الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (الهجرة)
1-
* (عن عمرو بن عبسة- رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! من تبعك على هذا الأمر؟ قال: «حرّ وعبد» . قلت: ما الإسلام؟ قال: «طيب الكلام وإطعام الطّعام» .
قلت: ما الإيمان؟ قال «الصّبر والسّماحة» قال:
قلت: أيّ الإسلام أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده» قال: قلت: أيّ الإيمان أفضل؟
قال: «خلق حسن» قال: قلت: أيّ الصّلاة أفضل؟
قال: «طول القنوت» قال: قلت: أيّ الهجرة أفضل؟
قال: «أن تهجر ما هجر ربّك- عز وجل» قال:
قلت: أيّ الجهاد أفضل؟ قال: «من عقر جواده، وأهريق دمه» قال: قلت: أيّ السّاعات أفضل، قال:«جوف اللّيل الآخر» ثمّ الصّلاة مكتوبة مشهودة حتّى يطلع الفجر
…
الحديث» ) * «1» .
2-
* (عن مجاشع بن مسعود السّلميّ- رضي الله عنه قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأخي بعد الفتح فقلت: يا رسول الله! جئتك بأخي لتبايعه على الهجرة.
قال: «ذهب أهل الهجرة بما فيها» فقلت: على أيّ شيء تبايعه؟. قال «أبايعه على الإسلام والإيمان والجهاد» ) * «2» .
3-
* (عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما قال: أقبل رجل إلى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله. قال:«فهل من والديك أحد حيّ؟» قال: نعم. بل كلاهما. قال:
«فتبتغي الأجر من الله؟» قال: نعم. قال: «فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما» ) * «3»
4-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه:
أنّ أعرابيّا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الهجرة فقال:
«ويحك، إنّ شأنها شديد، فهل لك من إبل تؤدّي صدقتها؟» قال: نعم. قال: «فاعمل من وراء البحار، فإنّ الله لن يترك «4» من عملك شيئا» ) * «5» .
5-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما: أنّ ثلاثة نفر جاءوه. فقالوا: يا أبا محمّد! إنّا والله ما نقدر على شيء لا نفقة ولا دابّة ولا متاع. فقال لهم: إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسّر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسّلطان. وإن شئتم صبرتم. فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنّة بأربعين خريفا» قالوا: فإنّا نصبر لا نسأل شيئا) * «6» .
6-
* (عن جنادة بن أبي أميّة- رضي الله عنه
(1) مسند أحمد (4/ 385) واللفظ له، وعبد بن حميد (300) ، وابن ماجة (2794) مختصرا، وأصله عند مسلم.
(2)
البخاري- الفتح 7 (4305، 4306) واللفظ له. ومسلم (1863) .
(3)
البخاري- الفتح 10 (5972) . ومسلم (2549) واللفظ له.
(4)
يترك: أي ينقصك.
(5)
البخاري- الفتح 3 (1452) واللفظ له. ومسلم (1865)
(6)
مسلم (2979) .
أنّ رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعضهم:
الهجرة قد انقطعت فاختلفوا في ذلك. فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنّ ناسا يقولون إنّ الهجرة قد انقطعت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنّ الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد» ) * «1» .
7-
* (عن عبد الله بن زيد- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا فتح حنينا قسّم الغنائم فأعطى المؤلّفة قلوبهم، فبلغه أنّ الأنصار يحبّون أن يصيبوا ما أصاب النّاس، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلّالا فهداكم الله بي؟، وعالة فأغناكم الله بي؟، ومتفرّقين فجمّعكم الله بي؟» . ويقولون: الله ورسوله أمنّ. فقال: «ألا تجيبوني؟» ، فقالوا: الله ورسوله أمنّ. فقال: «أما إنّكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا، وكان من الأمر كذا وكذا- لأشياء عدّدها زعم عمرو أن لا يحفظها-. فقال: ألا ترضون أن يذهب النّاس بالشّاء والإبل، وتذهبون برسول الله إلى رحالكم، الأنصار شعار «2» والنّاس دثار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك النّاس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم» «3» ) * «4» .
