المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأحاديث الواردة في (الهدى) - نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - جـ ٨

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌الفطنة

- ‌الفطنة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الفرق بين الفهم والفطنة والفقه:

- ‌الأحاديث الواردة في (الفطنة)

- ‌الأحاديث الواردة في (الفطنة) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الفطنة)

- ‌من فوائد (الفطنة)

- ‌الفقه

- ‌الفقه لغة:

- ‌الفقه اصطلاحا:

- ‌مصادر الفقه الإسلامي:

- ‌الآيات الواردة في «الفقه»

- ‌الفقه بمعناه الخاص (فهم أحكام الشريعة) :

- ‌الفقه بمعناه العام (الفهم والإدراك) :

- ‌الأحاديث الواردة في (الفقه)

- ‌الأحاديث الواردة في (الفقه) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الفقه)

- ‌من فوائد (الفقه)

- ‌[حرف القاف]

- ‌القسط

- ‌القسط لغة:

- ‌معنى اسم الله «المقسط» :

- ‌القسط اصطلاحا:

- ‌الأمر بالقسط:

- ‌الآيات الواردة في «القسط»

- ‌الله قائم بالقسط:

- ‌القسط في المعاملات:

- ‌القسط في الحكومات:

- ‌القسط في العبادات:

- ‌الأحاديث الواردة في (القسط)

- ‌من الآثار الواردة في (القسط)

- ‌الأحاديث الواردة في (القسط) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (القسط)

- ‌من فوائد (القسط)

- ‌القصاص

- ‌القصاص لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌أثر القصاص في استقرار المجتمع:

- ‌الآيات الواردة في «القصاص»

- ‌الأحاديث الواردة في (القصاص)

- ‌الأحاديث الواردة في (القصاص) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (القصاص)

- ‌من فوائد (القصاص)

- ‌القناعة

- ‌القناعة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الآيات الواردة في «القناعة»

- ‌الآيات الواردة في «القناعة» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (القناعة)

- ‌الأحاديث الواردة في (القناعة) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (القناعة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (القناعة)

- ‌من فوائد (القناعة)

- ‌القنوت

- ‌القنوت لغة:

- ‌القنوت اصطلاحا:

- ‌أنواع القنوت:

- ‌الآيات الواردة في «القنوت»

- ‌القنوت بمعنى طاعة المخلوقات وخضوعها:

- ‌القنوت بمعنى السكوت:

- ‌القنوت بمعنى طول القيام:

- ‌الأمر بالقنوت:

- ‌القنوت من صفات أنبياء الله وأوليائه والمؤمنين (ومعناه إقامة الطاعة) :

- ‌الأحاديث الواردة في (القنوت)

- ‌الأحاديث الواردة في (القنوت) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (القنوت)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (القنوت)

- ‌من فوائد (القنوت)

- ‌القوة والشّدّة

- ‌أولا: القوة

- ‌[القوة] لغة:

- ‌القوة اصطلاحا:

- ‌ثانيا: الشدة:

- ‌الشّدّة اصطلاحا:

- ‌حكم الشدة:

- ‌أولا: الآيات الواردة في «القوة»

- ‌قوة الإرادة في الطاعات:

- ‌قوة الله فوق كل شيء:

- ‌القوة في الحروب والأعمال والعهود:

- ‌الإيمان يكسب قوة الإرادة:

- ‌أطوار الإنسان قوة وضعف:

- ‌في الافتخار بالقوة مهلكة:

- ‌ثانيا: الآيات الواردة في «الشّدّة»

- ‌ومن الآيات الواردة في «الشّدّة» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (القوة)

- ‌ومن الأحاديث الواردة في (الشدة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (القوة والشدة)

- ‌أولا: القوة:

- ‌ثانيا: الشّدّة:

- ‌من فوائد (القوة والشدة)

- ‌قوة الإرادة

- ‌القوة لغة واصطلاحا:

- ‌الإرادة اصطلاحا:

- ‌قوة الإرادة اصطلاحا:

- ‌مستويات الإرادة:

- ‌الإرادة القوية أو الإلزام الخلقيّ:

- ‌قوة الإرادة والتصدي لكيد الشيطان:

- ‌كيف نقوّي إرادتنا

- ‌مظاهر قوة الإرادة:

- ‌الأحاديث الواردة في (قوة الإرادة)

- ‌من الآثار الواردة في (قوة الإرادة)

- ‌من فوائد (قوة الإرادة)

- ‌[حرف الكاف]

- ‌كتمان السر

- ‌الكتمان لغة:

- ‌الكتمان اصطلاحا:

- ‌السّرّ لغة:

- ‌السّرّ اصطلاحا:

- ‌كتمان السّرّ اصطلاحا:

- ‌السّرّ نوعان:

- ‌والكتمان نوعان أيضا:

- ‌كتمان السّرّ في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «كتمان السر» معنى*

- ‌الأحاديث الواردة في (كتمان السر)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (كتمان السر)

- ‌ومن أقوال الشعراء:

- ‌من فوائد (كتمان السر)

- ‌الكرم

- ‌الكرم لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌معنى اسم الله (الكريم) :

- ‌أنواع الكرم:

- ‌الكرم أخلاق محمودة وأفعال مشهودة:

- ‌الفرق بين الكرم والجود:

- ‌من معاني الكرم في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «الكرم»

- ‌الكرم بمعنى الإحسان:

- ‌الكرم بمعنى عظمة القدر والشأن:

- ‌الكرم بمعنى السهل:

- ‌الكرم بمعنى الكثير:

- ‌الكرم بمعنى العظمة:

- ‌الكرم بمعنى الفضل والشرف:

- ‌الكرم بمعنى الفضل:

- ‌الإكرام عاقبة المؤمنين في الجنة:

- ‌الكرم صفة الملائكة والنبيين:

- ‌لا يكرم من يهن الله:

- ‌وصف الكافر بالكرم على سبيل

- ‌الأحاديث الواردة في (الكرم)

- ‌الأحاديث الواردة في (الكرم) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الكرم)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الكرم)

- ‌من فوائد (الكرم)

- ‌كظم الغيظ

- ‌الكظم لغة:

- ‌‌‌واصطلاحا:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الغيظ لغة:

- ‌كظم الغيظ اصطلاحا:

- ‌الفرق بين الغيظ والغضب:

- ‌الآيات الواردة في «كظم الغيظ»

- ‌الآيات الواردة في «كظم الغيظ» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (كظم الغيظ)

- ‌الأحاديث الواردة في (كظم الغيظ) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (كظم الغيظ)

- ‌من الآثار الواردة في (كظم الغيظ)

- ‌من فوائد (كظم الغيظ)

- ‌كفالة اليتيم

- ‌الكفالة لغة:

- ‌اليتيم لغة:

- ‌كفالة اليتيم اصطلاحا:

- ‌كفالة اليتيم ترقق القلب:

- ‌محمد صلى الله عليه وسلم خير المكفولين:

- ‌الآيات الواردة في «كفالة اليتيم»

- ‌الآيات الواردة في «كفالة اليتيم» معنى

- ‌أولا: الإحسان إلى اليتامى من البر:

- ‌ثانيا: أمر الله- عز وجل بالإحسان إلى اليتامى وإصلاح أحوالهم:

- ‌ثالثا: حق اليتامى في أموال الغنائم والفيء:

- ‌رابعا: إكرام الله عز وجل لليتامى ونعيه على من لم يكرمهم:

- ‌خامسا: الإقساط إلى اليتامى وعدم ظلمهم:

- ‌سادسا: جزاء إكرام اليتيم:

- ‌الأحاديث الواردة في (كفالة اليتيم)

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (كفالة اليتيم)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (كفالة اليتيم)

- ‌من فوائد (كفالة اليتيم)

- ‌الكلم الطيّب

- ‌الكلم لغة:

- ‌لفظ الكلمات في القرآن الكريم:

- ‌لفظ الكلمة في القرآن الكريم:

- ‌الكلم والكلام والكلمة اصطلاحا:

- ‌القول والكلام واللفظ:

- ‌لفظ القول في القرآن الكريم:

- ‌الطيب لغة واصطلاحا:

- ‌الكلم الطيب اصطلاحا:

- ‌أقسام الكلم الطيب:

- ‌الآيات الواردة في «الكلم الطيب»

- ‌الآيات الواردة في «الكلم الطيب» معنى*

- ‌أولا: الكلم الطيب ذكرا أو دعاء أو دالّا على التوحيد:

- ‌ثانيا: الكلم الذي يستطيبه السامع ويسر منه:

- ‌ثالثا: جزاء الكلم الطيب:

- ‌الأحاديث الواردة في (الكلم الطيب)

- ‌الأحاديث الواردة في (الكلم الطيب) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الكلم الطيب)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الكلم الطيب)

- ‌من فوائد (الكلم الطيب)

- ‌[حرف اللام]

- ‌اللين

- ‌اللين لغة:

- ‌اللين اصطلاحا:

- ‌أقسام اللين:

- ‌الفرق بين اللين والرفق:

- ‌الآيات الواردة في «اللين»

- ‌الآيات الواردة في «اللين» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (اللين)

- ‌الأحاديث الواردة في (اللين) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (اللين)

- ‌من فوائد (اللين)

- ‌[حرف الميم]

- ‌مجاهدة النفس

- ‌المجاهدة لغة:

- ‌النفس لغة:

- ‌النفس اصطلاحا:

- ‌أنواع النفس:

- ‌مجاهدة النفس اصطلاحا:

