الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَوى عن القاضي يونُس بن عبد الله، رَوى عنه أبو الحَسَن يونُسُ بن محمد ابن مُغيث.
784 - محمدُ بن عبد الله بن فُطَيْس، مالَقيٌّ
.
ويقال: إنه من بني فُطَيْس الإلْبِيريِّينَ المُنتقلينَ منها إلى مالَقةَ. كان طبيبًا ماهرًا وأديبًا شاعرًا، وكان في أيام بني حَسُّون حَظِيًّا لديهم خفيفًا عليهم، وله فيهم أمداحٌ كثيرة.
785 -
محمدُ (1) بن عبد الله بن محمدِ بن أحمدَ بن عبد الله بن خَلَف بن إبراهيمَ بن أبي عيسى لُبّ بن بيَطَيْر بن خالد (2) بن بكرٍ التُّحيبيُّ، قُرطُبيٌّ، أبو الحَسَن، ابنُ الحاجّ.
رَوى عن أبي بكرٍ غالب بن أبي القاسم الشَّرّاط، وأبي جعفر بن يحيى، وأبي العبّاس يحيى المَجْرِيطيِّ، وأبي القاسم بن بَقِيّ، وأبي محمد بن حَوْطِ الله وغيرِهم.
وأجاز له أبو جعفر بنُ مَضَاء، وأبو عبد الله بن زَرْقون، وأبو القاسم الشَّراطُ، وأبَوا محمد: ابنُ عُبيد الله وعبدُ المُنعم ابن الفَرَس، وأبو الوليد يَزيدُ بن بَقِيّ، وغيرُهم. حدَّثنا عنه أبو عليّ ابنُ الناظِر.
وكان عالمًا مُبرّزًا مُتفنِّنًا، مُقرِئًا مُجوِّدًا، نَحْويًّا متحقِّقًا، وقَفْتُ على مجموع له في النَّحو بخطِّه على مَنْحَى الزَّمخشَريِّ في "مُفصلِه"، وكأنه مختصَرٌ منه. وكان بارعَ الخَطّ حَسَنَ المنزع فيه، نظيفَ الملبَس بهيَّ المنظر، استُقضيَ بغَرناطةَ والجزيرةِ الخَضْراء، فشُكِرت سِيرتُه وشُهَر بالنَّزاهةِ والعدالة، واستدعاهُ الرَّشيدُ من بني عبد المُؤْمن إلى تعليم وَلَدِه وتأديبِه لِمَتَاتٍ كان له إليه، فقَدِم مَرّاكُشَ وتلبَّس بما دُعيَ إليه مُدّةً يسيرة.
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1695)، والحسيني في صلة التكملة 1/ 86، والذهبي في المستملح (312) وتاريخ الإسلام 14/ 394.
(2)
في م: "خويلد".
وتوفِّي بمَرّاكُشَ (1) عامَ أحدِ وأربعينَ وست مئة، ومَوْلدُه يومَ الثلاثاء لأربَع عشْرةَ ليلةَ بقِيَتْ من شَعْبانِ أربع وسبعينَ (2) وخمس مئة. وهو والدُ صاحبِنا الفقيه الفاضل الوَرع أبي محمدِ عبد الله، رحمه الله، وهو من بيتِ عِلم وجَلالة.
786 -
محمدُ (3) بن عبد الله بن محمد بن أحمدَ بن قاسم بن هلال، قُرطُبيٌّ.
رَوى عن أبيه وغيره، وكان من أهل النَّباهة والعَدالة، وأحدَ الشُّهود على أبي إسحاق الشَّرَفِّي برَدِّ أبي عبد الله ابن العَطّار إلى خُطّة الشُّورى وإماطةِ السُّخْطة عنه في صَفَرِ سبع وثمانينَ وثلاث مئة.
787 -
محمدُ (4) بن عبد الله بن محمد بن أحمدَ المَعافِريُّ.
