الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِهَذَا الشَّيْخ. فَلَمَّا انْصَرف الشَّيْخ قَالَ:
إِنِّي سَمِعت قَوْلكُم، وَإِنِّي غزوت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، سِتّ غزوات أَو سبع غزوات أَو ثَمَان، وَشهِدت تيسيره، وَإِنِّي إِن كنت أراجع مَعَ دَابَّتي أحب إِلَيّ من أَن أدعها ترجع إِلَى مألفها فَيشق عَليّ.
وَعند البرقاني فِي حَدِيث شُعْبَة عَن الْأَزْرَق قَالَ:
كُنَّا نُقَاتِل الْأزَارِقَة مَعَ الْمُهلب ابْن أبي صفرَة. قَالَ: فجَاء أَبُو بَرزَة، فَأخذ بمقود برذونه أَو دَابَّته. قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ يُصَلِّي إِذْ أفلت المقود من يَده. قَالَ: فمضت الدَّابَّة فِي قبلته، قَالَ: وَانْطَلق أَبُو بَرزَة حَتَّى أَخذهَا، ثمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى. فَقَالَ رجل - وَكَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخ - ونال مِنْهُ - ترك صلَاته وَانْطَلق إِلَى دَابَّته
…
وَذكر الحَدِيث نَحوه. وَفِي آخِره: فَقُلْنَا للرجل: مَا نرى الله إِلَّا مخزيك، سببت رجلا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
وَعِنْده فِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد قَالَ:
فجَاء أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ، فَدخل فِي صَلَاة الْعَصْر ومقود الْفرس بِيَدِهِ، فانفلت الْفرس، فَذهب فاتبعها حَتَّى أدْركهَا، فَأخذ المقود، وَمضى فِي صلَاته. ثمَّ ذكر مَعْنَاهُ.
أَفْرَاد مُسلم
943 -
الحَدِيث الأول: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي بَرزَة قَالَ: بَيْنَمَا جَارِيَة على نَاقَة، عَلَيْهَا بعض متاعٍ الْقَوْم، إِذْ بصرت بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وتضايق الْجَبَل، فَقَالَت: حل. اللَّهُمَّ ألعنها. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم " لَا تصاحبنا ناقةٌ عَلَيْهَا لعنة ".
وَفِي حَدِيث الْمُعْتَمِر:
لَا ايم الله، لَا تصاحبنا راحلةٌ عَلَيْهَا لعنةٌ من الله " أَو كَمَا قَالَ.
وَلَيْسَ لأبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي بَرزَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث.
944 -
الثَّانِي: عَن كنَانَة بن نعيم عَن أبي بَرزَة: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي مغزى لَهُ، فأفاء الله عَلَيْهِ، فَقَالَ لأَصْحَابه:" هَل تَفْقِدُونَ من أحدٍ؟ " قَالُوا: نعم، فلَانا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا. ثمَّ قَالَ:" هَل تَفْقِدُونَ من أحد؟ " قَالُوا: نعم، فلَانا، وَفُلَانًا. قَالَ:" هَل تَفْقِدُونَ أحدا؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " لكني أفقد جليبيبا فاطلبوه ". فَطلب فِي الْقَتْلَى فوجدوه إِلَى جنب سَبْعَة قد قَتلهمْ ثمَّ قَتَلُوهُ. فَأتى النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَوقف عَلَيْهِ فَقَالَ:" قتل سَبْعَة ثمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مني وَأَنا مِنْهُ، هَذَا مني وَأَنا مِنْهُ. " قَالَ: فَوَضعه على ساعديه، لَيْسَ لَهُ سَرِير إِلَّا ساعد النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَلم يذكر غسلا.