- ‌منزلة مجاهدة النفس:

- ‌كيفية المجاهدة:

- ‌النفس التي يجب مجاهدتها:

- ‌جهاد النّفس يوصل إلى الأخلاق الحميدة:

- ‌مراتب مجاهدة النّفس:

- ‌الآيات الواردة في «مجاهدة النفس» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (مجاهدة النفس)

- ‌الأحاديث الواردة في (مجاهدة النفس) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (مجاهدة النفس)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (مجاهدة النفس)

- ‌من فوائد (مجاهدة النفس)

- ‌محاسبة النفس

- ‌المحاسبة لغة:

- ‌النفس لغة واصطلاحا:

- ‌المحاسبة اصطلاحا:

- ‌محاسبة النفس اصطلاحا:

- ‌أهمية محاسبة النفس:

- ‌محاسبة النفس نوعان:

- ‌أركان المحاسبة:

- ‌الآيات الواردة في «محاسبة النفس» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (محاسبة النفس) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (محاسبة النفس)

- ‌من فوائد (محاسبة النفس)

- ‌المحبة

- ‌المحبة لغة:

- ‌المحبة اصطلاحا:

- ‌أنواع المحبة (بحسب المحبين) :

- ‌أنواع المحبة (بحسب المحبوبين) :

- ‌أولا: محبة الله تعالى:

- ‌معقد نسبة العبودية:

- ‌الأسباب الجالبة لمحبة الله والموجبة لها:

- ‌ثانيا: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌ثالثا: محبة الخلق:

- ‌فضيلة المحبة ومنزلتها:

- ‌الآيات الواردة في «المحبة»

- ‌آيات محبة الله منها لموسى صلى الله عليه وسلم وهي رمز محبته لأنبيائه:

- ‌آيات محبة الله فيها للمحسنين:

- ‌آيات محبة الله فيها للمتقين:

- ‌آيات محبة الله فيها للمقسطين:

- ‌آيات محبة الله فيها للمتطهرين:

- ‌آيات محبة الله فيها ثمرة اتباع الرسل

- ‌آيات محبة الله فيها للصابرين:

- ‌آيات محبة الله فيها ادعاء مجرد:

- ‌آيات الحب فيها لله ولمغفرته والإيمان به:

- ‌آيات الحب فيها للمال والجاه:

- ‌آيات الحب من الإنسان لغيره:

- ‌آيات الحب للنصر:

- ‌آيات الحب لما يرضي الله:

- ‌الحب لمجرد الشهرة:

- ‌الأحاديث الواردة في (المحبة)

- ‌الأحاديث الواردة في (المحبة) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (المحبة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (المحبة)

- ‌من فوائد (المحبة)

- ‌المداراة

- ‌المداراة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌المداراة لا بد منها في الحياة:

- ‌مداراة الأعداء واجب للحذر من شرهم:

- ‌الفرق بين المداراة والمداهنة:

- ‌الآيات الواردة في «المداراة» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (المداراة)

- ‌الأحاديث الواردة في (المداراة) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (المداراة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (المداراة)

- ‌من فوائد (المداراة)

- ‌المراقبة

- ‌المراقبة لغة:

- ‌المراقبة اصطلاحا:

- ‌بيان حقيقة المراقبة ودرجاتها:

- ‌الأحاديث الواردة في (المراقبة) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (المراقبة)

- ‌من فوائد (المراقبة)

- ‌المروءة

- ‌المروءة لغة:

- ‌المروءة اصطلاحا:

- ‌مروءة كلّ شيء بحسبه:

- ‌درجات المروءة:

- ‌حقوق المروءة وشروطها:

- ‌شروط المروءة في نفس المرء:

- ‌شروط المروءة في الغير:

- ‌بما تكون المروءة:

- ‌الفرق بين المروءة والرجولة والفتوة:

- ‌الأحاديث الواردة في (المروءة)

- ‌الأحاديث الواردة في (المروءة) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (المروءة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (المروءة)

- ‌من فوائد (المروءة)

- ‌المسارعة في الخيرات

- ‌المسارعة لغة:

- ‌المسارعة في الخيرات اصطلاحا:

- ‌المسارعة والمسابقة والمبادرة:

- ‌الآيات الواردة في «المسارعة في الخيرات»

- ‌الآيات الواردة في «المسارعة إلى الخيرات» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (المسارعة في الخيرات)

- ‌الأحاديث الواردة في (المسارعة في الخيرات) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (المسارعة في الخيرات)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (المسارعة في الخيرات)

- ‌من فوائد (المسارعة في الخيرات)

- ‌المسئولية

- ‌المسئولية لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌مسئوليّة الإنسان أمام الخالق- عز وجل

- ‌أنواع المسئولية:

- ‌مدى شمولها:

- ‌المسئولية شخصية:

- ‌اشتراك الراعي والرعية:

- ‌أوّلا: مسئوليّة الرّاعي:

- ‌تكافؤ المسئولية والجزاء:

- ‌تحمل الفرد مسئولية إصلاح المجتمع:

- ‌تعليل مسئولية الفرد عن إصلاح المجتمع:

- ‌ثانيا: ضرورة قيام المجتمع الصّالح:

- ‌ثالثا: النّجاة من العقاب الجماعيّ:

- ‌الآيات الواردة في «المسئولية»

- ‌الآيات الواردة في «المسئولية» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (المسئولية)

- ‌الأحاديث الواردة في تحمل (المسئولية) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (المسئولية)

- ‌من فوائد (المسئولية)

- ‌المعاتبة والمصارحة

- ‌المعاتبة لغة:

- ‌المعاتبة اصطلاحا:

- ‌التوسط فى المعاتبة:

- ‌المصارحة لغة:

- ‌المصارحة اصطلاحا:

- ‌الآيات الواردة في «المعاتبة»

- ‌الآيات الواردة في «المعاتبة» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (المعاتبة)

- ‌الأحاديث الواردة في (المعاتبة) معنى

- ‌ومن الأحاديث الواردة في (المصارحة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (المعاتبة)

- ‌من فوائد (المعاتبة)

- ‌معرفة الله- عز وجل

- ‌المعرفة لغة:

- ‌لفظ الجلالة لغة:

- ‌المعرفة اصطلاحا:

- ‌الفرق بين المعرفة والعلم:

- ‌لفظ الجلالة اصطلاحا: «الله»

- ‌معرفة الله عز وجل اصطلاحا:

- ‌حكم معرفة الله عز وجل:

- ‌تفاضل الناس في المعرفة:

- ‌طرق المعرفة بالله عز وجل:

- ‌الآيات الواردة في «معرفة الله عز وجل»

- ‌الآيات الواردة في «معرفة الله- عز وجل» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (معرفة الله- عز وجل

- ‌الأحاديث الواردة في (معرفة الله- عز وجل) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (معرفة الله- عز وجل

- ‌من فوائد (معرفة الله- عز وجل

- ‌المواساة

- ‌المواساة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌أنواع المواساة:

- ‌من المواساة جبر خاطر المسلم وإدخال السّرور على قلبه:

- ‌الأحاديث الواردة في (المواساة)

- ‌الأحاديث الواردة في (المواساة) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (المواساة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (المواساة)

- ‌من فوائد (المواساة)

- ‌[حرف النون]

- ‌النبل

- ‌النبل لغة:

- ‌النبل اصطلاحا:

- ‌الأحاديث الواردة في (النبل)

- ‌الأحاديث الواردة في (النبل) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (النبل)

- ‌من فوائد (النبل)

- ‌النزاهة

- ‌النزاهة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌أنواع النزاهة:

- ‌الأحاديث الواردة في (النزاهة)

- ‌الأحاديث الواردة في (النزاهة) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (النزاهة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (النزاهة)

- ‌من فوائد (النزاهة)

- ‌النشاط

- ‌النشاط لغة:

- ‌النشاط اصطلاحا:

- ‌أهمية النشاط واطّراح الكسل:

- ‌الأحاديث الواردة في (النشاط)

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (النشاط)

- ‌من فوائد (النشاط)

- ‌النصيحة والتواصي

- ‌النصيحة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌أول النصح:

- ‌لمن تكون النصيحة؟ وكيف

- ‌التواصي لغة:

- ‌التواصي اصطلاحا:

- ‌الوصية بكتاب الله عز وجل:

- ‌النّصيحة والوصيّة (الوصاة) والتّواصي:

- ‌التواصي والشورى:

- ‌الآيات الواردة في «النصيحة»

- ‌آيات فيها نصح من الرسل:

- ‌آيات فيها نفع النصح مرهون بإرادة الله:

- ‌آيات النصح فيها علامة إخلاص:

- ‌آيات النصح فيها مدّعى:

- ‌الآيات الواردة في «الوصية والتواصي»

- ‌الأحاديث الواردة في (النصيحة)

- ‌الأحاديث الواردة في (النصيحة) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (النصيحة)

- ‌الأحاديث الواردة في (الوصية والتواصي)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (النصيحة)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الوصية والتواصي)

- ‌من فوائد (النصيحة والتواصي)

- ‌النظام

- ‌النظام لغة:

- ‌النظام اصطلاحا:

- ‌الآيات الواردة في «النظام» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (النظام) معنى

- ‌من فوائد (النظام)

- ‌النظر والتبصر

- ‌النّظر والتّبصّر لغة: النّظر لغة:

- ‌التّبصّر لغة:

- ‌مادّة البصر في القرآن الكريم:

- ‌النّظر والتّبصّر اصطلاحا:

