المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ المتفق عليه من مسند أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه - الجمع بين الصحيحين للحميدي - جـ ١

[الحميدي، ابن أبي نصر]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌الْقسم الأول

- ‌مسانيد الْعشْرَة

- ‌مُسْند أبي بكر الصّديق رضي الله عنه الْمخْرج فِي الصَّحِيحَيْنِ البُخَارِيّ وَمُسلم أَو فِي أَحدهمَا

- ‌مَا انْفَرد البُخَارِيّ بِإِخْرَاجِهِ من ذَلِك

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عمر بن الْخطاب رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي بكر وَعمر رضي الله عنهما وَعَن جَمِيع الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم سوى مَا تقدم مِنْهَا

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند طَلْحَة بن عبيد الله التَّيْمِيّ رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند الزبير بن الْعَوام رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن سعد بن أبي وَقاص رضي الله عنه

- ‌ أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الرَّابِع: عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد عَن عَمه عَامر بن سعد: أَن سَعْدا ركب إِلَى قصره بالعقيق، فَوجدَ عبدا يقطع شَجرا أَو يخبطه، فسلبه، فَلَمَّا رَجَعَ سعدٌ جَاءَ أهل العَبْد، وكلموه أَن يرد على غلامهم أَو عَلَيْهِم مَا أَخذ من غلامهم، فَقَالَ: معَاذ الله أَن أرد شَيْئا

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل الْقرشِي رضي الله عنه

- ‌ حَدِيث وَاحِد عَن أبي عُبَيْدَة بن الْجراح رضي الله عنه

- ‌الْقسم الثَّانِي مسانيد المقدمين بعد الْعشْرَة

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عمار بن يَاسر رضي الله عنه

- ‌وَمن أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌ مُسْند حَارِثَة بن وهب الْخُزَاعِيّ [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي ذَر جُنْدُب بن جُنَادَة الْغِفَارِيّ رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند حُذَيْفَة بن الْيَمَان الْعَبْسِي رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي مُوسَى عبد الله بن قيس الْأَشْعَرِيّ رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند جرير بن عبد الله البَجلِيّ رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي جُحَيْفَة وهب بن عبد الله السوَائِي رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث عدي بن حَاتِم الطَّائِي رضي الله عنه

- ‌وَمن أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من جَابر بن سَمُرَة رضي الله عنه

- ‌وَمن أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن سُلَيْمَان بن صردٍ رضي الله عنه

- ‌ عُرْوَة بن الْجَعْد، وَقيل: ابْن أبي الْجَعْد الْبَارِقي رضي الله عنه

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عمرَان بن حُصَيْن رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة رضي الله عنه

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عبد الله بن مُغفل الْمُزنِيّ رضي الله عنه

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي بكرَة نفيع بن الْحَارِث رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌ مُسْند بُرَيْدَة بن الْحصيب رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ مُسْند عَائِذ بن عَمْرو [رضي الله عنه]

- ‌ مُسْند سَمُرَة بن جُنْدُب [رضي الله عنه]

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ مُسْند معقل بن يسارٍ رضي الله عنه

- ‌ مُسْند مَالك بن الْحُوَيْرِث رضي الله عنه

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن جُنْدُب بن عبد الله البَجلِيّ رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن معيقيب بن أبي فَاطِمَة رضي الله عنه

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن مجاشع ومجالد ابْني مَسْعُود السّلمِيّ رضي الله عنهما

- ‌ مُسْند يعلى بن أُميَّة رضي الله عنه

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن معَاذ بن جبلٍ رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي بن كَعْب الْأنْصَارِيّ رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي طَلْحَة زيد بن سهل الْأنْصَارِيّ [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عبَادَة بن الصَّامِت بن قيس الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا، وَبَايع لَيْلَة الْعقبَة، رضي الله عنه

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رضي الله عنه واسْمه خَالِد بن زيد

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي بردة، هَانِئ بن نيار البلوي رضي الله عنه

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن زيد بن ثَابت الْأنْصَارِيّ رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عَمْرو بن عَوْف، حَلِيف بني عَامر بن لؤَي [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي لبَابَة، عَامر بن الْمُنْذر، وَقيل: بشير بن الْمُنْذر [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عتْبَان بن مَالك [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن سهل بن حنيف [رضي الله عنه]

- ‌ وَعَن قيس بن سعد الْأنْصَارِيّ [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أسيد بن حضير [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن كَعْب بن مَالك [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي أسيد السَّاعِدِيّ، مَالك بن ربيعَة الْأنْصَارِيّ [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن مُسْند أبي قَتَادَة الْحَارِث بن ربعي الْأنْصَارِيّ [رضي الله عنه]

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث أبي جهيم عبد الله بن الْحَارِث بن الصمَّة الخزرجي [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي الدَّرْدَاء الْأنْصَارِيّ [رضي الله عنه]

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث أبي حميد عبد الرَّحْمَن بن سعد بن الْمُنْذر السَّاعِدِيّ [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عبد الله بن سَلام بن الْحَارِث [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن سهل بن أبي حثْمَة [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن ظهير بن رَافع، عَم رَافع بن خديج [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من رَافع بن خديج [رضي الله عنه]

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْأنْصَارِيّ [رضي الله عنه]

- ‌ حديثان عَن عبد الله بن يزِيد الخطمي [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي مَسْعُود عقبَة بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ [رضي الله عنه]

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ مُسْند شَدَّاد بن أَوْس [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند النُّعْمَان بن بشير [رضي الله عنه]

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند زيد بن أَرقم، ويكنى أَبَا عَمْرو [رضي الله عنه]

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ مُسْند ثَابت بن الضَّحَّاك الْأنْصَارِيّ يكنى أَبَا زيد [رضي الله عنه]

- ‌ مُسْند أبي بشير الْأنْصَارِيّ [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند الْبَراء بن عَازِب رضي الله عنه

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند زيد بن خَالِد بن جُهَيْنَة الْجُهَنِيّ [رضي الله عنه]

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند سهل بن سعد السَّاعِدِيّ [رضي الله عنه]

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند مَالك بن صعصعة [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن كَعْب بن عجْرَة [رضي الله عنه]

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي بَرزَة نَضْلَة بن عبيد [رضي الله عنه]

- ‌أَفْرَاد مُسلم

- ‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند سَلمَة بن الْأَكْوَع [رضي الله عنه]

- ‌أَفْرَاد البُخَارِيّ

- ‌أَفْرَاد مُسلم

الفصل: ‌ المتفق عليه من مسند أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه

(16)

‌ الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي مُوسَى عبد الله بن قيس الْأَشْعَرِيّ رضي الله عنه

424 -

الأول: عَن أنس بن مَالك عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل الْمُؤمن الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن مثل الأترجة، رِيحهَا طيب وطعمها طيب. وَمثل الْمُؤمن الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن مثل التمرة لَا ريح لَهَا وطعمها حلوٌ. وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن مثل الريحانة، رِيحهَا طيبٌ وطعمها مر. وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن كَمثل الحنظلة، لَيْسَ لَهَا ريح وطعمها مر ". وَفِي رِوَايَة " وَمثل الْفَاجِر " فِي الْمَوْضِعَيْنِ بدل " الْمُنَافِق ".

