الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(11)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه
225 -
الأول: عَن عَلْقَمَة بن قيس النَّخعِيّ عَنهُ قَالَ: لما نزلت: {الَّذين ءامنوا وَلم يلبسوا إيمنهم بظُلْم} [سُورَة الْأَنْعَام] شقّ ذَلِك على أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقَالُوا: يَا رَسُول الله، أَيّنَا لم يظلم نَفسه؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ ذَاك، وَإِنَّمَا هُوَ الشّرك، ألم تسمعوا قَول لُقْمَان لِابْنِهِ:{يَا بني لَا تشرك بِاللَّه إِن الشّرك لظلم عَظِيم} [سُورَة لُقْمَان
وَفِي رِوَايَة: " لَيْسَ هُوَ كَمَا تظنون، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَان لِابْنِهِ
…
"
وَفِي رِوَايَة: " ألم تسمعوا قَول العَبْد الصَّالح. . ".
226 -
الثَّانِي: عَن عَلْقَمَة عَنهُ قَالَ: بَينا أَنا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يتَوَكَّأ على عسيب، مر بنفرٍ من الْيَهُود، فَقَالَ بَعضهم: سلوه عَن الرّوح، وَقَالَ بَعضهم: لَا تسألوه، لَا يسمعكم مَا تَكْرَهُونَ. فَقَامُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِم، حَدثنَا عَن الرّوح، فَقَامَ سَاعَة ينظر، فَعرفت أَنه يُوحى إِلَيْهِ، فتأخرت عَنهُ حَتَّى صعد الْوَحْي، ثمَّ قَالَ:{ويسألونك عَن الرّوح قل الرّوح من أَمر رَبِّي} [سُورَة الْإِسْرَاء] .
وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم عَن مَسْرُوق، عَن عبد الله قَالَ: وَعرض لَهُ يَهُودِيّ، فَسَأَلَهُ فَذكر نَحوه
…
وَقَالَ: {ويسألونك عَن الرّوح} الْآيَة.
227 -
الثَّالِث: عَنهُ أَيْضا قَالَ: قَالَ عبد الله: كُنَّا نسلم على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الصَّلَاة، فَيرد علينا، فَلَمَّا رَجعْنَا من عِنْد النَّجَاشِيّ سلمنَا عَلَيْهِ فَلم يرد علينا، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، كُنَّا نسلم عَلَيْك فِي الصَّلَاة فَترد علينا. قَالَ:" إِن فِي الصَّلَاة شغلاً ".
228 -
الرَّابِع: عَن عَلْقَمَة قَالَ: كنت أَمْشِي مَعَ عبد الله بمنى، فَلَقِيَهُ عُثْمَان، فَقَامَ مَعَه يحدثه، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، أَلا أزَوجك جَارِيَة شَابة لَعَلَّهَا تذكرك بعض مَا مضى من زَمَانك. قَالَ: فَقَالَ عبد الله: لَئِن قلت ذَاك، لقد قَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" يَا معشر الشَّبَاب، من اسْتَطَاعَ مِنْكُم الْبَاءَة فليتزوج؛ فَإِنَّهُ أَغضّ لِلْبَصَرِ وَأحْصن لِلْفَرجِ، وَمن لم يسْتَطع فَعَلَيهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاء ".
وَلَهُمَا، عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن ابْن مَسْعُود عَنهُ عليه الصلاة والسلام نَحوه، وأوله: " يَا معشر الشَّبَاب
…
".
229 -
الْخَامِس: عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ: جَاءَ حبرٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، إِن الله يضع السَّمَاء على إِصْبَع، وَالْأَرْض على إِصْبَع، وَالْجِبَال على إِصْبَع، وَالشَّجر والأنهار على إِصْبَع، وَسَائِر الْخلق على إِصْبَع، ثمَّ يَقُول: أَنا الْملك. فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: {وَمَا قدرُوا الله حق قدره} [سُورَة الزمر] .
وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا عَن عُبَيْدَة السَّلمَانِي بِنَحْوِهِ، قَالَ: وَالْمَاء وَالثَّرَى على إِصْبَع،
وَسَائِر الْخَلَائق على إِصْبَع، ثمَّ يَهُزهُنَّ. وَفِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه تَعَجبا وَتَصْدِيقًا. ثمَّ قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قدرُوا الله حق قدره} الْآيَة.
وَفِي الرِّوَايَات تَقْدِيم وَتَأْخِير، وتقاربٌ فِي الْمَعْنى.
230 -
السَّادِس: عَن عَلْقَمَة قَالَ: كُنَّا بحمصٍ، فَقَرَأَ ابْن مَسْعُود سُورَة يُوسُف، فَقَالَ رجلٌ: مَا هَكَذَا أنزلت؟ فَقَالَ عبد الله: وَالله لقرأتها على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَحْسَنت ". فَبينا هُوَ يكلمهُ إِذْ وجد مِنْهُ ريح الْخمر، فَقَالَ: أتشرب الْخمر وَتكذب بِالْكتاب، فَضَربهُ الْحَد.
231 -
السَّابِع: عَنهُ عَن عبد الله قَالَ: صلى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَزَاد أَو نقص - شكّ بعض الروَاة، وَالصَّحِيح أَنه زَاد. فَلَمَّا سلم قيل لَهُ: يَا رَسُول الله، أحدث فِي الصَّلَاة شَيْء؟ قَالَ:" وَمَا ذَاك؟ " قَالُوا: صليت كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَثنى رجلَيْهِ، واستقبل الْقبْلَة، فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ سلم، وَأَقْبل علينا بِوَجْهِهِ. فَقَالَ: " إِنَّه لَو حدث فِي الصَّلَاة شيءٌ أنبأتكم بِهِ، وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَنا بشرٌ أنسى كَمَا تنسون، فَإِذا نسيت فذكروني، وَإِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فليتحر الصَّوَاب فليبن عَلَيْهِ، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ.
وَفِي رِوَايَة: أَنه صلى الله عليه وسلم سجد سَجْدَتي السَّهْو بعد السَّلَام وَالْكَلَام.
وَفِي رِوَايَة: قَالُوا: فَإنَّك صليت خمْسا، فَانْفَتَلَ ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ ثمَّ سلم.