- ‌النّظر اصطلاحا:

- ‌أمّا التّبصّر:

- ‌الآيات الواردة في «النظر والتبصر»

- ‌أولا: الآيات الواردة في النظر:

- ‌أ- الأمر بالنظر في مخلوقات الله عز وجل

- ‌ب- الأمر بالنظر في أحوال الأمم السابقة:

- ‌ج- الأمر بالنظر في أحوال المكذبين والمشركين:

- ‌د- الأمر بالنظر في أحوال الدنيا وخلق الإنسان:

- ‌ثانيا: التبصر:

- ‌أ- البصير من أسماء المولى- عز وجل وصفاته*:

- ‌ب- البصر من نعم الله- عز وجل التي وهبها الإنسان (يحفظها عليه ويسأله عنها) :

- ‌ج- البصر وسيلة لإدراك نعم الله- عز وجل ومعرفته:

- ‌د- مجالات التبصر ووسائلة:

- ‌هـ- التبصر من صفات الأنبياء والمؤمنين:

- ‌و الكفار والمنافقون لا ينفعهم الله- عز وجل بالتبصر:

- ‌ز- التبصر في غير وقته لا جدوى فيه:

- ‌ح- التبصر يمنع من الموبقات:

- ‌الآيات الواردة في «التبصر» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (النظر والتبصر)

- ‌الأحاديث الواردة في (النظر والتبصر) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (النظر والتبصر)

- ‌من فوائد (النظر والتبصر)

- ‌[حرف الهاء]

- ‌الهجرة

- ‌الهجرة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌أنواع الهجرة:

- ‌الهجرة إلى الله ورسوله:

- ‌الآيات الواردة في «الهجرة»

- ‌هجرة الأنبياء- صلوات الله عليهم أجمعين:

- ‌ثواب المهاجرين:

- ‌موالاة المهاجرين ومعاملتهم:

- ‌لا عذر عن عدم الهجرة:

- ‌ومن الآيات الواردة في «الهجرة» معنى

- ‌هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌الأحاديث الواردة في (الهجرة)

- ‌الأحاديث الواردة في (الهجرة) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الهجرة)

- ‌من الآثار الواردة في (الهجرة)

- ‌من فوائد (الهجرة)

- ‌الهدى

- ‌الهدى لغة:

- ‌الهادي من أسماء الله تعالى:

- ‌الهدى اصطلاحا:

- ‌أنواع الهداية:

- ‌الهدى في القرآن الكريم:

- ‌الآيات الواردة في «الهدى»

- ‌الهدى على سبيل الرجاء:

- ‌الهدى وصف للوحي (الكتب السماوية) :

- ‌الهدى واقع من الله وفضل منه:

- ‌الهدى رهن بمشيئة الله وإرادته:

- ‌الهدى في مقابل الضلال من الله أو من العبد:

- ‌الهدى وعد من الله أو من غيره:

- ‌الهدى وصفا للبشر إثباتا أو نفيا:

- ‌الأحاديث الواردة في (الهدى)

- ‌الأحاديث الواردة في (الهدى) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الهدى)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الهدى)

- ‌من فوائد (الهدى)

- ‌[حرف الواو]

- ‌الورع

- ‌الورع لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌كمال الورع:

- ‌الورع عن الحرام والمكروهات لا عن الواجبات والمستحبات:

- ‌أنواع الورع ودرجاته:

- ‌مظاهر الورع:

- ‌الأحاديث الواردة في (الورع)

- ‌الأحاديث الواردة في (الورع) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الورع)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الورع)

- ‌من فوائد (الورع)

- ‌الوعظ

- ‌الوعظ لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌من يصلح للوعظ

- ‌الحالة التي يجب أن يكون عليها الواعظ:

- ‌تفسير الحكمة والموعظة الحسنة:

- ‌الآيات الواردة في «الوعظ»

- ‌آيات الله وكتبه وشرائعه أعظم المواعظ:

- ‌وجوب الوعظ والتلطف فيه:

- ‌وجوب العمل بالموعظة:

- ‌الأحاديث الواردة في (الوعظ)

- ‌الأحاديث الواردة في (الوعظ) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الوعظ)

- ‌من فوائد (الوعظ)

- ‌الوفاء

- ‌الوفاء لغة:

- ‌الوفاء اصطلاحا:

- ‌الوفاء قيمة إنسانية نادرة:

- ‌أنواع الوفاء:

- ‌الآيات الواردة في «الوفاء»

- ‌أولا: الوفاء بالعهد:

- ‌أ- الوفاء بالعهد على سبيل الأمر:

- ‌ب- الوفاء بالعهد من سمات الإيمان:

- ‌ج- الوفاء من صفة الله- عز وجل

- ‌د- الوفاء المطلق من صفة الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين

- ‌هـ- الوفاء بالعهد سبيل الوصول إلى الأجر العظيم من الله- عز وجل

- ‌ثانيا: الوفاء بالعقود:

- ‌ثالثا: الوفاء بالوعود:

- ‌الآيات الواردة في «الوفاء» معنى

- ‌الأحاديث الواردة في (الوفاء)

- ‌الأحاديث الواردة في (الوفاء) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الوفاء)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الوفاء)

- ‌من فوائد (الوفاء)

- ‌الوقار

- ‌الوقار لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌ماهية وقار الله عز وجل وثمرته:

- ‌الآيات الواردة في «الوقار»

- ‌الأحاديث الواردة في (الوقار)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الوقار)

- ‌من فوائد (الوقار)

- ‌الوقاية

- ‌الوقاية لغة:

- ‌الوقاية اصطلاحا:

- ‌الفرق بين الوقاية والتقوى:

- ‌الآيات الواردة في «الوقاية»

- ‌الأحاديث الواردة في (الوقاية)

- ‌الأحاديث الواردة في (الوقاية) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الوقاية)

- ‌من فوائد (الوقاية)

- ‌الولاء والبراء

- ‌الولاء لغة:

- ‌الموالاة اصطلاحا:

- ‌معنى الولي من أسماء الله الحسنى:

- ‌من معاني الموالاة في القرآن الكريم:

- ‌الموالاة بين المدح والذم:

- ‌البراء لغة:

- ‌البراءة اصطلاحا:

- ‌الآيات الواردة في «الولاء والبراء»

- ‌الموالاة تكون لله وحده:

- ‌وجوب البراء من الكافرين وأعمالهم:

- ‌وجوب البراء من اليهود والنصارى:

- ‌وجوب موالاة المؤمنين:

- ‌وجوب البراء من الأصنام وما شاكلها:

- ‌براء الشيطان من الكافرين:

- ‌ثواب أولياء الله:

- ‌الأحاديث الواردة في (الولاء والبراء)

- ‌الأحاديث الواردة في (الولاء والبراء) معنى

- ‌المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (الولاء والبراء)

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الولاء والبراء)

- ‌من فوائد (الولاء والبراء)

- ‌[حرف الياء]

- ‌اليقظة

- ‌اليقظة لغة:

- ‌واصطلاحا:

- ‌الآيات الواردة في «اليقظة»

- ‌الأحاديث الواردة في (اليقظة)

- ‌الأحاديث الواردة في (اليقظة) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (اليقظة)

- ‌من فوائد (اليقظة)

- ‌اليقين

- ‌اليقين لغة:

- ‌اليقين اصطلاحا:

- ‌الفرق بين التصديق والإيقان:

- ‌متى يكون (لفظ) الظن يقينا

- ‌منزلة اليقين:

- ‌علامات اليقين:

- ‌أنواع اليقين:

- ‌درجات اليقين:

- ‌الآيات الواردة في «اليقين»

- ‌العمل للآخرة دليل اليقين:

- ‌اليقين هبة من الله لبعض عباده:

- ‌الطريق إلى اليقين:

- ‌ثواب أهل اليقين:

- ‌حق اليقين في أحوال أهل الآخرة:

- ‌عين اليقين بالرؤية:

- ‌لم يقتل عيسى ابن مريم يقينا:

- ‌اليقين بمعنى الموت:

- ‌الأحاديث الواردة في (اليقين)

- ‌الأحاديث الواردة في (اليقين) معنى

- ‌من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (اليقين)

- ‌من فوائد (اليقين)

الفصل: ‌الأحاديث الواردة في (الهدى)

‌الأحاديث الواردة في (الهدى)

1-

* (عن عبد الرّحمن بن عمرو السّلميّ، وحجر بن حجر، قالا: أتينا العرباض بن سارية، وهو ممّن نزل فيه وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ (التوبة/ 92) فسلّمنا، وقلنا:

أتيناك، زائرين، وعائدين، ومقتبسين. قال العرباض:

صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب. فقال قائل: يا رسول الله كأنّ هذه موعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا؟. فقال:«أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة وإن عبدا حبشيّا، فإنّه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء المهديّين الرّاشدين، تمسّكوا بها، وعضّوا عليها بالنّواجذ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة» ) * «1» .

2-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله، وليقل له أخوه- أو صاحبه- يرحمك الله، فإذا قال يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم» ) * «2» .

