الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(67)
مُسْند أبي بشير الْأنْصَارِيّ [رضي الله عنه]
لَهُ حَدِيث وَاحِد مُتَّفق عَلَيْهِ:
844 -
من رِوَايَة عباد بن تَمِيم عَنهُ: أَنه كَانَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي بعض أَسْفَاره - قَالَ الرَّاوِي حسبت أَنه قَالَ: وَالنَّاس فِي مبيتهم، فَأرْسل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَسُولا:" لَا تبقين فِي رَقَبَة بعيرٍ قلادةٌ من وترٍ، أَو قلادةٌ إِلَّا قطعت ".
(68)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند الْبَراء بن عَازِب رضي الله عنه
845 -
الحَدِيث الأول: عَن أبي جُحَيْفَة عَن الْبَراء قَالَ: ذبح أَبُو بردة بن نيار قبل الصَّلَاة، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، " أبدلها " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، لَيْسَ عِنْدِي إِلَّا جَذَعَة. قَالَ شُعْبَة: وَأَظنهُ قَالَ: وَهِي خيرٌ من مُسِنَّة. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْهَا مَكَانهَا، وَلنْ تجزي عَن أحد بعْدك ". وَمِنْهُم من لم يذكر الشَّك فِي قَوْله: هِيَ خير من مُسِنَّة.
وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث عَامر الشّعبِيّ عَن الْبَراء، وَأول حَدِيثه:
إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن أول مَا نبدأ بِهِ يَوْمنَا هَذَا نصلي، ثمَّ نرْجِع فننحر، فَمن فعل ذَلِك فقد أصَاب سنتنا، وَمن ذبح قبل فَإِنَّمَا هُوَ لحم قدمه لأَهله، لَيْسَ من النّسك فِي
شيءٌ ". وَكَانَ أَبُو بردة بن نيار قد ذبح، فَقَالَ: عِنْدِي جذعةٌ خيرٌ من مُسِنَّة. فَقَالَ: " اذْبَحْهَا وَلنْ تجزي عَن أحدٍ بعْدك ".
وَفِي حَدِيث مُسَدّد: أَن الْبَراء قَالَ: ضحى خالٌ لي يُقَال لَهُ أَبُو بردة قبل الصَّلَاة، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" شَاتك شَاة لحمٍ " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن عِنْدِي داجناً جَذَعَة من الْمعز. قَالَ " اذْبَحْهَا، وَلَا تصلح لغيرك " ثمَّ قَالَ: " من ذبح قبل الصَّلَاة فَإِنَّمَا ذبح لنَفسِهِ، وَمن ذبح بعد الصَّلَاة فقد تمّ نُسكه، وَأصَاب سنة الْمُسلمين ".
وَقَالَ عَاصِم وَدَاوُد عَن الشّعبِيّ: عنَاق لبن. وَقَالَ أَبُو الْأَحْوَص: حَدثنَا مَنْصُور: عنَاق جَذَعَة.
وَفِي حَدِيث ابْن نمير أَنه عليه الصلاة والسلام قَالَ:
" من صلى صَلَاتنَا، ونسك نسكنا، فَلَا يذبح حَتَّى يُصَلِّي " فَقَالَ خَالِي: وَقد نسكت عَن ابْن لي.
فَقَالَ: " ذَاك شيءٌ عجلته لأهْلك " قَالَ: إِن عِنْدِي شَاة خيرٌ من شَاتين. قَالَ: ضح بهَا، فَإِنَّهَا خير نسيكتيك ".
وَفِي حَدِيث جُنْدُب بن سُفْيَان نَحوه.
846 -
الثَّانِي: عَن عبد الله بن يزِيد قَالَ: حَدثنَا الْبَراء - وَهُوَ غير كذوب - قَالَ " كُنَّا نصلي خلف النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَإِذا قَالَ: " سمع الله لمن حَمده " لم يحن أحدٌ منا ظَهره حَتَّى يضع النَّبِي صلى الله عليه وسلم جَبهته على الأَرْض.
