الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
866 -
الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن سعد بن عُبَيْدَة عَن الْبَراء بن عَازِب عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْمُسلم إِذا سُئِلَ فِي الْقَبْر يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، فَذَلِك قَوْله:{يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت} [إِبْرَاهِيم] .
فِي حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة: {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت} نزلت فِي عَذَاب الْقَبْر، يُقَال لَهُ: من رَبك؟ فَيَقُول: رَبِّي الله. ونبيي مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث خَيْثَمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن الْبَراء، فِي قَوْله:{يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت} الْآيَة، نزلت فِي عَذَاب الْقَبْر.
حكى أَبُو مَسْعُود حَدِيث سعد بن عُبَيْدَة بِلَفْظ آخر، وَلم أجد ذَلِك كَذَلِك فِي الْكِتَابَيْنِ.
أَفْرَاد البُخَارِيّ
867 -
الحَدِيث الأول: عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن الْبَراء قَالَ: كَانَ أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا كَانَ الرجل صَائِما، فَحَضَرَ الْإِفْطَار، فَنَامَ قبل ان يفْطر، لم يَأْكُل ليلته وَلَا يَوْمه حَتَّى يُمْسِي. وَأَن قيس بن صرمة الْأنْصَارِيّ كَانَ صَائِما، فَلَمَّا حضر الْإِفْطَار أَتَى امْرَأَته فَقَالَ: أعندك طعامٌ؟ قَالَت: لَا، وَلَكِن أَنطلق فأطلب لَك، وَكَانَ يَوْمه يعْمل، فغلبته عينه، فَجَاءَت امْرَأَته، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَت: خيبة لَك، فَلَمَّا انتصف النَّهَار غشي عَلَيْهِ، فَذكر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَنزلت هَذِه الْآيَة:{أحل لكم لَيْلَة الصّيام الرَّفَث إِلَى نِسَائِكُم} [الْبَقَرَة] ففرجوا بهَا فَرحا شَدِيدا. وَنزلت: {وكلوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود} [الْبَقَرَة] .
868 -
الثَّانِي: عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: سَمِعت الْبَراء يَقُول: لما نزل صَوْم رَمَضَان كَانُوا لَا يقربون النِّسَاء رَمَضَان كُله، وَكَانَ رجال يخونون أنفسهم، فَأنْزل الله تَعَالَى:{علم الله أَنكُمْ كُنْتُم تختانون أَنفسكُم فَتَابَ عَلَيْكُم وَعَفا عَنْكُم} الْآيَة [الْبَقَرَة] .
869 -
الثَّالِث: فِي قتل أبي رَافع عبد الله - وَقيل سَلام - بن أبي الْحقيق: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى أبي رَافع الْيَهُودِيّ رجَالًا من الْأَنْصَار، وَأمر عَلَيْهِم عبد الله بن عتِيك. وَكَانَ أَبُو رَافع يُؤْذِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم ويعين عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي حصن لَهُ بِأَرْض الْحجاز، فَلَمَّا دنوا مِنْهُ - وَقد غربت الشَّمْس، وَرَاح النَّاس بسرحهم قَالَ عبد الله لأَصْحَابه: اجلسوا مَكَانكُمْ، فَإِنِّي منطلقٌ ومتلطف للبواب، لعَلي أَدخل، فَأقبل حَتَّى دنا من الْبَاب، ثمَّ تقنع بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ يقْضِي حَاجَة، وَقد دخل النَّاس، فَهَتَفَ بِهِ البواب: يَا عبد الله، إِن كنت تُرِيدُ أَن تدخل فَادْخُلْ، فَإِنِّي أُرِيد أَن أغلق الْبَاب. قَالَ: فَدخلت فَكَمَنْت، فَلَمَّا دخل النَّاس أغلق الْبَاب، ثمَّ علق الأغاليق على ود، قَالَ: فَقُمْت إِلَى الأغاليق فأخدتها، ففتحت الْبَاب، وَكَانَ أَبُو رَافع يسمر عِنْده، وَكَانَ فِي علالي لَهُ، فَلَمَّا ذهب عَنهُ أهل سمره صعدت إِلَيْهِ، فَجعلت كلما فتحت بَابا أغلقت عَليّ من دَاخل. قلت: إِن الْقَوْم نذروا بِي، لم يخلصوا إِلَيّ حَتَّى أَقتلهُ. فانتهيت إِلَيْهِ، فَإِذا هُوَ فِي بَيت مظلم وسط عِيَاله، لَا ادري أَيْن هُوَ من الْبَيْت فَقلت: أَبَا رَافع.