3-

* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: أقبل نبيّ الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو مردف أبا بكر، وأبو بكر شيخ يعرف ونبيّ الله صلى الله عليه وسلم شابّ لا يعرف، قال: فيلقى الرّجل أبا بكر فيقول: يا أبا بكر من هذا الرّجل الّذي بين يديك؟. فيقول: هذا الرّجل يهديني السّبيل، قال فيحسب الحاسب أنّه إنّما يعني الطّريق، وإنّما يعني سبيل الخير. فالتفت أبو بكر فإذا هو بفارس قد لحقهم، فقال: يا رسول الله، هذا فارس قد لحق بنا، فالتفت نبيّ الله صلى الله عليه وسلم فقال:«اللهمّ اصرعه» ، فصرعه الفرس، ثمّ قامت تحمحم، فقال: يا نبيّ الله، مرني بما شئت. قال:«فقف مكانك، لا تتركنّ أحدا يلحق بنا» .

قال: فكان أوّل النّهار جاهدا على نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، وكان آخر النّهار مسلحة له «3» ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم جانب الحرّة، ثمّ بعث إلى الأنصار فجاءوا إلى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فسلّموا عليهما وقالوا: اركبا آمنين مطاعين.

فركب نبيّ الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وحفّوا دونهما بالسّلاح، فقيل في المدينة: جاء نبيّ الله، جاء نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فأشرفوا ينظرون ويقولون: جاء نبيّ الله. فأقبل يسير حتّى نزل جانب دار أبي أيّوب، فإنّه ليحدّث أهله إذ سمع به عبد الله بن سلام وهو في نخل لأهله يخترف لهم «4» ، فعجل أن يضع الّذي يخترف لهم فيها، فجاء وهي معه، فسمع من نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ثمّ رجع إلى أهله، فقال نبيّ الله صلى الله عليه وسلم:«أيّ بيوت أهلنا أقرب؟» . فقال أبو أيّوب: أنا يا نبيّ الله، هذه داري وهذا بابي. قال

(1) أبو داود (4607) واللفظ له. وقال الألباني في صحيح أبي داود (3/ 871) حديث رقم (3851) : صحيح. والترمذي (2676) وقال: حديث حسن صحيح. وقال محقق جامع الأصول (1/ 279) : إسناده صحيح.

(2)

البخاري- الفتح 10 (6224) .

(3)

مسلحة له: أي حارسا له.

(4)

يخترف لهم: أي يجتني من الثمار.

ص: 3594

فانطلق فهيّأ لنا مقيلا «1» . قال: قوما على بركة الله. فلمّا جاء نبيّ الله صلى الله عليه وسلم جاء عبد الله بن سلام فقال: أشهد أنّك رسول الله، وأنّك جئت بحقّ. وقد علمت يهود أنّي سيّدهم وابن سيّدهم وأعلمهم وابن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عنّي قبل أن يعلموا أنّي قد أسلمت، فإنّهم إن يعلموا أنّي قد أسلمت قالوا فيّ ما ليس فيّ. فأرسل نبيّ الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا فدخلوا عليه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يا معشر اليهود، ويلكم اتّقوا الله، فو الله الّذي لا إله إلّا هو، إنّكم لتعلمون أنّي رسول الله حقّا، وأنّي جئتكم بحقّ، فأسلموا» . قالوا: ما نعلمه- قالوا للنّبيّ صلى الله عليه وسلم قالها ثلاث مرار- قال: «فأيّ رجل فيكم عبد الله بن سلام؟» . قالوا: ذاك سيّدنا، وابن سيّدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا. قال:«أفرأيتم إن أسلم؟» .

قالوا: حاشا لله، ما كان ليسلم. قال:«أفرأيتم إن أسلم؟» . قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم. قال: «أفرأيتم إن أسلم؟» قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم. قال: «يا ابن سلام! اخرج عليهم» فخرج، فقال: يا معشر اليهود، اتّقوا الله، فو الله الّذي لا إله إلّا هو! إنّكم لتعلمون أنّه رسول الله، وأنّه جاء بحقّ. فقالوا: كذبت، فأخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم * «2» .

4-

* (عن جرير بن عبد الله- رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا تريحني من ذي الخلصة؟ وكان بيتا في خثعم يسمّى كعبة اليمانيّة.

فانطلقت في خمسين ومائة من أحمس- وكانوا أصحاب خيل- فأخبرت النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّي لا أثبت على الخيل، فضرب في صدري حتّى رأيت أثر أصابعه في صدري، فقال:«اللهمّ ثبّته، واجعله هاديا مهديّا» . فانطلق إليها فكسرها وحرّقها، فأرسل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يبشّره، فقال رسول جرير لرسول الله: يا رسول الله، والّذي بعثك بالحقّ، ما جئتك حتّى تركتها كأنّها جمل أجرب. فبارك على خيل أحمس ورجالها مرّات) * «3» .

5-

* (عن أبي أيّوب- رضي الله عنه أنّ أعرابيّا عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سفر. فأخذ بخطام ناقته «4» أو بزمامها. ثمّ قال: يا رسول الله أو يا محمّد! أخبرني بما يقرّبني من الجنّة وما يباعدني من النّار؟ قال: فكفّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثمّ نظر في أصحابه. ثمّ قال: «لقد وفّق أو لقد هدي» . قال: كيف قلت؟ قال فأعاد. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «تعبد الله لا تشرك به شيئا.

وتقيم الصّلاة. وتؤتي الزّكاة. وتصل الرّحم. دع النّاقة» ) * «5» .

6-

* (عن أبي الأشعث الصّنعانيّ أنّ خطباء قامت بالشّام وفيهم رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام آخرهم رجل يقال له مرّة بن كعب، فقال:

لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت، وذكر الفتن فقرّبها، فمرّ رجل مقنّع في ثوب فقال: هذا يومئذ على الهدى، فقمت إليه فإذا هو عثمان بن عفّان، قال:

(1) مقيلا: أي مكانا نستريح فيه وقت القيلولة وهى الظهيرة.

(2)

البخاري- الفتح 7 (3911) .

(3)

البخاري- الفتح 6 (3076) واللفظ له ومسلم (2476) .

(4)

بخطام ناقته: الخطام- بكسر الخاء حبل من ليف أو كتان يجعل في أنف البعير ليقاد به.

(5)

مسلم (13) .

ص: 3595

فأقبلت عليه بوجهه، فقلت: هذا؟ قال نعم) * «1» .

7-

* (عن عبد الله بن عمر. رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو على أربعة، فأنزل الله:

لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ (الأعراف/ 128) قال: فهداهم الله للإسلام) * «2» .

8-

* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه أن يقول: «اللهمّ مقلّب القلوب، ثبّت قلبي على دينك» . قالت: قلت يا رسول الله! أو أنّ القلوب لتتقلّب؟ قال: «نعم، ما من خلق الله من بني آدم من بشر إلّا أنّ قلبه بين أصبعين من أصابع الله، فإن شاء الله- عز وجل أقامه وإن شاء الله أزاغه، فنسأل الله ربّنا أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأله أن يهب لنا من لّدنه رحمة إنّه هو الوهّاب» . قالت: قلت: يا رسول الله ألا تعلّمني دعوة أدعو بها لنفسي، قال: «بلى. قولي: اللهمّ! ربّ محمّد النّبيّ اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلّات الفتن ما أحييتنا» ) * «3» .

9-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ لله- تعالى- تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنّة، هو الله الّذي لا إله إلّا هو، الرّحمن، الرّحيم، الملك، القدّوس، السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبّار، المتكبّر، الخالق، البارىء، المصوّر، الغفّار، القهّار، الوهّاب، الرّزّاق، الفتّاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرّافع، المعزّ، المذلّ، السّميع، البصير، الحكم، العدل، اللّطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشّكور، العليّ، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرّقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشّهيد، الحقّ، الوكيل، القويّ، المتين، الوليّ، الحميد، المحصي، المبدىء، المعيد، المحيي، المميت، الحيّ، القيّوم، الواجد، الماجد، الواحد، الصّمد، القادر، المقتدر، المقدّم، المؤخّر، الأوّل، الآخر، الظّاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البرّ، التّوّاب، المنتقم، العفوّ، الرّؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغنيّ، المغني، المانع، الضّارّ، النّافع، النّور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرّشيد، الصّبور» ) * «4» .

(1) الترمذي (3704) واللفظ له وقال: حديث حسن صحيح وأحمد (4/ 236) . وابن ماجة في المقدمة (111) ورواية أحمد فيها: (هذا يومئذ وأصحابه على الحق والهدى) .

(2)

أحمد (2/ 104) واللفظ له، وأصله عند البخاري (8/ 74) برقم (4560) وذكره ابن حجر وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح.

(3)

أحمد (6/ 302) . ونحوه عند مسلم (2654) من حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما وأقرب منه عند الترمذي (2140- 2141) وقال: حديث حسن صحيح. والهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 325) وقال: روى الترمذي بعضه ورواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف وقد وثق.

(4)

الترمذي (3507) وقال: هذا حديث غريب، حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح، ولا نعرفه إلّا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث. وابن ماجة (3861) وقال في الزوائد: طريق الترمذي أصح شيء في الباب. وقال النووي في الأذكار (128) : حديث حسن رواه الترمذي وغيره.

ص: 3596

10-

* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: إنّ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم دخل نخلا لبني النّجّار، فسمع صوتا ففزع، فقال:«من أصحاب هذه القبور؟» .