وَفِي أَفْرَاد مُسلم نَحوه مُخْتَصرا عَن الْأسود عَن عبد الله، قَالَ: صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خمْسا، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، أَزِيد فِي الصَّلَاة؟ قَالَ:" وَمَا ذَاك؟ " قَالُوا: صليت خمْسا. فَقَالَ: " إِنَّمَا أَنا بشرٌ مثلكُمْ، أذكر كَمَا تذكرُونَ وأنسى كَمَا تنسون " ثمَّ سجد سَجْدَتي السَّهْو.
232 -
الثَّامِن: عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله: أَنه لعن الْوَاشِمَات. وَفِي رِوَايَة قَالَ: " لعن الله الْوَاشِمَات وَالْمُسْتَوْشِمَات، وَالْمُتَنَمِّصَات وَالْمُتَفَلِّجَات لِلْحسنِ، الْمُغيرَات خلق الله ". فَبلغ ذَلِك امْرَأَة من بني أَسد يُقَال لَهَا أم يَعْقُوب، وَكَانَت تقْرَأ الْقُرْآن، فَأَتَتْهُ فَقَالَت: مَا حديثٌ بَلغنِي عَنْك أَنَّك قلت كَذَا وَكَذَا؟ وذكرته فَقَالَ عبد الله.
وَمَا لي لَا ألعن من لعن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي كتاب الله؟ فَقَالَت الْمَرْأَة: لقد قَرَأت مَا بَين لوحي الْمُصحف فَمَا وجدته. فَقَالَ: إِن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قَالَ الله عز وجل:{وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا} [سُورَة الْحَشْر]، قَالَت: إِنِّي أرى شَيْئا من هَذَا على امْرَأَتك الْآن. قَالَ: اذهبي فانظري، فَذَهَبت فَلم تَرَ شَيْئا، فَجَاءَت فَقَالَت: مَا رَأَيْت شَيْئا. فَقَالَ: أما لَو كَانَ ذَلِك لم نجامعها.
وَقد رُوِيَ عَن أم يَعْقُوب عَن عبد الله نَحوه، ذكره البُخَارِيّ وَحده.
233 -
التَّاسِع: عَنهُ أَن الْأَشْعَث بن قيس دخل على عبد الله وَهُوَ يطعم يَوْم
عَاشُورَاء فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، إِن الْيَوْم يَوْم عَاشُورَاء. فَقَالَ: قد كَانَ يصام قبل أَن ينزل رَمَضَان، فَلَمَّا نزل رَمَضَان ترك، فَإِن كنت مُفطرا فاطعم.
وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن عبد الله نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ:
كَانَ يَوْمًا يَصُومهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قبل أَن ينزل رَمَضَان، فَلَمَّا نزل رَمَضَان تَركه.
وَهُوَ فِي أَفْرَاده أَيْضا عَن قيس بن السكن مُخْتَصر:
دخل الْأَشْعَث على عبد الله يَوْم عَاشُورَاء، فَقَالَ أدن فَكل، قَالَ: إِنِّي صَائِم، قَالَ: كُنَّا نصومه ثمَّ ترك.
234 -
الْعَاشِر: عَن الْأسود بن يزِيد النَّخعِيّ عَن عبد الله قَالَ: بَينا نَحن مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي غَار بمنى، إِذْ نزلت عَلَيْهِ:{والمرسلات عرفا} [سُورَة المرسلات] ، وَإِنِّي لأتلقاها من فِيهِ، وَإِن فَاه لرطبٌ بهَا، إِذْ وَثَبت علينا حيةٌ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" اقتلوها " فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" وقيت شركم كَمَا وقيتم شَرها ".
قَوْله " بمنى " للْبُخَارِيّ دون مُسلم فِي رِوَايَة الْأسود. قَالَ البُخَارِيّ: وَإِنَّمَا أردنَا بِهَذَا أَن منى من الْحرم، وَلم يرَوا بقتل الْحَيَّة بَأْسا.
وَهُوَ فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ، كُنَّا فِي غارٍ، فَنزلت:{والمرسلات عرفا} ، بِمَعْنَاهُ.
235 -
الْحَادِي عشر: عَن الْأسود عَن عبد الله: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَرَأَ: (والنجم إِذا
هوى} فَسجدَ فِيهَا وَسجد من كَانَ مَعَه، غير أَن شَيخا من قُرَيْش أَخذ كفاًّ من حَصى أَو ترابٍ فرفعه إِلَى جَبهته وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا. قَالَ عبد الله: فَلَقَد رَأَيْته بعد قتل كَافِرًا.
236 -
الثَّانِي عشر: عَنهُ عَن عبد الله قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول {مدكر} دَالا [سُورَة الْقَمَر] .
237 -
الثَّالِث عشر: عَن الْأسود قَالَ: قَالَ عبد الله: لَا يجعلن أحدكُم للشَّيْطَان شَيْئا من صلَاته، يرى أَن حقاًّ عَلَيْهِ أَلا ينْصَرف إِلَّا عَن يَمِينه، لقد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ينْصَرف عَن يسَاره.
238 -
الرَّابِع عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد - وَهُوَ أَخُو الْأسود - قَالَ: صلى بِنَا عُثْمَان بن عَفَّان بمنى أَربع رَكْعَات، فَقيل ذَلِك لعبد الله بن مَسْعُود، فَقَالَ: صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بمنى رَكْعَتَيْنِ، وَصليت مَعَ أبي بكر الصّديق بمنى رَكْعَتَيْنِ، وَصليت مَعَ عمر بن الْخطاب بمنى رَكْعَتَيْنِ. وليت حظي من أَربع ركعاتٍ رَكْعَتَانِ متقبلتان.
239 -
الْخَامِس عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد من رِوَايَة عمَارَة بن عُمَيْر عَنهُ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: مَا رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلى صَلَاة لغير ميقاتها إِلَّا صَلَاتَيْنِ: جمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء بجمعٍ، وَصلى الْفجْر يومئذٍ قبل ميقاتها.