8-
* (عن جابر- رضي الله عنه أنّ الطّفيل ابن عمرو الدّوسيّ أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! هل لك في حصن حصين ومنعة «5» ؟ (قال: حصن كان لدوس في الجاهليّة) فأبى ذلك النّبيّ صلى الله عليه وسلم. للّذي ذخر الله للأنصار. فلمّا هاجر النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطّفيل بن عمرو. وهاجر معه رجل من قومه. فاجتووا المدينة «6» . فمرض، فجزع، فأخذ مشاقص «7» له، فقطع بها براجمه «8» ، فشخبت يداه «9» حتّى مات. فرآه الطّفيل بن عمرو في منامه. فرآه وهيئته حسنة. ورآه مغطّيا يديه. فقال له: ما صنع بك ربّك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيّه صلى الله عليه وسلم. فقال: مالي أراك مغطّيا يديك؟ قال قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت. فقصّها الطّفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللهمّ، وليديه فاغفر» ) * «10» .
9-
* (عن عمرو بن العاص- رضي الله عنه وهو في سياقة الموت- أنّه بكى طويلا، وحوّل وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاه، أما بشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ أما بشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟
قال فأقبل بوجهه فقال: إنّ أفضل ما نعدّ شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله، إنّي قد كنت على
(1) الهيثمي في المجمع (5/ 251) وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وهو في أحمد (4/ 62، 5/ 375) .
(2)
الشعار: الثوب الذي يلي الجسد، والدثار فوقه.
(3)
معنى الحديث: أن الأنصار هم البطانة والخاصة وألصق الناس بي من سائر الناس.
(4)
البخاري- الفتح 7 (3779) من حديث أبي هريرة ومسلم (1061) واللفظ له.
(5)
منعة: بفتح النون وإسكانها: العزة والامتناع وقيل: منعة جمع مانع، أي جماعة يمنعوك ممن يقصدك بمكروه.
(6)
فاجتووا المدينة: أي كرهوا المقام بها لضجر ونوع من سقم.
(7)
مشاقص: جمع مشقص وهو سهم فيه نصل عريض.
(8)
براجمه: البراجم مفاصل الأصابع.
(9)
شخبت يداه: أي سال دمها.
(10)
مسلم (116) .
أطباق ثلاث «1» لقد رأيتني وما أحد أشدّ بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم منّي، ولا أحبّ إليّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته. فلو متّ على تلك الحال لكنت من أهل النّار.
فلمّا جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت:
ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال:«مالك يا عمرو؟» قال: قلت: أردت أن أشترط، قال:«تشترط بماذا؟» قلت: أن يغفر لي، قال:
«أما علمت أنّ الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأنّ الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأنّ الحجّ يهدم ما كان قبله؟» وما كان أحد أحبّ إليّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجلّ في عينيّ منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينيّ منه إجلالا له. ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأنّي لم أكن أملأ عينيّ منه. ولو متّ على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنّة. ثمّ ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها.
فإذا أنا متّ فلا تصحبني نائحة ولا نار. فإذا دفنتموني فشنّوا عليّ التّراب شنّا، ثمّ أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها. حتّى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربّي) * «2» .
10-
* (عن أبي فاطمة- رضي الله عنه:
أنّه قال: يا رسول الله! حدّثني بعمل أستقيم عليه وأعمله. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليك بالهجرة، فإنّه لا مثل لها» ) * «3» .
11-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين، فمكث بمكّة ثلاث عشرة سنة، ثمّ أمر بالهجرة فهاجر إلى المدينة، فمكث بها عشر سنين ثمّ توفّي صلى الله عليه وسلم «4» .
12-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ فقراء المهاجرين يدخلون الجنّة قبل أغنيائهم بمقدار خمسمائة سنة» ) * «5» .
13-
* (عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّما الأعمال بالنّيّة، وإنّما لامرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوّجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» ) * «6» .
