الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(51)
الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن مُسْند أبي قَتَادَة الْحَارِث بن ربعي الْأنْصَارِيّ [رضي الله عنه]
720 -
الأول: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا شرب أحدكُم فَلَا يتنفس فِي الْإِنَاء، وَإِذا أَتَى الْخَلَاء فَلَا يمس ذكره بِيَمِينِهِ، وَلَا يتمسح بِيَمِينِهِ ".
وَفِي حَدِيث أَيُّوب ذكر النَّهْي عَن ذَلِك، وَعَن أَن يَسْتَطِيب بِيَمِينِهِ. وَمن الروَاة من قَالَ فِيهِ:
إِذا بَال أحدكُم فَلَا يَأْخُذ ذكره بِيَمِينِهِ، وَلَا يسْتَنْج بِيَمِينِهِ ".
721 -
الثَّانِي: فِي حمَار الْوَحْش: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة قَالَ: كنت يَوْمًا جَالِسا مَعَ رجال من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي منزلٍ فِي طَرِيق مَكَّة، وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم أمامنا، وَالْقَوْم محرمون، وَأَنا غير محرمٍ عَام الْحُدَيْبِيَة، فَأَبْصرُوا حمارا وحشياًّ وَأَنا مشغولٌ أخصف نَعْلي، فَلم يؤذنوني، وأحبوا لَو أَنِّي أبصرته، فأبصرته، فَقُمْت إِلَى الْفرس فأسرجته، ثمَّ ركبت ونسيت السَّوْط وَالرمْح. فَقلت لَهُم: ناولوني السَّوْط وَالرمْح. قَالُوا: لَا، وَالله لانعينك عَلَيْهِ، فَغضِبت، فَنزلت وأخذتهما، ثمَّ ركبت فشدت على الْحمار فعقرته، ثمَّ جِئْت بِهِ وَقد مَاتَ، فوقعوا فِيهِ يَأْكُلُونَهُ، ثمَّ إِنَّهُم شكوا فِي أكلهم إِيَّاه وهم حرم، فرحنا، وخبأت الْعَضُد معي، فَأَدْرَكنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَسَأَلْنَاهُ عَن ذَلِك، فَقَالَ:" هَل مَعكُمْ مِنْهُ شَيْء؟ " فَقلت: نعم. فناولته الْعَضُد فَأكلهَا وَهُوَ محرم.
وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث نَافِع مولى أبي قَتَادَة، وَعَن عَطاء بن يسَار عَن أبي قَتَادَة.
وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث أبي صَالح مولى التَّوْأَمَة عَن أبي قَتَادَة مَقْرُونا بِنَافِع وَكلهمْ ذكر نَحوه، وَفِي حَدِيث أبي النَّضر:
إِنَّمَا هِيَ طعمة أطعمكموها الله ". وَفِي حَدِيث صَالح بن كيسَان: " هُوَ حَلَال فكلوه ".
722 -
الثَّالِث: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة قَالَ: بَيْنَمَا نَحن نصلي مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذْ سمع جلبة رجال، فَلَمَّا صلى قَالَ:" مَا شَأْنكُمْ؟ " قَالُوا: استعجلنا إِلَى الصَّلَاة. قَالَ: " فَلَا تَفعلُوا، إِذا أتيتم الصَّلَاة فَعَلَيْكُم السكينَة، فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا ".
723 -
الرَّابِع: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا تقوموا حَتَّى تروني ".
وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي سَلمَة عَن أبي قَتَادَة بِمثلِهِ.
وَفِي رِوَايَة إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم:
حَتَّى تروني قد خرجت ".
وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ فِي حَدِيث شَيبَان وَعلي بن الْمُبَارك: " وَعَلَيْكُم السكينَة ".
