الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- عز وجل: انظر إلى ملك أعظم ملك، فإنّ لك مثله وعشرة أمثاله، قال: فيقول: لم تسخر بي وأنت الملك؟ قال: وذاك الّذي ضحكت منه من الضّحى» ) * «1» .
13-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الأحاديث الواردة في (النظر والتبصر) معنى
[انظر صفات: الفراسة والبصيرة- التفكر- التدبر]
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (النظر والتبصر)
1-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
لمّا كان يوم أحد هزم المشركون، فصرخ إبليس- لعنة الله عليه- أي عباد الله، أقراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فبصر حذيفة، فإذا هو بأبيه اليمان «3» ، فقال: أي عباد الله، أبي أبي، قال: قالت:
فو الله ما احتجزوه حتّى قتلوه، فقال حذيفة: يغفر الله لكم، قال عروة: فو الله ما زالت في حذيفة بقيّة خير حتّى لحق بالله» ) * «4» .
2-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت «5» :
«لقد بصّر أبو بكر النّاس الهدى، وعرّفهم الحقّ الّذي عليهم وخرجوا من عنده يتلون وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
…
.. إلى والشّاكرين (آل عمران/ 144) » ) * «6» .
3-
* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما في قوله تعالى: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
(القيامة/ 14) : بصيرة أي شاهد وهو شهود
(1) أحمد: (1/ 4- 5) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (1/ 161) .
(2)
الترمذي (2512) واللفظ له وقال: حسن غريب وبعضه في مسلم من حديث أبي هريرة (2963) . وابن ماجة (4142) . والحديث في المشكاة (3/ 1446) برقم (5256) وعزاه إلى الترمذي.
(3)
قال الإمام البخاري عقب إيراده الحديث: بصرت: علمت من البصيرة في الأمر، وأبصرت من «بصر العين» ، ويقال: بصرت وأبصرت واحد.
(4)
البخاري، الفتح (4065) .
(5)
جاء ذلك في سياق حديث عائشة عن انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، وما حدث من أبي بكر وعمر حينذاك.
(6)
البخاري، الفتح (3670) .
جوارحه عليه، يداه بما يبطش بهما، ورجلاه بما مشى عليهما، وعيناه بما أبصر بهما» ) * «1» .
4-
* (وقال الحسن- رضي الله عنه في الآية الكريمة السّابقة: يعني أنّ الإنسان بصير بعيوب غيره جاهل بعيوب نفسه» ) * «2» .
5-
* (عن اللّيث- رضي الله عنه قال:
وكان الّذي نهي عنه من ذلك- أي من كراء الأرض- ما لو نظر فيه ذو الفهم بالحلال والحرام لم يجيزوه، لما فيه من المخاطرة» ) * «3» .
6-
* (قال ابن الجوزيّ- رحمه الله تعالى:
7-
* (وقال ابن الجوزيّ- أيضا-: قرأت هذه الآية قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ (الأنعام/ 46) ، فلاحت لي إشارة كدت أطيش منها، وذلك أنّه إن كان عني بالآية نفس السّمع والبصر فإنّ السّمع آلة لإدراك المسموعات، والبصر آلة لإدراك المبصرات فهما يعرضان ذلك على القلب فيتدبّر ويعتبر، فإذا عرضت المخلوقات على السّمع والبصر أوصلا إلى القلب أخبارها، وأنّها تدلّ على الخالق، وتحمل على طاعة الصّانع، وتحذّر من بطشه عند مخالفته. وإن عني معنى (حقيقة) السّمع والبصر، فذلك يكون بذهولهما عن حقائق ما أدركا (لأنّهما) شغلا بالهوى، فيعاقب الإنسان بسلب معاني تلك الآلات، فيرى وكأنّه ما رأى، ويسمع وكأنّه ما سمع» ) * «5» .
8-
* (وقال ابن الجوزيّ- أيضا- «رأيت كلّ من يعثر بشيء أو ينزلق في مطر يلتفت إلى ما عثر به، فينظر إليه، طبعا موضوعا في الخلق، إمّا ليحذر منه إن جاز عليه مرّة أخرى أو لينظر- مع احترازه وفهمه- كيف فاته التّحرّز من مثل هذا؟ فأخذت من ذلك إشارة، وقلت: يا من عثر مرارا، هلّا أبصرت ما الّذي عثّرك؟ أو، هلّا قبّحت- مع حزمها- تلك الواقعة» ) * «6» .
9-
* (وقال ابن الجوزيّ- رحمه الله تعالى-:
إذا نظر العاقل إلى أفعال الباري سبحانه، رأى أشياء لا يقتضيها عقله، مثل الآلام والذّبح للحيوان، وتسليط الأعداء على الأولياء- مع قدرته سبحانه على منع ذلك- وكالابتلاء بالمجاعة للصّالحين..