14-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه قال: بلغنا مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه، أنا وأخوان لي، أنا أصغرهما، أحدهما: أبو بردة. والآخر: أبو رهم.- إمّا قال في بضع وإمّا قال ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي- قال: فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النّجاشيّ
(1) كنت على أطباق ثلاث: أي على أحوال ثلاث.
(2)
مسلم (121) .
(3)
النسائي (7/ 145) وقال محقق جامع الأصول: إسناده حسن، وأورده السيوطي في الجامع الصغير وصحح إسناده الشيخ الألباني في صحيح الجامع (3924) ، وانظر الصحيحة (1937) .
(4)
البخاري- الفتح 7 (3851) .
(5)
ابن ماجة (4123) . وحسنه الألباني صحيح ابن ماجة (3327) ، وأصله عند مسلم عن حديث عبد الله بن عمرو.
(6)
البخاري- الفتح 11 (6689) . ومسلم (1907) متفق عليه.
بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا هاهنا، وأمرنا بالإقامة، فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتّى قدمنا جميعا.
قال: فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا.. أو قال: أعطانا منها-، وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا. إلّا لمن شهد معه. إلّا لأصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه. قسم لهم معهم، قال:
فكان ناس من النّاس يقولون لنا- يعني لأهل السّفينة-: نحن سبقناكم بالهجرة) * «1» .
15-
* (عن العلاء بن الحضرميّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث للمهاجر بعد الصّدر «2» » ) * «3» .
16-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه قال: دخلت أسماء بنت عميس، وهي ممّن قدم معنا، على حفصة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم زائرة. وقد كانت هاجرت إلى النّجاشيّ فيمن هاجر إليه، فدخل عمر على حفصة، وأسماء عندها. فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس.
قال عمر: الحبشيّة هذه؟ البحريّة هذه؟ فقالت أسماء: نعم. فقال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحقّ برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم. فغضبت، وقالت كلمة: كذبت. يا عمر! كلّا والله! كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم. وكنّا في دار، أو في أرض البعداء البغضاء «4» في الحبشة، وذلك في الله وفي رسوله، وايم الله، لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتّى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونحن كنّا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسأله. وو الله! لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك. قال فلمّا جاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبيّ الله! إنّ عمر قال كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس بأحقّ بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السّفينة هجرتان» قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السّفينة يأتوني أرسالا «5» .
يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدّنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم ممّا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم * «6» .
17-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «رأيت في المنام أنّي أهاجر من مكّة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي «7» إلى أنّها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة، يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أنّي هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد. ثمّ هززته أخرى، فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضا
(1) البخاري- الفتح 7 (4230) . ومسلم (2502) واللفظ له.
(2)
معنى الحديث: أن الإقامة بمكة كانت حراما على من هاجر منها قبل الفتح، لكن أبيح لمن قصدها منهم بحج أو عمرة أن يقيم بعد قضاء نسكه ثلاثة أيام لا يزيد عليها.
(3)
البخاري- الفتح 7 (3933) واللفظ له، مسلم (1352) .
(4)
البعداء البغضاء: البعداء في النسب، البغضاء في الدين، لأنهم كفار، إلا النجاشي.
(5)
أرسالا: أفواجا.
(6)
البخاري- الفتح 7 (4230- 4231) . ومسلم (2503) واللفظ له.
(7)
وهلي: أي وهمي واعتقادي.
بقرا «1» ، والله خير «2» ، فإذا هم النّفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد، وثواب الصّدق الّذي آتانا الله بعد، يوم بدر» ) * «3» .
18-
* (عن معقل بن يسار- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «العبادة في الهرج «4» كهجرة إليّ» ) * «5» .
19-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما قال: قال رجل: يا رسول الله! أيّ الهجرة أفضل؟ قال: «أن تهجر ما كره ربّك- عز وجل» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الهجرة هجرتان: هجرة الحاضر، وهجرة البادي. فأمّا البادي فيجيب إذا دعي ويطيع إذا أمر. وأمّا الحاضر فهو أعظمهما بليّة وأعظمهما أجرا» ) * «6» .