جعل أَبُو مَسْعُود هَذَا الحَدِيث وَالَّذِي قبله حَدِيثا وَاحِدًا، وَلم يذكر هَذَا الثَّانِي أصلا، وَجعل أسانيدهما جَمِيعًا - على اخْتِلَافهمَا - فِي الأول، وَلَوْلَا أَنه قد ذكر أَسَانِيد الثَّانِي فِي الأول لقلنا: قد أغفله، وَمن وقف عَلَيْهِمَا علم أَنَّهُمَا حديثان فِي مَعْنيين مُخْتَلفين.
724 -
الْخَامِس: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه: أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يقْرَأ فِي الظّهْر فِي الْأَوليين بِأم الْكتاب وسورتين، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِأم الْكتاب، ويسمعنا الْآيَة أَحْيَانًا، وَيطول فِي الرَّكْعَة الأولى مَا لَا يُطِيل فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة، وَهَكَذَا فِي الْعَصْر، وَهَكَذَا فِي الصُّبْح. قَالَ فِي حَدِيث حجاج الصَّواف: وَعَن أبي سَلمَة عَن أبي قَتَادَة كَذَلِك.
725 -
السَّادِس: عَن أبي سَلمَة عَن أبي قَتَادَة - وَكَانَ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم وفرسانه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: " الرُّؤْيَا من الله، والحلم من الشَّيْطَان. فَإِذا حلم أحدكُم الْحلم يكرههُ فليبصق عَن يسَاره وليستعذ بِاللَّه مِنْهُ، فَلَنْ يضرّهُ ".
وَفِي حَدِيث عبد ربه بن سعيد:
الرُّؤْيَا الصَّالِحَة من الله، والرؤيا السوء من الشَّيْطَان، وَإِذا رأى أحدكُم مَا يحب فَلَا يحدث بهَا إِلَّا من يحب، وَإِذا رأى مَا يكره فليتفل عَن يسَاره ثَلَاثًا، ويتعوذ بِاللَّه من شَرّ الشَّيْطَان وشرها، وَلَا يحدث بهَا أحدا ".
وَفِي أَوله عَن أبي سَلمَة قَالَ: إِن كنت لأرى الرُّؤْيَا تمرضني، قَالَ: فَلَقِيت أَبَا قَتَادَة فَقَالَ: وَأَنا كنت أرى الرُّؤْيَا فتمرضني حَتَّى سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
…
وَذكره.
وَعند البُخَارِيّ فِي حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى بن أبي كثير، وَفِي رِوَايَة مُسَدّد عَن عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عَن أَبِيه عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه مَرْفُوعا نَحوه، زَاد فِي حَدِيث عبد الله بن أبي جَعْفَر عَن أبي سَلمَة عَن أبي قَتَادَة:" وَإِن الشَّيْطَان لَا يتَرَاءَى بِي ".
726 -
السَّابِع: عَن أبي سَلمَة عَن أبي قَتَادَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: " من رَآنِي فقد رأى الْحق ".
727 -
الثَّامِن: عَن معبد بن كَعْب بن مَالك عَن أبي قَتَادَة بن ربعي أَنه كَانَ يحدث: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مر عَلَيْهِ بِجنَازَة، فَقَالَ:" مستريحٌ ومستراحٌ مِنْهُ " قَالُوا: يَا رَسُول الله، مَا المستريح والمستراح مِنْهُ؟ فَقَالَ:" العَبْد الْمُؤمن يستريح من نصب الدُّنْيَا، وَالْعَبْد الْفَاجِر يستريح مِنْهُ الْعباد والبلاد وَالشَّجر وَالدَّوَاب ".
728 -
التَّاسِع: عَن عَمْرو بن سليم بن خلدَة الزرقي الْأنْصَارِيّ عَن أبي قَتَادَة قَالَ: دخلت الْمَسْجِد وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم جَالس بَين ظهراني النَّاس، قَالَ: فَجَلَست، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" مَا مَنعك أَن تصلي رَكْعَتَيْنِ قبل أَن تجْلِس ". قَالَ: فَقلت: يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، " رَأَيْتُك جَالِسا وَالنَّاس جلوسٌ. قَالَ:" فَإِذا دخل أحدكُم الْمَسْجِد فَلَا يجلس حَتَّى يرْكَع رَكْعَتَيْنِ " فِي حَدِيث مَالك: " فليركع رَكْعَتَيْنِ قبل أَن يجلس ".