كذا وقَفْتُ على نَسَبِه بخطّه في غيرِ موضع، وكذلك ذَكَرَه غيرُ واحدِ من الآخِذينَ عنه منهم: أبو بكر بنُ أحمد بن سيِّد الناس وشيخُنا أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ وأبو القاسم ابنُ الطَّيْلَسان وأبو محمدٍ طلحةُ، وغيرُهم، وقَلَبَ أبو عبد الله ابنُ الأبّارِ بعضَ نَسَبِه فقال فيه: محمدُ بن عبد الله بن أحمدَ بن محمد، وقال فيه ابنُ الزُّبَيْر: محمدُ بن عبد الله بن أحمدَ بن محمد بن محمد ابن العَرَبيِّ المَعافِريّ، وذلك كلُّه وَهمٌ منهما لا مَحالةَ، وهو إشبِيليٌّ، أبو بكر، ابنُ العَرَبي، من ذَوي قَرابةِ القاضي أبي بكرٍ ابن العَرَبيّ.
(1) بهامش ب: "في أواخر المحرم، قاله البلّفيقي، نقلته من خطه، وهو ممن أخذ عليه (وجاء بعده: مثل قول ابن مسدي) ".
(2)
بهامش ب: "أربع وتسعين، قاله ابن [مسدي] وروى عنه، وقال: إن وفاته في أواخر المحرم من السنة المذكورة".
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1038).
(4)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1619)، والرعيني في برنامجه (46)، والذهبي في المستملح (259)، وتاريخ الإسلام 13/ 525، والمقري في نفح الطيب 2/ 626، وجاء بهامش ب:"محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن العربي، هكذا أثبت نسبه ابن مسدي".
تلا بالأندَلُس على أبي محمدٍ قاسم ابن الزَّقّاق، ثم رَحَلَ إلى المشرِق رِحلتَه الأُولى سنةَ ثِنْتينِ وسبعينَ وخمس مئةٍ وحجَّ، ورَوى بالإسكندَريّة عن أبوَي الطاهر: ابن عَوْف والسِّلَفيّ، وأجازا له، وعاد إلى الأندَلُس، ثم رَحَلَ إلى المشرِق رحلتَه الثانيةَ، وفَصَلَ عن إشبيلِيَةَ لها غُرةَ ذي قَعْدةِ ستٍّ وتسعينَ وخمس مئة، ولقِيَ فيها جماعةً من بقايا الشُّيوخ بمكّةَ، شرَّفَها الله، وجُدّةَ وبغدادَ والمَوْصِل ومصرَ والإسكندَريّة، وقيَّدَ مَناقلَ أحوالِه فيها، وذكَرَ بعضَ ما عايَنَه بتلك البلاد، وبعضَ مَن لقِيَ بها من الفُضَلاءِ والزّهّاد، وقَفْتُ عليها بخطِّه؛ فلقِيَ بمكّةَ شرَّفَها الله: أبا الحَسَن عليَّ بن عبد الله الفُرِّيانيَّ، بضمِّ الفاء وتشديدِ الراء المكسورة وياءٍ مسفولة وألِف ونونٍ منسوبًا، والزاهدَ المُتبتِّلَ ربيعَ بن محمودٍ المارْدِينيَّ، وأبا شُجاع زاهرَ بن رُسْتُم، وأبا عبد الله بنَ أبي الصَّيْف، وأبا محمدٍ يونُسَ بن محمد الهاشميَّ؛ وبجُدّةَ: أبا بكرٍ محمدَ بن عليّ بن محمد القُشَيريَّ الحاتِميَّ ابنَ العَرَبي؛ وببغدادَ ضياءَ الدِّين أبا أحمدَ عبدَ الوهّاب بن عليّ بن عليّ بن سُكَيْنةَ، وأبا عبد الله إسماعيلَ بنَ أبي تراب عليِّ بن عليّ بن وَنّاس القَطّان، وأبا العبّاس أحمدَ بنَ الحَسَن بن أبي البقاءِ العاقُوليَّ، وأبا عليٍّ ضياءَ بنَ أحمدَ بن أبي عليّ بن الخُرَيْف -بضمِّ الخاءِ المعجَم وراءٍ وياءِ تصغيرٍ وفاء- وأبوَيْ محمد: عبدَ الله بن دَهْبَل -بفَتْح الدال الغُفْل وهاءٍ ساكن وفتح الباءِ بواحدةٍ ولام -ابن كارَة- بكافٍ وألِف وراءٍ مفتوح وهاء (1) - وعبدَ السّلام بنَ [المبارك](2) بن أحمدَ بن صَبُوخا (3)، ومَكِينَ الدِّين عبدَ الواحد بن عبد السّلام بن سُلطان.