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن الْبَراء قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَا يحني أحدٌ منا ظَهره حَتَّى نرَاهُ قد سجد. زَاد زُهَيْر: ثمَّ يخر من وَرَاءه سجدا. وسُفْيَان بِمَعْنَاهُ.
847 -
الثَّالِث: عَن الشّعبِيّ عَن الْبَراء قَالَ: أمرنَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَة خَيْبَر أَن نلقي لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة نيئةً ونضيجة، ثمَّ لم يَأْمُرنَا بِأَكْلِهِ.
وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث عدي بن ثَابت الْأنْصَارِيّ عَن الْبَراء قَالَ:
غزونا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأَصَابُوا حمراً، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" أكفئوا الْقُدُور ".
وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ثَابت بن عبيد قَالَ:
سَمِعت الْبَراء قَالَ: نهينَا عَن لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة. وَمن حَدِيث أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: أصبْنَا يَوْم خَيْبَر حمراً، فَنَادَى مُنَادِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: أَن أكفئوا الْقُدُور.
848 -
الرَّابِع: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن الْبَراء قَالَ: كَانَ رُكُوع النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَسُجُوده بَين السَّجْدَتَيْنِ، وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع - مَا خلا الْقيام وَالْقعُود - قَرِيبا من السوَاء. كَذَا فِي حَدِيث بدل بن المحبر عَن شُعْبَة.
وَفِي حَدِيث هِلَال بن أبي حميد عَن ابْن أبي ليلى عَن الْبَراء قَالَ:
رمقت الصَّلَاة مَعَ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، فَوجدت قِيَامه، فركعته، فاعتداله بعد رُكُوعه، فسجدته، فجلسته بَين السَّجْدَتَيْنِ، فسجدته، فجلسته مَا بَين التَّسْلِيم والانصراف - قَرِيبا من السوَاء.
وَفِي حَدِيث معَاذ الْعَنْبَري عَن شُعْبَة عَن الحكم قَالَ:
غلب على الْكُوفَة رجل - قد سَمَّاهُ - زمن ابْن الْأَشْعَث وَسَماهُ غنْدر فِي رِوَايَته: مطر بن نَاجِية، فَأمر أَبَا
عُبَيْدَة بن عبد الله أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَكَانَ يُصَلِّي، فَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع قَامَ قدر مَا أَقُول: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد وملء السَّمَوَات وملء الأَرْض وملء مَا شِئْت من شَيْء بعد، أهل الثَّنَاء وَالْمجد، لَا مَانع لما أَعْطَيْت، وَلَا معطي لما منعت، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد. قَالَ الحكم: فَذكرت ذَلِك لعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى فَقَالَ:
سَمِعت الْبَراء بن عَازِب يَقُول: كَانَت صَلَاة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: قِيَامه، وركوعه، وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع، وَسُجُوده، وَمَا بَين السَّجْدَتَيْنِ قَرِيبا من السوَاء. قَالَ شُعْبَة: فَذَكرته لعَمْرو بن مرّة فَقَالَ: قد رَأَيْت ابْن أبي ليلى، فَلم تكن صلَاته هَكَذَا.
849 -
الْخَامِس: عَن مُعَاوِيَة بن سُوَيْد بن مقرن قَالَ: دخلت على الْبَراء بن عَازِب، فَسَمعته يَقُول: أمرنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بسبعٍ، ونهانا عَن سبع
أمرنَا بعيادة الْمَرِيض، وَاتِّبَاع الْجَنَائِز، وتشميت الْعَاطِس، وإبرار الْقسم أَو الْمقسم، وَنصر الْمَظْلُوم، وَإجَابَة الدَّاعِي، وإفشاء السَّلَام.
ونهانا عَن خَوَاتِيم أَو عَن تختمٍ بِالذَّهَب، وَعَن شربٍ بِالْفِضَّةِ، وَعَن المياثر، وَعَن القسي، وَعَن لبس الْحَرِير والإستبرق والديباج.
وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة عَن الْأَشْعَث: وإنشاد الضال: زَاد فِي حَدِيث الشَّيْبَانِيّ عَن الْأَشْعَث: وَعَن الشّرْب فِي الْفضة، فَإِنَّهُ من شرب فِيهَا فِي الدُّنْيَا لم يشرب فِيهَا فِي الْآخِرَة. وَقَالَ: إبرار الْقسم، من غير شكّ.
وَفِي حَدِيث بهز وَغَيره عَن شُعْبَة:
ورد السَّلَام. بدل: وإفشاء السَّلَام. وَقَالَ: نَهَانَا عَن خَاتم الذَّهَب أَو حَلقَة الذَّهَب. وَفِيه من حَدِيث سُلَيْمَان بن حَرْب عَن شُعْبَة: وإبرار الْقسم.
وَفِي حَدِيث أبي الْأَحْوَص عَن الْأَشْعَث: ونهانا عَن خَاتم الذَّهَب، وَعَن آنِية الْفضة. وَفِي حَدِيث سُفْيَان عَن الْأَشْعَث: وَعَن المياثر الْحمر
…
850 -
السَّادِس: عَن أبي إِسْحَق عَمْرو بن عبد الله السبيعِي قَالَ: سَمِعت الْبَراء ابْن عَازِب يَقُول: نزلت هَذِه الْآيَة فِينَا: كَانَت الْأَنْصَار إِذا حجُّوا فَجَاءُوا لم يدخلُوا من قبل أَبْوَاب الْبيُوت، فجَاء رجلٌ من الْأَنْصَار فَدخل من قبل بَابه، فَكَأَنَّهُ عير بذلك، فَنزلت:{وَلَيْسَ الْبر بِأَن تَأْتُوا الْبيُوت من ظُهُورهَا وَلَكِن الْبر من اتَّقى وَأتوا الْبيُوت من أَبْوَابهَا} [الْبَقَرَة] .
851 -
السَّابِع: عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن الْبَراء قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " يَا فلَان، إِذا أويت إِلَى فراشك فَقل: اللَّهُمَّ إِنِّي أسلمت نَفسِي إِلَيْك، ووجهت وَجْهي إِلَيْك، وفوضت أَمْرِي إِلَيْك، وألجأت ظَهْري إِلَيْك، رَغْبَة وَرَهْبَة إِلَيْك، لَا ملْجأ وَلَا منجى مِنْك إِلَّا إِلَيْك، آمَنت بكتابك الَّذِي أنزلت، وبنبيك الَّذِي أرْسلت فَإنَّك إِن مت فِي ليلتك مت على الْفطْرَة، وَإِن أصبت أصبت خيرا ".
وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعد بن عُبَيْدَة عَن الْبَراء قَالَ:
قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا أتيت مضجعك فَتَوَضَّأ وضوءك للصَّلَاة، ثمَّ اضْطجع على شقك الْأَيْمن، وَقل. . " وَذكر نَحوه. وَفِيه " واجعلهن آخر مَا تَقول " فَقلت استذكرهن: وبرسولك الَّذِي أرْسلت. فَقَالَ: " لَا، وبنبيك الَّذِي أرْسلت ".
وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الْمسيب بن رَافع عَن الْبَراء، وَفِي آخِره: وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من قَالَهَا ثمَّ مَاتَ مَاتَ على الْفطْرَة ".
وَقد أخرج مُسلم عَن أبي بكر بن أبي مُوسَى عَن الْبَراء:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا أَخذ مضجعه قَالَ " اللَّهُمَّ بِاسْمِك أَحْيَا وباسمك أَمُوت " وَإِذا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمد لله الَّذِي أَحْيَانًا بعد مَا أماتنا وَإِلَيْهِ النشور " وَهَذَا عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث ربعي عَن حُذَيْفَة.
852 -
الثَّامِن: عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم ينْقل مَعنا التُّرَاب وَهُوَ يَقُول: " وَالله لَوْلَا الله مَا اهتدينا. وَلَا صمنا وَلَا صلينَا. " وَمِنْهُم من قَالَ: " وَلَا تصدقنا وَلَا صلينَا. فأنزلن سكينَة علينا. وَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا.
