلة الإحسان:

- ‌بين الإحسان والإنعام:

- ‌بين الإحسان والعدل:

- ‌شمولية الإحسان واتساع دائرته:

- ‌ميادين الإحسان كما جاءت في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «الإحسان»

- ‌أولا: الإحسان من صفة الله- عز وجل

- ‌ثانيا: الإحسان من صفة الأنبياء وصالحي المؤمنين:

- ‌ثالثا: أمر الله- عز وجل بالإحسان:

- ‌رابعا: عاقبة الإحسان:

- ‌أ- معية الله للمحسنين (وكفى به شرفا) :

- ‌ب- حب الله للمحسنين (وكفى به جزاء) :

- ‌ج- جزاء الإحسان في الدنيا والآخرة:

- ‌الأحاديث الواردة في (الإحسان)

- ‌الأحاديث الواردة في (الإحسان) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الإحسان)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الإحسان)

- ‌من فوائد (الإحسان)

- ‌الإخاء

- ‌الإخاء لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الإخاء في القرآن:

- ‌الآيات الواردة في «الإخاء»

- ‌أخوة النّسب:

- ‌أخوة الدّين:

- ‌أخوة القبيلة:

- ‌أخوة المودة والمحبة:

- ‌أخوة الصحبة:

- ‌الآيات الواردة في «الإخاء» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الإخاء والمؤاخاة)

- ‌الأحاديث الواردة في (الإخاء) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الإخاء)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الإخاء)

- ‌من فوائد (الإخاء)

- ‌الإخبات

- ‌الإخبات لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الآيات الواردة في «الإخبات»

- ‌الأحاديث الواردة في (الإخبات)

- ‌من الآثار الواردة في (الإخبات)

- ‌من فوائد (الإخبات)

- ‌الإخلاص

- ‌الإخلاص لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌حقيقة الإخلاص:

- ‌الفرق بين الإخلاص والصدق:

- ‌لفظ الإخلاص في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «الإخلاص»

- ‌إخلاص الدين لله:

- ‌إخلاص الله- عز وجل من شاء من عباده:

- ‌أ- الأنبياء- صلوات الله عليهم

- ‌ب- المؤمنون الناجون (من عذاب الدنيا أو من عذاب الآخرة أو من تلبيس إبليس) :

- ‌الآيات الواردة في «الإخلاص» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الإخلاص)

- ‌الأحاديث الواردة في (الإخلاص) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الإخلاص)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الإخلاص)

- ‌من صور الإخلاص ومظاهره

- ‌من فوائد (الإخلاص)

- ‌الأدب*

- ‌الأدب لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الأدب والتأديب والتأدب:

- ‌أنواع الأدب:

- ‌أولا: الأدب مع الله- عز وجل

- ‌أدب الرسول صلى الله عليه وسلم مع الله- عز وجل

- ‌أدب الأنبياء والرسل مع الله- عز وجل

- ‌الأدب مع الله- عز وجل في العبادة:

- ‌ثانيا: الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌من مظاهر الأدب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم:

- ‌ثالثا: الأدب مع الخلق:

- ‌أدب الحوار والمناظرة في الدعوة إلى الله:

- ‌الأدب مع النفس:

- ‌الأدب اللازم للإنسان:

- ‌أدب المواضعة والاصطلاح:

- ‌أدب الرياضة والاستصلاح:

- ‌من صور أدب الرياضة والاستصلاح:

- ‌الآيات الواردة في «الأدب» معنى

- ‌الأدب مع الله- عز وجل والقرآن الكريم:

- ‌الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌الأدب مع الإنسان:

- ‌الأدب مع النفس:

- ‌الأحاديث الواردة في (الأدب)

- ‌الأحاديث الواردة في (الأدب) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الأدب)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الأدب)

- ‌من فوائد الالتزام بالأدب

- ‌الإرشاد

- ‌الإرشاد لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الإرشاد في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «الإرشاد»

- ‌الأحاديث الواردة في (الإرشاد)

- ‌الأحاديث الواردة في (الإرشاد) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الإرشاد)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الإرشاد)

- ‌من فوائد (الإرشاد)

- ‌الاستئذان

- ‌الاستئذان لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الاستئذان في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «الاستئذان»

- ‌أولا: الإذن من المولى- عز وجل بأمر من الأمور:

- ‌ثانيا: الإذن ممن يملك ذلك من الناس:

- ‌ثالثا: الاستئذان المطلوب شرعا وخلقا وسلوكا:

- ‌رابعا: الاستئذان المذموم، وهو يتعلق بالتعلة في الجهاد:

- ‌الأحاديث الواردة في (الاستئذان)

- ‌الأحاديث الواردة في (الاستئذان) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الاستئذان)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاستئذان)

- ‌من فوائد (الاستئذان)

- ‌الاستخارة

- ‌الاستخارة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌ضرورة الالتزام بالوارد في الاستخارة:

- ‌فضل صلاة الاستخارة:

- ‌الأحاديث الواردة في (الاستخارة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الاستخارة)

- ‌من فوائد (الاستخارة)

- ‌الاستعاذة

- ‌الاستعاذة لغة:

- ‌المستعاذ به

- ‌الاستعاذة اصطلاحا:

- ‌المستعاذ منه:

- ‌حكم الاستعاذة وصيغتها:

- ‌الآيات الواردة في «الاستعاذة»

- ‌أولا: المستعاذ منه هو الشيطان:

- ‌ثانيا: المستعاذ منه هو الجهل أو الظلم أو الظالمين أو الشر عموما:

- ‌الأحاديث الواردة في (الاستعاذة)