20-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «هاجر إبراهيم- عليه السلام بسارة فدخل بها قرية فيها ملك من الملوك، أو جبّار من الجبابرة، فقيل: دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النّساء. فأرسل إليه: أن يا إبراهيم، من هذه الّتي معك؟ قال: أختي، ثمّ رجع إليها، فقال: لا تكذّبي حديثي، فإنّي أخبرتهم أنّك أختي، والله، إن «7» على الأرض من مؤمن غيري وغيرك، فأرسل بها إليه، فقام إليها، فقامت توضّأ وتصلّي، فقالت: اللهمّ إن كنت آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي «8» إلّا على زوجي، فلا تسلّط عليّ الكافر. فغطّ «9» حتّى ركض «10» برجله. قالت: اللهمّ! إن يمت يقال هي قتلته. فأرسل ثمّ قام إليها، فقامت توضّأ وتصلّي، وتقول: اللهمّ إن كنت آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجى إلّا على زوجى، فلا تسلّط عليّ هذا الكافر. فغطّ حتّى ركض برجله. فقالت: اللهمّ! إن يمت فيقال هي قتلته. فأرسل في الثّانية أو في الثّالثة. فقال: والله ما أرسلتم إليّ إلّا شيطانا. أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها آجر «11» . فرجعت إلى إبراهيم- عليه السلام فقالت: أشعرت أنّ الله كبت «12» الكافر وأخدم وليدة» ) * «13» .
21-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم افتتح مكّة: «لا هجرة «14»
(1) جاء في غير مسلم: ورأيت بقرا تنحر، وبهذه الزيادة يتم تأويل الرؤيا بما ذكر. فنحر البقر هو قتل الصحابة- رضي الله عنهم الذين قتلوا بأحد.
(2)
قال القاضي: قال أكثر شراح الحديث معناه ثواب الله خير.
(3)
البخاري- الفتح 6 (3622) . ومسلم (2272) واللفظ له
(4)
المراد بالهرج: الفتنة واختلاف أمور الناس.
(5)
مسلم (2948) .
(6)
النسائي (7/ 144) واللفظ له وقال محقق جامع الأصول (11/ 608) : حديث حسن.
(7)
إن هنا نافيه: أي ما على الأرض
…
إلخ.
(8)
أحصنت: منعت.
(9)
غط: من الغطيط وهو صوت يخرج مع نفس النائم.
(10)
ركض: أي ضرب برجله.
(11)
آجر: وفي رواية هاجر.
(12)
كبت الكافر: أي أخزاه أو أحزنه.
(13)
البخاري الفتح 4 (2217) واللفظ له. ومسلم (2371) .
(14)
لا هجرة بعد الفتح: أي لا هجرة من مكة لأنها صارت دار إسلام. وأما الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام فهي باقية الى يوم القيامة.
ولكن جهاد ونيّة، وإذا استنفرتم فانفروا، فإنّ هذا بلد حرّم الله يوم خلق السّماوات والأرض، وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنّه لم يحلّ القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحلّ لي إلّا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد «1» شوكه ولا ينفّر صيده، ولا يلتقط لقطته إلّا من عرّفها، ولا يختلى خلاها «2» » قال العبّاس: يا رسول الله! إلّا الإذخر «3» فإنّه لقينهم «4» ولبيوتهم. قال: قال «إلّا الإذخر» ) * «5» .