وَالْمُشْرِكُونَ قد بغوا علينا. إِذا أَرَادوا فتْنَة أَبينَا ".
وَفِي حَدِيث شُعْبَة: وَيرْفَع بهَا صَوته. وَفِيه:
وَلَقَد وارى التُّرَاب بَيَاض إبطَيْهِ
853 -
التَّاسِع: عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: سَمِعت الْبَراء يَقُول: لما نزلت {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ} [النِّسَاء] دَعَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم زيدا، فجَاء بكتف فكتبها.
وشكا ابْن أم مَكْتُوم ضرارته فَنزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ غير أولي الضَّرَر} .
854 -
الْعَاشِر: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء: أَن آخر سُورَة أنزلت تَامَّة سُورَة التَّوْبَة، وَأَن آخر آيَة نزلت آيَة الْكَلَالَة. وَفِي حَدِيث عمار بن زُرَيْق: آخر آيَة أنزلت كَامِلَة.
وَقد أخرجه مُسلم من حَدِيث أبي السّفر سعيد بن مُحَمَّد - وَقيل - أَحْمد - عَن الْبَراء قَالَ: آخر آيَة أنزلت {يستفتونك} [النِّسَاء] .
855 -
الْحَادِي عشر: عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى الْبَراء فَقَالَ: أَكُنْتُم وليتم يَوْم حنين يَا أَبَا عمَارَة؟ فَقَالَ: أشهد على نَبِي الله صلى الله عليه وسلم أَنه مَا ولى، وَلكنه انْطلق أخفاء من النَّاس وحسر إِلَى هَذَا الْحَيّ من هوَازن وهم قومٌ رماةٌ، فَرَمَوْهُمْ برشقٍ من نبل كَأَنَّهَا رجلٌ من جرادٍ فانكشفوا، فَأقبل الْقَوْم إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَبُو سُفْيَان بن حَرْب يَقُود بِهِ بغلته، فَنزل ودعا واستنصر، وَهُوَ يَقُول:" أَنا النَّبِي لَا كذب. أَنا ابْن عبد الْمطلب. اللَّهُمَّ نزل نصرك " زَاد أَبُو خَيْثَمَة: ثمَّ صفهم.
قَالَ الْبَراء:
كُنَّا - وَالله - إِذا احمر الْبَأْس نتقي بِهِ، وَإِن الشجاع منا للَّذي يُحَاذِي بِهِ - يَعْنِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
856 -
الثَّانِي عشر: عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ أول مَا قدم الْمَدِينَة نزل على أجداده، أَو قَالَ: أَخْوَاله من الْأَنْصَار، وَأَنه صلى - قبل بَيت الْمُقَدّس سِتَّة عشر شهرا أَو سَبْعَة عشر شهرا، وَكَانَ يُعجبهُ أَن تكون قبلته قبل الْبَيْت، وَأَنه صلى أول صَلَاة صلاهَا الْعَصْر، وَصلى مَعَه قومٌ. فَخرج رجلٌ مِمَّن صلى مَعَه فَمر على أهل مَسْجِد وهم رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أشهد بِاللَّه، لقد صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قبل الْكَعْبَة، فَدَارُوا كَمَا هم قبل الْبَيْت. وَكَانَت الْيَهُود قد أعجبهم إِذْ كَانَ يُصَلِّي - قبل بَيت الْمُقَدّس - وَأهل الْكتاب، فَلَمَّا ولى وَجهه قبل الْبَيْت أَنْكَرُوا ذَلِك.
قَالَ زُهَيْر فِي حَدِيثه عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء:
إِنَّه مَاتَ على الْقبْلَة - قبل أَن تحول - رجالٌ، وَقتلُوا، فَلم ندر مَا نقُول فيهم، فَأنْزل الله عز وجل:{وَمَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانكُمْ} [الْبَقَرَة] .