وَفِي أَفْرَاد البُخَارِيّ هَذَا الْمَعْنى بِزِيَادَة شرح، أخرجه من رِوَايَة زُهَيْر وَإِسْرَائِيل: فَفِي رِوَايَة زُهَيْر عَن أبي إِسْحَاق، عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد قَالَ: حج عبد الله بن مَسْعُود، فأتينا الْمزْدَلِفَة حِين الْأَذَان بالعتمة أَو قَرِيبا من ذَلِك، فَأمر رجلا فَأذن وَأقَام، ثمَّ صلى الْمغرب، وَصلى بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ دَعَا بعشاء فتعشى، ثمَّ أمره فَأذن وَأقَام ثمَّ صلى الْعشَاء رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَ حِين طلع الْفجْر قَالَ:
إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يُصَلِّي هَذِه السَّاعَة إِلَّا هَذِه الصَّلَاة فِي هَذَا الْمَكَان فِي هَذَا الْيَوْم. قَالَ عبد الله: هما صلاتان تحولان عَن وقتهما: صَلَاة الْمغرب بعد مَا يَأْتِي النَّاس، وَالْفَجْر حِين يبزغ الْفجْر. قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَفْعَله.
وَفِي رِوَايَة إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَنهُ قَالَ: خرجت مَعَ عبد الله، ثمَّ قدمنَا جمعا، فصلى الصَّلَاتَيْنِ كل صَلَاة وَحدهَا بِأَذَان وَإِقَامَة، وتعشى بَينهمَا، ثمَّ صلى الْفجْر حِين طلع الْفجْر، قائلٌ يَقُول: طلع الْفجْر، وقائلٌ يَقُول: لم يطلع.
ثمَّ قَالَ:
إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن هَاتين الصَّلَاتَيْنِ حولتا عَن وقتهما فِي هَذَا الْمَكَان: الْمغرب وَالْعشَاء، وَلَا يقدم النَّاس جمعا حَتَّى يعتموا، وَصَلَاة الْفجْر هَذِه السَّاعَة ". ثمَّ وقف حَتَّى أَسْفر، ثمَّ قَالَ: لَو أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ - يَعْنِي عُثْمَان - أَفَاضَ الْآن أصَاب السّنة. فَمَا أَدْرِي أقوله كَانَ أسْرع أم دفع عُثْمَان، فَلم يزل يُلَبِّي حَتَّى رمى جَمْرَة الْعقبَة.
240 -
السَّادِس عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد قَالَ: رمى عبد الله بن مَسْعُود جَمْرَة الْعقبَة من بطن الْوَادي بِسبع حصياتٍ، يكبر مَعَ كل حَصَاة.
وَفِي رِوَايَة: فَجعل الْبَيْت عَن يسَاره، وَمنى عَن يَمِينه. قَالَ: فَقيل لَهُ: إِن أُنَاسًا
يَرْمُونَهَا من فَوْقهَا. فَقَالَ: هَذَا - وَالَّذِي لَا إِلَه غَيره - مقَام الَّذِي أنزلت عَلَيْهِ سُورَة الْبَقَرَة.
241 -
السَّابِع عشر: عَن مَسْرُوق بن الأجدع قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْد عبد الله وَهُوَ مُضْطَجع بَيْننَا، فَأَتَاهُ رجل فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، إِن قَاصا عِنْد أَبْوَاب كِنْدَة يقص وَيَزْعُم أَن آيَة الدُّخان تَجِيء فتأخذ بِأَنْفَاسِ الْكفَّار، وَيَأْخُذ الْمُؤمنِينَ مِنْهُ كَهَيئَةِ الزُّكَام. فَقَالَ عبد الله - وَجلسَ وَهُوَ غَضْبَان: يَا أَيهَا النَّاس، اتَّقوا الله، وَمن علم شَيْئا فَلْيقل بِمَا يعلم، وَمن لَا يعلم فَلْيقل: الله أعلم، فَإِنَّهُ أعلم لأحدكم أَن يَقُول لما لَا يعلم: الله أعلم، فَإِن الله تَعَالَى قَالَ لنَبيه صلى الله عليه وسلم:{قل مَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ من أجر وَمَا أَنا من المتكلفين} [سُورَة ص] إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى من النَّاس إدباراً قَالَ: " اللَّهُمَّ سبعٌ كسبع يُوسُف " وَفِي رِوَايَة:
إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما دَعَا قُريْشًا كذبوه واستعصوا عَلَيْهِ، فَقَالَ:" اللَّهُمَّ أَعنِي عَلَيْهِم بِسبع كسبع يُوسُف "، فَأَخَذتهم سنةٌ حصت كل شَيْء، حَتَّى أكلُوا الْجُلُود وَالْميتَة من الْجُوع، وَينظر إِلَى السَّمَاء أحدهم فَيرى كَهَيئَةِ الدُّخان. فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَان فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، إِنَّك جِئْت تَأمر بِطَاعَة الله وَبِصِلَة الرَّحِم، وَإِن قَوْمك قد هَلَكُوا، فَادع الله عز وجل لَهُم، قَالَ الله تَعَالَى:{فَارْتَقِبْ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين} إِلَى قَوْله {إِنَّكُم عائدون} [سُورَة الدُّخان] قَالَ عبد الله: أفيكشف عَذَاب الْآخِرَة: {يَوْم نبطش البطشة الْكُبْرَى إِنَّا منتقمون} [سُورَة الدُّخان]، فالبطشة: يَوْم بدر. فِي رِوَايَة عِنْد البرقاني: {فَسَوف يكون لزاما} [سُورَة الْفرْقَان] ، يَوْم بدر.
فِي الْكِتَابَيْنِ عَن عبد الله، أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خمسٌ قد مضين: الدُّخان، وَاللزَام، وَالروم، وَالْبَطْشَة، وَالْقَمَر ".
242 -
الثَّامِن عشر: عَن مَسْرُوق عَن عبد الله: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَيْسَ منا من ضرب الخدود، وشق الْجُيُوب، ودعا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّة ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن يحيى: " أَو، أَو ".
243 -
التَّاسِع عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: سَأَلت مسروقاً: من آذن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بالجن لَيْلَة اسْتَمعُوا الْقُرْآن؟ قَالَ: حَدثنِي أَبوك - يَعْنِي ابْن مَسْعُود: أَنه آذنته بهم شَجَرَة.
244 -
الْعشْرُونَ: عَن مَسْرُوق عَنهُ: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَيْسَ من نفس تقتل ظلما إِلَّا كَانَ على ابْن آدم الأول كفل مِنْهَا، لِأَنَّهُ سنّ الْقَتْل أَولا ". وَفِي رِوَايَة: " لِأَنَّهُ كَانَ أول من سنّ الْقَتْل ".