22-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال:
«قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل أعلى المدينة في حيّ يقال لهم: بنو عمرو بن عوف، فأقام النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة، ثمّ أرسل إلى بني النّجّار فجاءوا متقلّدي السّيوف، كأنّي أنظر إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني النّجّار حوله، حتّى ألقى بفناء أبي أيّوب، وكان يحبّ أن يصلّي حيث أدركته الصّلاة ويصلّي في مرابض «6» الغنم، وأنّه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملأ من بني النّجّار فقال:«يا بني النّجّار! ثامنوني «7» بحائطكم هذا» قالوا: لا والله، لا نطلب ثمنه إلّا إلى الله. فقال أنس: فكان فيه ما أقول لكم:
قبور المشركين، وفيه خرب «8» ، وفيه نخل. فأمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت، ثمّ بالخرب فسوّيت، وبالنّخل فقطع. فصفّوا النّخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه «9» الحجارة، وجعلوا ينقلون الصّخر وهم يرتجزون، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول:
اللهمّ لا خير إلّا خير الآخره
…
فاغفر للأنصار والمهاجره
» ) * «10» .
23-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكّة ثمّ أمر بالهجرة، وأنزل الله عليه وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ (الإسراء/ 80 مكية) » ) * «11» .
24-
* (عن سعد بن أبي وقّاص- رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجّة الوداع من وجع اشتدّ بي، فقلت: إنّي قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال، ولا يرثني إلّا ابنة، أفأتصدّق بثلثي مالي؟ قال:«لا» . فقلت: بالشّطر؟ فقال: «لا» . ثمّ قال: «الثّلث، والثّلث كبير- أو كثير-، إنّك أن تذر
(1) لا يعضد: لا يقطع.
(2)
الخلا: الرطب من النبات واختلاؤه قطعه واحتشاشه.
(3)
الإذخر: نبات عشبي له رائحة عطرة.
(4)
لقينهم: القين: الحدّاد. وقال الطبري: القين عند العرب كل ذي صناعة يعالجها بنفسه.
(5)
البخاري الفتح 4 (1834) واللفظ له. ومسلم (1353) .
(6)
مرابض الغنم: هي جمع مربض بكسر الباء أي أماكن بولها وإبعارها.
(7)
ثامنوني: اذكروا لي ثمنه لأذكر لكم الثمن الذي أختاره كالمساومة.
(8)
خرب: هي جمع خربه.
(9)
عضاديته: هما خشبتان منصوبتان مثبتتان في الحائط على جانبيه.
(10)
البخاري- الفتح 1 (428) واللفظ له. ومسلم 3 (1805)
(11)
الترمذي (3139) وقال: حديث حسن صحيح. وأحمد في المسند (1/ 223 برقم 1953) واللفظ له، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (3/ 291 برقم 1948) .
ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكفّفون النّاس «1» ، وإنّك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله، إلّا أجرت بها حتّى ما تجعل في في امرأتك» . فقلت: يا رسول الله! أخلّف بعد أصحابي؟ قال: «إنّك لن تخلّف «2» ، فتعمل عملا صالحا إلّا ازددت به درجة ورفعة، ثمّ لعلّك أن تخلّف حتّى ينتفع بك أقوام ويضرّ بك آخرون، اللهمّ أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردّهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة» ، يرثي «3» له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكّة) * «4» .
25-
* (عن عائشة- رضي الله عنها زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: كانت المؤمنات، إذا هاجرن إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يمتحنهنّ. يقول الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ (الممتحنة/ 20 مدنية) إلى آخر الآية. قالت عائشة:
فمن أقرّ بهذا الشّرط من المؤمنات فقد أقرّ بالمحنة «5» ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أقررن بذلك من قولهنّ. قال لهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم:«انطلقن فقد بايعتكنّ» لا والله ما مسّت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قطّ، غير أنّه بايعهنّ بالكلام، والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم على النّساء إلّا بما أمر الله، يقول لهنّ، إذا أخذ عليهنّ:«قد بايعتكنّ «كلاما» ) * «6» .
26-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حين طلعت الشّمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«سيأتي أناس من أمّتي يوم القيامة نورهم كضوء الشّمس» .
قلنا: من أولئك يا رسول الله؟ فقال: «فقراء المهاجرين، الّذين تتّقى بهم المكاره، يموت أحدهم وحاجته في صدره، يحشرون من أقطار الأرض» ) * «7» .