قَالَ: من هَذَا؟ فَأَهْوَيْت نَحْو الصَّوْت فأضربه ضَرْبَة بِالسَّيْفِ وَأَنا دهشٌ، فَمَا أغنت شَيْئا، وَصَاح، فَخرجت من الْبَيْت، فأمكث غير بعيد، ثمَّ دخلت إِلَيْهِ
فَقلت: مَا هَذَا الصَّوْت يَا أَبَا رَافع؟ قَالَ: لأمك الويل، إِن رجلا فِي الْبَيْت ضَرَبَنِي قبل بِالسَّيْفِ. فأضربه ضَرْبَة أثخنته وَلم تقتله، ثمَّ وضعت ظبة السَّيْف فِي بَطْنه، حَتَّى أَخذ فِي ظَهره، فَعرفت أَنِّي قتلته، فَجعلت أفتح الْأَبْوَاب بَابا بَابا، حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى دَرَجَة لَهُ، فَوضعت رجْلي وَأَنا أرى أَنِّي قد انْتَهَيْت إِلَى الأَرْض، فَوَقَعت فِي لَيْلَة مُقْمِرَة، وانكسرت ساقي، فعصبتها بعصابة، ثمَّ انْطَلَقت حَتَّى جَلَست على الْبَاب فَقلت: لَا أخرج اللَّيْلَة حَتَّى أعلم أقتلته. فَلَمَّا صَاح الديك قَامَ الناعي على السُّور فَقَالَ: أنعى أَبَا رَافع تَاجر أهل الْحجاز. فَانْطَلَقت إِلَى أَصْحَابِي فَقلت: النَّجَاء، قد قتل الله أَبَا رَافع. فانتهيت إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَحَدَّثته، فَقَالَ:" ابْسُطْ رجلك " فبسطت رجْلي فمسحها، فَكَأَنَّمَا لم أشتكها قطّ.
وَفِي رِوَايَة يُوسُف بن أبي إِسْحَق نَحوه. إِلَّا أَنه قَالَ:
فَدخلت، ثمَّ اخْتَبَأْت فِي مربط حمارٍ عِنْد بَاب الْحصن، فَتَعَشَّوْا عِنْد أبي رَافع، وتحدثوا حَتَّى ذهب ساعةٌ من اللَّيْل، ثمَّ رجعُوا إِلَى بُيُوتهم، فَلَمَّا هدأت الْأَصْوَات وَلَا أسمع حَرَكَة خرجت، قَالَ: وَرَأَيْت صَاحب الْبَاب حَيْثُ وضع مِفْتَاح الْحصن فِي كوَّة، فَأَخَذته، ففتحت بِهِ بَاب الْحصن، ثمَّ عَمَدت إِلَى أَبْوَاب بُيُوتهم فغلقتها عَلَيْهِم من ظَاهر. قَالَ: قلت: إِن نذر بِي الْقَوْم انْطَلَقت على مهلٍ. قَالَ: ثمَّ عَمَدت إِلَى أبي رَافع، وَذكره نَحوه.
وَفِي حَدِيث عَليّ بن مُسلم:
بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رهطاً من الْأَنْصَار إِلَى أبي رَافع ليقتلوه، فَانْطَلق رجل مِنْهُم فَدخل حصنهمْ، قَالَ: فَدخلت فِي مربط دَوَاب لَهُم، وَأَغْلقُوا الْحصن، ثمَّ إِنَّهُم فقدوا حمارا لَهُم، فَخَرجُوا يطلبونه، فَخرجت فِيمَن خرج أريهم أَنِّي أطلبه مَعَهم، فوجدوا الْحمار، فَدَخَلُوا، فَدخلت، فأغلقوا بَاب الْحصن لَيْلًا، وَوَضَعُوا المفاتيح فِي كوةٍ حَيْثُ أَرَاهَا، فَلَمَّا نَامُوا أخذت المفاتيح
وَفتحت بَاب الْحصن، ثمَّ دخلت عَلَيْهِ. ثمَّ ذكر نَحوه فِي قتل أبي رَافع، ووقوعه من السّلم، قَالَ فوثئت رجْلي، فَخرجت إِلَى أَصْحَابِي فَقلت: مَا أَنا ببارح حَتَّى أسمع الواعية. فَمَا بَرحت حَتَّى سَمِعت نعايا أبي رَافع تَاجر أهل الْحجاز، فَقُمْت وَمَا بِي قلبة، حَتَّى أَتَيْنَا صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرنَاهُ.
وَرِوَايَة يحيى بن آدم مختصرة:
أَن الْبَراء قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رهطاً من الْأَنْصَار إِلَى أبي رَافع فَدخل عَلَيْهِ عبد الله بن عتِيك بَيته لَيْلًا، فَقتله وَهُوَ نَائِم، لم يزدْ.
870 -
الرَّابِع: فِي الرُّمَاة يَوْم أحد:
عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ:
جعل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على الرجالة يَوْم أحد - وَكَانُوا خمسين رجلا وهم الرُّمَاة - عبد الله بن جُبَير، فَقَالَ:" إِن رَأَيْتُمُونَا تخطفنا الطير فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أرسل إِلَيْكُم " فَهَزَمَهُمْ الله، فَأَنا وَالله - رَأَيْت النِّسَاء يشتددن وَقد بَدَت خلاخيلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن، فَقَالَ أَصْحَاب عبد الله بن جُبَير: الْغَنِيمَة أَي قوم، الْغَنِيمَة، ظهر أصحابكم، فَمَا تنتظرون؟ فَقَالَ عبد الله بن جُبَير: أنسيتم مَا قَالَ لكم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالُوا: وَالله لنأتين النَّاس فلنصيبن من الْغَنِيمَة.
