الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1276 - محمدُ بن عليِّ بن محمد التَّنُوخيُّ، أبو عبد الله
.
رَوى عن أبي القاسم ابن بَشْكُوال.
1277 -
محمدُ (1) بن عليِّ بن محمد الطائيُّ الحاتمِيُّ، إشبِيليٌّ مُرْسِيُّ الأصل، استَوْطنَ [دمشقَ](2) ودُعي في المشرق مُحيَ الدِّين، أبو بكر، ابنُ العَرَبيِّ والحاتمِيُّ والقشَيْريُّ؛ لمُلازمتِه "رسالة القُشَيريِّ" إلى الصُّوفيّة وإكبابِه على قراءتِها ومطالعتِها.
أخَذَ ببلدِه عن مَشْيَختِه، ومنهم: أبو عِمرانَ الزاهدُ المارْتُليُّ، وأخَذَ بها أيضًا عن تَقيِّ الدِّين أبي القاسم عبد الرَّحمن بن عليٍّ القَسْطلانيّ، وبفاسَ عن أبي الحَسَن بن حرزهُم، وأبي عبد الله بن قاسم وغيرِهما. ورَوى عن أبي أحمدَ عبد الوهّاب بن عليّ بن عليّ بن سُكَيْنةَ، وأبي بكرٍ ابن العَرَبيِّ وتدَبَّجَ معَه، وأبي الحَسَن عليّ بن عبد الله بن عبد الرّحمن الفِرْيانيّ، وأبي الضِّياء بَدْرٍ الحَبَشيِّ وأبي عبد الله محمد بن خالدٍ الصَّدَفيِّ، وأبوَي العبّاس الأحمدَيْن: ابن داودَ بن ثابِت ابن منصُور الجَزِيريِّ الحَلْفاويِّ وابن مَسْعود بن شَدَّادٍ (3) المُقْرئ المَوْصِليِّ، وأبي القاسم [....](4) الحَرَسْتانيِّ، وأبي محمدٍ يونُسَ بن يحيى الهاشميِّ، وأبي
(1) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال 4/ 293، وابن الدبيثي في ذيل تاريخ مدينة السلام 1/ 530، وابن الشعار في عقود الجمان 7/ الورقة 179، والمنذري في التكملة 3/ الترجمة 2972، وابن الأبار في التكملة (1693)، والذهبي في المستملح (311) وتاريخ الإسلام 14/ 273 وسير أعلام النبلاء 23/ 48 وفيه مزيد مصادر عنه فراجعه إن شئت استزادة؛ وله ترجمة رائقة في العقد الثمين للتقي الفاسي 2/ 160 - 199.
(2)
ما بين الحاصرتين من هامش ب.
(3)
في النسخ: "سداد"، والصواب ما أثبتنا، وهو مترجم في تكملة المنذري 3/ الترجمة 1858، وتاريخ الإسلام 13/ 539، وتوفي سنة 618 هـ.
(4)
بهامش ب: "هو أبو القاسم عبد الله (كذا) بن محمد بن أبي الفضل يوسف بن عبد الواحد الأنصاري الخزرجي العبادي السعدي الشافعي المعروف بابن الحرستاني، حدثنا عنه ناصر الدين أبو جعفر ابن القواس". قلنا: هكذا سماه: عبد الله، والصواب:"عبد الصمد"، وتنظر ترجمته في تكملة المنذري 2/ الترجمة 1568 وفيها مصادر ترجمته. وابن القواس اسمه عمر، وهو شيخ الذهبي.
الوليد بن أحمدَ المَعافِريِّ، والزَّكِيّ بن أبي بكرٍ العراقيّ. وحدَّث بالإجازةِ العامّة عن أبي الطاهِر السِّلَفيّ، وحَمَّلَهُ ابنُ الزُّبَير الرِّوايةَ عنهُ باللقاء، وذلك باطلٌ.
رَوى عنه أبو العبّاس بنُ إبراهيمَ القنجايريُّ، وهو أسنُّ منه، وأبو القاسم محُيي الدِّين محمدُ بن محمد بن سُراقَةَ، وأباحَ الحَمْلَ عنه لكلِّ من أدرَكَ حياتَه وأحبَّ ذلك، وكان من أهلِه.
وكان أديبًا بارعًا كاتبًا بليغًا، ذا حَظّ من قَرْض الشِّعر، كتَبَ بالأندَلُس عن بعضِ الأُمراء، ثم تخَلَّى عن ذلك زُهدًا فيه ورغبةً عنه، وحَجَّ ولم يَعُدْ إلى المغرِب.