425 -

الثَّانِي: عَن أبي بكر بن أبي مُوسَى عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى البردين دخل الْجنَّة ".

426 -

الثَّالِث: عَن أبي بكر بن أبي مُوسَى عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " جنتان من فضَّة، آنيتهما وَمَا فيهمَا، وجنتان من ذهب، آنيتهما وَمَا فيهمَا، وَمَا بَين الْقَوْم وَبَين أَن ينْظرُوا إِلَى رَبهم إِلَّا رِدَاء الْكِبْرِيَاء على وَجهه، فِي جنَّة عدنٍ ".

ص: 294

427 -

الرَّابِع: عَن أبي بكر بن أبي مُوسَى عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن لِلْمُؤمنِ فِي الْجنَّة لخيمة من لؤلؤةٍ وَاحِدَة مجوفةٍ، طولهَا فِي السَّمَاء -. وَفِي رِوَايَة: عرضهَا - سِتُّونَ ميلًا، لِلْمُؤمنِ فِيهَا أهلون، يطوف عَلَيْهِم الْمُؤمن، فَلَا يرى بَعضهم بَعْضًا ".

428 -

الْخَامِس: من رِوَايَة الشّعبِيّ عَن أبي بردة بن أبي مُوسَى عَن أَبِيه قَالَ: رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثةٌ لَهُم أَجْرَانِ: رجلٌ من أهل الْكتاب آمن بِنَبِيِّهِ وآمن بِمُحَمد.

وَالْعَبْد الْمَمْلُوك إِذا أدّى حق الله وَحقّ موَالِيه. ورجلٌ كَانَت عِنْده أمةٌ يَطَؤُهَا، فأدبها فَأحْسن تأديبها، وَعلمهَا فَأحْسن تعليمها، ثمَّ أعْتقهَا فَتَزَوجهَا، فَلهُ أَجْرَانِ ".

ثمَّ قَالَ عَامر - يَعْنِي الشّعبِيّ -: أعطيناكها بِغَيْر شيءٍ، وَقد كَانَ يركب فِيمَا دونهَا إِلَى الْمَدِينَة.

وَفِي رِوَايَة أخرجهَا البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي بردة عَن أَبِيه:

أعْتقهَا ثمَّ أصدقهَا ". يَعْنِي تزَوجهَا بِمهْر جَدِيد.

429 -

السَّادِس: عَن سعيد بن أبي بردة عَن أَبِيه عَن جده أبي مُوسَى قَالَ: بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَمعَاذًا إِلَى الْيمن، فَقَالَ:" ادعوا النَّاس، وبشرا وَلَا تنفرا، ويسرا وَلَا تعسرا، وتطاوعاً وَلَا تختلفا ". قَالَ: فَقلت: يَا رَسُول الله أَفْتِنَا فِي شرابين كُنَّا نصنعهما بِالْيمن: البتع: وَهُوَ من الْعَسَل، ينْبذ حَتَّى يشْتَد، والمزر: وَهُوَ من الذّرة وَالشعِير، ينْبذ حَتَّى يشْتَد. قَالَ: وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطي جَوَامِع الْكَلم بخواتمه، فَقَالَ:

أنهى عَن عَن كل مسكرٍ أسكر عَن الصَّلَاة " وَفِي حَدِيث شُعْبَة: فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: " كل مسكرٍ حرامٌ ".

قَالَ: فقدمنا الْيمن، فَكَانَ لكل واحدٍ منا قبةٌ نزلها على حِدة، فَأتى معاذٌ أَبَا مُوسَى، وَكَانَا يتزاوران، فَإِذا هُوَ جالسٌ فِي فنَاء قُبَّته، وَإِذا يَهُودِيّ قَائِما عِنْده يُرِيد

ص: 295

قَتله. فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، مَا هَذَا؟ قَالَ: كَانَ يَهُودِيّا فَأسلم، ثمَّ رَجَعَ إِلَى يَهُودِيَّته، فَقَالَ: مَا أَنا بجالس حَتَّى تقتله، فَقتله.

ثمَّ جلسا يتحدثان، فَقَالَ معَاذ: يَا أَبَا مُوسَى، كَيفَ تقْرَأ الْقُرْآن؟ قَالَ: أتفوقه تفوقاً على فِرَاشِي وَفِي صَلَاتي وعَلى رَاحِلَتي. ثمَّ قَالَ لِمعَاذ: كَيفَ تقْرَأ أَنْت؟ قَالَ: سأنبئك بذلك. أما أَنا فأنام ثمَّ أقوم فأقرأ، فأحتسب فِي نومتي مَا أحتسب فِي قومتي.

وَأَخْرَجَاهُ من رِوَايَة حميد بن هِلَال عَن أبي بردة عَن أَبِيه، وَفِي أَوله: قَالَ أَبُو مُوسَى: أَقبلت إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمَعِي رجلَانِ من الْأَشْعَرِيين، أَحدهمَا عَن يَمِيني وَالْآخر عَن شمَالي، فكلاهما سَأَلَ الْعَمَل، وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يستاك، فَقَالَ:" مَا تَقول يَا أَبَا مُوسَى، أَو يَا عبد الله بن قيس؟ " قَالَ: فَقلت: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، مَا أطلعاني على مَا فِي أَنفسهمَا، وَمَا شَعرت أَنَّهُمَا يطلبان الْعَمَل. قَالَ: فَكَأَنِّي أنظر إِلَى سواكه تَحت شفته وَقد قلصت، فَقَالَ:" لن - أَو لَا - نستعمل على عَملنَا من أَرَادَهُ، وَلَكِن اذْهَبْ أَنْت يَا أَبَا مُوسَى - أَو يَا عبد الله بن قيس " - فَبَعثه على الْيمن، ثمَّ أتبعه معَاذ بن جبل، ثمَّ ذكر قصَّة الْيَهُودِيّ الَّذِي أسلم ثمَّ ارْتَدَّ. وَزَاد فِيهِ، قَالَ: لَا أَجْلِس حَتَّى يقتل، قَضَاء الله وَرَسُوله. ثمَّ ذكر قَوْلهمَا فِي قيام اللَّيْل، وَلَيْسَ فِيهِ ذكر الْأَشْرِبَة.

وَأَخْرَجَاهُ مُخْتَصرا من رِوَايَة بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ:

دخلت على النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنا ورجلان من بني عمي، فَقَالَ أَحدهمَا: يَا رَسُول الله، أمرنَا على بعض مَا ولآك الله عز وجل، وَقَالَ الآخر مثل ذَلِك، فَقَالَ:" إِنَّا - وَالله - لَا نولي هَذَا الْعَمَل أحدا سَأَلَهُ، أَو أحدا حرص عَلَيْهِ " لم يزدْ.

