الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وليلتنا. قال: «صدق» . قال: فبالّذي أرسلك. آلله أمرك بهذا؟. قال: «نعم» . قال: وزعم رسولك أنّ علينا زكاة في أموالنا. قال: «صدق» . قال: فبالّذي أرسلك. آلله أمرك بهذا؟. قال: «نعم» . قال: وزعم رسولك أنّ علينا صوم شهر رمضان في سنتنا.
قال: «صدق» . قال: فبالّذي أرسلك. آلله أمرك بهذا؟.
قال: «نعم» . قال: وزعم رسولك أنّ علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا. قال: «صدق» . قال: ثمّ ولّى. قال: والّذي بعثك بالحقّ لا أزيد عليهنّ ولا أنقص منهنّ. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لئن صدق ليدخلنّ الجنّة» ) * «1» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الفقه)
1-
* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه: تفقّهوا قبل أن تسودوا، قال أبو عبد الله يعني البخاريّ: وبعد أن تسودوا، وقد تعلّم أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم في كبر سنّهم» ) * «2» .
2-
* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه قال: «إنّ الفقيه حقّ الفقيه من لم يقنّط النّاس من رحمة الله، ولم يرخّص لهم في معاصي الله، ولم يؤمّنهم من عذاب الله، ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره إنّه لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا علم لا فهم فيه، ولا قراءة لا تدبّر فيها» ) * «3» .
3-
* (روى قثم بن العباس- رضي الله عنهما قال: «قيل لعليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه: كم بين السماء والأرض؟ قال: دعوة مستجابة. قيل فكم بين المشرق والمغرب؟ قال:
مسيرة يوم للشّمس» ) * «4» .
4-
* (عن مجاهد قال: بينما نحن وأصحاب ابن عبّاس حلق في المسجد، وسعيد بن جبير وعكرمة، وابن عبّاس قائم يصلّي، إذ وقف علينا رجل فقال: هل من مفت؟ فقلنا: سل، فقال: إنّي كلّما بلت تبعه الماء الدّافق، قال قلنا الّذي يكون منه الولد قال: نعم. قلنا عليك الغسل. قال: فولّى الرجل وهو يرجّع. قال وعجل ابن عبّاس في صلاته ثمّ قال لعكرمة: عليّ بالرّجل، وأقبل علينا فقال: أرأيتم ما أفتيتم به هذا الرّجل عن كتاب الله؟ قلنا: لا. قال: فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: لا. قال: فعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قلنا: لا. قال: فعمّه؟ قلنا: عن رأينا. قال فقال:
فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فقيه واحد أشدّ على الشّيطان من ألف عابد» قال: وجاء الرّجل فأقبل
(1) مسلم (12) .
(2)
الفتح (1/ 199) .
(3)
الدارمي في المقدمة (1/ 101) برقم (297) .
(4)
أدب الدنيا والدين (12) .
عليه ابن عبّاس فقال: أرأيت إذا كان ذلك منك أتجد شهوة في قلبك؟ قال: لا. قال فهل تجد خدرا في جسدك؟ قال: لا. قال: إنّما هذه إبرادة يجزيك منها الوضوء» ) * «1» .
5-
* (عن ابن أبي مليكة: قيل لابن عبّاس: «هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنّه ما أوتر إلّا بواحدة، قال: إنّه فقيه» ) * «2» .
6-
* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما:
«كونوا ربّانيّين حكماء فقهاء» ) * «3» .
7-
* (عن مسروق- رحمه الله قال: جاء إلى عبد الله رجل فقال: «تركت في المسجد رجلا يفسّر القرآن برأيه. يفسّر هذه الآية: يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ قال: يأتي النّاس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم. حتّى يأخذهم منه كهيئة الزّكام. فقال عبد الله: من علم علما فليقل به. ومن لم يعلم فليقل:
الله أعلم. فإنّ من فقه الرّجل أن يقول، لما لا علم له به: الله أعلم. إنّما كان هذا، أنّ قريشا لمّا استعصت على النّبيّ صلى الله عليه وسلم، دعا عليهم بسنين كسني يوسف. فأصابهم قحط وجهد «4» . حتّى جعل الرّجل ينظر إلى السّماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدّخان من الجهد. وحتّى أكلوا العظام. فأتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله استغفر الله لمضر «5» فإنّهم قد هلكوا. فقال: «لمضر؟، إنّك لجريء «6» » . قال فدعا الله لهم. فأنزل الله- عز وجل: إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ (الدخان/ 15) قال فمطروا فلمّا أصابتهم الرّفاهية، قال، عادوا إلى ما كانوا عليه. قال فأنزل الله- عز وجل: فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ* يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (الدخان/ 10- 11) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (الدخان/ 16) قال: يعني يوم بدر» ) * «7» .
8-
* (قالت عائشة- رضي الله عنها:
«نعم النّساء نساء الأنصار، لم يمنعهنّ الحياء أن يتفقّهنّ في الدّين» ) * «8» .