- ‌الأحاديث الواردة في (الاستعاذة) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الاستعاذة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاستعاذة)

- ‌من فوائد (الاستعاذة)

- ‌الاستعانة

- ‌الاستعانة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الاستعانة الإيمانية والاستعانة الشركية:

- ‌الاستعانة بالأعمال الصالحة:

- ‌ معنى الاستعانة

- ‌الإنسان محتاج إلى الله في كل حال ولكل شأن:

- ‌منزلة الاستعانة ومكانتها:

- ‌لماذا قدمت العبادة على الاستعانة

- ‌أوجه الاستعانة بالله تعالى:

- ‌تقسيم الناس بحسب الاستعانة:

- ‌الآيات الواردة في «الاستعانة»

- ‌الأحاديث الواردة في (الاستعانة)

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الاستعانة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاستعانة)

- ‌من فوائد (الاستعانة)

- ‌الاستغاثة

- ‌الاستغاثة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌المغيث من أسماء الله الحسنى:

- ‌الفرق بين الاستغاثة والدعاء:

- ‌أنواع الاستغاثة:

- ‌الآيات الواردة في «الاستغاثة»

- ‌الآيات الواردة في «الاستغاثة» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الاستغاثة)

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الاستغاثة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاستغاثة)

- ‌من فوائد (الاستغاثة)

- ‌الاستغفار

- ‌الاستغفار لغة:

- ‌الغفور والغفّار وغافر الذّنب من أسماء الله تعالى:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الفرق بين الغفران والعفو:

- ‌الآيات الواردة في «الاستغفار»

- ‌أولا: تأميل الراجين وتأنيس المذنبين بمغفرته سبحانه لأنه هو الغفور الغفار:

- ‌ثانيا: أمر الله بالاستغفار:

- ‌ثالثا: دعوة الأنبياء والصالحين أقوامهم للاستغفار:

- ‌رابعا: الاستغفار من صفات الأنبياء والصالحين:

- ‌خامسا: الاستغفار يكون للنفس وللغير:

- ‌سادسا: غفران الله عز وجل (قبول الاستغفار) يرتبط بالتوبة والعمل الصالح:

- ‌سابعا: الاستغفار المقبول يرتبط بمشيئة الله- عز وجل

- ‌ثامنا: قبول الاستغفار يكون للمؤمنين والمتقين:

- ‌تاسعا: قبول الاستغفار يكون للكافر إذا أسلم وحسن إسلامه:

- ‌عاشرا: لا يقبل الله استغفارا من مشرك أو فاسق:

- ‌حادي عشر: الأوقات المفضلة للاستغفار:

- ‌ثاني عشر: أثر الاستغفار في الدنيا منع العذاب- استجلاب الرحمة- الإمداد بالأموال والبنين) :

- ‌ثالث عشر: البشارة بالمغفرة ودخول الجنة في الآخرة:

- ‌الأحاديث الواردة في (الاستغفار)

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الاستغفار)

- ‌من الآثار الواردة في (الاستغفار)

- ‌من فوائد (الاستغفار)

- ‌الاستقامة

- ‌الاستقامة لغة:

- ‌معنى القيّوم في أسماء الله تعالى:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الاستقامة طريق النجاة:

- ‌إذا استقام القلب استقامت الجوارح:

- ‌الآيات الواردة في «الاستقامة»

- ‌الآيات الواردة في «الاستقامة» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الاستقامة)

- ‌الأحاديث الواردة في (الاستقامة) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاستقامة)

- ‌من فوائد (الاستقامة)

- ‌الإسلام

- ‌الإسلام لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الفرق بين الإسلام والإيمان*:

- ‌الإسلام في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «الإسلام»

- ‌أولا: الإسلام هو إخلاص العبادة لله وحده:

- ‌ثانيا: الإسلام هو الدين الحق:

- ‌ثالثا: الإسلام هو التوحيد:

- ‌رابعا: الإسلام هو الاستسلام والانقياد:

- ‌رابعا: الإسلام هو الإقرار باللسان والعمل بالأركان:

- ‌الأحاديث الواردة في (الإسلام)

- ‌الأحاديث الواردة في (الإسلام) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الإسلام)

- ‌من فوائد (الإسلام)

- ‌الأسوة الحسنة

- ‌الأسوة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌لا بد للناس من مثل واقعية ونماذج قوية:

- ‌أنواع الأسوة:

- ‌أهمية القدوة الحسنة:

- ‌أصول القدوة:

- ‌شواهد حية في مواقف القدوة:

- ‌أثر القدوة الحسنة في انتشار الإسلام:

- ‌الآيات الواردة في «الأسوة الحسنة»

- ‌الآيات الواردة في «الأسوة الحسنة» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الأسوة الحسنة)

- ‌الأحاديث الواردة في (الأسوة الحسنة) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الأسوة الحسنة)

- ‌من فوائد (الأسوة الحسنة)

- ‌الإصلاح

- ‌الإصلاح لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌من أنواع الإصلاح:

- ‌الإصلاح في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «الإصلاح»

- ‌الإصلاح بعد التوبة مطمع في الغفران:

- ‌الأمر بإصلاح ذات البين:

- ‌النهي عن الإفساد بعد الإصلاح:

- ‌الأمر بالإصلاح في النبوة والإمارة:

- ‌ثواب الإصلاح والمصلحين:

- ‌الأحاديث الواردة في (الإصلاح)

- ‌الأحاديث الواردة في (الإصلاح) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الإصلاح)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الإصلاح)

- ‌من فوائد (الإصلاح)

- ‌الاعتبار

- ‌الاعتبار لغة:

- ‌والاعتبار اصطلاحا:

- ‌كيفية التفكر والاعتبار:

- ‌الآيات الواردة في «الاعتبار»

- ‌الاعتبار بالمشاهدات:

- ‌الاعتبار بالمرويات:

- ‌الآيات الواردة في «الاعتبار» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الاعتبار)

- ‌الأحاديث الواردة في (الاعتبار) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاعتبار)

- ‌من فوائد (الاعتبار)

- ‌الاعتذار

- ‌الاعتذار لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌أساليب الاعتذار:

- ‌الآيات الواردة في «الاعتذار»

- ‌الأحاديث الواردة في (الاعتذار)

- ‌الأحاديث الواردة في (الاعتذار) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاعتذار)

- ‌من فوائد (الاعتذار)

- ‌الاعتراف بالفضل

- ‌الاعتراف لغة:

- ‌الاعتراف بالفضل اصطلاحا:

- ‌الاعتراف بالفضل في القرآن الكريم:

- ‌منزلة الاعتراف بالفضل:

- ‌الآيات الواردة في «الاعتراف بالفضل»

- ‌الاعتراف بالفضل في القرآن الكريم:

- ‌الأحاديث الواردة في (الاعتراف بالفضل)

- ‌الأحاديث الواردة في (الاعتراف بالفضل) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الاعتراف بالفضل)

- ‌من فوائد (الاعتراف بالفضل)

- ‌الاعتصام

- ‌الاعتصام لغة:

- ‌الاعتصام بالكتاب والسنة اصطلاحا:

- ‌أنواع الاعتصام:

- ‌الآيات الواردة في «الاعتصام»

- ‌الآيات الواردة في «الاعتصام» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الاعتصام)

- ‌الأحاديث الواردة في (الاعتصام) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاعتصام)

- ‌من فوائد (الاعتصام)

- ‌الإغاثة

- ‌الإغاثة لغة:

- ‌المغيث من أسمائه تعالى:

- ‌الإغاثة اصطلاحا:

- ‌الفرق بين الإغاثة والاستغاثة:

- ‌الإغاثة واجب إسلامي أصيل:

- ‌الآيات الواردة في «الإغاثة»

- ‌أولا: الإغاثة من الله- عز وجل

- ‌ثانيا: الإغاثة على سبيل التهكم بالكفار:

- ‌ثالثا: الإغاثة بإنزال الغيث:

- ‌الآيات الواردة في «الإغاثة» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الإغاثة)

- ‌الأحاديث الواردة في (الإغاثة) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الإغاثة)

- ‌من فوائد (الإغاثة)

- ‌إفشاء السلام

- ‌الإفشاء لغة:

- ‌السلام لغة:

- ‌السلام من أسماء الله تعالى:

- ‌إفشاء السلام اصطلاحا:

- ‌صيغ السلام:

- ‌السلام في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «إفشاء السلام»

- ‌السلام اسم من أسماء الله تعالى:

- ‌السلام بمعنى التحية المعروفة:

- ‌السلام بمعنى الثناء الجميل:

- ‌السلام بمعنى السلامة من كل شر:

- ‌السلام بمعنى الخير:

- ‌دار السلام هي الجنة:

- ‌الأحاديث الواردة في (إفشاء السلام)

- ‌الأحاديث الواردة في (إفشاء السلام) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (إفشاء السلام)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (إفشاء السلام)

- ‌من فوائد (إفشاء السلام)

- ‌إقامة الشهادة

- ‌أ- الإقامة لغة:

- ‌ب- والشهادة لغة:

- ‌الشهادة اصطلاحا:

- ‌لفظ الشهادة:

- ‌الشهيد من أسماء الله تعالى الحسنى:

- ‌الشهيد من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌الآيات الواردة في «إقامة الشهادة»

- ‌الشهادة عن تبليغ الرسالة:

- ‌الشهادة في الحقوق المتعلقة بالأموال:

- ‌الشهادة في الحقوق المتعلقة بالأعراض والأنكحة:

- ‌الشهادة على الأعمال:

- ‌الأحاديث الواردة في (إقامة الشهادة)

- ‌الأحاديث الواردة في (إقامة الشهادة) معنى

- ‌من الآثار الواردة في (إقامة الشهادة)

- ‌من فوائد (إقامة الشهادة)

- ‌أكل الطيبات

- ‌أكل الطيبات لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الطيب من كل شيء مختار الله:

- ‌من سمات الطيبين أكل الطيبات:

- ‌الفرق بين الطيب والحلال:

- ‌الآيات الواردة في «أكل الطيبات»

- ‌لا بد أن يكون المأكل طيبا:

- ‌لا بد أن يكون الإنفاق من الطيب:

- ‌الطيب هو ما أحله الله وساقه:

- ‌الأحاديث الواردة في (أكل الطيبات)

- ‌الأحاديث الواردة في (أكل الطيبات) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (أكل الطيبات)

- ‌من فوائد (أكل الطيبات)

- ‌الألفة

- ‌الألفة لغة:

- ‌الألفة اصطلاحا:

- ‌درجات الألفة:

- ‌الألفة وصلاح الإنسان:

- ‌الألفة والعلاقات الاجتماعية:

- ‌أسباب الألفة ودواعيها:

- ‌أثر الإسلام في التأليف بين الأمم:

- ‌الآيات الواردة في «الألفة»

- ‌الآيات الواردة في «الألفة» لفظا ولها معنى آخر

- ‌الأحاديث الواردة في (الألفة)

- ‌الأحاديث الواردة في (الألفة) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الألفة)

- ‌من الآثار الواردة في (الألفة)

- ‌من فوائد (الألفة)

الفصل: ‌الأحاديث الواردة في (إقامة الشهادة)

‌الأحاديث الواردة في (إقامة الشهادة)

1-

* (عن أبي الأسود قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، وهم يموتون موتا ذريعا، فجلست إلى عمر- رضي الله عنه فمرّت جنازة فأثني خيرا، فقال عمر: وجبت. ثمّ مرّ بأخرى فأثني خيرا، فقال عمر وجبت. ثمّ مرّ بالثّالثة فأثني شرّا، فقال: وجبت. فقلت: وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أيّما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنّة» . قلنا:

وثلاثة قال: «وثلاثة» . قلنا: واثنان؟ قال: «واثنان» .