ص: 296

وَأخرجه البُخَارِيّ وَحده من رِوَايَة عبد الْملك بن عُمَيْر عَن أبي بردة مُرْسلا، لم يذكر أَبَا مُوسَى، قَالَ:

إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بعث أَبَا مُوسَى وَمعَاذًا إِلَى الْيمن، وَبعث كل وَاحِد مِنْهُمَا على مخلاف - واليمن مخلافان. وَفِيه قصَّة الَّذِي ارْتَدَّ، وَذكر قيام اللَّيْل.

وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا وَحده تَعْلِيقا من رِوَايَة سُلَيْمَان بن فَيْرُوز الشَّيْبَانِيّ عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ:

لما بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيمن، قلت: إِن لنا بهَا أشربة.

وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ:

كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا بعث أحدا من أَصْحَابه فِي بعض أمره قَالَ:

بشروا وَلَا تنفرُوا، ويسروا وَلَا تُعَسِّرُوا ". وَهَذَا طرف من حَدِيث سعيد بن أبي بردة، وَقد مر فِي أَوله بِمَعْنَاهُ.

430 -

السَّابِع: عَن سعيد بن أبي بردة عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:

" على كل مسلمٍ صدقةٌ " قيل: أَرَأَيْت إِن لم يجد؟ قَالَ: " يعتمل بيدَيْهِ فينفع نَفسه وَيتَصَدَّق ". قَالَ: أَرَأَيْت إِن لم يسْتَطع؟ قَالَ: " يعين ذَا الْحَاجة الملهوف " قَالَ: قيل لَهُ: أَرَأَيْت إِن لم يسْتَطع؟ قَالَ: " يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ أَو الْخَيْر " قَالَ: أَرَأَيْت إِن لم يفعل؟ قَالَ: " يمسك عَن الشَّرّ، فَإِنَّهَا صَدَقَة ".

431 -

الثَّامِن: عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي - وَهُوَ عَمْرو بن عبد الله - عَن أبي بردة ابْن أبي مُوسَى عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: أَنه كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء: " اللَّهُمَّ اغْفِر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني: اللَّهُمَّ اغْفِر لي جدي وهزلي، وخطأي وعمدي، وكل ذَلِك عِنْدِي. اللَّهُمَّ اغْفِر لي مَا قدمت وَمَا أخرت، وَمَا أسررت وَمَا أعلنت، وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني، أَنْت الْمُقدم وَأَنت الْمُؤخر، وَأَنت على كل شيءٍ قدير ".

ص: 297

432 -

التَّاسِع: عَن عبد الْملك بن عُمَيْر بن أبي بردة عَن أَبِيه قَالَ: مرض النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَاشْتَدَّ مَرضه، فَقَالَ:" مروا أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ " فَقَالَت عَائِشَة: يَا رَسُول الله إِنَّه رجلٌ رقيقٌ، إِذا قَامَ مقامك لم يسْتَطع أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَقَالَ:" مري أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ " فَعَادَت. فَقَالَ: " مري أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِب يُوسُف " فَأَتَاهُ الرَّسُول، فصلى بِالنَّاسِ فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عليه وسلم.

433 -

الْعَاشِر: عَن الْقَاسِم بن مخيمرة عَن أبي بردة قَالَ: وجع أَبُو مُوسَى وجعاً، فَغشيَ عَلَيْهِ وَرَأسه فِي حجر امرأةٍ من أَهله، فصاحت امرأةٌ من أَهله، فَلم يسْتَطع أَن يرد عَلَيْهَا شَيْئا، فَلَمَّا أَفَاق قَالَ: أَنا بَرِيء مِمَّن برِئ مِنْهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَإِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم برِئ من الصالقة والحالقة والشاقة.

وَهُوَ فِي رِوَايَة مُسلم من حَدِيث أبي صَخْرَة عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد وَأبي بردة قَالَ: أُغمي على أبي مُوسَى، فَأَقْبَلت امْرَأَته أم عبد الله تصيح برنة، ثمَّ أَفَاق فَقَالَ: ألم تعلمي - وَكَانَ يحدثها - أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " أَنا بريءٌ مِمَّن حلق وصلق وخرق ".

وَفِي رِوَايَة مُسلم نَحوه أَيْضا عَن عِيَاض الْأَشْعَرِيّ عَن أم عبد الله امْرَأَة أبي مُوسَى عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَعَن صَفْوَان بن مُحرز عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَعَن ربعي بن حراشٍ عَن أبي مُوسَى عَنهُ صلى الله عليه وسلم. قَالَ مُسلم بن حجاج: غير أَن فِي حَدِيث عياضٍ الْأَشْعَرِيّ، قَالَ:" لَيْسَ منا " وَلم يقل: " برِئ ".

434 -

الْحَادِي عشر: عَن غيلَان بن جرير عَن أبي بردة عَن أَبِيه قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي رهطٍ من الْأَشْعَرِيين نستحمله، فَقَالَ:

وَالله لَا أحملكم، وَمَا

ص: 298

عِنْدِي مَا أحملكم عَلَيْهِ ". قَالَ: فلبثنا مَا شَاءَ الله، ثمَّ أُتِي بإبلٍ، فَأمر لنا بِثَلَاث ذودٍ، غر الذرى، فَلَمَّا انطلقنا قُلْنَا، أَو قَالَ بَعْضنَا لبعضٍ: لَا يُبَارك الله لنا، أَتَيْنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نستحمله، فَحلف أَلا يحملنا، ثمَّ حملنَا. فَأتوهُ فأخبروه، فَقَالَ: " مَا أَنا حملتكم، وَلَكِن الله حملكم، إِنِّي وَالله - إِن شَاءَ الله - لَا أَحْلف على يَمِين ثمَّ أرى خيرا مِنْهَا إِلَّا كفرت وأتيت الَّذِي هُوَ خيرٌ " زَاد فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الْفضل مُتَّصِلا بِهِ:" أَو أتيت الَّذِي هُوَ خيرٌ وكفرت عَن يَمِيني ".

وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من رِوَايَة بريد بن عبد الله بن أبي بردة عَن جده أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: أَرْسلنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أسأله لَهُم الحملان، إِذْ هم مَعَه فِي جَيش الْعسرَة: وَهِي غَزْوَة تَبُوك، فَقلت: يَا نَبِي الله، إِن أَصْحَابِي أرسلوني إِلَيْك لتحملهم، فَقَالَ:" وَالله لَا أحملكم على شَيْء " ووافقته وَهُوَ غضبانٌ وَلَا أشعر، فَرَجَعت حَزينًا من منع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَمن مَخَافَة أَن يكون رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد وجد فِي نَفسه عَليّ، فَرَجَعت إِلَى أَصْحَابِي، فَأَخْبَرتهمْ الَّذِي قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَلم ألبث إِلَّا سويعةً إِذْ سَمِعت بِلَالًا يُنَادي: أَيْن عبد الله بن قيس؟ فأجبته، فَقَالَ: أجب، رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَدْعُوك، فَلَمَّا أتيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:" خُذ هذَيْن القرينتين وهذين القرينتين، وهذين القرينتين - لسِتَّة أبعرةٍ ابتاعهن حينئذٍ من سعد - فَانْطَلق بِهن إِلَى أَصْحَابك فَقل: إِن الله - أَو قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يحملكم على هَؤُلَاءِ فاركبوهن ".

