الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذُكِر في رَسْم أبي العبّاس (1). وكان محدِّثًا راوِيةً عَدْلًا ديِّنًا فاضلًا جميلَ العِشرة بَرًا بإخوانه كريمَ العهد وَفِيًّا.
واستُشهد، نفَعَه اللهُ، والمسلمونَ على شَرْبَطْرةَ سنةَ ثمانٍ وست مئة، وسِيق إلى إشبِيليَةَ فدُفن برَوْضة سَلَفِه منها بمقرُبة من مسجد السيِّدة، داخَلَ إشبِيليَةَ، رَجَعَها الله.
58 -
محمدُ (2) بن أحمدَ بن محمد بن أحمدَ بن عبد الملِك بن سَعِيد بن يوسُفَ الأنصاريّ، أبو عبد الله بن مَشَلْيُون، بميم وشينٍ معجَم مفتوحَيْن ولام ساكِن وياءٍ مسفولة وواوِ مَدّ ونون، بَلَنْسِيٌّ شِلْبِيُّ الأصل.
وكان سَلَفُه بشِلْبَ يُعرَفونَ فيها ببني الحَبِيب، وكانوا من رُؤسائها وأعيانِها، ثم نُقلوا عنها إلى شُبُربَ في الدّولة العامِرية، فاستَوطَنوها، فكانوا أيضًا من أعيانِها، ولقِّب بعضُهم فيها بمَشَلْيُون فسَرَى في عَقِبِه.
رَوى عن أبي بكر بن نُمَارةَ وطبقتِه، وجالَسَه أبو عبد الله ابنُ الأبّار كثيرًا واستجازَه لنفسِه فأجاز له؛ وكان فقيهًا حافظًا مُعمَّرًا.
مَولدُه ليلةَ الأحد لِثنتَيْ عشْرةَ ليلةً خَلَت من رجَبِ اثنين وأربعينَ وخمس مئة، وتوفِّي ببَلَنْسِيَّة لتسعٍ بقِينَ من ربيع الأوّل سنة ثِنتين وثلاثينَ وست مئة.
59 - محمدُ بن أحمدَ بن محمد بن أحمدَ بن محمد بن أحمدَ بن طاهِر القَيْسيُّ، إشبِيليٌّ، أبو بكر
.
(1) حاشية بهامش ب: "سمع بمكة شرفها الله تعالى من جوبكار وزاهر بن رستم ويونس الهاشمي، روى عنه ابن مسدي، ومولده على رأس الستين وخمس مئة".
(2)
ترجمه المنذري في التكملة 3/الترجمة 2505، والرعيني في برنامجه (97)، وابن الأبار في التكملة (1668)، والذهبي في المستملح (291)، وتاريخ الإسلام 14/ 54، ومعرفة القراء 2/ 639، والعبر 3/ 210، والصفدي في الوافي 4/ 261، واليافعي في مرآة الجنان 4/ 75، وابن الجزري في غاية النهاية 2/ 219، والقادري في نهاية الغاية، الورقة 254، والسيوطي في بغية الوعاة 1/ 201، وطبقات المفسرين 3/ 90، وابن العماد في الشذرات 5/ 145.
حَفيدُ الراوِية المحدِّث المُتقِن أبي بكر بن طاهر. رَوى عن أبي القاسم ابن بَشْكُوال.
60 -
محمدُ (1) بن أحمدَ بن محمد بن أحمدَ بن محمد بن سعيد بن عبد المجيد السُلَميّ، غَرْناطيٌّ مليشيُّ الأصل، انتقلَ جَدُّه إلى غَرْناطةَ أوّلَ دولة لَمْتُونةَ، أبو عبد الله، ابنُ عَرُوس، وهو جَدُّه لأُمِّه.
تلا بالسَّبع على أبي بكر بن الخَلُوف، وأبي الحَسَن بن ثابِت، وأبي عبد الله النَّوَالِشيّ، وبقراءات الحرَميَّيْنِ وأبي عَمْيرو على أبي الحَسَن ابن الباذِش، وتوفِّي أبو الحَسَن. ورَوى عن أبوَيْ بكر: ابن مَسْعود بن أبي رُكَب وابن مُفرِّج الأنصاريّ، وأبي جعفر ابن الباذِش، وأبي الحَجّاج المتكلِّم، وأبوَي الحَسَن: شُرَيْح وعَبّاد بن سِرْحان، وأبي عبد الله بن إبراهيمَ الجُذَاميّ، وأبي محمد بن عَطِيّة، وأبوي مَرْوانَ: ابن بُونُه وابن مسَرَّةَ؛ وأجاز له أبو بكر ابنُ العَرَبي، وأبو الحَسَن بن مِندِيلٍ، وأبو الوليد ابنُ الدَّبّاغ.
رَوى عنه أبو الحَسَن ابنُ أختِه سَهْلُ بن مالكٍ، وابنُ قَطْرَال، وأبو جعفر الجَيّار، وابن عَمِيرةَ الشَّهيدُ، وأبو الحُسَين بن جُبَيْر، وأبو الرَّبيع بن سالم، وأبو سُليمان بن حَوْطِ الله، وأبو عثمانَ سَعْدٌ الحَفّار، وأبو عَمْرو بن سالم، وأبو القاسم المَلّاحي، وأبَوا محمد: ابن حَوْطِ الله وابن محمدٍ الكَوّاب، وأبَوا يحيى: ابن عبد الرحيم -وهُو آخِرُ الرّواة عنه- وهاني بن هاني.
وكان مُقرِئًا مجوِّدًا ضابطًا طيّبَ النَّغَمة للقرآن، فقيهًا جَليلَ القَدْر، فاضلًا صالحًا، محدِّثًا عَدْلًا ثقةً، فقيهًا حافظًا، وَجيهًا عند أهل بلدِه؛ تصَدَّر للإقراءِ به وإسماع الحديثِ وتدريس العربيّة والأدب، وكان جيّدَ التعليم في كلّ ما كان يؤخَذُ عنه، من أحسنِ الناس خَلْقًا وخُلُقًا، وأجمَلِهم عِشرةً وأسرَعِهم مُبادرةً
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1505)، والذهبي في المستملح (182)، وتاريخ الإسلام 12/ 915، وابن الجزري في غاية النهاية 2/ 81، والقادري في نهاية الغاية، الورقة 221، والسيوطي في بغية الوعاة 1/ 38.