ثمّ لم نسأله عن الواحد» ) * «1» .

2-

* (عن ربعيّ بن حراش، عن رجل من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: اختلف النّاس في آخر يوم من رمضان، فقدم أعرابيّان فشهدا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالله لأهلّ الهلال أمس عشيّة. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس أن يفطروا» - زاد خلف في حديثه-: «وأن يغدوا إلى مصلّاهم» ) * «2» .

3-

* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما أنّ أعمى كانت له أمّ ولد تشتم النّبيّ صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر. قال: فلمّا كانت ذات ليلة جعلت تقع في النّبيّ صلى الله عليه وسلم وتشتمه فأخذ المغول «3» فوضعه في بطنها، واتّكأ عليها فقتلها، فوقع بين رجليها طفل، فلطّخت ما هناك بالدّم. فلمّا أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فجمع النّاس فقال:

«أنشد الله رجلا فعل ما فعل، لي عليه حقّ، إلّا قام» فقام الأعمى يتخطّى النّاس، وهو يتزلزل حتّى قعد بين يدي النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أنا صاحبها كانت تشتمك، وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي وأزجرهم فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللّؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلمّا كانت البارحة، جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها واتّكأت عليها حتّى قتلتها، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«ألا اشهدوا أنّ دمها هدر» ) * «4» .

4-

* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما أنّ أمّه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهوبة «5» من ماله لابنها، فالتوى بها سنة «6» ، ثمّ بدا له «7» فقالت: لا أرضى حتّى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لابني، فأخذ أبي بيدي. وأنا يومئذ غلام. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إنّ أمّ هذا، بنت رواحة أعجبها

(1) البخاري- الفتح 5 (2643) .

(2)

رواه أبو داود (2339) وقال الألباني (2/ 445) : صحيح.

(3)

المغول: شبه سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه.

(4)

رواه أبو داود (4361) وقال الألباني (3/ 824) : صحيح.

(5)

الموهوبة: هكذا هو في معظم النسخ. وفي بعضها: بعض المواهبة. وكلاهما صحيح، وتقدير الأول بعض الأشياء الموهبة.

(6)

فالتوى بها سنة: أي مطلها.

(7)

ثم بدا له: أي ظهر له في أمرها ما لم يظهر أولا. والبداء وزان سلام، اسم منه.

ص: 474

أن أشهدك على الّذي وهبت لابنها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بشير! ألك ولد سوى هذا؟» قال: نعم.

فقال: «أكلّهم وهبت له مثل هذا؟» قال: لا، فقال:

«فلا تشهدني إذا. فإنّي لا أشهد على جور «1» » ) * «2» .

5-

* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرّجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثمّ يقول:«أيّهم أكثر أخذا للقرآن؟» فإذا أشير إلى أحدهما قدّمه في اللّحد، وقال:

«أنا شهيد على هؤلاء» وأمر بدفنهم بدمائهم، ولم يصلّ عليهم، ولم يغسّلهم) * «3» .

6-

* (عن عمارة بن خزيمة أنّ عمّه حدّثه- وهو من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابيّ، فاستتبعه إلى منزله ليقضيه ثمن فرسه فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي، وأبطأ الأعرابيّ بالفرس، فطفق رجال يعترضون الأعرابيّ يساومونه بالفرس، لا يشعرون أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتاعه «4» ، فنادى الأعرابيّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: إن كنت مبتاعا هذا الفرس وإلّا بعته. فقام النّبيّ صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابيّ، فقال: «أو ليس قد ابتعته منك؟» قال الأعرابيّ: لا، والله ما بعتكه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلى قد ابتعته منك» فطفق الأعرابيّ يقول: هلمّ شهيدا. فقال خزيمة: أنا أشهد أنّك قد بايعته، فأقبل النّبيّ صلى الله عليه وسلم على خزيمة. فقال: «بم تشهد؟» قال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة شهادة رجلين» ) * «5» .

7-

* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما أنّ هذه الآية الّتي في القرآن يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (الأحزاب/ 45) قال في التّوراة: يا أيّها النّبيّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا وحرزا للأمّيّين، أنت عبدي ورسولي، سمّيتك المتوكّل، ليس بفظّ ولا غليظ ولا سخّاب بالأسواق «6» ، ولا يدفع السّيّئة بالسّيّئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتّى يقيم به الملّة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلّا الله، فيفتح بها أعينا عميا، وآذانا صمّا، وقلوبا غلفا» ) * «7» .

8-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه ذكر رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلّفه ألف دينار فقال: ائتنى بالشّهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شهيدا. قال:

(1) جور: الجور هو الميل عن الاستواء والاعتدال وكل ما خرج عن الاعتدال فهو جور. سواء كان حراما أو مكروها.

(2)

رواه مسلم برقم (1623) .