(1) هكذا قيده، وفي هذا التقييد نظر، قال بشار: الذي وقفتُ عليه بخطوط الحفاظ المتقنين والنسخ المتقنة: "كارِه" بكسر الراء وآخره هاء، من "كَرِه"، هكذا وجدتها بخط الذهبي، وهي كذلك في نسخ التكملة للمنذري ونسخ تاريخ ابن الدُّبيثي، وينظر إكمال ابن نقطة 5/ 76 والتعليق عليه.
(2)
بياض في النسختين، واستفدنا ما بين الحاصرتين من ترجمته في تاريخ ابن الدبيثي 4/ 115، وتكملة المنذري 2/الترجمة 926، وتاريخ الإسلام للذهبي 13/ 63 وغيرها.
(3)
في النسختين: "صبوحا" بالحاء المهملة، وهو تصحيف، والتصويب من مصادر ترجمته المذكورة في الهامش السابق.
وحضَرَ بها مجالسَ ثلاثةً من مجالِس وَعْظ الإِمام أبي الفَرَج ابن الجَوْزيّ، وكانت آخرَ مجالِس وَعْظِه، وبعدَ خمسةَ عشَرَ يومًا من آخِر مجلسٍ منها توفِّي أبو الفَرَج، عفا اللهُ عنه، ليلةَ الجُمُعة الثانيةَ عشْرةَ من رَمَضانِ سبع وتسعينَ وخمس مئة، وقال: وسنُّه سبعٌ وتسعونَ سنةً على ما أخبَرَه به بعضُ تلامذتِه المختصِّينَ به العارفينَ بأخبارِه.
قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: أرى، واللهُ أعلم، أنه جَرَى عليه الوَهمُ في ذكْرِ تسعينَ في سنِّه، واراها ثمانين؛ لِما تقَرَّرَ من أنّ مَولدَه في حدودِ العَشْر وخمس مئة (1)، ولِما استقرَيْتُه من أوقاتِ سَماعِه على شيوخِه، وأحوالِه في أخْذِه عنهم، حسْبَما تضمَّنَه معجَمُه في ذكْرِهم، وأرى مَغْلَطَه في ذلك وقوعُ بصَره أوّلَ على تسعينَ المذكورةِ في وفاتِه، فهي مُجاورتُها على ما وقَفْتُ عليه في خطِّ ابن العَرَبيِّ كما ذَكَرَ، فوَهِمَ في ذلك حالَ النَّقل، واللهُ أعلم.
رجَعْنا إلى ذكْرِ الحاجِّ أبي بكرٍ ابن العَرَبيّ: ثم حضَرَ بعدَه مجلسَ ابنِه الملقَّب بمُحيي الدِّين، وكان أصغرَ وَلَدِه -قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: وأرى اسمَه يوسف (2) - وحضَرَ بها مجلسَ شِهابِ الدِّين أبي حَفص السُّهَرَوْرِدي؛ ولقِيَ بالمَوْصِل خطيبَه أبا القاسم عبدَ المُحسِن بن عبد الله بن أحمدَ بن محمد بن عبد القاهِر الطُّوسيَّ، وبمِصرَ أبا الحُسَين ابنَ الخَليليّ، وعندَه عايَنَ التوقيعَ الكريمَ النَّبَويَّ الذي أقطَعَ به النبيُّ صلى الله عليه وسلم تمَيمًا الدَّارِيَّ وإخوتَه حَبْرونَ والمرطوم وبيتَ عينُون وبيتَ إبراهيم وما فيهِنّ، وكان بخطِّ عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه وشَهادتِه وشهادةِ الخُلفاءِ الثلاثةِ قبلَه، وهم فيه على ترتيبِهم في الخلافة،
(1) جاء بهامش ب: "مولده سنة ثمان وقيل: سنة عشر، وأول سماعاته سنة ست عشرة".
(2)
بهامش ب: "اسمه يوسف دون شك، حدثنا عنه غير واحد من شيوخنا، وتوفي رحمه الله شهيدًا ببغداد في وقيعة التتر سنة ست وخمسين وست مئة، ومولده ببغداد لثنتي عشرة ليلة خلت من ذي قعدة سنة ثمانين وخمس مئة، رحمه الله". قلنا: تنظر ترجمته في تاريخ الإسلام 14/ 854.