قالوا: يا رسول الله، ناس ماتوا في الجاهليّة، فقال:

«تعوّذوا بالله من عذاب النّار، ومن فتنة الدّجّال» قالوا: وممّ ذاك يا رسول الله؟. قال: «إنّ المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له: ما كنت تعبد؟ فإن الله هداه قال: كنت أعبد الله، فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرّجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، فما يسأل عن شيء، غيرها، فينطلق به إلى بيت كان له في النّار فيقال له: هذا بيتك كان لك في النّار ولكنّ الله عصمك ورحمك فأبدلك به بيتا في الجنّة، فيقول: دعوني حتّى أذهب فأبشّر أهلي، فيقال له: اسكن، وإنّ الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقول له: ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريت ولا تليت، فيقال له: فما كنت تقول في هذا الرّجل؟ فيقول: كنت أقول ما يقول النّاس، فيضربه بمطراق من حديد بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثّقلين» ) * «1» .

11-

* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما أنّ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الهدى الصّالح، والسّمت الصّالح، والاقتصاد، جزء من خمسة وعشرين جزءا من النّبوّة» ) * «2» .

12-

* (عن رافع بن سنان أنّه أسلم، وأبت امرأته أن تسلم، فأتت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: ابنتي وهي فطيم أو شبهه، وقال رافع: ابنتي، فقال له النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«اقعد ناحية» . وقال لها: «اقعدي ناحية» قال:

وأقعد الصّبيّة بينهما، ثمّ قال:«ادعواها» فمالت الصّبيّة إلى أمّها، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«اللهمّ اهدها» . فمالت الصّبيّة إلى أبيها، فأخذها) * «3» .

13-

* (عن يزيد بن حيّان. قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم.

فلمّا جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت، يا زيد خيرا كثيرا. رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسمعت حديثه. وغزوت معه. وصلّيت خلفه. لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا.

حدّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابن أخي! والله لقد كبرت سنّي. وقدم عهدي. ونسيت بعض الّذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما حدّثتكم فاقبلوا. وما لا، فلا تكلّفونيه. ثمّ قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا. بماء يدعى خمّا، بين مكّة والمدينة. فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكّر. ثمّ قال:

«أمّا بعد. ألا أيّها النّاس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنّور، فخذوا بكتاب الله.

(1) أبو داود (4/ 4751) . واللفظ له وذكره الألباني في الصحيحة (ح 1344) وقال: أخرجه أحمد (3/ 331) . وهذا إسناد جيد رجاله رجال الصحيح. وذكره في صحيح أبي داود (ح 3977) وقال عنه: صحيح والثقلان هما الإنس والجن.

(2)

أبو داود (4776) وقال الألباني في صحيح أبي داود (3/ 79)، 3996: حسن.

(3)

أبو داود (2/ 2244) وقال الألباني في صحيح أبي داود (2/ 422) : صحيح. والنسائي (6/ 185) .

ص: 3597

واستمسكوا به» فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه. ثمّ قال: «وأهل بيتي. أذكّركم الله في أهل بيتي. أذكّركم الله في أهل بيتي. أذكّركم الله في أهل بيتي» . فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته. ولكن أهل بيته من حرم الصّدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل عليّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عبّاس. قال: كلّ هؤلاء حرم الصّدقة؟ قال: نعم) * «1» .

14-

* (عن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قيس أنّهما سمعا النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال أحدهما: سمعته يقول:

«اللهمّ اغفر لي ذنبي خطئي وعمدي» . قال الآخر:

سمعته يقول: «اللهمّ أستهديك لأرشد أمري، وأعوذ بك من شرّ نفسي» ) * «2» .

15-

* (عن عليّ- رضي الله عنه قال:

بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا، فقلت: يا رسول الله، ترسلني وأنا حديث السّنّ ولا علم لي بالقضاء؟

فقال: «إنّ الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك، فإذا جلس بين يديك الخصمان فلا تقضينّ حتّى تسمع من الآخر كما سمعت من الأوّل، فإنّه أحرى أن يتبيّن لك القضاء» . قال: فما زلت قاضيا، أو ما شككت في قضاء بعد) * «3» .

16-

* (عن سعد- رضي الله عنه قال:

جاء أعرابيّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: علّمني كلاما أقوله. قال: «قل: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا سبحان الله ربّ العالمين، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العزيز الحكيم» قال: فهؤلاء لربّي. فما لي؟ قال: «قل: اللهمّ اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني» ) * «4» .

17-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:

قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «حين أسري بي لقيت موسى عليه السلام، (فنعته النّبيّ صلى الله عليه وسلم فإذا رجل (حسبته قال) مضطرب «5» . رجل الرّأس. كأنّه من رجال شنوءة.

قال، ولقيت عيسى (فنعته النّبيّ صلى الله عليه وسلم فإذا ربعة «6» أحمر كأنّما خرج من ديماس» . (يعني الحمّام)«7» قال، ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه. وأنا أشبه ولده به.

قال، فأتيت بإناءين في أحدهما لبن، وفي الآخر خمر.

فقيل لي: خذ أيّهما شئت. فأخذت اللّبن فشربته.

فقال: هديت الفطرة- أو أصبت الفطرة- أما إنّك لو أخذت الخمر غوت أمّتك) * «8» .

18-

* (عن لقيط بن عامر أنّه خرج وافدا

(1) مسلم (2408) .

(2)

أحمد 4/، 217 ومجمع الزوائد 10/ 177 واللفظ له وقال: رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: وامرأة من قريش ورجالهما رجال الصحيح.

(3)

أبو داود 3 (3582) . قال الألباني في صحيح أبي داود (2/ 684) : حسن. وأحمد (1/ 136) . وقال الشيخ أحمد شاكر (2/ 73) : إسناده صحيح.

(4)

مسلم (2696) .

(5)

المضطرب: الطويل غير الشديد.

(6)

ربعة: بفتح الراء- هو المربوع، والمراد: أنه ليس بطويل جدا ولا قصير جدا بل وسط.

(7)

والمراد وصفه بصفاء اللون ونضارة الجسم وكثرة ماء الوجه حتى كأنه كان في موضع كنّ فخرج منه وهو عرقان.

(8)

البخاري- الفتح 6 (3437) . ومسلم (168) .

ص: 3598

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق «1» قال لقيط: فخرجت أنا وصاحبي حتّى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسلاخ رجب فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة «2» فقام فى النّاس خطيبا فقال: «أيّها النّاس، ألا إنّي خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيّام، ألا لأسمعنّكم، ألا فهل من امرىء بعثه قومه» فقالوا:

اعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا ثمّ لعلّه أن يلهيه حديث نفسه، أو حديث صاحبه، أو يلهيه الضّلال ألا إنّي مسئول: هل بلّغت؟ ألا اسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا ألا اجلسوا، قال: فجلس النّاس وقمت أنا وصاحبي حتّى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره «3» قلت: يا رسول الله، ما عندك من علم الغيب؟ فضحك لعمر الله وهزّ رأسه وعلم أنّي أبتغي لسقطه فقال «ضنّ ربّك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمها إلّا الله» وأشار بيده قلت: وما هي؟ قال: «علم المنيّة، قد علم منيّة أحدكم ولا تعلمونه، وعلم المنيّ حين يكون فى الرّحم، قد علمه ولا تعلمون، وعلم ما في غد، وما أنت طاعم غدا ولا تعلمه، وعلم يوم الغيث يشرف عليكم أزلين مشفقين «4» . فيظلّ يضحك قد علم أنّ غيركم إلى قرب، قال لقيط: لن نعدم من ربّ يضحك خيرا، وعلم يوم السّاعة، قلت يا رسول الله! علّمنا ممّا تعلّم النّاس وما تعلم، فأنا من قبيل لا يصدّقون تصديقنا أحد من مذحج الّتي تربو علينا وخثعم الّتي توالينا وعشيرتنا الّتي نحن منها قال:

تلبثون ما لبثتم ثمّ يتوفّى نبيّكم صلى الله عليه وسلم، ثمّ تلبثون ما لبثتم ثمّ تبعث الصّائحة لعمر إلهك، ما تدع على ظهرها من شيء إلّا مات والملائكة الّذين مع ربّك- عز وجل فأصبح ربّك- عز وجل يطيف في الأرض وخلت عليه البلاد فأرسل ربّك عز وجل السّماء بهضب «5» من عند العرش، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميّت إلّا شقّت القبر عنه حتّى تجعله من عند رأسه فيستوي جالسا، فيقول ربّك: مهيم «6» لما كان فيه، يقول: يا ربّ أمس اليوم «7» ولعهده الحياة يحسبه حديثا بأهله، فقلت:

يا رسول الله! كيف يجمعنا بعد ما تمزّقنا الرّياح والبلى والسّباع؟ قال: «أنبّئك بمثل ذلك في آلاء الله، الأرض أشرفت عليها وهي مدرة «8» بالية فقلت لا تحيا أبدا، ثمّ أرسل ربّك- عز وجل عليها السّمآء فلم تلبث عليك إلّا أيّام حتّى أشرفت عليها وهي شرية «9»

(1) في الأصل ليست منقوطة، وهو مشهور.

(2)

زاد في نسخة «فقام في الغداة خطيبا» .

(3)

في النسخ: وحصره. وفي هامش إحداها: صوابه بصره. المصنف.

(4)

أزلين مشفقين: أي في حال ضيق وشدة وخوف.

(5)

أي بمطر، وفي الأصل (تهضب) والتصويب من النهاية.

(6)

مهيم: أى ما شأنك وما حالك؟.

(7)

أمس اليوم: أي أمس كأنه صار اليوم.

(8)

المدرة: قطعة الطين اليابس.