وَفِي حَدِيث إِسْرَائِيل:
وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يحب أَن يُوَجه إِلَى الْكَعْبَة، فَأنْزل الله عز وجل:{قد نرى تقلب وَجهك فِي السَّمَاء} [الْبَقَرَة] فَتوجه نَحْو الْكَعْبَة.
فَقَالَ السُّفَهَاء من النَّاس - وهم الْيَهُود: {مَا ولاهم عَن قبلتهم الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قل لله الْمشرق وَالْمغْرب يهدي من يَشَاء إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم} [الْبَقَرَة] .
857 -
الثَّالِث عشر: عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ: أهدي للنَّبِي صلى الله عليه وسلم ثوب حَرِير، فَجعلنَا نلمسه ونتعجب مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" أتعجبون من هَذَا؟ " قُلْنَا: نعم. قَالَ: " مناديل سعد بن معاذٍ فِي الْجنَّة خيرٌ من هَذَا ".
وَفِي حَدِيث شُعْبَة: " أتعجبون من لين هَذِه؟ لمناديل سعد بن معاذٍ فِي الْجنَّة خيرٌ مِنْهَا وألين ".
وَفِي حَدِيث أبي الْأَحْوَص عَن أبي إِسْحَاق:
وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لمناديل سعد فِي الْجنَّة خيرٌ من هَذَا ".
858 -
الرَّابِع عشر: فِي صلح أهل مَكَّة عَام الْحُدَيْبِيَة.
عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ:
اعْتَمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي ذِي الْقعدَة، فَأبى أهل مَكَّة أَن يَدعُوهُ يدْخل مَكَّة، حَتَّى قاضاهم على أَن يدْخل - يَعْنِي من الْعَام الْمقبل، يُقيم بهَا ثَلَاثَة أَيَّام. فَلَمَّا كتبُوا الْكتاب كتبُوا: هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ محمدٌ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. قَالُوا: لَا نقر بهَا، فَلَو نعلم أَنَّك رَسُول الله مَا منعناك، وَلَكِن أَنْت مُحَمَّد بن عبد الله. ثمَّ قَالَ لعَلي:" امح: رَسُول الله. " قَالَ: لَا وَالله، لَا
أمحوك أبدا. فَأخذ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْكتاب فَكتب: هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله، لَا يدْخل مَكَّة بسلاح إِلَّا فِي القراب، وَألا يخرج من أَهلهَا بإحدٍ إِن أَرَادَ: أَن يتبعهُ، وَألا يمْنَع أحدا من أَصْحَابه أَرَادَ أَن يُقيم بهَا.
فَلَمَّا دَخلهَا وَمضى الْأَجَل أَتَوا علياًّ فَقَالُوا: قل لصاحبك: أخرج عَنَّا، فقد مضى الْأَجَل. فَخرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فتبعتهم بنت حَمْزَة تنادي: يَا عَم يَا عَم، فَتَنَاولهَا عليٌّ فَأخذ بِيَدِهَا وَقَالَ لفاطمة: دُونك ابْنة عمك، فاحتمليها. فاختصم فِيهَا عليٌّ وَزيد وجعفر، فَقَالَ عَليّ: أَنا أَحَق بهَا، وَهِي ابْنة عمي. وَقَالَ جَعْفَر: بنت عمي، وخالتها تحتي. وَقَالَ زيدٌ: بنت أخي. فَقضى النَّبِي صلى الله عليه وسلم لخالتها، وَقَالَ:" الْخَالَة بِمَنْزِلَة الْأُم " وَقَالَ لعَلي: " أَنْت مني وَأَنا مِنْك " وَقَالَ لجَعْفَر: " أشبهت خلقي وَخلقِي ". وَقَالَ لزيد: " أَنْت أخونا ومولانا ".