729 -
الْعَاشِر: عَن عَمْرو بن سليم عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حاملٌ أُمَامَة بنت زَيْنَب بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلأبي الْعَاصِ بن ربيعَة بن عبد شمس، فَإِذا سجد وَضعهَا، وَإِذا قَامَ حملهَا.
وَفِي حَدِيث ابْن عجلَان وَعُثْمَان بن أبي سُلَيْمَان وَبُكَيْر:
رَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يؤم النَّاس وأمامة بنت أبي الْعَاصِ على عَاتِقه، فَإِذا ركع وَضعهَا، وَإِذا رفع من السَّجْدَة أَعَادَهَا. الْمَعْنى وَاحِد.
730 -
الْحَادِي عشر: عَن أبي مُحَمَّد مولى أبي قَتَادَة - واسْمه نَافِع - عَن أبي قَتَادَة، قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَام حنينٍ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَت للْمُسلمين
جولةٌ، قَالَ: فَرَأَيْت رجلا من الْمُشْركين قد علا رجلا من الْمُسلمين، فاستدرت إِلَيْهِ حَتَّى أَتَيْته من وَرَائه، فضربته على حَبل عَاتِقه، وَأَقْبل عَليّ فضمني ضمةً وجدت مِنْهَا ريح الْمَوْت، ثمَّ أدْركهُ الْمَوْت فأرسلني، فَلَقِيت عمر بن الْخطاب فَقَالَ: مَا للنَّاس؟ فَقلت: أَمر الله. ثمَّ إِن النَّاس رجعُوا، وَجلسَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" من قتل قَتِيلا لَهُ عَلَيْهِ بينةٌ فَلهُ سلبه ". فَقُمْت فَقلت: من يشْهد لي؟ ثمَّ جَلَست، ثمَّ قَالَ بِمثل ذَلِك، فَقُمْت فَقلت: من يشْهد لي؟ ثمَّ جَلَست، ثمَّ قَالَ بِمثل ذَلِك الثَّالِثَة، فَقُمْت، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" مَا لَك يَا أَبَا قَتَادَة؟ " فقصصت عَلَيْهِ الْقِصَّة، فَقَالَ رجلٌ من الْقَوْم: صدق يَا رَسُول الله، سلب ذَلِك الْقَتِيل عِنْدِي، فأرضه من حَقه. فَقَالَ أَبُو بكر الصّديق رضي الله عنه. لَاها الله، إِذا لَا يعمد إِلَى أَسد الله يُقَاتل عَن الله وَعَن رَسُوله فيعطيك سلبه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:" صدق، فأعطه إِيَّاه " فَأَعْطَانِي. قَالَ فَبِعْت الدرْع، فابتعت مخرفاً فِي بني سَلمَة، فَإِنَّهُ لأوّل مالٍ تأثلته فِي الْإِسْلَام.
سَمِعت بعض أهل الْعلم فِيمَا مضى من الزَّمَان وَقد أجري ذكر هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ: لَو لم يكن من فَضِيلَة لأبي بكر الصّديق إِلَّا هَذَا، فَإِنَّهُ بثاقب علمه، وَشدَّة صرامته، وَقُوَّة إنصافه، وَصِحَّة توفيقه، وَصدق تَحْقِيقه بَادر إِلَى القَوْل بِالْحَقِّ، فزجر، وَأفْتى وَحكم وأمضى، وَأخْبر فِي الشَّرِيعَة عَن الْمُصْطَفى صلى الله عليه وسلم بِحَضْرَتِهِ وَبَين يَدَيْهِ بِمَا صدقه فِيهِ، وأجراه على قَوْله. وَهَذَا من خَصَائِصه الْكُبْرَى إِلَى مَا لَا يُحْصى من فضائله الْأُخْرَى.