الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(45)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عتْبَان بن مَالك [رضي الله عنه]
حَدِيث وَاحِد: لَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيره:
699 -
عَن ابْن شهَاب قَالَ: أَخْبرنِي مَحْمُود بن الرّبيع: أَنه عقل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وعقل مجةً مجها فِي وَجهه من بِئْر كَانَت فِي دَارهم، وَزعم أَنه سمع عتْبَان ابْن مَالك الْأنْصَارِيّ - وَكَانَ مِمَّن شهد بَدْرًا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: كنت أُصَلِّي لقومي بني سَالم، وَكَانَ يحول بيني وَبينهمْ وادٍ، إِذا جَاءَت الأمطار يشق عَليّ اجتيازه قبل مَسْجِدهمْ، فَجئْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقلت لَهُ: إِنِّي أنْكرت بَصرِي، وَإِن الْوَادي الَّذِي بيني وَبَين قومِي يسيل إِذا جَاءَت الأمطار فَيشق عَليّ اجتيازه، فوددت أَنَّك تَأتي فَتُصَلِّي فِي بَيْتِي مَكَانا أتخذه مصلى. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" سأفعل ".
فغدا عَليّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر بَعْدَمَا اشْتَدَّ النَّهَار، وَاسْتَأْذَنَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأَذنت لَهُ، فَلم يجلس حَتَّى قَالَ:" أَيْن تحب أَن أُصَلِّي فِي بَيْتك؟ " فأشرت إِلَيْهِ إِلَى الْمَكَان الَّذِي أحب أَن يُصَلِّي فِيهِ، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَكبر، وصففنا وَرَاءه، فصلى رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ سلم وَسلمنَا حِين سلم. فحبسته على خزير يصنع لَهُ، فَسمع أهل الدَّار أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي، فَثَابَ رجالٌ مِنْهُم حَتَّى كثر الرِّجَال فِي الْبَيْت، فَقَالَ رجلٌ: مَا فعل مالكٌ؟ لَا أرَاهُ. فَقَالَ رجلٌ مِنْهُم: ذَلِك منافقٌ لَا يحب الله وَرَسُوله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " لَا تقل ذَلِك، أَلا ترَاهُ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله يَبْتَغِي بذلك وَجه الله عز وجل؟ " فَقَالَ: الله وَرَسُوله أعلم، أما نَحن، فوَاللَّه لَا نرى وده وَلَا حَدِيثه إِلَّا إِلَى الْمُنَافِقين. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" فَإِن الله قد حرم على النَّار من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله يَبْتَغِي بذلك وَجه الله ".
قَالَ مَحْمُود: فحدثتها قوما فيهم أَبُو أَيُّوب صَاحب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي غزوته الَّتِي توفّي فِيهَا - وَيزِيد بن مُعَاوِيَة عَلَيْهِم - بِأَرْض الرّوم، فأنكرها عَليّ أَبُو أَيُّوب وَقَالَ: وَالله مَا أَظن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا قلت قطّ. فَكبر ذَلِك عَليّ، فَجعلت الله عَليّ إِن سلمني الله حَتَّى أقفل من غزوتي، أَن أسَال عَن عتْبَان بن مَالك، إِن وجدته حياًّ فِي مَسْجِد قومه. فَفعلت، فَأَهْلَلْت بِحجَّة أَو عمْرَة، ثمَّ سرت حَتَّى قدمت من الْمَدِينَة، فَأتيت بني سَالم، فَإِذا عتْبَان شيخٌ أعمى يُصَلِّي لِقَوْمِهِ، فَلَمَّا سلم سلمت عَلَيْهِ، وأخبرته من أَنا، ثمَّ سَأَلته عَن ذَلِك الحَدِيث، فَحَدَّثَنِيهِ كَمَا حَدَّثَنِيهِ أول مرّة.
وَفِي حَدِيث يُونُس وَعقيل: قَالَ ابْن شهَاب: ثمَّ سَأَلت الْحصين بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ - وَهُوَ أحد بني سَالم، وَهُوَ من سراتهم - عَن حَدِيث مَحْمُود بن الرّبيع فَصدقهُ بذلك.
وَفِي حَدِيث معمر: فَقَالَ رجل: أَيْن مَالك بن الدخشن أَو الدخيشن؟ قَالَ الزُّهْرِيّ: ثمَّ نزلت بعد ذَلِك فَرَائض وأمورٌ، نرى أَن الْأَمر انْتهى إِلَيْهَا، فَمن اسْتَطَاعَ أَن لَا يغتر فَلَا يغتر.
وَرَوَاهُ مُسلم من حَدِيث ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس بن مَالك عَن مَحْمُود بن الرّبيع قَالَ: قدمت الْمَدِينَة، فَلَقِيت عتْبَان بن مَالك، حديثٌ بَلغنِي عَنْك. فَقَالَ: أصابني فِي بَصرِي بعض الشَّيْء، فَبعثت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:
إِنِّي أحب أَن تَأتِينِي فَتُصَلِّي فِي منزلي فأتخذه مصلى. قَالَ: فَأَتَانِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمن شَاءَ الله من أَصْحَابه، فَدخل، فَهُوَ يُصَلِّي فِي منزلي وَأَصْحَابه يتحدثون بَينهم. ثمَّ أسندوا عظم
ذَلِك وَكبره إِلَى مَالك بن دخشم. قَالَ: ودوا أَنه دَعَا عَلَيْهِ فَهَلَك، ودوا أَنه أَصَابَهُ شرٌّ. فَقضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقَالَ:" أَلَيْسَ يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله؟ " قَالُوا: إِنَّه يَقُول ذَاك وَمَا هُوَ فِي قلبه. قَالَ: " لَا يشْهد أحدٌ أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُول الله، فَيدْخل النَّار أَو تطعمه ". قَالَ أنسٌ: فَأَعْجَبَنِي هَذَا الحَدِيث، فَقلت لِابْني: اكتبه، فَكَتبهُ.