قَالَ أَبُو مُوسَى: فَانْطَلَقت إِلَى أَصْحَابِي بِهن، فَقلت:

إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يحملكم على هَؤُلَاءِ، وَلَكِن وَالله لَا أدعكم حَتَّى ينْطَلق معي بَعْضكُم إِلَى من

ص: 299

سمع مقَالَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، حِين سَأَلته لكم، وَمنعه فِي أول مرّة، ثمَّ إعطاءه إيَّايَ بعد ذَلِك، لَا تظنوا أَنِّي حدثتكم شَيْئا لم يقلهُ. فَقَالُوا لي: وَالله إِنَّك عندنَا لمصدق، ولنفعلن مَا أَحْبَبْت. فَانْطَلق أَبُو مُوسَى بنفرٍ مِنْهُم حَتَّى أَتَوا الَّذين سمعُوا قَول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَمنعه إيَّاهُم، ثمَّ إعطاءهم بعد، فحدثوهم بِمَا حَدثهمْ أَبُو مُوسَى سَوَاء.

وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من رِوَايَة زَهْدَم بن مضرب الْجرْمِي، قَالَ: كُنَّا عِنْد أبي مُوسَى فَدَعَا بِمَائِدَتِهِ وَعَلَيْهَا لحم دَجَاج، فَدخل رجلٌ من بني تيم الله أَحْمَر شيبهٌ بِالْمَوَالِي، فَقَالَ لَهُ: هَلُمَّ، فَتَلَكَّأَ، فَقَالَ لَهُ: هَلُمَّ، فَإِنِّي قد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَأْكُل مِنْهُ.

فَقَالَ الرجل: إِنِّي رَأَيْته يَأْكُل شَيْئا فقذرته، فَحَلَفت أَلا أطْعمهُ. فَقَالَ: هَلُمَّ أحَدثك عَن ذَلِك: إِنِّي أتيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي رهطٍ من الْأَشْعَرِيين نستحمله فَقَالَ: " وَالله مَا أحملكم، وَمَا عِنْدِي مَا أحملكم عَلَيْهِ " فلبثنا مَا شَاءَ الله، فَأتي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِنَهْب إبلٍ، فَدَعَا بِنَا، فَأمر لنا بِخمْس ذودٍ غر الذرى، قَالَ: فَلَمَّا انطلقنا قَالَ بَعْضنَا لبعضٍ " أَغْفَلنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَمِينه، لَا يُبَارك الله لنا، فرجعنا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، إِنَّا أَتَيْنَاك نستحملك، وَإنَّك حَلَفت الا تحملنا ثمَّ حملتنا، أفنسيت يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " إِنِّي وَالله - أَن شَاءَ الله - لَا أَحْلف على يمينٍ فَأرى غَيرهَا خيرا مِنْهَا إِلَّا أتيت الَّذِي هُوَ خيرٌ وتحللتها، فَانْطَلقُوا، فَإِنَّمَا حملكم الله عز وجل ".

435 -

الثَّانِي عشر: عَن غيلَان بن جرير عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَعْنِي وَهُوَ يستاك بسواك - قَالَ: وطرف السِّوَاك على لِسَانه. زَاد فِي رِوَايَة البُخَارِيّ: يَقُول: " أع. أع " والسواك فِي فِيهِ كَأَنَّهُ يتهوع.

ص: 300

436 -

الثَّالِث عشر: عَن أبي بردة بريد بن عبد الله عَن جده أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن الله عز وجل ليملي للظالم، فَإِذا أَخذه لم يفلته " ثمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخذ رَبك إِذا أَخذ الْقرى وَهِي ظالمةٌ إِن أَخذه أَلِيم شَدِيد} [سُورَة هود] .

437 -

الرَّابِع عشر: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا أَتَاهُ طَالب حَاجَة أقبل على جُلَسَائِهِ فَقَالَ: " اشفعوا تؤجروا، وَيَقْضِي الله على لِسَان نبيه مَا أحب " صلى الله عليه وسلم تَسْلِيمًا.

438 -

الْخَامِس عشر: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قلت يَا رَسُول الله، أَي الْمُسلمين أفضل؟ قَالَ:" من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده ".

439 -

السَّادِس عشر: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " من مر فِي شَيْء من مَسَاجِدنَا أَو أسواقنا وَمَعَهُ نبلٌ فليمسك، أَو ليقْبض على نصالها بكفه أَن يُصِيب أحدا من الْمُسلمين مِنْهَا بِشَيْء ".

وَهُوَ فِي رِوَايَة مُسلم عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا مر أحدكُم فِي مجلسٍ أَو سوقٍ وَبِيَدِهِ نبلٌ فليأخذ بنصالها، ثمَّ ليَأْخُذ بنصالها، ثمَّ ليَأْخُذ بنصالها " قَالَ: فَقَالَ أَبُو مُوسَى: وَالله مَا متْنا حَتَّى سددنا بَعْضهَا فِي وُجُوه بعض.

440 -

السَّابِع عشر: عَن بريد عَن جده أبي بردة عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من حمل علينا السِّلَاح فَلَيْسَ منا ".

441 -

الثَّامِن عشر: عَن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عَن أبي بردة عَن أبي

ص: 301

مُوسَى قَالَ: احْتَرَقَ بَيت بِالْمَدِينَةِ على أَهله من اللَّيْل، فَلَمَّا حدث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قَالَ:

إِن هَذِه النَّار عدوٌّ لكم، فَإِذا نمتم فأطفئوها عَنْكُم ".

442 -

التَّاسِع عشر: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " الْمُؤمن لِلْمُؤمنِ كالبنيان يشد بعضه بَعْضًا " وَشَبك بَين أَصَابِعه.

443 -

الْعشْرُونَ: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنِّي أُهَاجِر من مَكَّة إِلَى أرضٍ بهَا نخلٌ، فَذهب وهلي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَة، أَو هجر، فَإِذا هِيَ الْمَدِينَة يثرب. وَرَأَيْت فِي رُؤْيَايَ هَذِه أَنِّي هززت سَيْفا فَانْقَطع صَدره، فَإِذا هُوَ مَا أُصِيب بِهِ الْمُؤْمِنُونَ يَوْم أحد. ثمَّ هززته أُخْرَى فَعَاد أحسن مَا كَانَ، فَإِذا هُوَ مَا جَاءَ الله بِهِ من الْفَتْح واجتماع الْمُؤمنِينَ. وَرَأَيْت أَيْضا بقرًا، وَالله خيرٌ، فَإِذا هم النَّفر من الْمُؤمنِينَ يَوْم أحدٍ، وَإِذا الْخَيْر مَا جَاءَ الله بِهِ من الْخَيْر بعد، وثواب الصدْق الَّذِي أَتَانَا الله يَوْم بدر ".