(9)

شرية: الشرية الحنظلة، أراد أن الأرض اخضرت بالنبات فكأنها حنظلة واحدة، قال ابن الأثير: والرواية شربة بالباء الموحدة.

ص: 3599

واحدة ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فيخرجون من الأصواء «1» ومن مصارعهم فتنظرون إليه وينظر إليكم» قال:

قلت: يا رسول الله! وكيف نحن ملء الأرض وهو شخص واحد ننظر إليه وينظر إلينا؟ قال: أنبّئك بمثل ذلك في آلاء الله «2» عز وجل الشّمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم ساعة واحدة لا تضارّون في رؤيتهما، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه من أن ترونهما ويريانكم لا تضارّون في رؤيتهما» .

قلت: يا رسول الله! فما يفعل بنا ربّنا عز وجل إذا لقيناه؟ قال: «تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا يخفى عليه منكم خافية فيأخذ ربّك- عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح «3» قبيلكم بها، فلعمر إلهك ما تخطىء وجه أحدكم منها قطرة، فأمّا المسلم فتدع وجهه مثل الرّيطة «4» البيضاء، وأمّا الكافر فتخطمه مثل الحميم الأسود «5» ألا ثمّ ينصرف نبيّكم صلى الله عليه وسلم ويفترق على أثره الصّالحون فيسلكون جسرا من النّار فيطأ أحدكم الجمر فيقول حسّ «6» ، يقول ربّك عز وجل أو أنّه: ألا فتطّلعون على حوض الرّسول صلى الله عليه وسلم على أظمأ والله ناهلة عليها قطّ ما رأيتها فلعمر إلهك ما يبسط واحد منكم يده إلّا وضع عليها قدح يطهّره من الطّوف «7» والبول والأذى، وتحبس الشّمس والقمر ولا ترون منهما واحدا، قال: قلت:

يا رسول الله! فبم نبصر؟ قال: «بمثل بصرك ساعتك هذه وذلك قبل طلوع الشّمس في يوم أشرقت الأرض واجهت به الجبال» قال: قلت: يا رسول الله فبم نجزى من سيّئاتنا وحسناتنا؟ قال: «الحسنة بعشر أمثالها والسّيّئة بمثلها إلّا أن يعفو» قال: قلت: يا رسول الله! أمّا الجنّة أمّا النّار قال: «لعمر إلهك إنّ للنّار لسبعة أبواب، ما منهنّ بابان إلّا يسير الرّاكب بينهما سبعين عاما، وإنّ للجنّة لثمانية أبواب، ما منهما بابان إلّا يسير الرّاكب بينهما سبعين عاما» قلت: يا رسول الله! فعلام نطّلع من الجنّة؟ قال: «على أنهار من عسل مصفّى، وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغيّر طعمه، وماء غير آسن «8» ، وبفاكهة، لعمر إلهك ما تعلمون، وخير من مثله معه، وأزواج مطهّرة» قلت: يا رسول الله! ولنا فيها أزواج أو منهنّ مصلحات؟ قال: «الصّالحات للصّالحين، تلذّونهنّ مثل لذّاتكم في الدّنيا، ويلذذن بكم غير أن لا توالد» قال لقيط: فقلت: أقضي ما نحن بالغون ومنتهون

(1) الأصواء: القبور وأصلها من الصّوى: الأعلام، فشبه القبور بها.

(2)

آلاء الله: نعمه.

(3)

فينضح: أي يرش

(4)

الريطة: الملاءة إذا كانت قطعة واحدة، وقيل: كل ثوب لين دقيق.

(5)

فتخطمه مثل الحميم الأسود: أي تصيب خطمه وهو أنفه يعني تجعل له أثرا مثل أثر الخطام، والحميم الماء الحار وفي رواية مثل الحمم وهو الفحم.

(6)

حسّ كلمة: تقال عند التألم من شيء محس.

(7)

الطوف: الغائط يقال: طاف يطوف طوفا أي ذهب إلي البراز، لقضاء الحاجة.

(8)

غير أسن: غير متغير.

ص: 3600

إليه؟ فلم يجبه النّبيّ صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله! (على)«1» ما أبايعك؟ قال فبسط النّبيّ صلى الله عليه وسلم يده وقال: «على إقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وزيال المشرك، وأن لا تشرك بالله إلها غيره» قال: قلت: وإنّ لنا ما بين المشرق والمغرب، فقبض النّبيّ صلى الله عليه وسلم يده، وظنّ أنّي مشرط شيئا لا يعطينيه، قال: قلت: نحلّ منها حيث شئنا ولا يجني امرؤ إلّا على نفسه، فبسط يده، وقال:«ذلك لك تحلّ حيث شئت ولا يجني عليك إلّا نفسك» قال: فانصرفنا عنه، ثمّ قال:«إنّ هذين لعمر إلهك من أتقى النّاس في الأولى والآخرة» فقال له كعب ابن الخدريّة أحد بني بكر بن كلاب: من هم يا رسول الله؟ قال: «بنو المنتفق أهل ذلك» قال: فانصرفنا وأقبلت عليه فقلت يا رسول الله هل لأحد ممّن مضى من خير في جاهليّتهم؟ قال:

قال رجل من عرض قريش، «والله إنّ أباك المنتفق لفي النّار» قال فلكأنّه وقع حرّ بين جلدي ووجهي ولحمى ممّا قال لأبي على رؤوس النّاس، فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله! فإذا الأخرى أجمل، فقلت:

يا رسول الله وأهلك؟ قال: وأهلي لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامريّ أو قرشيّ من مشرك فقل: أرسلني إليك محمّد فأبشّرك بما يسوؤك، تجرّ على وجهك وبطنك في النّار» قال: قلت: يا رسول الله! ما فعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يحسنون إلّا إيّاه، وكانوا يحسبونه أنّهم مصلحون قال:«ذلك لأنّ الله عز وجل بعث في آخر كلّ سبع أمم- يعني نبيّا- فمن عصى نبيّه كان من الضّالّين، ومن أطاع نبيّه كان من المهتدين) * «2» .

19-

* (عن أسماء- رضي الله عنها قالت: خسفت الشّمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فدخلت على عائشة وهي تصلّي. فقلت: ما شأن النّاس يصلّون؟ فأشارت برأسها إلى السّمآء. فقلت:

آية؟ قالت: نعم. فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام جدّا.

حتّى تجلّاني الغشي «3» . فأخذت قربة من ماء إلى جنبي. فجعلت أصبّ على رأسي- أو على وجهي- من الماء. قالت: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلّت الشّمس. فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس. فحمد الله وأثنى عليه. ثمّ قال: «أمّا بعد. ما من شيء لم أكن رأيته إلّا قد رأيته في مقامي هذا. حتّى الجنّة والنّار.

وإنّه قد أوحي إليّ أنّكم تفتنون في القبور قريبا أو مثل فتنة المسيح الدّجّال. (لا أدري أيّ ذلك قالت أسماء) فيؤتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرّجل؟ فأمّا المؤمن أو الموقن. (لا أدري أيّ ذلك قالت أسماء) فيقول: هو محمّد، هو رسول الله، جاءنا بالبيّنات

(1) زيادة من المسند الجامع (15/ 19) .

(2)

رواه أحمد (4/ 13- 14) واللفظ له والهيثمي في المجمع (1/ 338) وقال: رواه عبد الله. والطبراني بنحوه وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل، ورجالها ثقات والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط. وذكره ابن القيم في الزاد (3/ 673- 677) وقال عنه: هذا حديث كبير جليل قد خرج من مشكاة النبوة. وذكر كلاما طويلا في قوته.

(3)

تجلاني الغشي: أي علاني مرض قريب من الإغماء لطول تعب الوقوف.

ص: 3601

والهدى. فأجبنا وأطعنا. ثلاث مرار. فيقال له: نم. قد كنّا نعلم إنّك لتؤمن به. فنم صالحا. وأمّا المنافق أو المرتاب (لا أدري أيّ ذلك قالت أسماء) فيقول: لا أدري سمعت النّاس يقولون شيئا فقلت) * «1» .

20-

* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شقّ بصره «2» . فأغمضه. ثمّ قال: «إنّ الرّوح إذا قبض تبعه البصر» فضجّ ناس من أهله. فقال: «لا تدعوا على أنفسكم إلّا بخير. فإنّ الملائكة يؤمّنون على ما تقولون» ثمّ قال: «اللهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين «3» .

واغفر لنا وله يا ربّ العالمين. وافسح له في قبره. ونوّر له فيه) * «4» .

21-

* (عن البراء- رضي الله عنه قال: لمّا كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيته ينقل من تراب الخندق حتّى وارى عنّى التّراب جلدة بطنه وكان كثير الشّعر- فسمعته يرتجز بكلمات ابن رواحة وهو ينقل من التّراب يقول:

اللهمّ لولا أنت ما اهتدينا

ولا تصدّقنا ولا صلّينا

فأنزلن سكينة علينا

وثبّت الأقدام إن لاقينا

إنّ الألى قد بغوا علينا

وإن أرادوا فتنة أبينا

قال ثمّ يمدّ صوته بآخرها) » «5» .