(3)

البخاري- الفتح 3 (1347) .

(4)

ابتاعه: أي اشتراه.

(5)

رواه أبو داود (3607) وقال الألباني (2/ 688) : صحيح والنسائي 3/ 301، 302. وقال محقق جامع الأصول (10/ 196) : إسناده حسن واللفظ لجامع الأصول.

(6)

السّخّاب: كذا بالسين وهي بالصاد أشهر، من الصخب وهو الصياح وشدة الصوت، واختلاطه.

(7)

البخاري- الفتح 8 (4838) .

ص: 475

فائتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلا. قال:

صدقت، فدفعها إليه على أجل مسمّى فخرج في البحر فقضى حاجته، ثمّ التمس مركبا* يركبها يقدم عليه للأجل الّذي أجّله، فلم يجد مركبا، فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثمّ زجّج «1» موضعها، ثمّ أتى بها إلى البحر فقال: اللهمّ إنّك تعلم أنّي كنت تسلّفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضي بك، وسألني شهيدا فقلت: كفى بالله شهيدا فرضي بذلك. وإنّي جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الّذي له فلم أقدر، وإنّي أستودعكها. فرمى بها في البحر حتّى ولجت فيه، ثمّ انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرّجل الّذي كان أسلفه ينظر لعلّ مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة الّتي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلمّا نشرها وجد المال والصّحيفة، ثمّ قدم الّذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الّذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إليّ بشيء؟ قال: أخبرك أنّي لم أجد مركبا قبل الّذي جئت فيه. قال: فإنّ الله قد أدّى عنك الّذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف الدّينار راشدا» ) * «2» .

9-

* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّه قال لعبد الله بن أبي صعصعة: إنّي أراك تحبّ الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك- أو باديتك- فأذّنت بالصّلاة فارفع صوتك بالنّداء، فإنّه لا يسمع مدى صوت المؤذّن جنّ ولا إنس ولا شيء إلّا شهد له يوم القيامة. قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم» ) * «3» .

10-

* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: جاءت اليهود برجل وامرأة منهم زنيا، فقال:«ائتوني بأعلم رجلين منكم» فأتوه بابني صوريا. فنشدهما كيف تجدان أمر هذين في التّوراة؟

قالا: نجد في التّوراة إذا شهد أربعة أنّهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة رجما، قال:«فما يمنعكما أن ترجموهما؟» قالا: ذهب سلطاننا، فكرهنا القتل.

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشّهود، فجاءوا بأربعة فشهدوا أنّهم رأوا ذكره في فرجها مثل الميل في المكحلة. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجمهما) * «4» .

11-

* (عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصّامت قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحيّ من الأنصار، قبل أن يهلكوا. فكان أوّل من لقينا

* ضبطت اللفظة بكسر الكاف في فتح الباري والصواب بالفتح. راجع: لسان العرب مادة ركب، وصحيح البخاري ط. البغا.

(1)

زجج موضعها: أي سوّاه وأصلحه.

(2)

البخاري- الفتح 4 (2291) .

(3)

البخاري- الفتح 2 (609) .

(4)

رواه أبو داود (4452) وقال الألباني (3/ 843) : صحيح شاهده (3625) .

ص: 476

أبا اليسر «1» ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعه غلام له معه ضمامة من صحف «2» وعلى أبي اليسر بردة «3» ومعافريّ «4» ، وعلى غلامه بردة ومعافريّ، فقال له أبي: يا عمّ، إنّي أرى في وجهك سفعة من غضب «5» .

قال: أجل. كان لي على فلان ابن فلان الحراميّ مال.

فأتيت أهله فسلّمت. فقلت: ثمّ هو؟ قالوا:

لا. فخرج عليّ ابن له جفر»

فقلت له: أين أبوك؟

قال: سمع صوتك فدخل أريكة أمّي «7» . فقلت:

اخرج إليّ. فقد علمت أين أنت، فخرج. فقلت: ما حملك على أن اختبأت منّي؟ قال: أنا، والله أحدّثك.

ثمّ لا أكذبك، خشيت، والله أن أحدّثك فأكذبك. وأن أعدك فأخلفك. وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكنت والله معسرا. قال: قلت: آلله! قال: آلله «8» !. قلت:

آلله! قال: آلله. قلت: آلله! قال: آلله. قال فأتى بصحيفته فمحاها بيده. فقال: إن وجدت قضاء فاقضني، وإلّا أنت في حلّ. فأشهد، بصر عينيّ هاتين «9» (ووضع إصبعيه على عينيه) ، وسمع أذنيّ هاتين «10» ، ووعاه قلبي هذا (وأشار إلى مناط قلبه «11» ) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:«من أنظر معسرا، أو وضع عنه، أظلّه الله في ظلّه» ) * «12» .

12-

* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين. فلمّا التقينا

(1) أبا اليسر: اسمه كعب بن عمرو، شهد العقبة وبدرا، وهو ابن عشرين سنة وهو آخر من توفي من أهل بدر رضي الله عنهم. توفي بالمدينة سنة خمس وخمسين.

(2)

ضمامة من صحف: بكسر الضاد المعجمة أي رزمة يضم بعضها إلى بعض، هكذا وقع في جميع نسخ مسلم ضمامة وكذا نقله القاضي وقال بعض شيوخنا: صوابه إضمامة بكسر الهمزة قبل الضاد، قال القاضي: ولا يبعد عندي صحة ما جاءت به الرواية هنا. كما قالوا: ضبارة وإضبارة لجماعة الكتب، وهي لفافة يلف فيها الشيء. هذا كلام القاضي. وذكر صاحب نهاية الغريب أن الضمامة لغة في الإضمامة. والمشهور في اللغة إضمامة بالألف.