وَهَذَا طرف من حَدِيث طَوِيل فِيهِ تَزْوِيج النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِيَّاه امْرَأَة من الْأَنْصَار، وَفِي آخِره هَذَا الَّذِي أخرجه مُسلم مِنْهُ. أخرجه البرقاني بِطُولِهِ من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة بِإِسْنَادِهِ كَمَا أخرجه مُسلم، وأوله: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن كنَانَة عَن أبي بَرزَة: أَن جليبيباً كَانَ امْرأ من الْأَنْصَار، وَكَانَ يدْخل إِلَى النِّسَاء ويتحدث إلَيْهِنَّ، قَالَ أَبُو بَرزَة: فَقلت لامرأتي: لَا يدْخل عليكن جليبيب. وَكَانَ أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا كَانَ لأَحَدهم أيمٌ لم يُزَوّجهَا حَتَّى يعلم ألرسول الله صلى الله عليه وسلم فِيهَا حَاجَة أم لَا؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذَات يَوْم لرجل من الْأَنْصَار: " يَا فلَان، زَوجنِي ابْنَتك " قَالَ: نعم، وَنعم عين. قَالَ:" إِنِّي لست لنَفْسي أُرِيد ". قَالَ فَلِمَنْ؟ قَالَ: " لجليبيب " قَالَ: يَا رَسُول الله، حَتَّى أَستَأْمر أمهَا. فَأَتَاهَا فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يخْطب ابْنَتك، قَالَت: نعم، ونعمة عين، يُزَوّج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّه لَيْسَ لنَفسِهِ يريدها. قَالَت: فَلِمَنْ يريدها؟ قَالَ: لجليبيب. قَالَت حلقى، ألجليبيب الأبنة: لَا لعمر الله، لَا أزوج جليبيباً. فَلَمَّا قَامَ أَبوهَا ليَأْتِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَت الفتاة من
خدرها لأبويها: من خطبني إلَيْكُمَا؟ قَالَا:
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَت: أفتردون على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أمره، ادفعوني إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ لن يضيعني. فَذهب أَبوهَا إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: شَأْنك بهَا، فَزَوجهَا جليبيبا. قَالَ حَمَّاد: قَالَ إِسْحَق ابْن عبد الله بن أبي طَلْحَة لِثَابِت: هَل تَدْرِي مَا دَعَا لَهما بِهِ؟ قَالَ: " اللَّهُمَّ صب الْخَيْر عَلَيْهِمَا صباًّ، وَلَا تجْعَل عيشهما كداً " قَالَ ثَابت " فَزَوجهَا إِيَّاه، فَبَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي مغزى لَهُ، فأفاء الله عَلَيْهِ فَقَالَ: " هَل تَفْقِدُونَ من أحد؟ " ثمَّ ذكر نَحْو مَا فِي كتاب مُسلم. وَقَالَ فِي آخِره: قَالَ ثَابت: فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَار أيم أنْفق مِنْهَا.
وَلَيْسَ لكنانة بن نعيم عَن أبي بَرزَة فِي كتاب مُسلم غير مَا أخرجه من هَذَا الحَدِيث.
945 -
الثَّالِث: عَن أبي الْوَازِع جَابر بن عَمْرو الرَّاسِبِي عَن أبي بَرزَة قَالَ: قلت: يَا نَبِي الله، عَلمنِي شَيْئا أنتفع بِهِ. قَالَ:" اعزل الْأَذَى عَن طَرِيق الْمُسلمين ".
وَفِي حَدِيث أبي بكر بن شُعَيْب بن الحبحاب عَن أبي الْوَازِع أَن أَبَا بَرزَة قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي لَا أَدْرِي لعسى أَن تمْضِي وَأبقى بعْدك، فزودني شَيْئا يَنْفَعنِي الله بِهِ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: افْعَل كَذَا. افْعَل كَذَا. نَسيَه أَبُو بكر، وَأمر الْأَذَى عَن الطَّرِيق.
946 -
الرَّابِع: عَن أبي الْوَازِع عَن أبي بَرزَة: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا إِلَى حيٍّ من أَحيَاء الْعَرَب فسبوه وضربوه، فَأتى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَأخْبرهُ، فَقَالَ لَهُ:" لَو أَن أهل عمان أتيت ماسبوك وَلَا ضربوك ".