الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقد أخرج مسلمٌ الطّرف الَّذِي فِي أَوله فِي " فضل الْأَنْصَار " من حَدِيث النَّضر عَن أنس عَن زيد بن أَرقم قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
اللَّهُمَّ اغْفِر للْأَنْصَار، ولأبناء الْأَنْصَار، ولأبناء أَبنَاء الْأَنْصَار ". هَكَذَا قَالَ وَلم يشك. فَهَذَا الطّرف مُتَّفق عَلَيْهِ من ترجمتين. وَبَاقِي الْخَبَر فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَلم يُنَبه عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُود، وَلَا ذكره لمُسلم فِي تَرْجَمَة النَّضر عَن أنس عَن زيد بن أَرقم فِيمَا عندنَا من نسخ كِتَابه.
835 -
الثَّانِي: عَن أبي حَمْزَة طَلْحَة بن يزِيد مولى قرظة بن كَعْب عَن زيد بن أَرقم قَالَ: قَالَت الْأَنْصَار: يَا رَسُول الله، لكل نبيٍّ أتباعٌ، وَإِنَّا قد اتَّبَعْنَاك، فَادع الله أَن يَجْعَل أتباعنا منا. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" اللَّهُمَّ اجْعَل أتباعهم مِنْهُم " قَالَ عَمْرو بن مرّة: فَذَكرته لِابْنِ أبي ليلى، قَالَ: قد زعم ذَلِك زيد.
أَفْرَاد مُسلم
836 -
الحَدِيث الأول: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ: كَانَ زيدٌ يكبر على جنائزنا أَرْبعا، وَإنَّهُ كبر على جَنَازَة خمْسا، فَسَأَلته، فَقَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يكبرها.
837 -
الثَّانِي: عَن طَاوس قَالَ: قدم زيد بن أَرقم فَقَالَ لَهُ عبد الله بن عَبَّاس يستذكره: كَيفَ أَخْبَرتنِي عَن لحم صيد أهدي إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ حرَام؟ قَالَ: أهدي لَهُ عضوٌ من لحم صيدٍ، فَرده وَقَالَ:" إِنَّا لَا نأكله، إِنَّا حرم " وَفِي رِوَايَة البرقاني قَالَ طَاوس: سَمِعت ابْن عَبَّاس يسْأَل زيد بن أَرقم
…
وَلَيْسَ فِي الصَّحِيح لطاوسٍ عَن زيد بن أَرقم غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد، وَلَا لمُسلم فِيهِ غير إِسْنَاد وَاحِد.
838 -
الثَّالِث: عَن الْقَاسِم بن عَوْف الشَّيْبَانِيّ: أَن زيد بن أَرقم رأى قوما يصلونَ من الضُّحَى فَقَالَ: لقد علمُوا أَن الصَّلَاة فِي غير هَذِه السَّاعَة أفضل، إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِن صَلَاة الْأَوَّابِينَ حِين ترمض الفصال ".
وَفِي حَدِيث هِشَام بن أبي عبد الله:
أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أهل قباءٍ وهم يصلونَ فَقَالَ: " صَلَاة الْأَوَّابِينَ إِذا رمضت الفصال "، وَقَالَ أَبُو مَسْعُود فِيهِ: إِن زيدا رأى قوما يصلونَ فِي مَسْجِد قبَاء الضُّحَى، فَقَالَ: لقد علمُوا. . وَهَذَا خلاف مَا فِي كتاب مُسلم.
وَلَيْسَ للقاسم بن عَوْف عَن زيد فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.
839 -
الرَّابِع: عَن نضر بن أنس عَن زيد بن أَرقم قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم " اللَّهُمَّ اغْفِر للْأَنْصَار، ولأبناء أَبنَاء الْأَنْصَار، ولأبناء الْأَنْصَار ".
ذكره مُسلم فِي " الْفَضَائِل " وأغفله أَبُو مَسْعُود، فَلم يذكرهُ فِيمَا عندنَا من كِتَابه.