245 -
الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن مَسْرُوق قَالَ: قَالَ عبد الله: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة المصورون ".
وَفِي رِوَايَة لمسلمٍ:
إِن من أَشد أهل النَّار يَوْم الْقِيَامَة عذَابا المصورون ".
وَعند البرقاني فِي حَدِيث ابْن أبي عُمَيْر عَن سُفْيَان:
إِن أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة رجلٌ قَتله نَبِي، أَو مصورٌ يصور هَذِه التماثيل ".
246 -
الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن مَسْرُوق عَن عبد الله قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لَا يحل دم امرئٍ مُسلم يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاث: الثّيّب الزَّانِي، وَالنَّفس بِالنَّفسِ، والتارك لدينِهِ المفارق للْجَمَاعَة ".
247 -
الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن عَمْرو بن مَيْمُون عَن عبد الله قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي قبةٍ نَحوا من أَرْبَعِينَ فَقَالَ: أَتَرْضَوْنَ أَن تَكُونُوا ربع أهل الْجنَّة؟ قُلْنَا: نعم. قَالَ: " أَتَرْضَوْنَ أَن تَكُونُوا ثلث أهل الْجنَّة؟ " قُلْنَا: نعم. قَالَ: " وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ إِنِّي لأرجو أَن تَكُونُوا نصف أهل الْجنَّة، وَذَلِكَ أَن الْجنَّة لَا يدخلهَا إِلَّا نفسٌ مسلمة، وَمَا أَنْتُم فِي أهل الشّرك إِلَّا كالشعرة الْبَيْضَاء فِي جلد الثور الْأسود، أَو كالشعرة السَّوْدَاء فِي جلد الثور الْأَحْمَر ".
248 -
الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عَمْرو بن مَيْمُون عَنهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عِنْد الْبَيْت، وَأَبُو جهل وأصحابٌ لَهُ جلوسٌ، وَقد نحرت جزورٌ بالْأَمْس، فَقَالَ أَبُو جهل: أَيّكُم يقوم إِلَى سلى جزور بني فلَان فَيَأْخذهُ فيضعه فِي كَتِفي مُحَمَّد إِذا سجد، فانبعث أَشْقَى الْقَوْم فَأَخذه، فَلَمَّا سجد النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَضعه بَين كَتفيهِ، فاستضحكوا، وَجعل بَعضهم يمِيل على بعض، وَأَنا قائمٌ أنظر، لَو كَانَت
لي منعةٌ طرحته عَن ظهر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ساجدٌ مَا يرفع رَأسه، حَتَّى انْطلق إِنْسَان فَأخْبر فَاطِمَة، فَجَاءَت وَهِي جويريةٌ، فَطَرَحته عَنهُ، ثمَّ أَقبلت عَلَيْهِم تسبهم. فَلَمَّا قضى النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلَاته رفع صَوته ثمَّ دَعَا عَلَيْهِم، وَكَانَ إِذا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وَإِذا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا، ثمَّ قَالَ:" اللَّهُمَّ عَلَيْك بِقُرَيْش " ثَلَاث مَرَّات، فَلَمَّا سمعُوا صَوته ذهب عَنْهُم الضحك، وخافوا دَعوته، ثمَّ قَالَ:" اللَّهُمَّ عَلَيْك بِأبي جهل بن هِشَام، وَعقبَة بن ربيعَة، وَشَيْبَة بن ربيعَة، والوليد بن عتبَة، وَأُميَّة بن خلف، وَعقبَة بن أبي معيط " وَذكر السَّابِع وَلم أحفظه، قَالَ: فوالذي بعث مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ لقد رَأَيْت الَّذين سمى صرعى، ثمَّ سحبوا إِلَى القليب - قليب بدر. وَفِي رِوَايَة: فَأشْهد بِاللَّه لقد رَأَيْتهمْ صرعى، قد غيرتهم الشَّمْس، وَكَانَ يَوْمًا حاراً.
وَفِي رِوَايَة أخرجهَا البرقاني ذكر السَّابِع وَهُوَ عمَارَة بن الْوَلِيد. وَقَالَ بعض الروَاة: الْوَلِيد بن عتبَة غلطٌ فِي هَذَا الحَدِيث.
249 -
الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: دخل النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَكَّة يَوْم الْفَتْح، وحول الْكَعْبَة ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ نصبا، فَجعل يطعنها بعودٍ كَانَ فِي يَده يَقُول:" جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل إِن الْبَاطِل كَانَ زهوقاً، جَاءَ الْحق، وَمَا يبدئ الْبَاطِل وَمَا يُعِيد ".
250 -
السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن أبي معمر عَنهُ: قَوْله عز وجل: (أُولَئِكَ الَّذين
يدعونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبهم الْوَسِيلَة} [سُورَة الْإِسْرَاء]، قَالَ: كَانَ نفرٌ من الْإِنْس يعْبدُونَ نَفرا من الْجِنّ، فَأسلم النَّفر من الْجِنّ، واستمسك الْآخرُونَ بعبادتهم، فَنزلت:{أُولَئِكَ الَّذين يدعونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبهم الْوَسِيلَة} .
وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن عَمه عبد الله نَحوه.
251 -
السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي معمر عَن عبد الله قَالَ: عَلمنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم التَّشَهُّد، كفي بَين كفيه، كَمَا يعلمني السُّورَة من الْقُرْآن:" التَّحِيَّات لله، والصلوات والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته. السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين. أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله ".
وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من رِوَايَة شَقِيق بن سَلمَة عَن عبد الله:
أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِذا قعد أحدكُم فِي الصَّلَاة فَلْيقل: التَّحِيَّات لله
…
" وَذكره، وَزَاد عِنْد ذكر " عباد الله الصَّالِحين " " فَإِنَّكُم إِذا فَعلْتُمْ ذَلِك فقد سلمتم على كل عبدٍ لله صالحٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْض " وَفِي آخِره: " ثمَّ يتَخَيَّر من الْمَسْأَلَة مَا شَاءَ ".