فَلَمَّا أتوهم صرفت وُجُوههم، فَأَقْبَلُوا منهزمين، فَذَلِك قَوْله. {وَالرَّسُول يدعوكم فِي أخراكم} [آل عمرَان] فَلم يبْق مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم غير اثْنَي عشر رجلا. فَأَصَابُوا منا سبعين، وَكَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قد أصَاب من الْمُشْركين يَوْم بدر أَرْبَعِينَ وَمِائَة: سبعين أَسِيرًا، وَسبعين قَتِيلا. فَقَالَ أَبُو سُفْيَان: أَفِي الْقَوْم مُحَمَّد؟
ثَلَاث مَرَّات. فنهاهم النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن يُجِيبُوهُ ثمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْم ابْن أبي قُحَافَة ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْم ابْن الْخطاب؟ ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابه فَقَالَ: أما هَؤُلَاءِ فقد قتلوا، فَمَا ملك عمر نَفسه، فَقَالَ: كذبت يَا عَدو الله، إِن الَّذين عددت لأحياء كلهم، وَقد بَقِي لَك مَا يسوءك، قَالَ: يومٌ بِيَوْم بدر، وَالْحَرب سِجَال، إِنَّكُم سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْم مثلَة لم آمُر بهَا، وَلم تسؤني، ثمَّ أَخذ يرتجز: أعل هُبل، أعل هُبل. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:": أَلا تجيبونه؟ ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، مَا نقُول؟ قَالَ:" قُولُوا: الله أَعلَى وَأجل " قَالَ: إِن لنا الْعُزَّى وَلَا عزى لكم. قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " أَلا تجيبونه؟ " قَالُوا: يَا رَسُول الله، مَا نقُول؟ قَالَ:" قُولُوا: الله مَوْلَانَا وَلَا مولى لكم ".
871 -
الْخَامِس: عَن أبي إِسْحَق قَالَ: سُئِلَ الْبَراء: أَكَانَ وَجه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مثل السَّيْف؟ قَالَ: لَا، بل مثل الْقَمَر.
872 -
السَّادِس: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: تَعدونَ أَنْتُم الْفَتْح فتح مَكَّة، وَقد كَانَ فتح مَكَّة فتحا، وَنحن نعد الْفَتْح بيعَة الرضْوَان يَوْم الْحُدَيْبِيَة: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَربع عشر مائَة، وَالْحُدَيْبِيَة بِئْر، فنزحناها فَلم نَتْرُك فِيهَا قَطْرَة، فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَ على شفيرها، ثمَّ دَعَا بِإِنَاء من مَاء، فَتَوَضَّأ ثمَّ مضمض، ودعا، ثمَّ صبه فِيهَا، فتركناها غير بعيد، ثمَّ إِنَّهَا أصدرتنا مَا شِئْنَا نَحن وركابنا
وَفِي حَدِيث زُهَيْر نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ:" ائْتُونِي بِدَلْو من مَائِهَا " فَأتي بِهِ، فبصق ودعا، ثمَّ قَالَ:" دَعُوهَا سَاعَة " قَالَ: فأرووا أنفسهم ورحالهم حَتَّى ارتحلوا.
873 -
السَّابِع: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: إِن أول من قدم علينا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم مُصعب بن عُمَيْر، وَابْن أم مَكْتُوم، فَجعلَا يقرآننا الْقُرْآن، ثمَّ جَاءَ عمار وبلال وَسعد، ثمَّ جَاءَ عمر بن الْخطاب فِي عشْرين من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم، ثمَّ جَاءَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَمَا رَأَيْت أهل الْمَدِينَة فرحوا بِشَيْء فَرَحهمْ برَسُول الله صلى الله عليه وسلم، حَتَّى رَأَيْت الولائد وَالصبيان يَقُولُونَ: هَذَا رَسُول الله قد جَاءَ. فَمَا جَاءَ حَتَّى قَرَأت {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} [سُورَة الْأَعْلَى] فِي سورٍ مثلهَا من الْمفصل.
874 -
الثَّامِن: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: غزوت مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم خمس عشرَة غَزْوَة
875 -
التَّاسِع: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: استصغرت أَنا وَابْن عمر يَوْم بدر، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْم بدر نيفاً على السِّتين، وَالْأَنْصَار نيفاً وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ.
876 -
الْعَاشِر: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: كُنَّا أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم نتحدث أَن عدَّة أَصْحَاب بدر على عدَّة أَصْحَاب طالوت الَّذين جاوزوا مَعَه النَّهر، وَلم يُجَاوز مَعَه إِلَّا مُؤمن، بضعَة عشر وثلاثمائة.
وَفِي حَدِيث زُهَيْر عَن أبي إِسْحَق قَالَ الْبَراء: لَا وَالله، مَا جَاوز مَعَه النَّهر إِلَّا مُؤمن.
877 -
الْحَادِي عشر: عَن أبي إِسْحَق قَالَ: سَأَلَ رجلٌ الْبَراء: أشهد عليٌّ بَدْرًا؟ قَالَ: بارز وَظَاهر.