وَفِي حَدِيث شُعْبَة: لما صَالح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أهل الْحُدَيْبِيَة، كتب عليٌّ بَينهم كتابا، كتب:
مُحَمَّد رَسُول الله. فَقَالَ الْمُشْركُونَ: لَا تكْتب: مُحَمَّد رَسُول الله، لَو كنت رَسُول الله لم نقاتلك. ثمَّ قَالَ لعَلي " امحه " فَقَالَ عليٌّ: مَا أَنا بِالَّذِي أمحوه، فمحاه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ. وصالحهم على أَن يدْخل هُوَ وَأَصْحَابه ثَلَاثَة أَيَّام، وَلَا يدخلوها إِلَّا بجلبان السِّلَاح. فَسَأَلُوهُ: مَا جلبان السِّلَاح؟ قَالَ: " القراب بِمَا فِيهِ ".
والمسئول عَن جلبان السِّلَاح هُوَ أَبُو إِسْحَق - بَين ذَلِك معَاذ الْعَنْبَري فِي حَدِيثه، قَالَ: قَالَ شُعْبَة: قلت لأبي إِسْحَق: مَا جلبان السِّلَاح؟ قَالَ: القراب بِمَا فِيهِ.
وَقَالَ مُوسَى بن مَسْعُود فِي حَدِيثه:
صَالح النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْمُشْركين يَوْم الْحُدَيْبِيَة على ثَلَاثَة أَشْيَاء: على أَن من أَتَاهُ من الْمُشْركين رده إِلَيْهِم، وَمن أَتَاهُم من الْمُسلمين لم يردوه، وعَلى أَن يدخلهَا من قابلٍ، وَيُقِيم بهَا ثَلَاثَة أَيَّام. وَلَا يدخلهَا إِلَّا بجلبان السِّلَاح: السَّيْف والقوس وَنَحْوه. فجَاء أَبُو جندلٍ يحجل فِي قيوده، فَرده إِلَيْهِم.
وَفِي حَدِيث يُوسُف بن أبي إِسْحَاق:
ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما أَرَادَ أَن يعْتَمر أرسل إِلَى أهل مَكَّة يستأذنهم ليدْخل مَكَّة، فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَلا يُقيم بهَا إِلَّا ثَلَاث لَيَال، وَلَا يدخلهَا إِلَّا بجلبان السِّلَاح، وَلَا يَدْعُو مِنْهُم أحدا. قَالَ: فَأخذ يكْتب الشَّرْط بَينهم عَليّ بن أبي طَالب فَكتب: هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّد رَسُول الله. فَقَالُوا: لَو علمنَا أَنَّك رَسُول الله لم نَمْنَعك وبايعناك، وَلَكِن اكْتُبْ: مُحَمَّد بن عبد الله. فَقَالَ: " أَنا وَالله - مُحَمَّد بن عبد الله، وَأَنا رَسُول الله. " قَالَ: وَكَانَ لَا يكْتب، فَقَالَ لعَلي:" امح: رَسُول الله ". فَقَالَ: وَالله لَا أمحوه أبدا. قَالَ " فأرنيه " فَأرَاهُ إِيَّاه فمحاه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ. فَلَمَّا دخل وَقضى الْأَجَل أَتَوا علياًّ فَقَالُوا: مر صَاحبك فليرتحل. فَذكر ذَلِك عليٌّ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " نعم " ثمَّ ارتحل.
وَفِي رِوَايَة إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق: ثمَّ قَالَ لعَلي: " امح: رَسُول الله " قَالَ: لَا، وَالله لَا أمحوك أبدا. فَأخذ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْكتاب - وَلَيْسَ يحسن يكْتب - فَكتب: هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله. . الحَدِيث نَحوه. وَفِيه ذكر بنت حَمْزَة، وَالْأَخْذ لَهَا، وَالْخُصُومَة فِيهَا.
قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي " الْأَطْرَاف ":
فَأخذ النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْكتاب، وَلَيْسَ يحسن أَن يكْتب فَكتب مَكَان رَسُول الله: مُحَمَّد. وَكتب: هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّد. . فَذكره. . وَلَيْسَ هَذَا هَكَذَا فِيمَا عندنَا من الصَّحِيحَيْنِ.