840 -
الْخَامِس: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ وَعبد الله بن الْحَارِث عَن زيد بن أَرقم قَالَ: لَا أَقُول لكم كَمَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول. قَالَ: كَانَ يَقُول: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْعَجز والكسل، والجبن، وَالْبخل، والهرم، وَعَذَاب الْقَبْر. اللَّهُمَّ آتٍ نَفسِي تقواها، وزكها أَنْت خير من زكاها، أَنْت وَليهَا ومولاها. اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من علمٍ لَا ينفع، وَمن قلبٍ لَا يخشع، وَمن نفسٍ لَا تشبع، وَمن دَعْوَة لَا يُسْتَجَاب لَهَا ".
وَلَيْسَ لَهما فِي الصَّحِيح عَن زيد غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد.
841 -
السَّادِس: عَن يزِيد بن حَيَّان قَالَ: انْطَلَقت أَنا وحصين بن سُبْرَة وَعمر ابْن مُسلم إِلَى زيد بن أَرقم. فَلَمَّا جلسنا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْن: لقد لقِيت يَا زيد خيرا كثيرا: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَسمعت حَدِيثه، وغزوت مَعَه، وَصليت خَلفه، لقد لقِيت يَا زيد خيرا كثيرا. حَدثنَا يَا زيد مَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: يَا ابْن أخي، وَالله لقد كَبرت سني، وَقدم عهدي، ونسيت بعض الَّذِي كنت أعي من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَمَا حدثتكم فاقبلوا، ومالا فَلَا تكلفونيه. ثمَّ قَالَ:
قَامَ رَسُول الله فِينَا خَطِيبًا بِمَاء يدعى فَمَا بَين مَكَّة وَالْمَدينَة، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وَوعظ وَذكر، ثمَّ قَالَ:" أما بعد، أَلا أَيهَا النَّاس، فَإِنَّمَا أَنا بشرٌ، يُوشك أَن يأتى رَسُول رَبِّي فَأُجِيب، وَأَنا تاركٌ فِيكُم ثقلين: أولهماكتاب الله، فِيهِ الْهدى والنور، فَخُذُوا بِكِتَاب الله واستمسكوا بِهِ. " فَحَث على كتاب الله وَرغب فِيهِ، ثمَّ قَالَ:" وَأهل بَيْتِي، أذكركم الله فِي أهل بَيْتِي، أذكركم الله فِي أهل بَيْتِي. " فَقَالَ لَهُ حُصَيْن: وَمن أهل بَيته يَا زيد؟ أَلَيْسَ نساؤه من أهل بَيته؟ قَالَ: نساؤه من أهل بَيته، وَلَكِن أهل بَيته من حرم الصَّدَقَة بعده. قَالَ: وَمن هم؟ قَالَ: هم آل عَليّ، وَآل عقيل، وَآل جَعْفَر، وَآل عَبَّاس. قَالَ: كل هَؤُلَاءِ حرم الصَّدَقَة؟ قَالَ: نعم.
زَاد فِي حَدِيث جرير: " كتاب الله، فِيهِ الْهدى والنور، من استمسك بِهِ وَأخذ بِهِ كَانَ على الْهدى، وَمن أخطأه ضل ".
وَفِي حَدِيث سعيد بن مَسْرُوق عَن يزِيد بن حَيَّان نَحوه، غير أَنه قَالَ:
أَلا وَإِنِّي تَارِك فِيكُم ثقلين، أَحدهمَا كتاب الله، هُوَ حبلٌ من اتبعهُ كَانَ على الْهدى، وَمن تَركه كَانَ على ضَلَالَة " وَفِيه: فَقُلْنَا: من أهل بَيته، نساؤه؟ قَالَ: لَا وَايْم الله إِن الْمَرْأَة تكون مَعَ الرجل الْعَصْر من الدَّهْر ثمَّ يطلقهَا فترجع إِلَى أَبِيهَا وقومها. أهل بَيته أَصله وعصبته، الَّذين حرمُوا الصَّدَقَة بعده.