الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (المروءة)
1-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كرم المؤمن دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه» ) * «1» .
الأحاديث الواردة في (المروءة) معنى
2-
* (عن سهل بن سعد- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله- عز وجل كريم يحبّ الكرماء ويحبّ معالي الأمور، ويكره سفسافها «2» » * «3» .
3-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه: أنّ رجلا أتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى نسائه، فقلن: ما معنا إلّا الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من يضمّ أو يضيّف هذا؟» فقال رجل من الأنصار: أنا. فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ما عندنا إلّا قوت صبياني. فقال: هيّئي طعامك، وأصبحي سراجك «4» ، ونوّمي صبيانك إذا أرادوا عشاء. فهيّأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونوّمت صبيانها، ثمّ قامت كأنّها تصلح سراجها فأطفأته، فجعلا يريانه أنّهما يأكلان، فباتا طاويين «5» . فلمّا أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«ضحك الله اللّيلة أو عجب من فعالكما «6» .» فأنزل الله:
وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) * «7» .
4-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ موسى كان رجلا حييّا ستّيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يستتر هذا التّستّر إلّا من عيب بجلده: إمّا برص وإمّا أدرة «8» ، وإمّا آفة. وإنّ الله أراد أن يبرّئه ممّا قالوا لموسى، فخلا يوما وحده،
(1) المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 405) وقال: رواه ابن حبّان في صحيحه. والحاكم (1/ 123) وقال: صحيح على شرط مسلم.
(2)
السفساف: الرديء من كل شيء، والأمر الحقير.
(3)
الخرائطي في مكارم الأخلاق. وذكره الهيثميّ في مجمع الزوائد (8/ 188) وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال: يحبّ معالي الأخلاق، ورجال الكبير ثقات.
(4)
أصبحي سراجك: أي أوقديه.
(5)
طاويين: أي لم يأكلا شيئا.
(6)
ضحك الله الليلة أو أعجب من فعالكما: أي رضي الله عن صنيعكما، والفعال: بفتح الفاء: اسم الفعل الحسن، قيل: وقد يستعمل في الشر، والفعال بالكسر إذا كان بين اثنين.
(7)
البخاري الفتح 7 (3798) واللفظ له، ومسلم (2054)
(8)
والمأدور: من يصيبه فتق فى إحدى خصيتيه. انظر تاج العروس للزبيدى (6/ 18) .
فوضع ثيابه على الحجر ثمّ اغتسل. فلمّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها، وإنّ الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر «1» . حتّى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه ممّا يقولون، وقام الحجر، فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق بالحجر ضربا بعصاه، فو الله إنّ بالحجر لندبا «2» من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا، فذلك قوله (الأحزاب: 69) :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً) * «3» .
5-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بينما رجل يمشي بطريق، اشتدّ عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب، ثمّ خرج فإذا كلب يلهث «4» يأكل الثّرى «5» من العطش، فقال الرّجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الّذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفّه ماء ثمّ أمسكه بفيه، فسقى الكلب فشكر الله له. فغفر له» قالوا: يا رسول الله! وإنّ لنا في البهائم أجرا؟ فقال: «في كلّ ذات كبد رطبة أجر «6» » ) * «7» .
6-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما كلب يطيف «8» بركيّة «9» كاد يقتله العطش. إذ رأته بغيّ «10» من بغايا بني إسرائيل. فنزعت موقها «11» ، فسقته، فغفر لها به» ) * «12» .
7-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها. فأطعمتها ثلاث تمرات. فأعطت كلّ واحدة منهما تمرة. ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها. فاستطعمتها ابنتاها. فشقّت التّمرة، الّتي كانت تريد أن تأكلها بينهما. فأعجبني شأنها. فذكرت الّذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«إنّ الله قد أوجب لها بها الجنّة، أو أعتقها بها من النّار» ) * «13» .
8-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّه
(1) ثوبي حجر: أي أعطني ثوبي يا حجر.
(2)
الندب: بفتحتين جمع ندبة وهي أثر الجرح وشبه هنا أثر الضرب في الحجر بأثر الجرح.
(3)
البخاري- الفتح 6 (3404) .
