الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلّا بقرن الثّعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلّتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: إنّ الله- عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك. وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم» قال: «فناداني ملك الجبال وسلّم عليّ، ثمّ قال: يا محمّد إنّ الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربّك إليك لتأمرني بأمرك. فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين» . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا» ) * «1» .
16-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: لمّا كان يوم حنين آثر النّبيّ صلى الله عليه وسلم أناسا في القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة، قال رجل: والله! إنّ هذه القسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله.
فقلت: والله لأخبرنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم. فأتيته فأخبرته. فقال:
«فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟ رحم الله موسى.
فقد أوذي بأكثر من هذا فصبر» ) * «2» .
من الآثار الواردة في (كظم الغيظ)
1-
* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه:
من اتّقى الله لم يشف غيظه، ومن خاف الله لم يفعل ما يريد، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون) * «3» .
2-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال:
(1) البخاري- الفتح 6 (3231) ، ومسلم (1795) واللفظ له.
(2)
البخاري- الفتح 6 (3150) واللفظ له، ومسلم (1062) .
(3)
مختصر منهاج القاصدين (182)، والإحياء (3/ 176) . وفيه زيادة أنه رضي الله عنه قال لابنه: يا بني لا تذهب ماء وجهك بالمسألة ولا تشف غيظك بفضيحتك واعرف قدرك تنفعك معيشتك.
(4)
البخاري- الفتح 8 (4642) .
4-
* (جاء غلام لأبي ذرّ- رضي الله عنه وقد كسر رجل شاة له فقال له: من كسر رجل هذه؟
قال: أنا فعلته عمدا لأغيظك فتضربني فتأثم. فقال:
لأغيظنّ من حرّضك على غيظي، فأعتقه) * «1» .
5-
* (شتم رجل عديّ بن حاتم وهو ساكت، فلمّا فرغ من مقالته قال: إن كان بقي عندك شيء فقل قبل أن يأتي شباب الحيّ، فإنّهم إن سمعوك تقول هذا لسيّدهم لم يرضوا) * «2» .
6-
* (قال محمّد بن كعب- رحمه الله تعالى-:
ثلاث من كنّ فيه استكمل الإيمان بالله: إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه عن الحقّ، وإذا قدر لم يتناول ما ليس له) * «3» .
7-
* (قال رجل لوهب بن منبّه- رحمه الله تعالى-: «إنّ فلانا شتمك، فقال: ما وجد الشّيطان بريدا غيرك!» ) * «4» .
8-
* (أمر عمر بن عبد العزيز بضرب رجل ثمّ قرأ قوله تعالى: وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ فقال لغلامه:
خلّ عنه) * «5» .
9-
* (قال الغزاليّ- رحمه الله تعالى-: إنّ كظم الغيظ يحتاج إليه الإنسان إذا هاج غيظه ويحتاج فيه إلى مجاهدة شديدة، ولكن إذا تعوّد ذلك مدّة صار ذلك اعتيادا فلا يهيج الغيظ، وإن هاج فلا يكون في كظمه تعب وحينئذ يوصف بالحلم) * «6» .
10-
* (قال ابن قدامة المقدسيّ- رحمه الله: الكاظم إذا كظم لعجز عن التّشفّي في الحال رجع إلى الباطن، فاحتقن فيه فصار حقدا وعلامة ذلك دوام بغض الشّخص، واستثقاله والنّفور منه) * «7» .
11-
* (وذكر ابن كثير- رحمه الله من صفات أصحاب الجنّة عند تفسير قوله تعالى وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ إلى قوله:
وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ فقال: إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه وعفوا مع ذلك عمّن أساء إليهم) * «8» .
12-
* (ذكر ابن كثير في سيرة عمر بن عبد العزيز- رحمه الله تعالى- أنّ رجلا كلّمه يوما حتّى أغضبه فهمّ به عمر ثمّ أمسك نفسه ثمّ قال للرّجل:
أردت أن يستفزّني الشّيطان بعزّة السّلطان فأنال منك ما تناله منّي غدا؟ قم عافاك الله، لا حاجة لنا في مقاولتك) * «9» .
(1) مختصر منهاج القاصدين (183) .
(2)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(3)
الإحياء (3/ 176) .
(4)
مختصر منهاج القاصدين (184) .
(5)
الإحياء (3/ 173) .
(6)
المرجع السابق (3/ 176) بتصرف.
(7)
مختصر منهاج القاصدين بتصرف يسير (185) .
(8)
تفسير ابن كثير (1/ 404) .
(9)
البداية والنهاية (9/ 210) .