22-

* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما قال: زوّجني أبي امرأة من قريش، فلمّا دخلت عليّ جعلت لا أنحاش لها «6» ممّا بي من القوّة على العبادة من الصّوم والصّلاة فجاء عمرو بن العاص إلى كنّته «7» حتّى دخل عليها، فقال لها: كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير الرّجال، أو كخير البعولة من رجل لم يفتّش لنا كنفا، ولم يعرف لنا فراشا، فأقبل عليّ فعذمني «8» وعضّني بلسانه! فقال:

أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب فعضلتها «9» وفعلت وفعلت!! ثمّ انطلق إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فشكاني فأرسل إليّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأتيته، فقال لي: أتصوم النّهار؟

قلت: نعم، قال: وتقوم اللّيل؟ قلت: نعم، قال:

لكنّي أصوم وأفطر، وأصلّي وأنام، وأمسّ النّساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي» قال:«اقرأ القرآن في كلّ شهر» قلت: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال:

«فاقرأه في كلّ عشرة أيّام» قلت: إنّي أجدني أقوى من ذلك، قال: فلم يزل يرفعني حتّى قال: صم يوما وأفطر يوما فإنّه أفضل الصّيام وهو صيام أخي داود صلى الله عليه وسلم قال حصين في حديثه: ثمّ قال صلى الله عليه وسلم: فإنّ لكلّ

(1) البخاري- الفتح 1 (86) . ومسلم (905) واللفظ له.

(2)

شق بصره: أي شخص وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه.

(3)

في الغابرين: أي الباقين أي كن خليفة له في ذريته.

(4)

مسلم (920) .

(5)

البخاري- الفتح 7 (4106) واللفظ له في هذا الموضع 6 (3034) ، ومسلم (1803) .

(6)

لا أنحاش لها: أي لا أكترث لها، ولا أعبأبها.

(7)

الكنّة: بفتح الكاف، وهي هنا زوجة الابن.

(8)

فعذمني: أي لامني.

(9)

فعضلتها: هو من العضل: وهو المنع، أراد أنك لم تعاملها معاملة الأزواج لنسائهم، ولم تتركها تتصرف في نفسها فكأنك قد منعتها.

ص: 3602

عابد شرّة «1» ولكلّ شرّة فترة «2» ، فإمّا إلى سنّة، وإمّا إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنّة فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك» قال مجاهد:

فكان عبد الله بن عمرو حيث ضعف وكبر، يصوم الأيّام كذلك، يصل بعضها إلى بعض، ليتقوّى بذلك، ثمّ يفطر بعد تلك الأيّام، قال: وكان يقرأ في كلّ حزبه «3» كذلك، يزيد أحيانا

وينقص أحيانا، غير أنّه يوفي العدد إمّا في سبع وإمّا في ثلاث، قال: ثمّ كان يقول بعد ذلك: لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إليّ ممّا عدل به أو عدل، لكنّي فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره) * «4» .

23-

* (عن فضالة بن عبيد- رضي الله عنه أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع» ) * «5» .

24-

* (قال أبو هريرة- رضي الله عنه:

قدم طفيل بن عمرو الدّوسيّ وأصحابه على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! إنّ دوسا عصت وأبت، فادع الله عليها، فقيل: هلكت دوس. قال: «اللهمّ اهد دوسا وائت بهم» ) * «6» .

25-

* (عن عليّ- رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قل: اللهمّ اهدني وسدّدني، واذكر بالهدى هدايتك الطّريق. والسّداد، سداد السّهم) * «7» .

26-

* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا خطب احمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتدّ غضبه، حتّى كأنّه منذر جيش، يقول: صبّحكم ومسّاكم، ويقول: «بعثت أنا والسّاعة كهاتين» ، ويقرن بين إصبعيه السّبّابة والوسطى، ويقول: «أمّا بعد، فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمّد «8» ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة» . ثمّ يقول: «أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا «9» فإليّ وعليّ» ) * «10» .

27-

* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه قال: كان اليهود يتعاطسون «11» عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم، يرجون أن يقول لهم: «يرحمكم الله، فيقول: يهديكم الله،

(1) شرة: نشاط.

(2)

فترة: انكسار وضعف.

(3)

الحزب: ما يجعله الرجل علي نفسه من قراءة وصلاة كالورد

(4)

أخرجه الترمذي. وأحمد 2/، 158 قال أحمد شاكر 9/ 188، 6477: إسناده صحيح، رواه عنه كثير من التابعين وأخرجه الأئمة في دواوينهم ولكني لم أجده مفصلا بهذا السياق إلا في هذا الموضع.

(5)

رواه الترمذي (4/ 576) وقال: هذا حديث حسن صحيح. والحاكم في المستدرك (1/ 35) وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وابن ماجة (2/ 1386) من حديث عبد الله بن عمرو وبلفظ «قد أفلح» .

(6)

البخاري- الفتح 6 (2937) . ومسلم (2524) متفق عليه.

(7)

مسلم (2725)

(8)

الهدى هدى محمد: الهدى- بضم الهاء وفتح الدال- فيهما، وبفتح الهاء وإسكان الدال. وجهان ذكرهما العلماء.

(9)

الضياع:- بفتح الضاد- العيال، والمراد: من ترك أطفالا وعيالا ذوي ضياع. فأوقع المصدر موقع الاسم.

(10)

ومسلم (867)

(11)

يتعاطسون: أي يتكلفون العطاس ويتظاهرون به.

ص: 3603

ويصلح بالكم» ) * «1» .

28-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلّ أهل النّار يرى مقعده من الجنّة فيقول: لو أنّ الله هداني فيكون عليهم حسرة، قال: وكلّ أهل الجنّة يرى مقعده من النّار فيقول: لولا أنّ الله هداني. قال: فيكون له شكرا» ) * «2» .

29-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: كنت أدعو أمّي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أبكي. قلت: يا رسول الله، إنّي كنت أدعو أمّي إلى الإسلام فتأبى عليّ فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أمّ أبي هريرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اللهمّ اهد أمّ أبي هريرة» . فخرجت مستبشرا بدعوة النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فلمّا جئت فصرت إلى الباب، فإذا هو مجاف «3» فسمعت أمّي خشف قدميّ «4» ، فقالت: مكانك! يا أبا هريرة، وسمعت خضخضة الماء «5» . قال فاغتسلت ولبست درعها «6» ، وعجلت عن خمارها ففتحت الباب، ثمّ قالت: يا أبا هريرة! أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله. قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح. قال: قلت: يا رسول الله! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أمّ أبي هريرة. فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرا. قال: قلت: يا رسول الله ادع الله أن يحبّبني أنا وأمّي إلى عباده المؤمنين ويحبّبهم إلينا.

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهمّ حبّب عبيدك هذا- يعني أبا هريرة- وأمّه إلى عبادك المؤمنين. وحبّب إليهم المؤمنين» . فما خلق مؤمن يسمع بي، ولا يراني، إلّا أحبّني) * «7» .

30-

* (عن سهل بن سعد السّاعديّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «أين عليّ ابن أبي طالب؟» . فقالوا: هو، يا رسول الله يشتكي عينيه. قال:«فأرسلوا إليه» . فأتى به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ. حتّى كأن لم يكن به وجع. فأعطاه الرّاية. فقال عليّ: يا رسول الله! أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟. فقال: «انفذ على رسلك.

حتّى تنزل بساحتهم. ثمّ ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله فيه. فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النّعم» ) * «8» .

31-

* (عن سعيد بن المسيّب، عن أبيه رضي الله عنهما قال لمّا حضرت أبا طالب الوفاة،

(1) الترمذي (2739) وقال: حسن صحيح. وأبو داود (5038)، وقال الألباني 3/ 944: صحيح.

(2)

أحمد (2/ 512) والهيثمي في المجمع (01/ 399) وقال: رجاله رجال الصحيح. والحاكم في المستدرك (2/ 435- 436) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

(3)

مجاف: مغلق

(4)

خشف قدمىّ: أي صوتهما في الأرض

(5)

خضخضة الماء: أي صوت تحريكه.

(6)

درع المرأة: قميصها.

(7)

مسلم (2491) .

(8)

البخاري- الفتح 7 (3701) . ومسلم (2406) متفق عليه، وحمر النعم: هي الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء وأنه ليس هناك أعظم منه.

ص: 3604

جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل، وعبد الله بن أبي أميّة بن المغيرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يا عمّ قل: لا إله إلّا الله. كلمة أشهد لك بها عند الله» . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أميّة: يا أبا طالب أترغب عن ملّة عبد المطّلب؟. فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه، ويعيد له تلك المقالة، حتّى قال أبو طالب آخر ما كلّمهم: هو على ملّة عبد المطّلب. وأبى أن يقول: لا إله إلّا الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما والله لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك» فأنزل الله عز وجل: ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (التوبة/ 113) . وأنزل الله تعالى في أبي طالب، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (القصص/ 56) * «1» .