ومال إلى التصَوُّف وصَحِبَ أعلامَ رجالِه غَرْبًا وشرقًا، وجَدَّ في طلبِه حتى بَرَعَ فيه، وله فيه وفي غيِرِه مصنَّفات كثيرةٌ تفوتُ الإحصاء، ومقالاتٌ متعدِّدة تتجاوزُ الحَصْر، منها:"الجَمْعُ والتفصيل في أسرارِ معاني التنزيل"، "الجَذْوةُ المُقتبَسة والخَطْرةُ المُختلَسة"، "مِفتاحُ السَّعادة في المدخَل إلى طريقِ الإرادة"، "المُثلَّثاتُ الواردةُ في القرآن"، "الأجوِبةُ عن المسائلِ المنصُوريّة"، وهي مئةُ سؤال؛ "مُبايعةُ القُطْب في حَضْرة القُرْب"، "مَناهجُ الارتقا، إلى افتضاضِ أبكارِ البقا، المخدَّراتِ بخَيْماتِ اللِّقا"، كذا وقَعَ وأُراه: التُّقَى، فيُبحَثُ عنه إن شاء الله؛ "ما لا بدَّ للمُريدِ منه"، "الجَلا في استنزالِ رُوحانيّاتِ المَلإِ الأعلى"، "كَشْفُ المُعمَّى عن سِرِّ الأسماءِ الحُسنى"، "شِفاءُ الغَليل"، "التحقيق في سِرِّ الصَّديق"، "الميزان"، "الإعلام بإشاراتِ أهلِ الإلهام"، "الإفهام في شَرْح الإعلام"، "السِّراجُ الوَهّاج في شَرْح كلام [الحَلّاج] "، "التدبيراتُ الإلهيّة في إصلاح المملكةِ الإنسانيّة"، "عِلّةُ تعلُّقِ النَّفْس بالجنّة"، "إنزالُ الغيوب على مراتِب القلوب"، "مشاهدةُ الأسرارِ القُدُسيّة"، "المَنْهجُ السَّديد في ترتيبِ أحوالِ الإمام البِسطاميِّ أبي يزيد"، "مِفتاحُ أقفالِ الإلهام الوحيد"، "أُنسُ المُنقطِعِينَ إلى الله"، "المبادي والغايات في حُروفِ المُعجَمات"، "الدُّرّةُ الفاخِرة في ذكْرِ منِ انتفَعْتُ به في طريقِ الآخِرة"، "مواقعُ النُّجوم"، "إنزالاتُ الوجود من خزائنِ الجُود"، "حِلْيةُ الأبدال"، "أنوارُ الفَجْر"، "الفُتوحاتُ المكِّيّة"، "تاجُ الرسائل"، "مُناصَحةُ النَّفْس"،
"التَّنزّلاتُ المَوْصِليّة"، "القَسمُ الإلهيّ بالاسم الرَّبّانيّ"، "إشاراتُ القرآن"، "الجَلالُ والجمال"، "المدخَلُ إلى العملِ بالحروف"، "المُقنع في إيضاح السَّهلِ المُمتنِع"، "عَنْقاءُ مُغرِب"، "ما يَحتاجُ إليه أهلُ طريقِ الله من الشّروط"، "الأنوار"، "المعلوم من عقائدِ علماءِ الرسوم"، "الإشارات في الأسماءِ والكِنايات"، "الحُجُبُ المَعْنَويّة"، "الجداولُ والدّوائر"، "الأعلاق"، "رَوْضةُ العُشّاق"، "تسعة وتسعين (1) "، "المعارفُ الإلهيّة"، "عُقلةُ المُستوفِز في الصَّنعةِ الإنسانيّة والصِّبْغةِ الإيمانيّة"، "الأحَديّة"، "ألهُوَ"، "الجلالة"، "الرّحمة"، "العَظَمة"، "المجد"، "الدَّيْمُومة"، "الجُود"، "القَيُّوميّة"، "الإحسان"، "السماءُ والفَلَك"، "الحِكمة"، "العِزّة"، "الأَزَل"، "النُّور"، "السِّرّ"، "الإبداعُ والاختراع"، "الخَلْقُ والأمر"، "القديم"، "القِدَم"، "الصّادرُ والوارد"، "المَلِك"، "القُدّوس"، "الحياة"، "العِلم"، "المشيئة"، "القَوْل"، وهو كتابُ البُرهانيّة، وهو كتابُ كلمةِ الحَضْرة، "الرَّقيم"، "العَيْن"، "الباه"، "كُنْ"، "المَبْدَأَيْنِ والمبادئ"، "الزُّلْفة"، "الإجابة"، "الرَّمز"، "المُراقبة"، "البقاء"، "القُدْرة"، "الحُكْم والشرائع"، "الغَيْب"، "مَفاتحُ الغَيْب"، "الثّواني"، "الخَزائن"، "الرِّياح"، "الكتب"، "الطَّير"، "النَّمل"، "البَرْزَخ"، "الحَشْر"، "القِسْطاس"، "القلم"، "اللَّوح"، "المُؤمنُ والمسلِم والمُحسِن"، "القَدَر"، "الشَّأن"، "الوجود"، "التحويل"، "الحَيْرة"، "الإنسان"، "التحليلُ والتركيب"، "المِعْراج"، "الأنفاسُ والرَّوائح"، "الملك"، "الأرواح"، "الهياكل"، "التُّحْفةُ والطُّرْفة"، "الحُرْقة والغَرْقة"، "الأعراف"، "زيادةُ الكَبِد"، "الأسفار"، "الأحجار"، "الفِراسة"، "الجبال"، "القرآنيّةُ والسُّنِّيّة"، "العَرْش"، "الكُرْسيّ"، "الفَلَك"، "الهباء"، "الزّمان"، "المكان"، "الحركة"، "العالَم"، "الآباءُ العُلْويّات والأُمّهاتُ السُّفْليّات"، "النَّجمُ والشَّجر"، "الساجِد" أو "سُجودُ القلب"، وهو كتابُ السّجود، "الأسماء"، "النَّحْل"، "الرِّسالة والنُّبوءة والوِلايةُ والمعرفة"، "الغايات"، "التِّسعةَ عَشَر"، "النار"، "الجنّة"، "الحَضْرة"، "العِشق"، "المُناظرةُ
(1) كذا إمّا منصوبة أو مجرورة.
بين الإنسان والحَيَوان"، "المُفاضَلة"، "الإنسانُ الكامل"، "مِشْكاةُ الأنوار فيما يُروى عن الله تعالى من الأخبار"، فمنه أربعونَ حديثًا مسنَدةً وأتلاها أربعينَ غيرَ مسنَدة وعَقَّبَها بعشرينَ حديثًا كذلك وختَمَها بواحد؛ "المُبَشِّرات"، هذه بعضُ مصنَّفاته، وأكثرُها مقالاتٌ صغيرةُ الحجم. ومن نَظْمِه [الكامل]:
انظُرْ إلى هذا الوجودِ المُحكَمِ
…
ووجودُنا مثلُ الرِّداءِ المُعلَمِ
وانظُرْ إلى خُلفائهِ في مُلْكِهمْ
…
من مُفصِحٍ طَلْقِ اللِّسانِ وأعجمِ
ما منهمُ أحدٌ يحبُّ إلهَهُ
…
إلّا وَيمزُجُهُ بحبِّ الدرهمِ
وهو من قصيدة؛ وقولُه [مجزوء الرجز]:
يا من يراني عاصيًا
…
ولا أَراهُ آخِذا
كم ذا أراك مُنعِمًا
…
ولا تَراني لائذا
وذَكَرَ في "المُبشِّراتِ" قال: كان جُملةٌ من أصحابنا قبلَ أن أعرِفَ العِلْمَ قد رَغِبوا وقَصَدوني محرِّضينَ على قراءةِ كُتُبِ الرأي، وأَنا لا عِلمَ لي بذلك ولا بالحديث، فرأيتُ نَفْسي في المنامِ وكأنّي في فضاءٍ واسع، وجماعةٌ بأيديهمُ السّلاحُ يُريدونَ قَتْلي، ولا مَلْجأَ معي آوِي إليه، فرأيتُ أمامي رَبْوةً، ورسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عليها، فلجأتُ إليه، فألقَى ذراعَه إليّ وضَمَّني إليه ضمًّا عظيمًا، وقال لي: يا حبيبي، استمسِكْ بي تَسلَمْ، فنظَرْتُ إلى هؤلاء الأعداءِ، فلم أرَ على وَجْهِ الأرض منهم أحدًا، فمِن ذلك الوقت اشتَغَلْتُ بتقييدِ الحديث.
