الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(5)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رضي الله عنه
160 -
الأول: عَن عبد الله بن عَبَّاس بِطُولِهِ، وَعَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة مُخْتَصر، وَهَذَا حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَن عمر بن الْخطاب خرج إِلَى الشَّام حَتَّى إِذا بسرغ. لقِيه أُمَرَاء الأجناد: أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح وَأَصْحَابه، فأخبروه أَن الوباء قد وَقع بِالشَّام، قَالَ ابْن عَبَّاس: فَقَالَ عمر: ادْع لي الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين، فدعوتهم فاستشارهم، وَأخْبرهمْ أَن الوباء قد وَقع بِالشَّام، فَاخْتَلَفُوا: فَقَالَ بَعضهم: خرجت لأمر لَا نرى أَن ترجع عَنهُ. وَقَالَ بَعضهم: مَعَك بَقِيَّة النَّاس وَأَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَلَا نرى أَن تقدمهم على هَذَا الوباء. فَقَالَ: ارتفعوا عني، ثمَّ قَالَ: ادْع الْأَنْصَار، فدعوتهم فاستشارهم، فسلكوا سَبِيل الْمُهَاجِرين، وَاخْتلفُوا كاختلافهم، فَقَالَ: ارتفعوا عني، ثمَّ قَالَ: ادْع لي من كَانَ هُنَا من مشيخة قُرَيْش من مهاجرة الْفَتْح. فدعوتهم، فَلم يخْتَلف عَلَيْهِ مِنْهُم رجلَانِ، فَقَالُوا: نرى أَن ترجع بِالنَّاسِ وَلَا تقدمهم على هَذَا الوباء.
فَنَادَى عمر فِي النَّاس: إِنِّي مصبحٌ على ظهرٍ فَأَصْبحُوا عَلَيْهِ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة ابْن الْجراح: أفراراً من قدر الله؟ فَقَالَ عمر: لَو غَيْرك قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَة، وَكَانَ عمر يكره خِلَافه، نعم، نفر من قدر الله إِلَى قدر الله، أَرَأَيْت لَو كَانَت لَك إبلٌ، فَهَبَطت وَاديا لَهُ عدوتان إِحْدَاهمَا خصبة وَالْأُخْرَى جدبة، أَلَيْسَ إِن رعيت الخصبة رعيتها بِقدر الله، وَإِن رعيت الجدبة رعيتها بِقدر الله؟
قَالَ: فجَاء عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَكَانَ متغيباً فِي بعض حَاجته، فَقَالَ: إِن عِنْدِي من هَذَا علما:
سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " إِذا سَمِعْتُمْ بِهِ بأرضٍ فَلَا تقدمُوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع بأرضٍ وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ ".
قَالَ: فَحَمدَ الله عمر بن الْخطاب، ثمَّ انْصَرف.
وَفِي حَدِيث معمر: فَسَار حَتَّى أَتَى الْمَدِينَة فَقَالَ: هَذَا الْمحل، أَو قَالَ: هَذَا الْمنزل إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَأما حَدِيث عبد الله بن عامرٍ فَإِنَّهُ اقْتصر على الْمسند: أَن عمر خرج إِلَى الشَّام، فَلَمَّا جَاءَ سرغ بلغه أَن الوباء قد وَقع بهَا، فَأخْبرهُ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ
…
فَذكر نَحوه.
وَفِي كتاب مُسلم عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم: أَن عمر إِنَّمَا انْصَرف بِالنَّاسِ عَن حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف.
161 -
الثَّانِي: عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أَبِيه قَالَ: إِنِّي لواقفٌ فِي الصَّفّ يَوْم بدر، فَنَظَرت عَن يَمِيني وَعَن شمَالي، فَإِذا أَنا بغلامين من الْأَنْصَار، حديثةٍ أسنانهما، فتمنيت أَن أكون بَين أضلع مِنْهُمَا، فغمزني أَحدهمَا فَقَالَ: أَي عَم، هَل تعر ف أَبَا جهل؟ قلت: نعم، فَمَا حَاجَتك إِلَيْهِ يَا ابْن أخي؟ قَالَ: أخْبرت أَنه يسب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَئِن رَأَيْته لَا يُفَارق سوَادِي حَتَّى يَمُوت الأعجل منا، قَالَ: فتعجبت لذَلِك. قَالَ: وغمزني الآخر فَقَالَ لي مثلهَا.