(3)

بردة: البردة شملة مخططة. وقيل: كساء مربع فيه صغر يلبسه الأعراب. وجمعه برد.

(4)

ومعافري: نوع من الثياب يعمل بقرية اسمها معافر بفتح الميم وضمها. وقيل: هي نسبة إلى قبيلة نزلت تلك القرية. والميم فيه زائدة.

(5)

سفعة من غضب: هي بفتح السين المهملة وضمها: لغتان. أي علامة وتغير.

(6)

جفر: الجفر هو الذي قارب البلوغ. وقيل: هو الذي قوي على الأكل. وقيل: ابن خمس سنين.

(7)

أريكة أمي: قال ثعلب: هي السرير الذي في الحجلة، ولا يكون السرير المفرد، وقال الأزهري: كل ما اتكأت عليه فهو أريكة.

(8)

قلت: آلله. قال: الله: الأول بهمزة ممدودة على الاستفهام. والثاني بلا مد، والهاء فيهما مكسورة، هذا هو المشهور. قال القاضي: رويناه بكسرها وفتحها معا. قال: وأكثر أهل العربية لا يجيزون غير كسرها.

(9)

بصر عيني هاتين: هو بفتح الصاد ورفع الراء هذه رواية الأكثرين، ورواه جماعة بضم الصاد وفتح الراء، عيناي هاتان. وكلاهما صحيح ولكن الأول أولى.

(10)

سمع أذني هاتين: بإسكان الميم ورفع العين. هذه رواية الأكثرين، ورواه جماعة سمع بكسر الميم، أذناي هاتان وكلاهما صحيح ولكن الأول أولى.

(11)

مناط قلبه: هو بفتح الميم، وفي بعض النسخ المعتمدة نياط بكسر النون، ومعناهما واحد، وهو عرق معلق بالقلب.

(12)

مسلم (3006) .

ص: 477

كانت للمسلمين جولة «1» قال: فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين «2» . فاستدرت إليه حتّى أتيته من ورائه فضربته على حبل عاتقه «3» . وأقبل عليّ فضمّني ضمّة وجدت منها ريح الموت «4» ، ثمّ أدركه الموت فأرسلني. فلحقت عمر بن الخطّاب فقال: ما للنّاس؟ فقلت: أمر الله. ثمّ إنّ النّاس رجعوا. وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «من قتل قتيلا له عليه بيّنة «5» فله سلبه «6» » قال: فقمت، فقلت:

من يشهد لي «7» ؟ ثمّ جلست. ثمّ قال مثل ذلك.

فقال: فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثمّ جلست.

ثمّ قال ذلك الثّالثة فقمت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مالك يا أبا قتادة» ؟ فقصصت عليه القصّة، فقال: رجل من القوم: صدق يا رسول الله! سلب ذلك القتيل عندي. فأرضه من حقّه، وقال أبو بكر الصّدّيق: لاها الله إذا «8» لا يعمد «9» إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم فيعطيك سلبه.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدق «10» فأعطه إيّاه» فأعطاني، قال: فبعت الدّرع فابتعت به مخرفا «11» في بني سلمة. فإنّه لأوّل مال تأثّلته «12» في الإسلام. وفي حديث اللّيث فقال أبو بكر الصّدّيق: كلّا، لا يعطيه

(1) جولة: أي انهزام وخيفة ذهبوا فيها. وهذا إنما كان في بعض الجيش. وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة معه فلم يولوا.

(2)

قد علا رجلا من المسلمين: يعني ظهر عليه وأشرف على قتله، وأصرعه وجلس عليه لقتله.

(3)

على حبل عاتقه: هو ما بين العنق والكتف.

(4)

وجدت منها ريح الموت: يحتمل أنه أراد شدة كشدة الموت. ويحتمل قاربت الموت.

(5)

له عليه بينة: أي بينة على قتله أي شاهد ولو واحدا.

(6)

فله سلبه: هو ما على القتيل ومعه ثياب وسلاح ومركب وجنيب يقاد بين يديه.

(7)

من يشهد لي: أي بأني قتلت رجلا من المشركين فيكون سلبه لي.

(8)

لاها الله إذا: هكذا هو في جميع روايات المحدثين في الصحيحين وغيرهما: لاها الله إذا بالألف. وأنكر الخطابي هذا وأهل العربية. وقالوا: هو تغيير من الرواة. وصوابه: لاها الله ذا بغير ألف في أوله. وقالوا: وهو بمعنى الواو التي يقسم بها. فكأنه قال: لا والله ذا، قال أبو عثمان المازري رضي الله عنه: معناه لاها الله ذا يميني أو ذا قسمي. وقال أبو زيد: ذا زائدة، وفيها لغتان: المد والقصر. قالوا: ويلزم الجر بعدها كما يلزم بعد الواو. قالوا: ولا يجوز الجمع بينهما. فلا يقال: لاها والله. وفي هذا الحديث دليل على أن هذه اللفظة تكون يمينا. اهـ. كلام الإمام النووي رضي الله تعالى عنه. وانظر في نقض ذلك كله، مع التحقيق الدقيق، الوافي الشافي، كلمة أستاذ الدنيا في علم الحديث، الحافظ ابن حجر العسقلاني في عصره، فتح الباري، ج 8 ص 30 طبعة بولاق.

(9)

لا يعمد: الضمير عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم. أي لا يقصد عليه السلام إلى إبطال حق أسد من أسود الله يقاتل في سبيله، وهو أبو قتادة بإعطاء سلبه إياك.