وذَكَرَ فيها: رأيتُ وأنا بحَرَم مكّةَ في المنام كأنَّ القيامةَ قد قامت، وكأنّي واقفٌ بينَ يدَيْ ربِّي مُطْرِقًا خائفًا من عتابه إيّايَ من أجْلِ تفريطي، فكان يقولُ لي جل جلاله: يا عبدي، لا تخَفْ، فإنّي لَا أطلُبُ منك عملًا إلّا أن تَنصحَ عبادي، فانصَحْ عبادي، وكنتُ أُرشِدُ الناسَ إلى الطريقِ القَويم، فلمّا رأيتُ الداخلَ إلى طريقِ الله عزيزًا تكاسَلْتُ، وعزَمْتُ تلك الليلةَ أن أشتغلَ بنَفْسي وأترُكَ الخَلْقَ وما هم عليه، فرأيتُ هذه الرُّؤيا، فأصبحتُ وقعَدتُ للناسِ أُبيِّنُ لهمُ الطريقَ الواضح والآفاتِ
القاطعةَ بكلِّ صِنفٍ عنه: من الفقهاءِ والفقراءِ والصُّوفيّة في العوامّ، فكلٌّ قام عليّ وسَعَى في إهلاكي فنَصَرَ اللهُ عليهم وعَصَمَ فضلًا منهُ ورحمة؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"الدِّينُ النَّصيحة، لله ورسُولِه ولأئمّة المسلمينَ وعامَّتِهم"، ذَكَره في "صحيح مسلم".
وقال فيها: رأيتُ في المنام كأنّ القيامةَ قد قامت، وقد ماجَ الناسُ، فسَمِعتُ قراءةَ القرآنِ في عِليِّينَ، فقلت: مَن هؤلاءِ الذين يقرَأونَ القرآنَ في مثلِ هذا الوقتِ ولا خَوْفٌ عليهم؟ فقيل لي: هم حَمَلةُ القرآن، فقلت: وأنا منهم، فأُدلِيَ لي سُلَّم فرَقِيتُ فيه إلى غُرفةٍ في عِلِّيِّينَ فيها كبارٌ وصغارٌ يقرَأونَ القرآنَ على رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إبراهيمَ الخليل، فقَعدْتُ بينَ يدَيْه وافتتَحْتُ القرآنَ آمِنًا لا أعرِفُ خَوْفًا ولا هَوْلًا ولا حسابًا، ولا أدري ما همُ الناسُ فيه من الكَرْب في الحَشْر؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"أهلُ القرآن هم أهلُ الله وخاصّتُه"، وقال تعالى:{وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: 37].
وقال فيها: دخَلتُ بإشبيِليَةَ على الشّيخ الوَرِع الصّالح أبي عِمرانَ موسى بنِ عِمرانَ المارْتُليِّ، فأخبَرْتُه بأمرٍ سُرَّ به واستَبْشَر، فقال لي: بَشَّرك اللهُ بالجنّة كما بشَّرْتَني، فلم تمضِ أيامٌ حتى رأيتُ بعضَ أصحابِنا في المنام ممّن كان قد مات، فقلتُ له: كيف حالُك؟ فذَكَرَ خيرًا، في كلامٍ طويل، ثم قال لي: وقد بَشَّرَني اللهُ بأنّك صاحبي في الجنّة، فقلتُ له: هذا في المنام، فهاتِ الدّليلَ على قولِك، فقال: نعَمْ، إذا كان في غدٍ عندَ صلاةِ الظّهر يَطلُبُك السُّلطانُ ليَحبِسَك، فانظُرْ لنفْسِك، فلمّا أصبح وما ثَمّ أمر يوجِبُ عندي شيئًا من ذلك، فلمّا صلَّيتُ الظّهرَ وإذا بالطّلب من السُّلطان، فقلتُ: صَدَقتِ الرؤيا، فاختفَيْتُ خمسةَ عشَرَ يومًا حتى ارتفَعَ ذَلك الطّلب، وهذا من بَرَكةِ دعاءِ الصّالحين.
توفِّي أبو بكرٍ هذا بدِمشقَ سنةَ سبع وثلاثينَ وست مئة (1).
(1) بهامش ب: "توفي في ليلة الثاني والعشرين لربيع الآخر من سنة ثمان وثلاثين بدمشق، ودفن من الغد بسفح قاسيون، ومولده بمرسية في شهر رمضان المعظم سنة ستٍّ وستين وخمس مئة، وكان تقي الدين ابن تيمية يسيء القول فيه جدًا. وقال ابن شداد الحلبي في تاريخه: اختلف الناس فيه؛ فمنهم من بعَّده عن الشريعة والتمسك بها، ومنهم مَن عدَّه من الأبدال".