252 -
الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن أبي معمر عَن ابْن مَسْعُود، حَدِيث انْشِقَاق الْقَمَر، بِأَلْفَاظ مُتَقَارِبَة الْمعَانِي، وَمِنْهَا أَنه قَالَ:
انْشَقَّ الْقَمَر على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بشقتين، فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] :" اشْهَدُوا " وَفِي أُخْرَى: وَنحن مَعَه فَقَالَ: " اشْهَدُوا، اشْهَدُوا ". وَمِنْهَا أَنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحن مَعَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] بمنى، إِذْ انْفَلق الْقَمَر فلقَتَيْنِ، فلقَة وَرَاء الْجَبَل، وَفلقَة دونه، فَقَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" اشْهَدُوا ".
وَفِي أَفْرَاد البُخَارِيّ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو الضُّحَى عَن مَسْرُوق عَن عبد الله: بِمَكَّة وَفِي الصَّحِيح أَيْضا الرِّوَايَات بانشقاق الْقَمَر عَن ابْن عمر، وَعَن ابْن عَبَّاس، وَعَن أنس بن مَالك.
253 -
التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي معمر عَن عبد الله قَالَ: اجْتمع عِنْد الْبَيْت ثَلَاثَة نفرٍ: ثقفيان وقرشي، أَو قرشيان، وثقفي، كثيرٌ شَحم بطونهم، قليلٌ فقه قُلُوبهم، فَقَالَ أحدهم: أَتَرَوْنَ أَن الله يسمع مَا نقُول؟ فَقَالَ الآخر: يسمع إِن جهرنا وَلَا يسمع إِن أخفينا. وَقَالَ الآخر: إِن كَانَ يسمع إِذا جهرنا فَهُوَ يسمع إِذا أخفينا. فَأنْزل الله عز وجل: {وَمَا كُنْتُم تستترون أَن يشْهد عَلَيْكُم سمعكم وَلَا أبصاركم} [سُورَة فصلت] .
وَفِي أَفْرَاد مُسلم من رِوَايَة وهب بن ربيعَة عَن عبد الله نَحوه.
254 -
الثَّلَاثُونَ: عَن الْحَارِث بن سُوَيْد عَن عبد الله قَالَ: دخلت على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يوعك، فمسسته بيَدي فَقلت: إِنَّك لتوعك وعكا شَدِيدا. قَالَ: " أجل، أوعك كَمَا يوعك رجلَانِ مِنْكُم ". فَقلت: ذَلِك أَن لَك أَجْرَيْنِ. قَالَ: " أجل، مَا من مُسلم يُصِيبهُ أَذَى من مرضٍ فَمَا سواهُ إِلَّا حط الله بِهِ سيئاته كَمَا تحط الشَّجَرَة وَرقهَا ".
255 -
الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن الْحَارِث بن سُوَيْد قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن مَسْعُود حديثين: أَحدهمَا عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَالْآخر عَن نَفسه: قَالَ: إِن الْمُؤمن يرى ذنُوبه كَأَنَّهُ قاعدٌ تَحت جبلٍ يخَاف أَن يَقع عَلَيْهِ، وَإِن الْفَاجِر يرى ذنُوبه كذبابٍ مر على أَنفه، فَقَالَ بِهِ هَكَذَا - أَي بِيَدِهِ - فذبه عَنهُ.
ثمَّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول:
لله أفرح بتوبة عَبده الْمُؤمن من رجلٍ نزل فِي أرضٍ دوية مهلكة، مَعَه رَاحِلَته عَلَيْهَا طَعَامه وَشَرَابه، فَوضع رَأسه فَنَامَ نومَة، فَاسْتَيْقَظَ وَقد ذهبت رَاحِلَته، فطلبها حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحر والعطش أَو مَا شَاءَ الله، قَالَ: أرجع إِلَى مَكَاني الَّذِي كنت فِيهِ فأنام حَتَّى أَمُوت، فَوضع رَأسه على ساعده ليَمُوت، فَاسْتَيْقَظَ فَإِذا رَاحِلَته عِنْده عَلَيْهَا زَاده وَشَرَابه، فَالله أَشد فَرحا بتوبة العَبْد الْمُؤمن من هَذَا براحلته وزاده ".
وَأخرج مُسلم مِنْهُ الْمسند فَقَط
256 -
الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَيْنِ: رجل آتَاهُ الله مَالا فَسَلَّطَهُ على هَلَكته فِي الْحق، وَرجل آتَاهُ الله حِكْمَة، فَهُوَ يقْضِي بهَا وَيعلمهَا ".
257 -
الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن قيس عَنهُ قَالَ: كُنَّا نغزو مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَيْسَ مَعنا نساءٌ، فَقُلْنَا: أَلا نستخصي؟ فنهانا عَن ذَلِك، ثمَّ رخص لنا أَن ننكح الْمَرْأَة بِالثَّوْبِ إِلَى أجلٍ، ثمَّ قَرَأَ عبد الله:{يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تحرموا طَيّبَات مَا أحل الله لكم} الْآيَة [سُورَة الْمَائِدَة] .
258 -
الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن زر بن حُبَيْش فِي قَوْله عز وجل: {فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى} [سُورَة النَّجْم]، وَفِي قَوْله:{مَا كذب الفؤا د مَا رأى} [سُورَة النَّجْم]، وَفِي قَوْله:{لقد رأى من آيَات ربه الْكُبْرَى} [سُورَة النَّجْم]، قَالَ عَنْهَا كلهَا: إِن ابْن مَسْعُود قَالَ: رأى جِبْرِيل عليه السلام، لَهُ سِتّمائَة جناحٍ. زَاد فِي قَوْله تَعَالَى:{لقد رأى من آيَات ربه الْكُبْرَى} رأى جِبْرِيل فِي صورته. كَذَا عِنْد مُسلم.
وَعند البُخَارِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى فَأوحى إِلَى عَبده مَا أوحى} [سُورَة النَّجْم]، أَن ابْن مَسْعُود قَالَ: رأى جِبْرِيل لَهُ سِتّمائَة جنَاح.
وَلم يذكر فِي سَائِر الْآيَات هَذَا، وَلَا ذكر فِيهَا غير مَا أوردنا.
قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف فِي حَدِيث عبد الْوَاحِد: {وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى} [سُورَة النَّجْم]، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْت جِبْرِيل فِي صورته، لَهُ سِتّمائَة جناحٍ ". وَلَيْسَ ذَلِك فِيمَا رَأَيْنَاهُ من النّسخ، وَلَا ذكره البرقاني فِيمَا أخرجه على الْكِتَابَيْنِ. وَالله أعلم.