أوّلُهم: عَتيق ابن بوقُحافة (1)، وآخِرُهم: علي ابنُ بو (2) طالب، وقد وقَفْتُ على نُسخةِ هذا التوقيع الكريم بخطِّ أبي بكرٍ ابن العَرَبيِّ وقد حاكَى فيه خطوطَهم، ووضْعَ المكتوبِ وعِدّة أسطارِه وأوائلها وأواخرِها. ولقِيَ بالإسكندَريّة أبا الحَسَن عليَّ بن المُفضَّل المَقْدِسيَّ، والزاهدَ الفاضِل أبا العبّاس الصِّقِلِّيَّ، وقَفَلَ منها إلى الأندَلُس سنةَ أربع وست مئة، وفي هاتَيْن الرِّحلتَيْنِ حَجَّ سبعَ حِجَج، وجاوَرَ بالحرمَيْنِ الشريفَيْنِ خمسَ سنين. وسَمِع بعدَ هذه العَوْدة على أبي القاسم، ويقال: أبو جعفر، أحمدَ بن محمد بن جُرْج سنةَ إحدى عشْرةَ وست مئةٍ بقُرطُبة، وبها في التاريخ على أبي الحَسَن محمد بن عبد العزيز الشَّقُوريِّ، وبإشبيلِيةَ في التاريخ على أبي الحَسَن عبد الرّحمن بن عليّ الزُّهْريِّ، ثم عاد إلى المشرِق رحلتَه الثالثةَ، ومن قُرطُبةَ فَصَلَ إليها يومَ الاثنين لعَشْرٍ بقِينَ من ربيعٍ الأوّل عامَ اثنَيْ عشَرَ وست مئة، وأقام هنالك فلم يعُدْ إلى الأندَلُس بعدُ.
روى عنه آباءُ محمد: ابنُه والرُّعَيْنيُّ شيخُنا وابنُ قاسم الحَرّار، وأبَوا بكر: ابنُ سيِّد الناس وابنُ عبد النُّور، وأبو جعفر بنُ كُوزانةَ، وأبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ شيخُنا، وأبو العبّاس ابنُ الرُّوميّة، وأبو المعالي سَعْدٌ ابنُ الجُعَيْديِّ وأبو الوليد ابنُ الحاجّ (3).
وكان خيِّرًا فاضلاً، متصوِّفًا متواضِعًا، بارًّا بأصحابِه وإخوانِه، مشهورَ التعيُّن والأصالة، من بيتِ علم وجَلالة، صحيحَ اليقين ليِّنَ الجانب وَطِيءَ الأكناف حَسَنَ الخُلُق.
حدَّثني الشّيخُ أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ رحمه الله قراءةً منّي عليه ونَقْلًا من خطِّه، قال: ذَكَرَ لنا -يعني أبا بكر ابنَ العَرَبيِّ هذا- بمحضَرِ شيخِنا أبي بكر بن
(1) هكذا في النسختين.
(2)
كذلك.
(3)
بهامش ب: "وروى عنه أيضًا أبو بكر بن مسدي، وقال: ذكر لي أن له إجازة من ابن العربي الكبير، قال: وليس ببعيد".
عبد النُّور، أنّ الشّيخَ الزاهدَ المُتبتِّل ربيعَ بنَ محمود المارْدِينيَّ، رحمه الله، أخبَرَه بمكّةَ زادَها اللهُ تشريفًا، ليلةَ الثلاثاء الخامسةَ والعشرينَ من جُمادى الآخِرة سنةَ تسع وتسعينَ وخمس مئة، بعدَما سألَه وهو مُستقبِلٌ الكعبةَ المُعظَّمة، أنه وَصلَ إلى قَلْعة مارْدِينَ شيخٌ ممّن صحِبَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، [وصافَحَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم](1) ودَعَا له بطُول العُمُر، فقال الشَيخُ: وَصَلتُ إلى هنا منذُ مئةِ سنة، وليس حوْلَ القلعة بناءٌ، ثم غِبتُ سنينَ كثيرةً وعُدتُ ورأيتُ خانًا بخارج القلعة، ثم غِبتُ وعُدتُ هذه الكَرّة، وكان الشّيخُ رضي الله عنه وعن أصحابِ رسُول الله صلى الله عليه وسلم ورضيَ عنهم (2) قد تدَلَّت حاجباهُ على عينيه من كِبَرِ سِنَّه. قال شيخُنا أبو الحَسَن رحمه الله: قال شيخُنا أبو بكرٍ ابنُ العَرَبي: فسألتُ الشّيخَ ربيعًا المذكورَ عن سنِّه في ذلك الوقتِ فقال: من ستةِ أعوام إلى سبعة، فقلتُ له: صافِحْني كما صافَحَك صاحبُ رسُولِ صلى الله عليه وسلم، فوَضَعَ يدَه اليُمنى على يدي اليُمنى وشدَّ عليها وقال: هكذا صافَحَني صاحبُ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قال شيخُنا أبو الحَسَن: عايَنّا هذا الخبرَ مكتوبًا عندَ أبي بكرٍ ابن العَرَبيِّ شيخِنا حسَبَ ما ذكَرَه، وصافَحْناهُ عليه تبرُّكًا كما ذَكَرَ، واللهُ ينفَعُ بالنِّية في ذلك؛ قال المصنِّفُ عَفَا اللهُ عنه: وصافَحتُ الشّيخَ أبا الحَسَن رحمه الله تيمُّنًا بذلك، واللهُ يُجازي على القَصْدِ فيه.
