الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1031 -
محمدُ (1) بن عبد العزيز بن سَعِيد بن عِقَال الفِهْرِيُّ، بُونْتيٌّ، أبو عبد الله.
كان من أهل المعرفة والنَّباهة، واستَقْضاهُ ببلدِه الحاجبُ نِظام الدولة المتأخِّرُ أبو محمد بنُ محمد بن قاسم، ثم وُلاةُ لَمْتُونةَ بعدَه، وتوفِّي قبلَ العشرينَ وخمسِ مئة.
1032 - محمدُ بن عبد العزيز بن شُعَيْبٍ الخَوْلانيُّ، أبو عبد الله
.
رَوى عن شُرَيْح.
1033 -
محمدُ (2) بن عبد العزيز بن عبد الله الزُّغَيْبيُّ، أندَلُسيٌّ، أبو عبد الله.
رَوى عنه أبو محمد بنُ محمد الأَشِيريُّ.
1034 -
محمدُ (3) بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عُبَيد الله (4) بن عَياش التَّجيبيُّ، بَرْشَانيٌّ سَرَقُسْطيُّ الأصل، سَكَنَ مَرّاكُشَ وتصَرَّف بتصرُّفِ ملوكِها، أبو عبد الله.
رَوى عن أبي عبد الله بن حَمِيد، وأبوي القاسم: السُّهَيْليِّ وابن حُبَيْش. رَوى عنه بَنُوه: أبو جعفرِ وأبو القاسم عبدُ الرّحمن وأبو [....](5) مروان، وأبو جعفر بن ثُعْبان؛ وحدَّثنا عنه شيخُنا أبو القاسم البَلَويُّ، رحمه الله.
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1230).
(2)
ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال 2/ 739، وابن الأبار في التكملة (1332)، والذهبي في المشتبه 1/ 320، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 4/ 206، وابن حجر في تبصير المنتبه 2/ 630.
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1622)، والذهبي في المستملح (261) وتاريخ الإسلام 13/ 558، وابن الخَطيب في الإحاطة 2/ 482، وابن عذاري في البيان المغرب (170)، والمراكشي في الإعلام 4/ 180.
(4)
في التكملة: "عبد الله".
(5)
بياض في النسختين.
وكان كاتبًا بارعًا فَصيحًا، مُشرِفًا على علوم اللِّسان حافظًا للُّغاتِ والآداب، جَزْلًا سَرِيَّ الهمّة كبيرَ المِقدار، حَسَنَ الخُلُق كريمَ الطَّبع، نَفّاعًا بجاهِه ومالِه، كثيرَ الاعتبارِ بطلبةِ العلم والسَّعي الجَميل لهم، وإفاضةِ المعروفِ على قُصّادِه، مُستعِينًا على ذلك بما نال من الثروةِ والحُظْوةِ والجاهِ عندَ الأُمراءِ من بني عبد المُؤْمن؛ إذْ كان صاحبَ القَلَم الأعلى عند المنصُورِ منهم، فابنِهِ الناصِرِ فابنِهِ المُستنصِر، رفيعَ المنزلةِ والمكانةِ لديهم، عامدًا الإعرابَ في كلامِه، لا يخاطبُ أحدًا من أصنافِ الناس، على تفارِيقِ أحوالِهم، إلا بكلام مُعرَب، وربّما استَعمَلَ في مُخاطبةِ خَدَمتهِ [155 أ] أو أَمتهِ من حُوشيِّ الألفاظِ ما لا يُكادُ يُستعمَلُ ولا يفهَمُه إلا حُفّاظُ اللُّغة من أهل العلم، عادة ألِفَها واستمرَّت حالُه عليها، وله اختصارٌ حَسَنٌ في "إصلاح المنطِق" ورسائلُ مشهورةُ الجَوْدة تَناقَلَها النَّاسُ كثيرًا استحسانًا لها، وشِعرٌ يُحسُنُ في بعضِه.