(10)

صدق: أي أبو بكر الصديق- رضي الله عنه.

(11)

مخرفا: بفتح الميم والراء وهذا هو المشهور. وقال القاضي: رويناه بفتح الميم وكسر الراء كالمسجد والمسكن، بكسر الكاف. والمراد بالمخرف هنا: البستان. وقيل: السكة من النخل تكون صفين يخرف من أيها شاء، أي يجتني. وقال ابن وهب: هي الجنينة الصغيرة، وقال غيره: هي نخلات يسيرة. وأما المخرف، بكسر الميم وفتح الراء فهو الوعاء الذي يجعل فيه ما يجتنى من الثمار، ويقال: اخترف الثمر، إذا جناه، وهو ثمر مخروف.

(12)

تأثلته: أي اقتنيته وتأصلته، وأثلة الشيء أصله.

ص: 478

أضيبع من قريش ويدع أسدا من أسد الله. وفي حديث اللّيث: لأوّل مال تأثّلته) * «1» .

13-

* (عن سعيد بن جبير- رضي الله عنه قال: سئلت عن المتلاعنين في إمرة مصعب أيفرّق بينهما؟ قال: فما دريت ما أقول: فمضيت إلى منزل ابن عمر بمكّة. فقلت للغلام: استأذن لي، قال: إنّه قائل «2» ، فسمع صوتي. قال: ابن جبير؟

قلت: نعم. قال: ادخل. فوالله! ما جاء بك هذه السّاعة، إلّا حاجة. فدخلت. فإذا هو مفترش برذعة متوسّد وسادة حشوها ليف، قلت: أبا عبد الرّحمن! المتلاعنان، أيفرّق بينهما؟ قال: سبحان الله! نعم. إنّ أوّل من سأل عن ذلك فلان ابن فلان، قال: يا رسول الله! أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة، كيف يصنع؟ إن تكلّم تكلّم بأمر عظيم. وإن سكت سكت على مثل ذلك. قال: فسكت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يحبه، فلمّا كان بعد ذلك أتاه فقال: إنّ الّذي سألتك عنه قد ابتليت به، فأنزل الله- عز وجل هؤلاء الآيات في سورة النّور: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ (النور/ 6- 9) فتلاهنّ عليه ووعظه وذكّره، وأخبره أنّ عذاب الدّنيا أهون من عذاب الآخرة، قال: لا، والّذي بعثك بالحقّ ما كذبت عليها، ثمّ دعاها فوعظها وذكّرها وأخبرها أنّ عذاب الدّنيا أهون من عذاب الآخرة قالت: لا والّذي بعثك بالحقّ إنّه لكاذب. فبدأ بالرّجل فشهد أربع شهادات بالله إنّه لمن الصّادقين. والخامسة أنّ لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثمّ ثنّى بالمرأة فشهدت أربع شهادات بالله إنّه لمن الكاذبين. والخامسة أنّ غضب الله عليها إن كان من الصّادقين. ثمّ فرّق بينهما) * «3» .

14-

* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأقبل أعرابيّ، فلمّا دنا منه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«أين تريد؟» قال:

إلى أهلي، قال:«هل لك في خير؟» قال: وما هو؟

قال: «تشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّدا عبده ورسوله» قال: ومن يشهد على ما تقول؟

قال: «هذه السّلمة» «4» فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بشاطيء الوادي، فأقبلت تخدّ الأرض خدّا حتّى قامت بين يديه، فأشهدها فشهدت ثلاثا أنّه كما قال، ثمّ رجعت إلى منبتها، ورجع الأعرابيّ إلى قومه. وقال: إن اتّبعوني أتيتك بهم، وإلّا رجعت مكثت معك) * «5» .

15-

* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه يقول: مرّوا بجنازة فأثنوا عليها خيرا، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«وجبت» ، ثمّ مرّوا بأخرى فأثنوا عليها

(1) البخاري- الفتح 6 (3142) ومسلم برقم (1751) واللفظ له. والبزار ورجال الطبراني رجال الصحيح.

(2)

من القيلولة.

(3)

مسلم برقم (1493) واللفظ له وللبخاري نحوه 9 (5308) من حديث سهل بن سعد الساعدي.

(4)

السّلمة- محركة- شجر ليس له خشب وإن عظم وله شوك دقاق وورقها القرظ الذي يدبغ به الأديم.

(5)

الدارمي (16) وقال محققه: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وأبو يعلى والبزار.

ص: 479

شرّا. فقال: «وجبت» . فقال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه: ما وجبت؟. قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنّة، وهذا أثنيتم عليه شرّا فوجبت له النّار، أنتم شهداء الله في الأرض» ) * «1»

16-

* (عن أبي وائل قال: قال عبد الله- رضي الله عنه: من حلف على يمين يستحقّ بها مالا وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان، ثمّ أنزل الله تصديق ذلك: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا- فقرأ إلى- عَذابٌ أَلِيمٌ (آل عمران/ 77) . ثمّ إنّ الأشعث بن قيس خرج إلينا فقال: ما يحدّثكم أبو عبد الرّحمن؟ قال: فحدّثناه، قال: فقال:

صدق، لفيّ نزلت، كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر، فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«شاهداك أو يمينه» ، قلت: إنّه إذن يحلف ولا يبالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«من حلف على يمين يستحقّ بها مالا وهو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان» ، ثمّ أنزل الله تصديق ذلك، ثمّ اقترأ هذه الآية: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا إلى وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ» ) * «2» .