859 -
الْخَامِس عشر: عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ:
كَانَ رجل يقْرَأ سُورَة الْكَهْف، وَعِنْده فرس مربوطٌ بشطنين، فتغشته سحابةٌ، فَجعلت تَدْنُو، وَجعل فرسٌ ينفر مِنْهَا. فَلَمَّا أصبح أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَذكر ذَلِك لَهُ. فَقَالَ:" تِلْكَ السكينَة تنزلت لِلْقُرْآنِ ".
فِي حَدِيث شُعْبَة: " اقْرَأ، فلَان، فَإِنَّهَا السكينَة نزلت عِنْد الْقُرْآن أَو لِلْقُرْآنِ ".
860 -
السَّادِس عشر: عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: سَمِعت الْبَراء يَقُول: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أحسن النَّاس وَجها، وَأحسنه خلقا، لَيْسَ بالطويل الْبَائِن، وَلَا بالقصير.
وَقد أخرجَا من رِوَايَة أبي إِسْحَاق أَيْضا عَن الْبَراء أَنه قَالَ:
كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مربوعاً، بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ، لَهُ شعرٌ يبلغ شحمة أُذُنَيْهِ، رَأَيْته فِي حلَّة حَمْرَاء لم أر شَيْئا قطّ أحسن مِنْهُ ".
وَفِي حَدِيث مَالك بن إِسْمَاعِيل: مَا رَأَيْت أحدا أحسن فِي حلَّة حَمْرَاء من النَّبِي صلى الله عليه وسلم. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ بعض أَصْحَابِي عَن مَالك بن إِسْمَاعِيل: إِن جمته لتضرب قَرِيبا من مَنْكِبَيْه. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: سمعته يحدثه غير مرةٍ، مَا حَدثهُ بِهِ قطّ إِلَّا ضحك.
وَفِي حَدِيث شُعْبَة:
عَظِيم الجمة إِلَى شحمة أُذُنَيْهِ.
861 -
السَّابِع عشر: عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ: أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم رجلٌ مقنع بالحديد فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أقَاتل أَو أسلم؟ قَالَ:" أسلم ثمَّ قَاتل "" ثمَّ قَاتل فَقتل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " عمل قَلِيلا، وَأجر كثيرا ".
وَلَفظ حَدِيث مُسلم:
جَاءَ رجلٌ من بني النبيت - قَبيلَة من الْأَنْصَار - إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنَّك عَبده وَرَسُوله، ثمَّ تقدم فقاتل حَتَّى قتل. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم " عمل هَذَا يَسِيرا، وَأجر كثيرا ".
862 -
الثَّامِن عشر: عَن عدي بن ثَابت الْأنْصَارِيّ عَن الْبَراء عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ فِي الْأَنْصَار: " لَا يُحِبهُمْ إِلَّا مؤمنٌ، وَلَا يبغضهم إِلَّا منافقٌ. من أحبهم أحبه الله، وَمن أبْغضهُم أبغضه الله ".
فِي كتاب مُسلم بن الْحجَّاج، قَالَ شُعْبَة: قلت لعدي: أَنْت سمعته من الْبَراء؟ قَالَ: إيَّايَ حدث.
863 -
التَّاسِع عشر: عَن عدي بن ثَابت قَالَ: حَدثنَا الْبَراء قَالَ: رَأَيْت الْحسن ابْن عَليّ على عاتق النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُول: " اللَّهُمَّ إِنِّي أحبه فَأَحبهُ ".
864 -
الْعشْرُونَ: عَن عدي بن ثَابت عَن الْبَراء: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سفر، فصلى الْعشَاء الْآخِرَة، فَقَرَأَ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ (والتين وَالزَّيْتُون) . وَفِي حَدِيث مسعر: فَمَا سَمِعت أحدا أحسن صَوتا أَو قِرَاءَة مِنْهُ.
865 -
الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن عدي بن ثَابت عَن الْبَراء بن عَازِب: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لحسان: " أهجهم - أَو هاجهم - وَجِبْرِيل مَعَك ". قَالَ البُخَارِيّ: وَزَاد إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن أبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ: " أهج الْمُشْركين ".