وَإِنَّمَا فِي حَدِيث عبد الْوَاحِد عِنْد البُخَارِيّ فِي قَوْله: {فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى فَأوحى إِلَى عَبده مَا أوحى} قَالَ: حَدثنَا ابْن مَسْعُود أَنه رأى جِبْرِيل لَهُ سِتّمائَة جنَاح.
259 -
الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن زيد بن وهب الْجُهَنِيّ عَن ابْن مَسْعُود: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّهَا سَتَكُون بعدِي أَثَرَة وأمورٌ تنكرونها " قَالُوا: يَا رَسُول الله، فَمَا تَأْمُرنَا؟ قَالَ:" تؤدون الْحق الَّذِي عَلَيْكُم، وتسألون الله الَّذِي لكم ".
260 -
السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَنهُ عَن عبد الله قَالَ: حَدثنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِق المصدوق -: " إِن خلق أحدكُم يجمع فِي بطن أمه أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثمَّ يكون علقَة مثل ذَلِك، ثمَّ يكون مُضْغَة مثل ذَلِك، ثمَّ يبْعَث الله إِلَيْهِ ملكا بِأَرْبَع كَلِمَات: يكْتب رزقه وأجله وَعَمله وشقيٌّ أَو سعيد، ثمَّ تنفخ فِيهِ الرّوح، فوالذي لَا إِلَه غَيره، إِن أحدكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل الْجنَّة حَتَّى مَا يكون بَينه وَبَينهَا إِلَّا ذراعٌ،
فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب فَيعْمل بِعَمَل أهل النَّار فيدخلها، وَإِن أحدكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل النا ر حَتَّى مَا يكون بَينه وَبَينهَا إِلَّا ذراعٌ، فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب، فَيعْمل بِعَمَل أهل الْجنَّة فيدخلها ".
261 -
السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عُبَيْدَة السَّلمَانِي عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " خير النَّاس قَرْني، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ، ثمَّ يَجِيء قومٌ تسبق شَهَادَة أحدهم يَمِينه، وَيَمِينه شَهَادَته ".
262 -
الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن عُبَيْدَة عَنهُ قَالَ: قَالَ لي النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " اقْرَأ عَليّ الْقُرْآن " فَقلت: يَا رَسُول الله، أَقرَأ عَلَيْك وَعَلَيْك أنزل؟ قَالَ:" إِنِّي أحب أَن أسمعهُ من غَيْرِي ". قَالَ: فَقَرَأت عَلَيْهِ سُورَة النِّسَاء حَتَّى جِئْت إِلَى هَذِه الْآيَة: {فَكيف إِذا جِئْنَا من كل أمة بِشَهِيد وَجِئْنَا بك على هَؤُلَاءِ شَهِيدا} [سُورَة النِّسَاء] قَالَ: " حَسبك الْآن "، فَالْتَفت إِلَيْهِ، فَإِذا عَيناهُ تَذْرِفَانِ.
زَاد فِي أَفْرَاد مُسلم عَن عَمْرو بن حُرَيْث عَن ابْن مَسْعُود:
قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم " شهيدٌ مَا دمت فيهم - أَو مَا كنت فيهم " شكّ مسعر.
263 -
التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عُبَيْدَة عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لأعْلم آخر أهل النَّار خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخر أهل الْجنَّة دُخُولا الْجنَّة: رجلٌ يخرج من النَّار حبواً، فَيَقُول الله عز وجل لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجنَّة، فيأتيها فيخيل إِلَيْهِ
أَنَّهَا ملأى، فَيرجع فَيَقُول: يَا رب، وَجدتهَا ملأى، فَيَقُول الله عز وجل لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجنَّة، قَالَ: فيأتيها فيخيل إِلَيْهِ أَنَّهَا ملأى، فَيرجع فَيَقُول: يَا رب، وَجدتهَا ملأى، فَيَقُول الله عز وجل: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجنَّة، فَإِن لَك مثل الدُّنْيَا وَعشرَة أَمْثَالهَا، أَو إِن لَك عشرَة أَمْثَال الدُّنْيَا، فَيَقُول: أَتسخر بِي؟ أَو: أتضحك بِي، وَأَنت الْملك؟ " قَالَ: فَلَقَد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه. وَكَانَ يُقَال: " ذَلِك أدنى أهل الْجنَّة منزلَة ".
وَفِي أَفْرَاد مُسلم حَدِيث طَوِيل عَن أنس بن مَالك عَن ابْن مَسْعُود فِي آخر من يدْخل الْجنَّة، بِأَلْفَاظ متباعدة من أَلْفَاظ هَذَا الحَدِيث، أوردناه لذَلِك هُنَالك بِطُولِهِ.
264 -
الْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو بن شُرَحْبِيل عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: أَي الذَّنب أعظم؟ قَالَ: " أَن تجْعَل لله ندا وَهُوَ خلقك " قَالَ: قلت: إِن ذَلِك لعَظيم. قلت: ثمَّ أَي؟ قَالَ: " أَن تقتل ولدك مَخَافَة أَن يطعم مَعَك ".
قلت: ثمَّ أَي؟ قَالَ: " ثمَّ أَن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك ".
265 -
الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ - واسْمه سعد بن إِيَاس - قَالَ: حَدثنِي صَاحب هَذَا الدَّار - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى دَار عبد الله - قَالَ: سَأَلت النَّبِي صلى الله عليه وسلم: أَي الْعَمَل أحب إِلَى الله؟ قَالَ: " الصَّلَاة على وَقتهَا " قلت: ثمَّ أَي؟ قَالَ: " بر الْوَالِدين ". قلت: ثمَّ أَي؟ قَالَ: " الْجِهَاد فِي سَبِيل الله ". قَالَ: حَدثنِي بِهن، وَلَو استزدته لزادني.
266 -
الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنهُ: أَن رجلا أصَاب من امرأةٍ قبْلَة، فَأتى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَذكر لَهُ، فَنزلت:{وأقم الصَّلَاة طرفِي النَّهَار وَزلفًا من اللَّيْل} [سُورَة هود]، فَقَالَ الرجل: يَا رَسُول الله، أَلِي هَذِه؟ قَالَ:" لمن عمل بهَا من أمتِي ".