وأشياء كثيرة من هذا الجنس يعرضها العقل على العادات في تدبيره فيرى أنّه لا حكمة تظهر له فيها.
(1) تفسير القرطبي 19/ 100
(2)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(3)
البخاري، الفتح (2347) ، وهذا الأثر عن الليث جاء تعقيبا على حديث رافع بن خديج عن غميه أنهم كانوا يكرون الأرض على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فنهى عن ذلك.
(4)
صيد الخاطر ص 3
(5)
المرجع السابق، 114- 115 (بتصرف واختصار) .
(6)
المرجع السابق 146- 147
فالاحتراز من العقل به (أي بالعقل أيضا) أن يقال له: ألم يثبت عندك أنّه سبحانه مالك حكيم وأنّه لا يفعل شيئا عبثا؟ فيقول: بلى. فيقال له: نحن نحترز من تدبيرك الثّاني بما ثبت عندك في الأوّل، فلم يبق إلّا أنّه خفي عليك وجه الحكمة في فعله تعالى..
واعتبر بحال الخضر وموسى- عليهما السلام إذ لمّا فعل الخضر أشياء تخرج عن العادات أنكر موسى ونسي إعلام الخضر له بأنّه ينظر فيما لا يعلمه من العواقب، فإذا خفيت العاقبة على موسى مع مخلوق، فأولى أن يخفى علينا كثير من حكمة الحكيم، وهذا أصل إن لم يثبت عند الإنسان أخرجه إلى الاعتراض والكفر، وإن ثبت استراح عند نزول كلّ آفة» ) * «1» .
10-
* (وقال ابن الجوزيّ- رحمه الله تعالى-:
النّظر في العواقب، وفيما يجوز أن يقع شأن العقلاء وأمّا النّظر في الحالة الرّاهنة فحسب، فحالة الجهلة الحمقى، مثل أن يرى نفسه معافى وينسى المرض، أوغنيّا وينسى الفقر أو يرى لذّة عاجلة وينسى ما تجني عواقبها، وليس للعقل شغل إلّا النّظر في العواقب، وهو يشير بالصّواب، من أين يقبل؟) * «2» .
11-
* (وقال ابن مفلح (عن أبي الفرج) :
إنّما فضّل العقل على الحسّ بالنّظر في العواقب فإنّ الحسّ لا يرى إلّا الحاضر، والعقل يلاحظ الآخرة «3» ويعمل على ما يتصوّر أن يقع، فلا ينبغي للعاقل أن يغفل عن تلمّح العواقب، فمن ذلك إنّ التّكاسل في طلب العلم وإيثار عاجل الرّاحة يوجب (عند النّظر والتّبصّر) حسرات دائمة لا تفي لذّة البطالة بمعشار تلك الحسرة) * «4» .
12-
* (قال ابن مفلح المقدسيّ في الفصل الّذي عقده للبصيرة (التّبصّر) والنّظر في العواقب:
كان ملوك فارس يعتبرون أحوال الحواشي (رجال حاشيتهم) بإيفاد التّحف على أيدي مستحسنات الجواري، حتّى إذا أطالوا الجلوس، ودبّت بوادي الشّهوة، قتلوهم، وكانوا إذا أرادوا مطالعة عقائد النّسّاك دسّوا من يتابعهم على ذمّ الدّولة، فإذا أظهروا ما في نفوسهم استأصلوهم. قال بعضهم: لذلك ينبغي الحذر من هذه الأحوال، ومن مخض الرّأي كانت زبدته الصّواب» ) * «5» .
13-
* (قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى- أيضا: (يقول الشّيطان لأعوانه) امنعوا ثغر العين أن يكون نظره اعتبارا، بل اجعلوه تفرّجا واستحسانا وتلهّيا، فإن استرق (البصر) نظرة عبرة فأفسدوها عليه بنظرة الغفلة والاستحسان والشّهوة، فإنّ ذلك أقرب إليه وأعلق بنفسه، وأخفّ عليه، وعليكم بثغر العين فإنّكم تنالون منه بغيتكم، وإنّي ما أفسدت بني آدم بشيء مثل النّظر، فإنّي أبذر به في القلب بذر الشّهوة، ثمّ أسقيه بماء الأمنية، ثمّ لا أزال أعده وأمنّيه،
(1) صيد الخاطر ص 463- 464
(2)
المرجع السابق ص 529
(3)
الآخرة هنا ما يقع بأخرة.
(4)
الآداب الشرعية 2/ 229، وقد ذكر أمثلة أخرى عديدة مشابهة.
(5)
المرجع السابق 2/ 229