كَذَا عِنْد مُسلم عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم. وَفِي كتاب البُخَارِيّ عَن أبي مُوسَى - أرى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِالشَّكِّ.

444 -

الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن بريدٍ أَيْضا كَذَلِك: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " ليَأْتِيَن على النَّاس زمانٌ، يطوف الرجل فِيهِ بِالصَّدَقَةِ من الذَّهَب ثمَّ لَا يجد أحدا يَأْخُذهَا مِنْهُ، وَيرى الرجل الْوَاحِد تتبعه أَرْبَعُونَ امْرَأَة يلذن بِهِ، من قلَّة الرِّجَال وَكَثْرَة النِّسَاء ".

ص: 302

445 -

الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: كنت أَنا وأصحابي الَّذين قدمُوا معي فِي السَّفِينَة نزولاً فِي بَقِيع بطحان، وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ، فَكَانَ يتناوب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عِنْد صَلَاة الْعشَاء كل لَيْلَة نفرٌ مِنْهُم.

قَالَ أَبُو مُوسَى: فَوَافَقنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنا وأصحابي وَله بعض الشّغل فِي أمره، حَتَّى أعتم بِالصَّلَاةِ حَتَّى ابهار اللَّيْل، ثمَّ خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم، فَلَمَّا قضى صلَاته قَالَ لمن حضر:" على رسلكُمْ، أعلمكُم وَأَبْشِرُوا، إِن من نعْمَة الله عَلَيْكُم أَنه لَيْسَ من النَّاس أحدٌ يُصَلِّي هَذِه السَّاعَة غَيْركُمْ " أَو قَالَ: " مَا صلى هَذِه السَّاعَة أحدٌ غَيْركُمْ " لَا نَدْرِي أَي الْكَلِمَتَيْنِ قَالَ. قَالَ أَبُو مُوسَى: فرجعنا فرحين بِمَا سمعنَا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

446 -

الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه ".

447 -

الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: خسفت الشَّمْس فِي زمَان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ فَزعًا يخْشَى أَن تكون السَّاعَة، حَتَّى أَتَى الْمَسْجِد، فَقَامَ يُصَلِّي بأطول قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ، مَا رَأَيْته يَفْعَله فِي صلاةٍ قطّ. ثمَّ قَالَ:" إِن هَذِه الْآيَات الَّتِي يرسلها الله لَا تكون لمَوْت أحدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِن الله عز وجل يرسلها يخوف بهَا عباده، فَإِذا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئا فافزعوا إِلَى ذكره ودعائه واستغفاره ".

ص: 303

448 -

الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن أَشْيَاء كرهها، فَلَمَّا أَكثر عَلَيْهِ غضب، ثمَّ قَالَ للنَّاس:" سلوني عَمَّا شِئْتُم " فَقَالَ رجلٌ: من أبي؟ قَالَ: " أَبوك حذافة " فَقَامَ آخر فَقَالَ: يَا رَسُول الله، من أبي؟ فَقَالَ:" أَبوك سالمٌ مولى شيبَة " فَلَمَّا رأى عمر بن الْخطاب مَا فِي وَجه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من الْغَضَب قَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّا نتوب إِلَى الله عز وجل.

449 -

السَّادِس وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي غزَاة وَنحن سِتَّة نفرٍ، بَيْننَا بعيرٌ نعتقبه. قَالَ: فنقبت أقدامنا، ونقبت قدمي، وَسَقَطت أظفاري، فَكُنَّا نلف على أَرْجُلنَا الْخرق، فسميت غَزْوَة " ذَات الرّقاع "، لما كُنَّا نعصب على أَرْجُلنَا من الْخرق.

قَالَ أَبُو بردة: فَحدث أَبُو مُوسَى بِهَذَا الحَدِيث، ثمَّ كره ذَاك وَقَالَ: مَا كنت أصنع بِأَن أذكرهُ. قَالَ: كَأَنَّهُ كره أَن يكون شَيْئا من عمله أفشاه فِيهِ. فِي كتاب مُسلم: قَالَ أَبُو أُسَامَة: وَزَادَنِي غير بريد: وَالله يَجْزِي بِهِ.

450 -

السَّابِع وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآن، فوالذي نفس محمدٍ بِيَدِهِ لَهو أَشد تفلتاً من الْإِبِل فِي عقلهَا ".

451 -

الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مثل الْبَيْت الَّذِي يذكر الله فِيهِ وَالْبَيْت الَّذِي لَا يذكر الله فِيهِ مثل الْحَيّ وَالْمَيِّت ". كَذَا عِنْد مُسلم.

ص: 304

وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ: " مثل الَّذِي يذكر ربه وَالَّذِي لَا يذكر مثل الْحَيّ وَالْمَيِّت ".

452 -

التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِنَّمَا مثل الجليس الصَّالح وجليس السوء كحامل الْمسك ونافخ الْكِير، فحامل الْمسك إِمَّا أَن يحذيك، وَإِمَّا أَن تبْتَاع مِنْهُ، وَإِمَّا أَن تَجِد مِنْهُ ريحًا طيبَة. ونافخ الْكِير إِمَّا أَن يحرق ثِيَابك، وَإِمَّا أَن تَجِد ريحًا خبيثة ".

453 -

الثَّلَاثُونَ: عَن بريد عَن جده أبي مُوسَى: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إِن مثلي وَمثل مَا بَعَثَنِي الله عز وجل بِهِ كَمثل رجلٍ أَتَى قومه فَقَالَ: يَا قوم، إِنِّي رَأَيْت الْجَيْش بعيني وَأَنا النذير الْعُرْيَان، فالنجاء. فأطاعه طائفةٌ من قومه فأدلجوا وَانْطَلَقُوا على مهلهم، فنجوا. وكذبت طَائِفَة مِنْهُم فَأَصْبحُوا مكانهم، فصبحهم الْجَيْش، فأهلكهم واجتاحهم. فَذَلِك مثل من أَطَاعَنِي وَاتبع مَا جِئْت بِهِ، وَمثل من عَصَانِي وَكذب مَا جِئْت بِهِ من الْحق ".

454 -

الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم " إِن مثل مَا بَعَثَنِي الله بِهِ من الْهدى وَالْعلم كَمثل غيثٍ أصَاب أَرضًا، فَكَانَت مِنْهَا طائفةٌ طيبةٌ قبلت المَاء، فأنبتت الْكلأ والعشب الْكثير، وَكَانَ مِنْهَا أجادب أَمْسَكت المَاء فنفع الله بهَا النَّاس، فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسقوا ورعوا، وَأصَاب طَائِفَة مِنْهَا أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قيعانٌ، لَا تمسك مَاء وَلَا تنْبت كلأ. فَذَلِك مثل من فقه فِي دين الله عز

ص: 305

وَجل، ونفعه بِمَا بَعَثَنِي الله بِهِ، فَعلم وَعلم، وَمثل من لم يرفع بذلك رَأْسا وَلم يقبل هدى الله الَّذِي أرْسلت بِهِ ".