(4)
يلهث: يقال: لهث بفتح الهاء وكسرها، يلهث، بفتحها لا غير، لهثا، بإسكانها. والاسم اللهث، بالفتح واللهاث، بضم اللام. ورجل لهثان وامرأة لهثى كعطشان وعطشى. وهو الذي أخرج لسانه من شدة العطش والحر.
(5)
الثرى: التراب النديّ.
(6)
في كل ذات كبد رطبة أجر: معناه في الإحسان إلى كل حيوان حي يسقيه، ونحوه، أجر. وسمي الحي ذا كبد رطبة لأن الميت يجف جسمه وكبده.
(7)
البخاري- الفتح 10 (6009) واللفظ له. ومسلم (2244) .
(8)
يطيف بالشيء: أي يدور حوله. يقال: طاف به وأطاف، إذا دار حوله.
(9)
بركيّة: الركية البئر.
(10)
بغيّ: البغي هي الزانية. والبغاء، بالمد: هو الزنى.
(11)
موقها: الموق هو الخف، فارسي معرب. ومعنى نزعت موقها أي استقت. يقال: نزعت بالدلو إذا استقت به من البئر ونحوها، ونزعت الدلو أيضا.
(12)
البخاري- الفتح 6 (3467) واللفظ له. ومسلم (2245) .
(13)
البخاري- الفتح 3 (1418) نحوه. ومسلم (2630) واللفظ له.
9-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «السّاعي «2» على الأرملة «3» والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال:
وكالقائم لا يفتر، وكالصّائم لا يفطر» ) * «4» .
10-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه قال:
سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم: أيّ العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله، وجهاد في سبيله» . قلت: فأيّ الرّقاب أفضل؟
قال: «أعلاها ثمنا، وأنفسها عند أهلها» : قلت: فإن لم أفعل؟ قال: «تعين صانعا، أو تصنع لأخرق «5» » . قال:
فإن لم أفعل؟ قال: «تدع النّاس من الشّرّ، فإنّها صدقة تصدّق بها على نفسك» ) * «6» .
11-
* (عن شهاب بن عبّاد أنّه سمع بعض وفد عبد القيس وهم يقولون: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتدّ فرحهم بنا، فلمّا انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا، فرحّب بنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم ودعا لنا، ثمّ نظر إلينا فقال:«من سيّدكم وزعيمكم؟» فأشرنا جميعا إلى المنذر بن عائذ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«أهذا الأشجّ؟» فكان أوّل يوم وضع عليه هذا الاسم لضربة بحافر حمار، قلنا: نعم، يا رسول الله. فتخلّف بعد القوم فعقل رواحلهم، وضمّ متاعهم، ثمّ أخرج عيبته «7» فألقى عنه ثياب السّفر، ولبس من صالح ثيابه، ثمّ أقبل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقد بسط النّبيّ صلى الله عليه وسلم رجله واتّكأ، فلمّا دنا منه الأشجّ، أوسع القوم له وقالوا: ههنا يا أشجّ، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم واستوى قاعدا وقبض رجله:«ههنا يا أشجّ» فقعد عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرحّب به وألطفه وسألهم عن بلادهم وسمّى لهم قرية الصّنفا والمنقيرة وغير ذلك من قرى هجر فقال: بأبي وأمّي يا رسول الله، لأنت أعلم بأسماء قرانا منّا، فقال:«إنّي وطئت بلادكم وفسح لي فيها» . قال: ثمّ أقبل على الأنصار، فقال:«يا معشر الأنصار، أكرموا إخوانكم فإنّهم أشباهكم في الإسلام أشبه شيء بكم أشعارا وأبشارا، أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين، إذ أبى قوم أن يسلموا حتى قتلوا» . قال: فلمّا أصبحوا قال: «وكيف رأيتم كرامة إخوانكم لكم وضيافتهم إيّاكم؟» . قالوا: خير إخوان ألانوا فراشنا، وأطابوا مطعمنا، وباتوا وأصبحوا يعلّموننا كتاب ربّنا- تبارك
(1) ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 174) واللفظ له وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وهو في المسند 2 (5677) .
(2)
الساعي: المراد بالساعي: الكاسب لهما، العامل لمؤنتهما.
(3)
الأرملة: من لا زوج لها. سواء كانت تزوجت قبل ذلك أم لا. وقيل: هي التي فارقت زوجها. قال ابن قتيبة: سميت أرملة. لما يحصل لها من الإرمال. وهو الفقر وذهاب الزاد بفقد الزوج. يقال: أرمل الرجل، إذا فني زاده.
(4)
البخاري- الفتح 10 (6007) واللفظ له. ومسلم (2982)
(5)
والأخرق: الأحمق الجاهل، أو من لا يحسن الصنعة، ومنه الحديث تعين صانعا، أو تصنع لأخرق أي لجاهل بما يجب أن يعمله، ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها.
(6)
البخاري الفتح 5 (2518) واللفظ له. ومسلم (84) .
(7)
العيبة: ما يوضع فيه الثياب.
وتعالى- وسنّة نبيّنا صلى الله عليه وسلم، فأعجبت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وفرح بها ثمّ أقبل علينا رجلا رجلا يعرضنا على من يعلّمنا وعلّمنا، فمنّا، من علم التّحيّات وأمّ الكتاب والسّورة والسّورتين والسّنن، فأقبل علينا بوجهه فقال:«هل معكم من أزوادكم» . ففرح القوم بذلك، وابتدروا رواحلهم، فأقبل كليب- رجل منهم- معه صرّة من تمر فوضعها على نطع بين يديه وأومأ بجريدة في يده كان يتخصّر بها فوق الذّراع ودون الذّراعين فقال:
تسمّون هذا التّعضوض «1» » قلنا: نعم. ثمّ أومأ إلى صرّة أخرى. فقال: «تسمّون هذا الصّرفان «2» » . قلنا:
نعم. ثمّ أومأ إلى صرّة أخرى. فقال: «تسمّون هذا البرنيّ «3» » قلنا: نعم، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«أما إنّه من خير تمركم وأنفعه لكم» قال: فرجعنا من وفادتنا تلك فأكثرنا الغرز منه وعظمت رغبتنا فيه حتّى صار أعظم نخلنا وتمرنا البرنيّ. قال: فقال الأشجّ: يا رسول الله، إنّ أرضنا أرض ثقيلة وخمة «4» وإنّا إذا لم نشرب هذه الأشربة هيّجت ألواننا وعظمت بطوننا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشربوا في الدّبّاء والحنتم والنّقير «5» ، وليشرب أحدكم على سقاء يلاث على فيه «6» » . فقال له الأشجّ: بأبي وأمّي يا رسول الله، رخّص لنا في مثل هذه، وأومأ بكفّيه. فقال: يا أشجّ، إنّي إن رخّصت لك في مثل هذه،. وقال بكفّيه هكذا- شربته في مثل هذه وفرّج بين يديه وبسطهما- يعني أعظم منها حتّى إذا ثمل أحدكم من شرابه قام إلى ابن عمّه فهزر «7» ساقه بالسّيف» . وكان في القوم رجل من بني عقيل يقال له الحارث قد هزرت ساقه في شراب لهم في بيت من الشّعر تمثّل به في امرأة منهم، فقام بعض أهل ذلك البيت فهزر ساقه بالسّيف، فقال الحارث: لمّا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت أسدل ثوبي فأغطّي الضّربة بساقي، وقد أبداها لنبيّه صلى الله عليه وسلم * «8» .
(1) التّعضوض نوع من أنواع التمر.
(2)
الصرفان: وهو نوع من أجود أنواع التمر وأوزنه.
(3)
البرني: نوع من التمر.
(4)
أرض وخمة: لا ينجع كلؤها ولا توافق ساكنها.
(5)
الدّباء: القرع ينتبذ فيه، والحنتم: جرار خضر تميل إلى الحمرة كانت تحمل إلى المدينة فيها الخمر، والنقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء فيصير نبيذا مسكرا.
(6)
أي يشد على فمه برباط.
(7)
هزر: أي ضرب.
(8)
شيء منه عند البخاري 7 (4368) . وعند مسلم (17) . وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 177، 178) واللفظ له وقال: رواه أحمد (4/ 207) ورجاله ثقات، وصححت بعض الألفاظ من أحمد، لأن نص المجمع به تصحيف في بعض العبارات.