32-

* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه قال: لمّا كان يوم بدر، قال: نظر النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيّف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل النّبيّ صلى الله عليه وسلم القبلة، ثمّ مدّ يديه وعليه رداؤه وإزاره، ثمّ قال: «اللهمّ! أين ما وعدتني؟، اللهمّ! أنجز ما وعدتني، اللهمّ! إنّك إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا» ، قال: فما زال يستغيث ربّه- عز وجل ويدعوه حتّى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر- رضي الله عنه فأخذ رداءه فردّه، ثمّ التزمه من ورائه ثمّ قال: يا نبيّ الله، كفاك مناشدتك ربّك، فإنّه سينجز لك ما وعدك، وأنزل الله عز وجل: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (الأنفال/ 9) فلمّا كان يومئذ والتقوا، فهزم الله- عز وجل المشركين، فقتل منهم سبعون رجلا، وأسر منهم سبعون رجلا، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعليّا وعمر- رضي الله عنهم، فقال أبو بكر- رضي الله عنه: يا نبيّ الله! هؤلاء بنو العمّ والعشيرة والإخوان، فإنّي أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذنا منهم قوّة لنا على الكفّار، وعسى الله أن يهديهم فيكونوا لنا عضدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ما ترى يا بن الخطّاب؟» . قال: قلت: والله ما أرى ما رأى أبو بكر- رضي الله عنه ولكنّي أرى أن تمكّنني من فلان، قريبا لعمر، فأضرب عنقه، وتمكّن عليّا من عقيل فيضرب عنقه وتمكّن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتّى يعلم الله أنّه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمّتهم، وقادتهم، فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر- رضي الله عنه، ولم يهو ما قلت، فأخذ منهم الفداء، فلمّا أن كان من الغد، قال عمر- رضي الله عنه: غدوت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر- رضي الله عنه، وإذا هما يبكيان، فقلت: يا رسول الله أخبرني ماذا يبكيك أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، قال: فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «الّذي عرض عليّ أصحابك من الفداء،

(1) البخاري- الفتح 3 (1360) ومسلم (24) واللفظ له.

ص: 3605

لقد عرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشّجرة» ، لشجرة قريبة، وأنزل الله- عز وجل: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ إلى قوله: لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ (الأنفال/ 67) من الفداء، ثمّ أحلّ لهم الغنائم، فلمّا كان يوم أحد من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء، فقتل منهم سبعون، وفرّ أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وكسرت رباعيته وهشمت البيضة «1» على رأسه، وسال الدّم على وجهه، وأنزل الله تعالى: أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها الآية (آل عمران/ 165) ، بأخذكم الفداء» ) * «2» .

33-

* (عن أبي الحوراء السّعديّ، قال: قلت للحسن بن عليّ: ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

أذكر أنّي أخذت تمرة من تمر الصّدقة، فألقيتها في فمي، فانتزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعابها فألقاها في التّمر، فقال له رجل: ما عليك لو أكل هذه التّمرة؟ قال: «إنّا لا نأكل الصّدقة» قال: وكان يقول «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإنّ الصّدق طمأنينة، وإنّ الكذب ريبة. قال:

وكان يعلّمنا هذا الدّعاء: «اللهمّ اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولّني فيمن تولّيت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرّ ما قضيت، إنّه لا يذلّ من واليت» ، وربّما قال «تباركت ربّنا وتعاليت» ) * «3» .

34-

* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجنّ وما رآهم. انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ «4» ، وقد حيل بين الشّياطين وبين خبر السّماء، وأرسلت عليهم الشّهب، فرجعت الشّياطين إلى قومهم، فقالوا: مالكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السّماء، وأرسلت علينا الشّهب، قالوا: ما ذاك إلّا من شيء حدث. فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها «5» ، فانظروا ما هذا الّذي حال بيننا وبين خبر السّماء، فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها، فمرّ النّفر الّذين أخذوا نحو تهامة (وهو بنخل «6» ، عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلّي بأصحابه صلاة الفجر) فلمّا سمعوا القرآن استمعوا له، وقالوا: هذا حال بيننا وبين خبر السّماء، فرجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ

(1) البيضة: الخوذة على الرأس تقي المحارب.

(2)

أحمد (30- 31) . وقال الشيخ أحمد شاكر (1/ 244) : إسناده صحيح.

(3)

أحمد (1/ 200) والترمذي: (2518) والدارمي: (1589- 1594) . وقال محقق جامع الأصول (6/ 444) : إسناده صحيح.

(4)

سوق عكاظ: هو موضع بقرب مكة كانت تقام به في الجاهلية سوق يقيمون فيه أياما، قال النووي: تصرف ولا تصرف، والسوق تؤنث وتذكر، وفي القاموس: وعكاظ كغراب، سوق بصحراء بين نخلة والطائف، كانت تقوم هلال ذي القعدة، وتستمر عشرين يوما تجتمع قبائل العرب فيتعاكظون، أي يتفاخرون ويتناشدون، قال النووي: قيل سميت بذلك لقيام الناس فيها على سوقهم.

(5)

فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها: الضرب في الأرض الذهاب فيها، وهو ضربها بالأرجل

(6)

وهو بنخل: هكذا وقع في صحيح مسلم: بنخل، وصوابه بنخلة، بالهاء، وهو موضع معروف هناك، كذا جاء صوابه في صحيح البخاري.

ص: 3606

نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (الجن/ 1، 2) فأنزل الله- عز وجل على نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم: قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ (الجن/ 1)) * «1» .

35-

* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ما كان من نبيّ إلّا وقد كان له حواريّون يهتدون بهديه «2» ويستنّون بسنّته» ) * «3» .

36-

* (عن أبي موسى- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها نقيّة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها النّاس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنّما هي قيعان «4» لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه «5» في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الّذي أرسلت به» . قال أبو عبد الله: قال إسحاق: وكان منها طائفة قيّلت «6» الماء قاع يعلوه الماء، والصّفصف المستوي من الأرض» ) * «7» .

37-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» ) * «8» .

38-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سنّ سنّة ضلال فاتّبع عليها كان عليه مثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيء، ومن سنّ سنّة هدى فاتّبع عليها كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء» ) * «9» .

39-

* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما في حديث أبي سفيان مع هرقل، قال: ثمّ دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الّذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى، فدفعه إلى هرقل، فقرأه فإذا فيه: «بسم الله الرّحمن الرّحيم، من محمّد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الرّوم: سلام على من اتّبع الهدى، أمّا بعد فإنّي أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرّتين، فإن تولّيت فإنّ عليك إثم الأريسيّين «10» ويا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران/ 64) . قال أبو سفيان: فلمّا قال

(1) البخاري- الفتح 8 (4921) . ومسلم (449)

(2)

يهتدون بهديه: أي بطريقته وسمته.

(3)

مسلم (49) .

(4)

القيعان: بكسر القاف جمع قاع، وهو الأرض المستوية الملساء التي لا تنبت.

(5)

فقه: أي صار فقيها.

(6)

قيلت: أي شربت، والقيل: شرب نصف النهار.

(7)

البخاري- الفتح 1 (79) . واللفظ له ومسلم (2282) .

(8)

مسلم (2674) .

(9)

أحمد (2/ 505) . وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. وهو عند مسلم بلفظ آخر وعند الترمذي والنسائي وغيرهم.

(10)

الأريسيين: اختلفوا في المراد بهم على أقوال: أصحها وأشهرها أنهم الأكارون أي الفلاحون والزراعون ومعناه: إن عليك إثم رعاياك الذين يتبعونك.

ص: 3607

ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب، كثر عنده الصّخب، وارتفعت الأصوات، وأخرجنا، وقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة «1» ، إنّه يخافه ملك بني الأصفر «2» ، فما زلت موقنا أنّه سيظهر حتّى أدخل الله عليّ الإسلام) * «3» .

40-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «نحن الآخرون السّابقون يوم القيامة، بيد أنّهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثمّ هذا يومهم الّذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله، فالنّاس لنا فيه تبع، اليهود غدا، والنّصارى بعد غد» ) * «4» .

41-

* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنّه قال: «يا عبادي! إنّي حرّمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرّما. فلا تظالموا. يا عبادي! كلّكم ضالّ إلّا من هديته. فاستهدوني أهدكم. يا عبادي! كلّكم جائع إلّا من أطعمته. فاستطعموني أطعمكم.

يا عبادي! كلّكم عار إلّا من كسوته. فاستكسوني أكسكم. يا عبادي! إنّكم تخطئون باللّيل والنّهار، وأنا أغفر الذّنوب جميعا. فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي! إنّكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي! لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم. ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي! لو أنّ أوّلكم وآخركم. وإنسكم وجنّكم. كانوا على أفجر قلب رجل واحد. ما نقص ذلك من ملكي شيئا.

يا عبادي! لو أنّ أوّلكم وآخركم. وإنسكم وجنّكم.

قاموا في صعيد واحد فسألوني. فأعطيت كلّ إنسان مسألته ما نقص ذلك ممّا عندي إلّا كما ينقص المخيط «5» إذا أدخل البحر. يا عبادي إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم. ثمّ أوفّيكم إيّاها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلّا نفسه) * «6» .

42-

* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يضحك الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنّة» ، فقالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: «يقتل هذا فيلج الجنّة، ثمّ يتوب الله على الآخر فيهديه إلى الإسلام، ثمّ يجاهد في سبيل الله فيستشهد» ) * «7» .

(1) أمر أمر ابن أبي كبشة: أمر: أي عظم، وابن أبي كبشة قيل: هو رجل من خزاعة كان يعبد الشعرى ولم يوافقه أحد من العرب في عبادتها فشبهوا النبي صلى الله عليه وسلم به لمخالفته إياهم في دينهم كما خالفهم أبو كبشة.

(2)

بنو الأصفر: هم الروم.

(3)

البخاري- الفتح 1 (7) . ومسلم (1773) .

(4)

البخاري- الفتح 2 (876) . ومسلم (855) .

(5)

المخيط: أي الإبرة. قالوا: هذا تقريب للأفهام، ومعناه لا ينقص شيئا أصلا.

(6)

حديث قدسي رواه مسلم (2577) .

(7)

البخاري- الفتح 6 (2826) ومسلم (1890) واللفظ له.

ص: 3608