455 -

الثَّانِي الثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: لما فرغ النَّبِي صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أَبَا عَامر على جيشٍ إِلَى أَوْطَاس، فلقي دُرَيْد بن الصمَّة، فَقتل دريدٌ، وَهزمَ الله أَصْحَابه.

قَالَ أَبُو مُوسَى: وبعثني مَعَ أبي عَامر. قَالَ: فَرمي أَبُو عامرٍ فِي ركبته، رَمَاه رجلٌ من جشمٍ بسهمٍ فأثبته فِي ركبته، فانتهيت إِلَيْهِ فَقلت: يَا عَم، من رماك؟ فَأَشَارَ أَبُو عَامر إِلَى أبي مُوسَى فَقَالَ: إِن ذَاك قاتلي، ترَاهُ، ذَاك الَّذِي رماني. قَالَ أَبُو مُوسَى: فقصدت لَهُ فاعتمدته فلحقته، فَلَمَّا رَآنِي ولى عني ذَاهِبًا، فاتبعته، فَجعلت أَقُول لَهُ: أَلا تستحيي؟ أَلَسْت عَرَبيا؟ أَلا تثبت؟ فَكف، فالتقيت أَنا وَهُوَ، فاختلفنا ضربتين أَنا وَهُوَ، فضربته بِالسَّيْفِ فَقتلته. ثمَّ رجعت إِلَى أبي عَامر فَقلت: قد قتل الله صَاحبك. قَالَ: فانزع هَذَا السهْم، فنزا مِنْهُ المَاء، فَقَالَ: يَا ابْن أخي، انْطلق إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فأقره مني السَّلَام، وَقل لَهُ: يَقُول لَك أَبُو عَامر: اسْتغْفر لي: قَالَ: واستخلفني أَبُو عَامر على النَّاس، فَمَكثَ يَسِيرا ثمَّ مَاتَ.

فَلَمَّا رجعت إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم دخلت عَلَيْهِ وَهُوَ فِي بَيت على سريرٍ مرمل، وَعَلِيهِ فرَاش، وَقد أثر رمال السرير بِظهْر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وجنبتيه، فَأَخْبَرته خبرنَا وَخبر أبي عَامر، وَقلت لَهُ: قَالَ لي: قل لَهُ يسْتَغْفر لي. فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِمَاء،

ص: 306

فَتَوَضَّأ مِنْهُ، ثمَّ رفع يَدَيْهِ فَقَالَ:" اللَّهُمَّ اغْفِر لِعبيد أبي عَامر " حَتَّى رَأَيْت بَيَاض إبطَيْهِ. ثمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْم الْقِيَامَة فَوق كثيرٍ من خلقك، أَو من النَّاس ".

فَقلت: ولي يَا رَسُول الله فَاسْتَغْفر. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُمَّ اغْفِر لعبد الله بن قيسٍ ذَنبه، وَأدْخلهُ يَوْم الْقِيَامَة مدخلًا كَرِيمًا ".

قَالَ أَبُو بردة: إِحْدَاهمَا لأبي عَامر، وَالْأُخْرَى لأبي مُوسَى.

456 -

الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن بريد، عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: كنت عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ نازلٌ بالجعرانة - بَين مَكَّة وَالْمَدينَة - وَمَعَهُ بِلَال، فَأتى النَّبِي صلى الله عليه وسلم رجلٌ أعرابيٌّ فَقَالَ: أَلا تنجز لي يَا مُحَمَّد مَا وَعَدتنِي. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " أبشر " فَقَالَ الْأَعرَابِي: أكثرت عَليّ من " أبشر " فَأقبل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على أبي مُوسَى وبلال كَهَيئَةِ الغضبان فَقَالَ: " إِن هَذَا قد رد الْبُشْرَى، فاقبلا أَنْتُمَا " فَقُلْنَا: قبلنَا يَا رَسُول الله.

ثمَّ دَعَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بقدحٍ فِيهِ مَاء، فَغسل يَدَيْهِ وَوَجهه فِيهِ، وَمَج فِيهِ، ثمَّ قَالَ:" اشربا مِنْهُ وأفرغا على وجوهكما ونحوركما ". فأخذا الْقدح، ففعلا مَا أَمرهمَا بِهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فنادتهما أم سَلمَة من وَرَاء السّتْر: أفضلا لأمكما فِي إنائكما. فأفضلا لَهَا مِنْهُ طَائِفَة.

457 -

الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: ولد لي غلامٌ فَأتيت بِهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَسَماهُ إِبْرَاهِيم، وحنكه بتمرة، ودعا لَهُ بِالْبركَةِ، وَدفعه إِلَيّ. وَكَانَ أكبر ولد أبي مُوسَى.

ص: 307

عِنْد مُسلم إِلَى قَوْله وحنكه بتمرة، وللبخاري إِلَى آخِره.

458 -

الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: بلغنَا مخرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَنحن بِالْيمن، فخرجنا مُهَاجِرين إِلَيْهِ أَنا وَأَخَوَانِ لي، وَأَنا أَصْغَرهم، أَحدهمَا أَبُو بردة وَالْآخر أَبُو رهم، إِمَّا قَالَ: فِي بضعَة، وَإِمَّا قَالَ فِي ثَلَاثَة وَخمسين، أَو اثْنَيْنِ وَخمسين رجلا من قومِي. قَالَ: فَرَكبْنَا سفينة، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتنَا إِلَى النَّجَاشِيّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقنَا جَعْفَر بن أبي طالبٍ وَأَصْحَابه عِنْده، فَقَالَ جَعْفَر: إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعثنَا هَا هُنَا، وأمرنا بِالْإِقَامَةِ. قَالَ: فَأَقَمْنَا مَعَه حَتَّى قدمنَا جَمِيعًا. قَالَ: فَوَافَقنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِين افْتتح خَيْبَر، فَأَسْهم لنا - أَو قَالَ: فأعطانا مِنْهَا - وَمَا قسم لأحدٍ غَابَ عَن فتح خَيْبَر مِنْهَا شَيْئا إِلَّا لمن شهد مَعَه، إِلَّا لأَصْحَاب سَفِينَتنَا مَعَ جعفرٍ وَأَصْحَابه، قسم لَهُم مَعَهم. قَالَ: وَكَانَ ناسٌ من النَّاس يَقُولُونَ لنا - يَعْنِي لأهل السَّفِينَة - سبقناكم بِالْهِجْرَةِ.

