الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» ) * «1» .
23-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن غرّ «2» كريم، والفاجر خبّ «3» لئيم» * «4» .
24-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رجلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلّا الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يضمّ أو يضيف هذا؟» فقال رجل من الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته، فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ما عندنا إلّا قوت صبياني فقال: هيّئي طعامك وأصبحي «5» سراجك ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيّأت طعامها وأصبحت سراجها ونوّمت صبيانها، ثمّ قامت كأنّها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنّهما يأكلان، فباتا طاويين «6» ، فلمّا أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ضحك الله اللّيلة أو عجب من فعالكما، فأنزل الله وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ (الحشر/ 9)) * «7» .
الأحاديث الواردة في (الكرم) معنى
25-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: إنّا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية «8» شديدة، فجاءوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق فقال: أنا نازل. ثمّ قام وبطنه معصوب «9» بحجر، ولبثنا ثلاثة أيّام لا نذوق ذواقا. فأخذ النّبيّ صلى الله عليه وسلم المعول فضرب في الكدية، فعاد كثيبا «10» أهيل «11» أو أهيم. فقلت: يا رسول الله! ائذن لي إلى البيت، فقلت لا مرأتي: رأيت بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم شيئا ما كان في ذلك صبر. فعندك شيء؟. فقالت: عندي شعير وعناق.
فذبحت العناق «12» وطحنت الشّعير، حتّى جعلنا اللّحم بالبرمة «13» . ثمّ جئت النّبيّ صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر، والبرمة بين الأثافيّ «14» قد كادت أن تنضج، فقلت: طعيّم لي، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان. قال:«كم هو؟» . فذكرت له. فقال: كثير
(1) البخاري- الفتح 10 (6018) واللفظ له. ومسلم (47) .
(2)
الغر: الرجل غير المجرب.
(3)
الخب: الرجل الخداع.
(4)
أبو داود (4790) واللفظ له وقال الألباني: صحيح (3/ 909) . والترمذي (1964) . والحاكم (1/ 43) . والبخاري في الأدب المفرد (418) ص (151) . وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 382) . وذكره الألباني في الصحيحة (2/ 644) رقم (935) . وقال محقق «جامع الأصول» (11/ 701) : وهو حديث حسن.
(5)
أصبحي السراج: يعني أوقديه.
(6)
طاويين: جائعين.
(7)
البخاري- الفتح 7 (3798) واللفظ له. ومسلم (2054) .
(8)
الكدية: القطعة الشديدة الصلبة من الأرض.
(9)
معصوب: مربوط.
(10)
كثيبا: رملا.
(11)
أهيل: غير متماسك.
(12)
العناق: أنثى المعز.
(13)
البرمة: القدر.
(14)
الأثافي: الحجارة التي توضع عليها القدور.
طيّب. قال: «قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التّنّور حتّى آتي. فقال: «قوموا» . فقام المهاجرون والأنصار.
فلمّا دخل على امرأته. قال: ويحك، جاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم. قالت: هل سألك؟
قلت: نعم. فقال: «ادخلوا ولا تضاغطوا» «1» . فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللّحم ويخمّر «2» البرمة والتّنّور إذا أخذ منه، ويقرّب إلى أصحابه ثمّ ينزع «3» فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتّى شبعوا وبقي بقيّة.
قال: «كلي هذا وأهدي، فإنّ النّاس أصابتهم مجاعة» ) * «4» .
26-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهنّ شيئا. قالت الأولى:
زوجي لحم جمل غثّ على رأس جبل، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل. قالت الثّانية: زوجي لا أبثّ خبره، إنّي أخاف أن لا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره. قالت الثّالثة: زوجي العشنّق، إن أنطق أطلّق، وإن أسكت أعلّق. قالت الرّابعة: زوجي كليل تهامة، لا حرّ ولا قرّ ولا مخافة ولا سآمة. قالت الخامسة:
زوجي إذا دخل فهد، وإن خرج أسد، ولا يسأل عمّا عهد. قالت السّادسة: زوجي إن أكل لفّ، وإن شرب اشتفّ، وإن اضطجع التفّ، ولا يولج الكفّ ليعلم البثّ. قالت السّابعة: زوجي غياياء أو عياياء طباقاء، كلّ داء له داء، شجّك أو فلّك أو جمع كلّا لك. قالت الثّامنة: زوجي المسّ مسّ أرنب، والرّيح ريح زرنب.
قالت التّاسعة: زوجي رفيع العماد، طويل النّجاد، عظيم الرّماد، قريب البيت من النّاد. قالت العاشرة:
زوجي مالك وما مالك، مالك خير من ذلك، له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح، وإذا سمعن صوت المزهر، أيقنّ أنّهنّ هوالك. قالت الحادية عشرة: زوجي أبو زرع، فما أبو زرع، أناس من حليّ أذنيّ، وملأ من شحم عضديّ، وبجّحني فبجحت إليّ نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشقّ، فجعلني في أهل صهيل وأطيط، ودائس ومنقّ، فعنده أقول فلا أقبّح، وأرقد فأتصبّح، وأشرب فأتقنّح. أمّ أبي زرع، فما أمّ أبي زرع؟، عكومها رداح، وبيتها فساح، ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع؟، مضجعه كمسلّ شطبة، ويشبعه ذراع الجفرة، بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها، وطوع أمّها، وملء كسائها، وغيظ جارتها. جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع؟ لا تبثّ حديثنا تبثيثا، ولا تنقّث ميرتنا تنقيثا، ولا تملأ بيتنا تعشيشا؛ قالت: خرج أبو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمّانتين، فطلّقني ونكحها، فنكحت بعده رجلا سريّا، ركب شريّا، وأخذ خطّيّا، وأراح عليّ نعما ثريّا، وأعطاني من كلّ رائحة زوجا، وقال: كلي أمّ زرع، وميري أهلك، قالت: فلو جمعت كلّ شيء
(1) ولا تضاغطوا: أي لا تزدحموا.
(2)
يخمّر البرمة: أي يغطيها.
(3)
ثم ينزع: أي يأخذ اللحم من البرمة.
(4)
البخاري- الفتح 7 (4101) . ومسلم (2039) .