27-
* (عن عبد الله بن السّعديّ- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «لا تنقطع الهجرة ما دام العدوّ يقاتل» . فقال معاوية وعبد الرّحمن بن عوف وعبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهم: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الهجرة خصلتان، إحداهما أن تهجر السّيّئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله.
ولا تنقطع الهجرة ما تقبّلت التّوبة، ولا تزال التّوبة مقبولة حتّى تطلع الشّمس من المغرب، فإذا طلعت
(1) يتكففون الناس: أي يسألون الناس بمد أكفهم إليهم.
(2)
إنك لن تخلف: المراد بالتخلف طول العمر والبقاء في الحياة بعد أصحابه.
(3)
يرثى له: يتوجع له ويرق له لكونه مات بمكة. وقيل: إن القائل يرثى له
…
الخ. هو الزهري، وراجع ابن حجر في شرح هذا الحديث (3/ 196/ 197) .
(4)
البخاري- الفتح 3 (1295) واللفظ له. ومسلم (1628)
(5)
أقر بالمحنة: أي بايع البيعة الشرعية.
(6)
البخاري- الفتح 9 (5288) واللفظ له. ومسلم (1866)
(7)
أحمد في المسند (2/ 177 برقم 6659) واللفظ له، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (10/ 136 برقم 6650) . والهيثمي في المجمع 10 (258، 259) وقال: رواه أحمد والطبراني في الأوسط
وله في الكبير أسانيد رجال أحدها رجال الصحيح.
طبع على كلّ قلب بما فيه، وكفي النّاس العمل» ) * «1» .
28-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: لمّا قدم المهاجرون المدينة من مكّة، وليس بأيديهم يعني شيئا-، وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار، فقاسمهم الأنصار على أن يعطوهم ثمار أموالهم كلّ عام، ويكفوهم العمل والمؤونة، وكانت أمّه، أمّ أنس، أمّ سليم، كانت أمّ عبد الله بن أبي طلحة، فكانت أعطت أمّ أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاقا «2» . فأعطاهنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم أمّ أيمن مولاته أمّ أسامة بن زيد، قال ابن شهاب: فأخبرني أنس بن مالك: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا فرغ من قتال أهل خيبر، فانصرف إلى المدينة، ردّ المهاجرون إلى الأنصار منائحهم «3» - من ثمارهم- فردّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى أمّه عذاقها، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمّ أيمن مكانهنّ من حائطه «4» ) * «5» .
29-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه» ) * «6» .
30-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من اليمن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هجرت الشّرك، ولكنّه الجهاد، هل باليمن أبواك؟» قال: نعم. قال: «أذنا لك؟» قال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارجع إلى أبويك فإن فعلا وإلّا فبرّهما» ) * «7» .
31-
* (عن أبي مسعود الأنصاري- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسّنّة، فإن كانوا في السّنّة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما «8» ، ولا يؤمّنّ الرّجل الرّجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته «9» إلّا بإذنه» ) * «10» .
32-
* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهمّ أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، إلّا أخلف الله له خيرا منها. قالت: فلمّا مات أبو سلمة، قلت: أيّ المسلمين خير من أبي سلمة، أوّل
(1) أحمد في المسند (1/ 192 برقم 1676) واللفظ له وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (3/ 133، 134) برقم 1671) . والهيثمي في المجمع (5/ 250، 251) وقال: روى أبو داود والنسائي بعض حديث معاوية، رواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير من غير ذكر حديث ابن السعدي.
(2)
العذاق: جمع عذق وهي النخلة.
(3)
منائحهم: جمع منيحة والمنيحة هي المنحة.
(4)
من حائطه: أي من بستانه.
(5)
البخاري- الفتح 5 (2630) واللفظ له. ومسلم (1771)
(6)
البخاري- الفتح 11 (6484) واللفظ له. ومسلم (40) .
(7)
الهيثمي في المجمع (8/ 138) وقال: رواه أحمد وإسناده حسن.
(8)
سلما: أي إسلاما.
(9)
تكرمته: التكرمة الفراش ونحوه.
(10)
مسلم (673) .