حدَّثني الشّيخُ أبو القاسم البَلَويُّ رحمه الله، قال: كنتُ قد تعرَّفتُ به في الأندَلُس، فلمّا ورَدْتُ حضرةَ مَرّاكُشَ قصَدتُ إليه مُسلِّمًا عليه، فهَشَّ إليَّ ورحَّبَ بي وبالَغَ في التَّحَفِّي بمسألتي وإكرامي، وعَزَمَ عليّ في النزولِ عندَه، فعمِلتُ على إشارته، فأنزَلَني بعُلِّيَّةٍ في رَحْبةِ دارِ سُكناه، فمكثْتُ بها طُولَ مقامي بمَرّاكُشَ حينئذٍ، وعَرَضَ لي أثناءَ تلك المُدّة مَرَضٌ طاوَلَني، فكان لا يَدخُلُ دارَه متى وَصَلَ إليها ولا يَخرُجُ منها إذا أراد الخروجَ منها حتى يصعَدَ إليَّ ويسألَني عن حالي وعمّا انتهَى إليه مرَضي، ويُحضِرُني مَهَرةَ الأطبّاءِ للنّظرِ في علاجي وتدبير عِلّتي، ويأمُرُ في دارِه بإحكام ما يقتضيهِ نَظرهم من غذاءٍ ودَواء، وكان هذا دأْبَه معي حتى أبلَلْتُ من مَرضي، شَكَرَه اللهُ وكافَأَ فعلَه الجميل؛ ولقد وافَقَ عندي يومًا تلبينةً صُنِعت لي قدَّر أنّها قد أُخِّرت عن الوقتِ الذي يصلُحُ في استعمالِها فيه، فتغيَّر لذلك وشَقَّ عليه كثيرًا، وتوهَّمَ إهمالَ جانبي وقلةَ الاهتبالِ بشأني، وأقامَ يسيرًا، ثم نزَلَ إلى دارِه، فسمِعتُ صوتَه عاليًا بتوبيخٍ شديدٍ وتقريع مُقلِق، إمّا لأهلِه وإمّا لمن كلَّفَه القيامَ بحالي.
قال: وكنتُ أخِفُّ عليه وأشفَعُ عندَه في كبارِ المسائل، فيُسرعُ في قضائها، ولقد عرَضَتْ لبعض أصحابي من أهل بلادِ الأندَلُس حاجةٌ مُهمّةٌ كبيرة وَجَبَ عليَّ السَّعيُ فيها والتماسُ قضائها وفاءً لربِّها، ولم يكنْ لها إلّا ما قَدَّرتُه من حُسنِ نظرِه فيها، ورَجَوْتُه من جميل أثَرِه في تيسيرِ أمرِها، وكان قد أصابه حينَئذٍ التِياثٌ لزِمَ من أجلِه دارَه، فدخَلتُ إليه عائدًا، فأطال السّؤالَ عن حالي، وتبسَّطَ معي في الكلام مُبالغةً في تأنيسي، فأجَّلتُ ذكْرَ تلك الحاجة، ورغِبتُ [155 ب] منه في الشّفاعة عندَ السُّلطانِ في شأنِها، وكان مُضطجِعًا فاستوَى جالسًا، وقال لي: جَهِلَ النَّاسُ قَدْري يَا أَبا القاسم -وكرَّرها ثلاثًا- أفي مثلِ هذا أشفَعُ إلى أمير المُؤْمنين؟ هاتِ الدَّواةَ والقِرطاس، فناوَلْتُه إيّاهُما، فكتَبَ برغبتي ظهيرًا ورَفَعَه إلى السُّلطان فصُرِفَ في الحسين إليه مُعلَّمًا عليه، فاستَدْعاني ودَفَعَه إليّ وقال لي: يَا أَبا القاسمٍ، لا أرضَى منك أن تُحجِمَ عنّي في التماسِ قضاءِ حاجةٍ تعرَّضَتْ لك خاصّة، وإن كانت لأحدٍ من معارفِك أو كان منك بسببٍ عامّةً، كبُرَتْ أو صَغُرَت، فالتزِمْ قضاءها وعليَّ الوفاء، فإنّ لكلِّ مُكتَسَب زكاةً، وزكاةُ الجاهِ بَذْلُه، فشكرتُهُ على جميل ما أوْلاهُ، ودعَوتُ له بطُولِ بُقْياه.
وشبيهٌ بهذا ما ذَكَرَه الخَطيبُ أبو بكر بنُ ثابت في أخبار الحَسَن بن سَهْل بإسنادِه إلى يحيى بن خاقانَ، قال (1): حضَرْتُ الحَسَنَ بن سَهْل، وجاء رجلٌ يَستشفعُ به في حاجةٍ فقضاها، فأقبَلَ الرجُلُ يَشكُرُه، فقال له الحَسَن: عَلامَ تشَكرُنا ونحن نَرى أنّ للجاهِ زكاةً، كما أنّ للمال زكاة؟! ثم أنشَأَ الحَسَنُ يقول [الكامل]:
فُرِضَتْ عليَّ زكاةُ ما ملَكَتْ يدي
…
وزكاةُ جاهي أن أُعينَ وأَشفَعا
فإذا ملَكْتَ فجُدْ فإنْ لم تستطعْ
…
فاجهَدْ بوُسْعِكَ كلِّه أنْ تنفَعا
(1) تاريخ مدينة السلام 8/ 287.