وَفِي أَفْرَاد مُسلم نَحوه، وَفِيه زِيَادَة أَلْفَاظ لَهَا معنى: وَهُوَ عَن عَلْقَمَة وَالْأسود عَن عبد االله قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي عَالَجت امْرَأَة فِي أقْصَى الْمَدِينَة، وَإِنِّي أصبت مِنْهَا مَا دون أَن أَمسهَا، فَأَنا هَذَا فَاقْض فِي مَا شِئْت. فَقَالَ لَهُ عمر: لقد سترك الله لَو سترت على نَفسك. قَالَ: وَلم يرد النَّبِي صلى الله عليه وسلم شَيْئا، فَقَامَ الرجل فَانْطَلق، فَأتبعهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم رجلا فَدَعَاهُ، وتلا عَلَيْهِ هَذِه الْآيَة:{وأقم الصَّلَاة طرفِي النَّهَار وَزلفًا من اللَّيْل إِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات ذَلِك ذكرى لِلذَّاكِرِينَ} فَقَالَ رجل من الْقَوْم: يَا نَبِي الله، هَذَا لَهُ خَاصَّة؟ قَالَ:" بل للنَّاس كَافَّة ".
267 -
الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ، عَن ابْن مَسْعُود: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا يمنعن أحدكُم أَذَان بلالٍ من سحوره، فَإِنَّهُ يُؤذن - أَو قَالَ يُنَادي - بلَيْل، ليرْجع قائمكم، ويوقظ نائمكم، وَلَيْسَ الْفجْر أَن يَقُول هَكَذَا " وَجمع بعض الروَاة كفيه - حَتَّى يَقُول هَكَذَا - وَمد إصبعيه السبابتين. وَفِي رِوَايَة جرير: هُوَ الْمُعْتَرض وَلَيْسَ بالمستطيل.
268 -
الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عُثْمَان قَالَ: قَالَ عبد الله: من اشْترى
محفلة فَردهَا فليرد مَعهَا صَاعا. فِي بعض الرِّوَايَات عِنْد البرقاني: من تمر. وَلم يذكرهُ البُخَارِيّ. قَالَ: وَنهى النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن تلقي الْبيُوع.
اجْتمع فِي هَذَا الحَدِيث حكمان: فَحكم المحفلة من قَول عبد الله، والتلقي مُسْند، وَلم يخرج مِنْهُ مسلمٌ إِلَّا الْمسند فِي التلقي فَقَط.
269 -
الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي وَائِل، شَقِيق بن سَلمَة عَن عبد الله، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا كُنْتُم ثَلَاثَة فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون الآخر حَتَّى تختلطوا بِالنَّاسِ، من أجل أَن يحزنهُ. وَلَا تباشر الْمَرْأَة الْمَرْأَة فتصفها لزَوجهَا كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهَا ".
270 -
السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " سباب الْمُسلم فسوق، وقتاله كفر ".
271 -
السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لَا أحدٌ أغير من الله، وَلذَلِك حرم الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن، وَلَا أحدٌ أحب إِلَيْهِ الْمَدْح من الله، وَلذَلِك مدح نَفسه ".
وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد نَحوه عَن ابْن مَسْعُود، وَلم يذكر:
مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن " وَزَاد: " وَلَيْسَ أحدٌ أحب إِلَيْهِ الْعذر من الله، من أجل ذَلِك أنزل الْكتاب وَأرْسل الرُّسُل ".
272 -
الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق بن سَلمَة قَالَ: جَاءَ رجلٌ يُقَال لَهُ نهيك ابْن سِنَان إِلَى عبد الله فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، كَيفَ تقْرَأ هَذَا الْحَرْف: ألفا تَجدهُ أم يَاء؟ {من مَاء غير آسن} [سُورَة مُحَمَّد]، أَو (من مَاء غير ياسنٍ) فَقَالَ لَهُ عبد الله: أَو كل الْقُرْآن قد أحصيت غير هَذَا؟ قَالَ: إِنِّي لأقرأ الْمفصل فِي رَكْعَة.
فَقَالَ عبد الله: هَذَا كهذ الشّعْر، إِن أَقْوَامًا يقرءُون الْقُرْآن لَا يُجَاوز تراقيهم، وَلَكِن إِذا وَقع فِي الْقلب فَرسَخ فِيهِ نفع. إِن أفضل الصَّلَاة الرُّكُوع وَالسُّجُود. إِنِّي لأعْلم النَّظَائِر الَّتِي كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بَينهُنَّ، سورتين فِي كل رَكْعَة. ثمَّ قَامَ عبد الله، فَدخل عَلْقَمَة فِي إثره، فَقُلْنَا لَهُ: سَله عَن النَّظَائِر الَّتِي كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقْرَأ بهَا فِي كل رَكْعَة، فَدخل عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ، ثمَّ خرج علينا فَقَالَ: عشرُون سُورَة من أول الْمفصل على تأليف عبد الله، آخِرهنَّ من الحواميم (حم الدُّخان) و (عَم يتساءلون) .
273 -
التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق قَالَ: خَطَبنَا عبد الله فَقَالَ: على قِرَاءَة من تأمروني أَن أَقرَأ؟ وَالله لقد أخذت من فِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَعند مُسلم فِيهِ: فَلَقَد قَرَأت على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وَسبعين سُورَة. وَلَقَد علم أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنِّي من أعلمهم بِكِتَاب الله، وَمَا أَنا بخيرهم، وَلَو أعلم أَن أحدا أعلم مني لرحلت إِلَيْهِ.
قَالَ شَقِيق: فَجَلَست فِي حلق أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، فَمَا سَمِعت أحدا يرد ذَلِك عَلَيْهِ وَلَا يعِيبهُ.
وَفِي أول حَدِيث عَبدة: {وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقِيَامَة} [سُورَة آل عمرَان] .
274 -
الْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " بئْسَمَا لأَحَدهم أَن يَقُول: نسيت آيَة كَيْت وَكَيْت، بل هُوَ نسي، واستذكروا الْقُرْآن؛ فَإِنَّهُ أَشد تفصياً من صُدُور الرِّجَال من النعم من عقله ".
وَفِي رِوَايَة يحيى بن يحيى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
لَا يقل أحدكُم نسيت آيَة كَذَا وَكَذَا بل هُوَ نسي ".
