الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(65)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند زيد بن أَرقم، ويكنى أَبَا عَمْرو [رضي الله عنه]
830 -
الحَدِيث الأول: عَن أبي عَمْرو بن إِيَاس الشَّيْبَانِيّ عَن زيد بن أَرقم قَالَ: كُنَّا نتكلم فِي الصَّلَاة، يكلم الرجل صَاحبه وَهُوَ إِلَى جنبه فِي الصَّلَاة، حَتَّى نزلت:{وَقومُوا لله قَانِتِينَ} [الْبَقَرَة] فَأمرنَا بِالسُّكُوتِ، ونهينا عَن الْكَلَام.
وَلَيْسَ لأبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَن زيد بن أَرقم فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث.
831 -
الثَّانِي: عَن أبي إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله السبيعِي أَن عبد الله بن يزِيد خرج يَسْتَسْقِي بِالنَّاسِ فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ استسقى. قَالَ: فَلَقِيت يومئذٍ زيد بن أَرقم. قَالَ: وَلَيْسَ بيني وَبَينه غير رجل، أَو بيني وَبَينه رجلٌ. فَقلت لَهُ: كم غزا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: تسع عشرَة. فَقلت: كم غزوت أَنْت مَعَه؟ قَالَ: سبع عشرَة غَزْوَة. قَالَ: قلت: فَمَا أول غزَاة غَزَاهَا؟ قَالَ: ذَات العشير أَو العسيرة.
وَفِي حَدِيث وهب عَن شُعْبَة: فَذكرت ذَلِك لِقَتَادَة فَقَالَ: الْعَشِيرَة.
وَفِي حَدِيث الْحسن بن مُوسَى:
وَأَنه حج بَعْدَمَا هَاجر حجَّة وَاحِدَة: حجَّة الْوَدَاع. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وبمكة أُخْرَى.
832 -
الثَّالِث: عَن أبي إِسْحَق أَنه سمع زيد بن أَرقم يَقُول: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي سفر أصَاب النَّاس فِيهِ شدةٌ، فَقَالَ عبد الله بن أبي: لَا تنفقوا على من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفضوا من حوله. وَقَالَ: لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجن
الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل قَالَ: فَأتيت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرته بذلك، فَأرْسل إِلَى عبد الله بن أبي فَسَأَلَهُ، فاجتهد يَمِينه مَا فعل. فَقَالُوا: كذب زيدٌ رَسُول الله. قَالَ: فَوَقع فِي نَفسِي مِمَّا قَالُوهُ شدَّة، حَتَّى أنزل الله تصديقي:{إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ} [فَاتِحَة المُنَافِقُونَ] قَالَ: ثمَّ دعاهم النَّبِي صلى الله عليه وسلم ليَسْتَغْفِر لَهُم. قَالَ: فلووا رؤوسهم.
وَقَوله: {كَأَنَّهُمْ خشب مُسندَة} [المُنَافِقُونَ 4] قَالَ: كَانُوا رجَالًا أجمل شَيْء.
وَفِي حَدِيث إِسْرَائِيل: أَن زيدا قَالَ: كنت فِي غزَاة، فَسمِعت عبد الله يَقُول
…
فَذكر قَوْله، قَالَ: فَذكرت ذَلِك لِعَمِّي أَو لعمر، فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فدعانى فَحَدَّثته، فَأرْسل إِلَى عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه، فَحَلَفُوا مَا قَالُوا، فَصَدَّقَهُمْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَكَذبَنِي، فَأَصَابَنِي غمٌّ لم يُصِبْنِي مثله قطّ، فَجَلَست فِي بَيْتِي، فَقَالَ عمي: مَا أردْت إِلَى أَن كَذبك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ومقتك. فَأنْزل الله عز وجل {إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ} إِلَى قَوْله {ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل} [المُنَافِقُونَ 8] فَأرْسل إِلَيّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأها عَليّ ثمَّ قَالَ:" إِن الله قد صدقك ".
وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ، وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ:
سَمِعت زيد بن أَرقم قَالَ: لما قَالَ عبد الله بن أبي: لَا تنفقوا على من عِنْد رَسُول الله. وَقَالَ أَيْضا لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة. . أخْبرت بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فلامني الْأَنْصَار، وَحلف عبد الله بن أبي مَا قَالَ ذَلِك، فَرَجَعت إِلَى الْمنزل فَنمت، فَأَتَانِي رَسُول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْته فَقَالَ:" إِن الله قد صدقك "، وَنزلت:{هم الَّذين يَقُولُونَ لَا تنفقوا} الْآيَة [المُنَافِقُونَ] .
833 -
الرَّابِع: عَن أبي الْمنْهَال عبد الرَّحْمَن بن مطعم قَالَ: سَأَلت زيد بن أَرقم
والبراء بن عَازِب عَن الصّرْف، فَكل وَاحِد مِنْهُمَا يَقُول: هَذَا خيرٌ مني، وَكِلَاهُمَا يَقُول: نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن بيع الذَّهَب بالورق دينا.
وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو عَن أبي الْمنْهَال قَالَ: بَاعَ شريك لي وَرقا بنسيئة إِلَى الْمَوْسِم أَو إِلَى الْحَج، فجَاء إِلَيّ فَأَخْبرنِي، فَقلت: هَذَا أمرٌ لَا يصلح.
قَالَ: قد بِعته فِي السُّوق، فَلم يُنكر ذَلِك عَليّ أحدٌ. فَأتيت الْبَراء بن عَازِب فَسَأَلته، فَقَالَ: قدم النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَنحن نبيع هَذَا البيع فَقَالَ: " مَا كَانَ يدا بيدٍ فَلَا بَأْس بِهِ، وَمَا كَانَ نَسِيئَة فَهُوَ رَبًّا. " وأت زيد بن أَرقم، فَهُوَ أعظم تِجَارَة مني. فَأَتَيْته فَسَأَلته، فَقَالَ مثل ذَلِك.
وللبخاري حديثان:
834 -
أَحدهمَا: عَن عبد الله بن الْفضل أَنه سمع أنس بن مَالك يَقُول: حزنت على من أُصِيب من أَهلِي بِالْحرَّةِ، فَكتب إِلَيّ زيد بن أَرقم - وبلغه شدَّة حزني - يذكر أَنه سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول:" اللَّهُمَّ اغْفِر للْأَنْصَار، ولأبناء الْأَنْصَار. " وَشك ابْن الْفضل فِي " أَبنَاء أَبنَاء الْأَنْصَار " فَسَأَلَ أنسا بعض من كَانَ عِنْده - عَن زيد - فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَقُول لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " هَذَا الَّذِي أوفى الله لَهُ بأذنه ".
زَاد البرقاني مُتَّصِلا بِالْحَدِيثِ: وَقَالَ ابْن شهَاب: سمع زيد بن أَرقم رجلا من الْمُنَافِقين - وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: لَئِن كَانَ هَذَا حقاًّ فلنحن شرٌّ من الْحمير.
فَقَالَ زيدٌ: قد، وَالله صدق، ولأنت شرٌّ من الْحمار. فَرفع ذَلِك إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَجحد الْقَائِل، فَأنْزل الله عز وجل على رَسُوله صلى الله عليه وسلم:{يحلفُونَ بِاللَّه مَا قَالُوا وَلَقَد قَالُوا كلمة الْكفْر وَكَفرُوا بعد إسْلَامهمْ} [التَّوْبَة] فَكَانَ مِمَّا أنزل الله تَعَالَى هَذِه الْآيَة تَصْدِيقًا لزيد.