وَقَالَ: فَدخلت أَسمَاء بنت عُمَيْس، وَهِي مِمَّن قدم مَعنا، على حَفْصَة زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم زائرةً، وَقد كَانَت هَاجَرت إِلَى النَّجَاشِيّ فِيمَن هَاجر إِلَيْهِ، فَدخل عمر على حَفْصَة وَأَسْمَاء عِنْدهَا، فَقَالَ عمر حِين رأى أَسمَاء: من هَذِه؟ قَالَت: أَسمَاء بنت عُمَيْس. فَقَالَ عمر: آلحبشية هَذِه؟ آلبحرية هَذِه؟ فَقَالَت أَسمَاء: نعم: فَقَالَ عمر: سبقناكم بِالْهِجْرَةِ، فَنحْن أَحَق برَسُول الله صلى الله عليه وسلم مِنْكُم. فَغضِبت وَقَالَت كلمة: يَا عمر، كلا وَالله، كُنْتُم مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم. وَكُنَّا فِي دَار - أَو فِي أَرض الْبعدَاء الْبغضَاء فِي الْحَبَشَة، وَذَلِكَ فِي الله وَفِي رَسُوله. وَايْم الله لَا أطْعم طَعَاما، وَلَا أشْرب شرابًا حَتَّى أذكر مَا قلت لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَنحن كُنَّا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم وأسأله، وَوَاللَّه لَا أكذب وَلَا أزيغ وَلَا أَزِيد على ذَلِك.

ص: 308

قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَت: يَا نَبِي الله، إِن عمر قَالَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:

" لَيْسَ بِأَحَق فِي مِنْكُم، وَله ولأصحابه هجرةٌ وَاحِدَة، وَلكم أَنْتُم أهل السَّفِينَة هجرتان ".

قَالَت: فَلَقَد رَأَيْت أَبَا مُوسَى وَأَصْحَاب السَّفِينَة يأتوني أَرْسَالًا يَسْأَلُونِي عَن هَذَا الحَدِيث، مَا من الدُّنْيَا شيءٌّ هم أفرح وَلَا أعظم فِي أنفسهم مِمَّا قَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

قَالَ أَبُو بردة: فَقَالَت أَسمَاء: فَلَقَد رَأَيْت أَبَا مُوسَى، وَإنَّهُ ليستعيد مني هَذَا الحَدِيث.

459 -

السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ: " الخازن الْمُسلم الْأمين، الَّذِي ينفذ - وَرُبمَا قَالَ: يُعْطي مَا أَمر بِهِ، فيعطيه كَامِلا موفراً طيبَة بِهِ نَفسه، فيدفعه إِلَى الَّذِي أَمر لَهُ بِهِ - أحد المتصدقين ".

460 -

السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لأعْلم أصوات رفْقَة الْأَشْعَرِيين بِالْقُرْآنِ حِين يدْخلُونَ بِاللَّيْلِ، وَأعرف مَنَازِلهمْ من أَصْوَاتهم بِالْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ، وَإِن كنت لم أر مَنَازِلهمْ حِين نزلُوا بِالنَّهَارِ. وَمِنْهُم حكيمٌ إِذا لَقِي الْخَيل - أَو قَالَ: الْعَدو - قَالَ لَهُم: إِن أَصْحَابِي يأمرونكم أَن تنظروهم ".

461 -

الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن بريدٍ عَن أبي بردة عَن جده أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ

ص: 309

قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:

إِن الْأَشْعَرِيين إِذا أرملوا فِي الْغَزْو، أَو قل طَعَام عِيَالهمْ بِالْمَدِينَةِ، جمعُوا مَا كَانَ عِنْدهم فِي ثوبٍ واحدٍ ثمَّ اقتسموه بَينهم فِي إِنَاء واحدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فهم مني، وَأَنا مِنْهُم ".

462 -

التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: سمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم رجلا يثني على رجلٍ ويطريه فِي المدحة فَقَالَ: " أهلكتم أَو قطعْتُمْ ظهر الرجل ".

463 -

الْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَنه أخبرهُ أَنه تَوَضَّأ فِي بَيته، ثمَّ خرج فَقَالَ: لألزمن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ولأكونن مَعَه يومي هَذَا.

قَالَ: فجَاء الْمَسْجِد، فَسَأَلَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: خرج، وَجه هَا هُنَا. قَالَ: فَخرجت على إثره أسأَل عَنهُ حَتَّى دخل بِئْر أريسٍ. قَالَ: فَجَلَست عِنْد الْبَاب وبابها من جريد حَتَّى قضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَاجته، وَتَوَضَّأ، فَقُمْت إِلَيْهِ، فَإِذا هُوَ قد جلس على بِئْر أريس، وتوسط قفها، وكشف عَن سَاقيه ودلاهما فِي الْبِئْر.

قَالَ: فَسلمت عَلَيْهِ، ثمَّ انصرفت، فَجَلَست عِنْد الْبَاب فَقلت: لأكونن بواب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْيَوْم، فجَاء أَبُو بكرٍ فَدفع الْبَاب، فَقلت: من هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بكر. فَقلت: على رسلك. قَالَ: ثمَّ ذهبت فَقلت: يَا رَسُول الله، هَذَا أَبُو بكر يسْتَأْذن. فَقَالَ:" ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ ". قَالَ: فَأَقْبَلت حَتَّى قلت لأبي بكر: ادخل، وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بِالْجنَّةِ. قَالَ: فَدخل أَبُو بكر فَجَلَسَ عَن يَمِين رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَعَه فِي القف، ودلى رجلَيْهِ فِي الْبِئْر كَمَا صنع النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وكشف عَن سَاقيه.

ثمَّ رجعت فَجَلَست، وَقد تركت أخي يتَوَضَّأ ويلحقني. فَقلت: إِن يرد الله

ص: 310

بفلان - يُرِيد أَخَاهُ - خيرا يَأْتِ بِهِ. فَإِذا إنسانٌ يُحَرك الْبَاب، فَقلت: من هَذَا؟ فَقَالَ: عمر بن الْخطاب. فَقلت: على رسلك، ثمَّ جِئْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَسلمت عَلَيْهِ وَقلت: هَذَا عمر يسْتَأْذن، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ. فَقلت: ائْذَنْ، أَدخل، ويبشرك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْجنَّةِ، قَالَ: فَدخل فَجَلَسَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي القف عَن يسَاره، ودلى رجلَيْهِ فِي الْبِئْر.

ثمَّ رجعت فَجَلَست فَقلت: إِن يرد الله بفلان خيرا - يَعْنِي أَخَاهُ - يَأْتِ بِهِ. فجَاء إنسانٌ فحرك الْبَاب، فَقلت: من هَذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَان بن عَفَّان. فَقلت: على رسلك. قَالَ: وَجئْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرته، فَقَالَ:" ائْذَنْ لَهُ، وبشره بِالْجنَّةِ مَعَ بلوى تصيبه " قَالَ: فَجئْت فَقلت: أَدخل ويبشرك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْجنَّةِ مَعَ بلوى تصيبك. قَالَ: فَدخل فَوجدَ القف قد ملئ، فَجَلَسَ وجاههم فِي الشق الآخر.

قَالَ سعيد بن الْمسيب: فأولت ذَلِك قُبُورهم، اجْتمعت، وَانْفَرَدَ عُثْمَان رضي الله عنهم.

وَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا من رِوَايَة أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي مُوسَى بِمَعْنَاهُ مُخْتَصرا: كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي حائطٍ من حيطان الْمَدِينَة، فجَاء رجلٌ فَاسْتَفْتَحَ. وَفِي بعض طرقه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دخل حَائِطا وَأَمرَنِي بِحِفْظ الْبَاب، فجَاء رجل

الحَدِيث، وَفِيه أَن عُثْمَان حِين بشره قَالَ: اللَّهُمَّ صبرا، وَالله الْمُسْتَعَان. وَفِي رِوَايَة يُوسُف بن مُوسَى، فَحَمدَ الله ثمَّ قَالَ: الله الْمُسْتَعَان.

464 -

الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الْأسود بن يزِيد النَّخعِيّ عَن أبي مُوسَى قَالَ: قدمت أَنا وَأخي من الْيمن، فَكُنَّا حينا - وَفِي رِوَايَة: فَمَكثْنَا حينا - وَمَا نرى ابْن

ص: 311

مَسْعُود وَأمه إِلَّا من أهل بَيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما نرى من كَثْرَة دُخُوله وَدخُول أمه على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ولزومه لَهُ.

465 -

الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق بن سَلمَة عَن أبي مُوسَى: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْمَرْء مَعَ من أحب ".

466 -

الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق عَن أبي مُوسَى قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن الرجل يُقَاتل شجاعةً، وَيُقَاتل حميةً، وَيُقَاتل رِيَاء، أَي ذَلِك فِي سَبِيل الله؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" من قَاتل لتَكون كلمة الله هِيَ الْعليا " فِي حَدِيث ابْن الْمثنى: " لتَكون كلمة الله أَعلَى فَهُوَ فِي سَبِيل الله ".

467 -

الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله وَأبي مُوسَى قَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِن بَين يَدي السَّاعَة أَيَّامًا ينزل فِيهَا الْجَهْل، وَيرْفَع فِيهَا الْعلم، وَيكثر فِيهَا الْهَرج ". والهرج: الْقَتْل.

وَقد تقدم فِي مُسْند ابْن مَسْعُود.

468 -

الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي مُوسَى قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سفر، فَجعل النَّاس يجهرون بِالتَّكْبِيرِ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:" اربعوا على أَنفسكُم، إِنَّكُم لَيْسَ تدعون أَصمّ وَلَا غَائِبا، إِنَّكُم تدعون سمعياً قَرِيبا، وَهُوَ مَعكُمْ " قَالَ: وَأَنا خَلفه، وَأَنا أَقُول: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. فَقَالَ: " يَا عبد الله بن قيس، أَلا أدلك على كنزٍ من كنوز الْجنَّة "؟ فَقلت: بلَى يَا رَسُول الله.

قَالَ: " لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه ".

ص: 312

وَفِي رِوَايَة: " الَّذِي تَدعُونَهُ أقرب إِلَى أحدكُم من عنق رَاحِلَة أحدكُم ".

469 -

السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن طَارق بن شهَاب عَن أبي مُوسَى قَالَ: قدمت على ر سَوَّلَ الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ منيخٌ بالبطحاء، فَقَالَ:" بِمَ أَهلَلْت؟ " قَالَ: قلت: أَهلَلْت بإهلال النَّبِي صلى الله عليه وسلم. قَالَ: " هَل سقت من هدي؟ " قلت: لَا. قَالَ: " فَطُفْ بِالْبَيْتِ وبالصفا والمروة، ثمَّ حل " فطفت بِالْبَيْتِ، وبالصفا والمروة، ثمَّ أتيت امْرَأَة من قومِي، فمشطتني وغسلت رَأْسِي، فَكنت أُفْتِي النَّاس بِذَاكَ فِي إِمَارَة أبي بكر وإمارة عمر.

فَإِنِّي لقائم بِالْمَوْسِمِ، إِذْ جَاءَنِي رجلٌ قَالَ: إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أحدث أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي شَأْن النّسك. فَقلت: أَيهَا النَّاس، من كُنَّا أفتيناه بشيءٍ فليتئد، فَهَذَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قادمٌ عَلَيْكُم، فبه فائتموا. فَلَمَّا قدم قلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، مَا هَذَا الَّذِي أحدثت فِي شَأْن النّسك؟ قَالَ: إِن نَأْخُذ بِكِتَاب الله، فَإِن الله عز وجل قَالَ:{وَأَتمُّوا الْحَج وَالْعمْرَة لله} [سُورَة الْبَقَرَة] ، وَإِن نَأْخُذ بِسنة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَإِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لم يحل حَتَّى نحر الْهَدْي.

وَهُوَ فِي رِوَايَة مُسلم عَن إِبْرَاهِيم بن أبي مُوسَى عَن أَبِيه: أَنه كَانَ يُفْتِي بِالْمُتْعَةِ، فَقَالَ لَهُ رجلٌ: رويدك بعض فتياك، فَإنَّك لَا تَدْرِي مَا أحدث أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي النّسك. فَلَقِيَهُ بعد، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ عمر: قد علمت أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قد فعله وَأَصْحَابه، وَلَكِن كرهت أَن يظلوا معرسين بِهن فِي الْأَرَاك. ثمَّ يروحون فِي الْحَج تقطر رؤوسهم.

ص: 313

470 -

السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن طَارق بن شهَاب عَن أبي مُوسَى قَالَ: كَانَ يَوْم عَاشُورَاء يَوْمًا تعظمه الْيَهُود وتتخذه عيداً، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" صوموه أَنْتُم ".

وَعند مُسلم عَن أَحْمد بن الْمُنْذر فِي حَدِيث طَارق عَن أبي مُوسَى قَالَ: كَانَ أهل خَيْبَر يَصُومُونَ يَوْم عَاشُورَاء، ويتخذونه عيداً، وَيلبسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حليهم وشارتهم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" فصوموه أَنْتُم ".

471 -

الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مرّة الْهَمدَانِي عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " كمل من الرِّجَال كثير، وَلم يكمل من النِّسَاء إِلَّا مَرْيَم بنت عمرَان، وآسية امْرَأَة فِرْعَوْن. وَفضل عَائِشَة على النِّسَاء كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام ".

472 -

التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا أحد أَصْبِر على أَذَى " سَمعه من الله عز وجل، إِنَّه يُشْرك بِهِ وَيجْعَل لَهُ الْوَلَد، ثمَّ هُوَ يعافيهم ويرزقهم ".

473 -

الْخَمْسُونَ: // حَدِيث مُتَّفق على مَتنه //:

أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة بريد بن عبد الله عَن أبي بردة عَن جده أبي بردة.

وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة طَلْحَة بن يحيى بن طَلْحَة بن عبيد الله عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَو رَأَيْتنِي وَأَنا أستمع قراءتك البارحة، لقد أُوتيت مِزْمَارًا من مَزَامِير آل دَاوُد ".

لَيْسَ فِي رِوَايَة البُخَارِيّ: " لَو رَأَيْتنِي وَأَنا أستمع قراءتك ".

ص: 314