275 -
الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي وَائِل عَن عبد الله قَالَ: ذكر عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ نَام لَيْلَة حَتَّى أصبح، وَفِي رِوَايَة: مَا زَالَ نَائِما حَتَّى أصبح، فَقَالَ:" ذَاك رجلٌ بَال الشَّيْطَان فِي أُذُنَيْهِ ". أَو قَالَ: " فِي أُذُنه ".
276 -
الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ": أَنا فَرَطكُمْ على الْحَوْض، وليرفعن إِلَيّ رجالٌ مِنْكُم حَتَّى إِذا أهويت إِلَيْهِم لأناولهم اختلجوا دوني، فَأَقُول: أَي رب، أَصْحَابِي، فَيُقَال: إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك ".
277 -
الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق عَنهُ قَالَ: قَالَ رجل: يَا رَسُول الله، أنؤاخذ بِمَا عَملنَا فِي الْجَاهِلِيَّة؟ فَقَالَ:" أما من أحسن فِي الْإِسْلَام فَلَا يُؤَاخذ بِمَا عمل فِي الْجَاهِلِيَّة، وَمن أَسَاءَ فِي الْإِسْلَام أَخذ بِالْأولِ وَالْآخر ".
278 -
الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق قَالَ: كَانَ عبد الله يذكر النَّاس فِي كل خَمِيس، فَقَالَ لَهُ رجل: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن لَوَدِدْت أَنَّك ذكرتنا كل يَوْم. قَالَ: أما إِنَّه ليمنعني من ذَلِك أَنِّي أكره أَن أَملكُم، وَإِنِّي أتخولكم بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَتَخَوَّلنَا بهَا مَخَافَة السَّآمَة علينا.
279 -
الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله قَالَ: " لما كَانَ يَوْم حنينٍ آثر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نَاسا فِي الْقِسْمَة، فَأعْطى الْأَقْرَع بن حَابِس مائَة من الْإِبِل، وَأعْطى عُيَيْنَة بن حصن مثل ذَلِك، وَأعْطى نَاسا من أَشْرَاف الْعَرَب وآثرهم يومئذٍ فِي الْقِسْمَة، فَقَالَ رجل: وَالله، إِن هَذِه لقسمةٌ مَا عدل فِيهَا، وَمَا أُرِيد فِيهَا وَجه الله.
قَالَ: فَقلت: وَالله لأخبرن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَأَتَيْته فَأَخْبَرته بِمَا قَالَ، فَتغير وَجهه حَتَّى كَانَ كالصرف، ثمَّ قَالَ:" فَمن يعدل إِذا لم يعدل الله وَرَسُوله؟ " ثمَّ قَالَ: " يرحم الله مُوسَى، قد أوذي بِأَكْثَرَ من هَذَا فَصَبر " قَالَ: فَقلت: لَا جرم، لَا أرفع إِلَيْهِ بعْدهَا حَدِيثا.
280 -
السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله قَالَ: صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَيْلَة فَأطَال حَتَّى هَمَمْت بِأَمْر سوءٍ. قيل: وَمَا هَمَمْت؟ قَالَ: هَمَمْت أَن أَجْلِس وأدعه.
281 -
السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَنهُ عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من مَاتَ يُشْرك بِاللَّه دخل النَّار " وَقلت: وَمن مَاتَ لَا يُشْرك بِاللَّه دخل الْجنَّة.
وَفِي رِوَايَة وَكِيع وَابْن نمير لمُسلم بِالْعَكْسِ: أَن رَسُول الله قَالَ: " من مَاتَ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل الْجنَّة " قَالَ: وَقلت أَنا: من مَاتَ يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل النَّار.
وَفِي حَدِيث عبد الْوَاحِد للْبُخَارِيّ:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كلمة وَقلت أُخْرَى، قَالَ:" من مَاتَ يَجْعَل لله ندا دخل النَّار " وَقلت: من مَاتَ لَا يَجْعَل لله ندا دخل الْجنَّة.
282 -
الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: كَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَحْكِي نَبيا من الْأَنْبِيَاء ضربه قومه فأدموه وَهُوَ يمسح الدَّم عَن وَجهه وَيَقُول: " اللَّهُمَّ اغْفِر لقومي، فَإِنَّهُم لَا يعلمُونَ ".
283 -
التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَنهُ عَن عبد الله قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: فَقَالَ: كَيفَ ترى فِي رجل أحب قوما وَلما يلْحق بهم؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " الْمَرْء مَعَ من أحب ".
284 -
السِّتُّونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " أول مَا يقْضى بَين النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فِي الدِّمَاء ".
285 -
الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن أبي وَائِل عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لكل غادرٍ لواءٌ يَوْم الْقِيَامَة، يُقَال: هَذِه غدرة فلَان ".
وَعَن ثَابت عَن أنس نَحوه مُسْندًا.
286 -
الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن أبي وَائِل قَالَ: كنت جَالِسا مَعَ ابْن مَسْعُود وَأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ، فَقَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن بَين يَدي السَّاعَة أَيَّامًا ينزل فِيهَا الْجَهْل، وَيرْفَع فِيهَا الْعلم، وَيكثر فِيهَا الْهَرج، والهرج: الْقَتْل ".
وَفِي أَفْرَاد البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ عَن أبي وَائِل عَن الْأَشْعَرِيّ: أَنه قَالَ لعبد الله: أتعلم الْأَيَّام الَّتِي ذكر فِيهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَيَّام الْهَرج؟ . فَذكر نَحوه.
وَقَالَ ابْن مَسْعُود:
سَمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول: " من شرار النَّاس من تُدْرِكهُمْ السَّاعَة وهم أَحيَاء ".
وَفِي أَفْرَاد مُسلم معنى هَذَا عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله، قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " لَا تقوم السَّاعَة إِلَّا على شرار النَّاس ".
287 -
الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن أبي وَائِل عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن الصدْق يهدي إِلَى الْبر، وَإِن الْبر يهدي إِلَى الْجنَّة، وَإِن الرجل ليصدق حَتَّى يكْتب صديقا. وَإِن الْبر يهدي إِلَى الْفُجُور، وَإِن الْفُجُور يهدي إِلَى النَّار، وَإِن الرجل ليكذب حَتَّى يكْتب عِنْد الله كذابا ".