17-

* (عن عياض بن حمار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من وجد لقطة فليشهد ذا عدل- أو ذوي عدل- ولا يكتم ولا يغيّب، فإن وجد صاحبها فليردّها عليه، وإلّا فهو مال الله- عز وجل يؤتيه من يشاء» ) * «3» .

18-

* (عن زيد بن ثابت- رضي الله عنه قال: نسخت الصّحف في المصاحف ففقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فلم أجدها إلّا مع خزيمة بن ثابت الأنصاريّ الّذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين، وهو قوله مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ (الأحزاب/ 23) » ) * «4» .

19-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه أقبل يريد الإسلام- ومعه غلامه- ضلّ كلّ واحد منهما من صاحبه، فأقبل بعد ذلك وأبو هريرة جالس مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«يا أبا هريرة هذا غلامك قد أتاك» ، فقال: أما إنّي أشهدك أنّه حرّ. قال فهو حين يقول:

يا ليلة من طولها وعنائها

على أنّها من دارة الكفر نجّت) *

«5» .

20-

* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما أنّ سعد بن عبادة- رضي الله عنه توفّيت أمّه وهو غائب عنها فقال: يا رسول الله إنّ أمّي توفّيت، وأنا غائب عنها، أينفعها شيء إن تصدّقت به عنها؟ قال:

«نعم» . قال: فإنّي أشهدك أنّ حائطي «6» صدقة

(1) البخاري- الفتح 3 (1367) . وراجع الحديث رقم (1) .

(2)

البخاري- الفتح 5 (2515، 2516) ومسلم برقم (138) .

(3)

أبو داود (1709) وقال الألباني (1/ 321) : صحيح، وابن ماجه (20) وأحمد (4/ 162) . وصححه أيضا محقّق «جامع الأصول» (10/ 708) .

(4)

البخاري- الفتح 6 (2807) . وراجع الحديث رقم (7) .

(5)

البخاري- الفتح 5 (2530) .

(6)

الحائط: البستان.

ص: 480

عليها» ) * «1» .

21-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله! هل نرى ربّنا يوم القيامة؟

قال: «هل تضارّون في رؤية الشّمس في الظّهيرة، ليست في سحابة؟» قالوا: لا. قال: «فهل تضارّون في رؤية القمر ليلة البدر، ليس في سحابة؟» قالوا:

لا. قال: «فوالّذي نفسي بيده لا تضارّون في رؤية ربّكم إلّا كما تضارّون في رؤية أحدهما. قال:

«فيلقى العبد فيقول: أي فل «2» ألم أكرمك، وأسوّدك»

، وأزوّجك، وأسخّر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس «4» وتربع «5» ؟ فيقول: بلى. قال:

فيقول: أفظننت أنّك ملاقيّ؟ فيقول: لا. فيقول:

فإنّي أنساك كما نسيتني «6» . ثمّ يلقى الثّاني فيقول:

أي فل، ألم أكرمك، وأسوّدك، وأزوّجك، وأسخّر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى أي ربّ. قال: فيقول: أفظننت أنّك ملاقيّ؟ فيقول:

لا. فيقول: فإنّي أنساك كما نسيتني. ثمّ يلقى الثّالث فيقول له مثل ذلك، فيقول: يا ربّ! آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصلّيت وصمت وتصدّقت، ويثني بخير ما استطاع. فيقول ههنا إذا «7» قال: ثمّ يقال له: الآن نبعث شاهدنا عليك. ويتفكّر في نفسه: من ذا الّذي يشهد عليّ؟ فيختم على فيه.

ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي. فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله. وذلك ليعذر «8» من نفسه.

وذلك المنافق. وذلك الّذي يسخط الله عليه» ) * «9» .

22-

* (عن أبي سعيد- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدعى نوح وأمّته، فيقول الله تعالى: هل بلّغت؟ فيقول: نعم أي ربّ. فيقول لأمّته هل بلّغكم؟ فيقولون: لا، ما جاءنا من نبيّ، فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمّد صلى الله عليه وسلم وأمّته، فنشهد أنّه قد بلّغ وهو قوله جلّ ذكره (البقرة/ 143) وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ» ) *. والوسط العدل «10» .

(1) البخاري- الفتح 5 (2756) .

(2)

أي فل: معناه يا فلان: وهو ترخيم على خلاف القياس وقيل: هي لغة بمعنى فلان. حكاها القاضي.

(3)

أسودك: أي أجعلك سيدا على غيرك.

(4)

ترأس: أي تكون رئيس القوم وكبيرهم.

(5)

تربع: أي تأخذ المرباع الذي كانت ملوك الجاهلية تأخذه من الغنيمة، وهو ربعها يقال: ربعتهم أي أخذت ربع أموالهم. ومعناه: ألم أجعلك رئيسا مطاعا. قال القاضي بعد حكايته نحو ما ذكرته: عندي أن معناه تركتك مستريحا لا تحتاج إلى مشقة وتعب. من قوله: اربع على نفسك، أي ارفق بها.

(6)

فإني أنساك كما نسيتني: أي أمنعك الرحمة كما امتنعت من طاعتي.

(7)

هاهنا إذا: معناه قف ههنا حتى يشهد عليك جوارحك، إذ قد صرت مفكرا.

(8)

ليعذر: من الإعذار، والمعنى ليزيل الله عذره من لدن نفسه بكثرة ذنوبه وشهادة أعضائه عليه بحيث لم يبق له عذر يتمسك به.

(9)

مسلم برقم (2968) .

(10)

البخاري- الفتح 6 (3339) .

ص: 481