9-
* (قال أبو هريرة- رضي الله عنه «لأن
(1) الآجري في أخلاق العلماء: 26 وقال محققه: ذكر صاحب كنز العمال هذا الأثر وقال: أخرجه ابن عساكر بإسناد حسن.
(2)
البخاري- الفتح 7 (3765)
(3)
الفتح (1/ 192) مقدمة باب العلم قبل القول.
(4)
وجهد: أي مشقة شديدة.
(5)
استغفر الله لمضر: هكذا وقع في جميع نسخ مسلم: استغفر الله لمضر. وفي البخاري: استسق الله لمضر. قال القاضي: قال بعضهم: استسق هو الصواب اللائق بالحال، لأنهم كفار لا يدعى لهم بالمغفرة. قلت: كلاهما صحيح. فمعنى استسق: اطلب لهم المطر والسقيا. ومعنى استغفر: ادع الله لهم بالهداية التي يترتب عليها الاستغفار.
(6)
لمضر؟ إنك لجريء: قال الأبي: هو على وجه التقرير والتعريف بكفرهم واستعظامه لهم. أي فكيف يستغفر أو يستسقي لهم وهم عدو الدين. ويصح هذا، عندي، على ما ذكر مسلم من لفظ استغفر. لأن الإنكار إنما هو للاستغفار الذي سأل لهم. بدليل أنه عدل عنه إلى الدعاء لهم بالسقي. ولو كان استعظامه إنما هو لطلب السقيا، لم يستسق لهم.
(7)
مسلم (2798) .
(8)
البخاري تعليقا. انظر: الفتح (1/ 276) باب الحياء في العلم.
أفقه ساعة أحبّ إليّ من أن أحيي ليلة أصلّيها حتّى أصبح، وفقيه أشّدّ على الشّيطان من ألف عابد، ولكلّ شيء دعامة ودعامة الدّين الفقه» ) * «1» .
10-
* (قال أبو الدّرداء رضي الله عنه: من فقه المرء، إقباله على حاجته حتّى يقبل على صلاته، وقلبه فارغ» ) * «2» .
11-
* (عن سلمان رضي الله عنه: «أنّه نزل على نبطيّة بالعراق، فقال لها: هل هاهنا مكان نظيف، أصلّي فيه؟ فقالت: طهّر قلبك، وصلّ حيث شئت، فقال: فقهت أي فهمت وفطنت للحقّ والمعنى الّذي أرادت» ) * «3» .
12-
* (قال الحسن البصريّ: «الفقيه الورع الزّاهد الّذي لا يسخر ممّن أسفل منه، ولا يهمز من فوقه، ولا يأخذ على علم علّمه الله، حطاما» ) * «4» .
13-
وقال أيضا: (إنّما الفقيه الزّاهد في الدّنيا الرّاغب في الآخرة، البصير في أمر دينه، المداوم على عبادة الله- عز وجل» ) * «5» .
14-
* (وروي عنه قال: ما رأينا فقيها يماري» ) * «6» .
15-
* (وقال عبد الله بن عون البصريّ- من صغار التّابعين-: ثلاث أحبّهنّ لنفسي ولإخواني:
هذه السّنّة. أن يتعلّموها ويسألوا عنها، والقرآن أن يتفهّموه ويسألوا النّاس عنه، ويدعوا النّاس إلّا من خير» ) * «7» .
16-
* (قال عمر بن عبد العزيز- رحمه الله:
«خمس إذا أخطأ القاضي منهنّ خطّة كانت فيه وصمة:
أن يكون فهما، حليما، عفيفا، صليبا، عالما، سئولا عن العلم» ) * «8» .
17-
* (قال الإمام الشّافعيّ- رحمه الله تعالى-: «من تعلّم القرآن عظمت قيمته، ومن تعلّم الفقه نبل مقداره، ومن كتب الحديث قويت حجّته، ومن تعلّم الحساب جزل رأيه، ومن تعلّم اللّغة رقّ طبعه، ومن لم يصن نفسه، لم ينفعه علمه» ) * «9» .
18-
* (وأنشد الرّبيع عن الشّافعيّ- رحمه الله
ومنزلة السّفيه من الفقيه
…
كمنزلة الفقيه من السّفيه
فهذا زاهد في قرب هذا
…
وهذا فيه أزهد منه فيه
إذا غلب الشّقاء على سفيه
…
تنطّع في مخالفة الفقيه
) * «10» .
(1) مفتاح دار السعادة (69) .
(2)
الفتح (2/ 186) .
(3)
النهاية في غريب الحديث (3/ 465) .
(4)
الآجري في أخلاق العلماء (74)
(5)
المصدر السابق. والدارمي (1/ 1489) .
(6)
أخلاق العلماء للآجري (58) .
(7)
فتح الباري (13/ 263) .
(8)
الفتح (13/ 156) .
(9)
أدب الدنيا والدين للماوردي (28) .
(10)
أدب الدنيا والدين (28) .