وُلدَ الحاجُّ أبو بكرٍ ابنُ العَرَبي بإشبيلِيَةَ في جُمادى الآخِرة من عام اثنينِ وأربعينَ وخمس مئة، وقال ابنُه الفقيهُ المحدِّثُ أبو محمد: إنه اتّصلَ به وصَحَّ عندَه أنه توفِّي بالإسكندَريّة عام سبعةَ عشَرَ وست مئة، وذَكَرَ الأستاذُ أبو محمدٍ طلحةُ أنه توفِّي سنةَ إحدى أوِ اثنتَيْنِ وعشرينَ وست مئة، والأخْذُ بقول ابنهِ أوْلى وأحَقّ، واللهُ أعلم.
788 -
محمدُ (3) بن عبد الله بن محمد بن أبي زاهِر، بَلَنْسِيٌّ، أبو عبد الله.
(1) زيادة من برنامج الرعيني.
(2)
كذا وهو مكرر.
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1503)، والذهبي في المستملح (180) وتاريخ الإسلام 12/ 917.
تَلا بالسَّبع على أبي الحَسَن بن هُذَيْل، ورَوى عن أبي الحَسَن ابن النِّعمة. رَوى عنه ابنُه أبو حامدٍ محمدٌ. وكان مَتينَ الدّين تامَّ الفضل، صادقَ الوَرَع معروفَ الصّلاح، أقْرَأَ القرآن حياتَه وكان حَسنَ القيام على تجويدِه، وأسمَعَ كُتُبَ الرَّقائقِ والمَواعظ. وخَطَبَ ببعضِ جِهاتِ بَلَنْسِيَة، وتوفِّي بها مستهلَّ ربيع الأوّل سنةَ تسعينَ وخمس مئةٍ ابنَ ثلاثٍ وستينَ سنةً، واحتَفلَ الناسُ لشهود جَنازته فلم يتخلَّفْ عنها كبيرُ أحد.
789 -
محمدُ (1) بن عبد الله بن محمد بن أبي الفَضْل السُّلَميُّ، مُرْسِيٌّ، أبو عبد الله ابنُ أبي الفَضْل.
رَوى بالأندَلُس عن غير واحد من مَشْيَختِها، منهم: أبو القاسم بنُ حُبَيْش، وبسَبْتةَ قديمًا عن أبي محمد بن عُبَيد الله، ورَحَلَ إلى المشرق، ولقِّب هنالك شَرَفَ الدِّين، وأطال التجوُّلَ ببلادِه، وأخَذَ بنيسابورَ عن أبي الحَسَن المؤيَّد ابن محمد الطُّوسي، وأخَذَ أيضًا عن منصُور بن عبد الله بن عبد المُنعم بن محمد بن الفَضْل الفُرَاويّ، وبمكّةَ، شرَّفَها اللهُ، عن أبي محمدٍ يونُسَ بن يحيى الهاشِميّ.
رَوى عنه جماعةٍ من أهل الأندَلُس وغيرِهم هنالك، منهم: أبو عبد الله بنُ زكريّا الإلْشِيُّ وأبو العبّاس بنُ المُزَيّن، وأبَوا محمد: ابنُ عَطِيّةَ وعيسى بن
(1) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء 6/ 2546 وتوفي قبله بتسعة وعشرين عامًا، وابن النجار في التاريخ المجدد كما دل عليه المستفاد (17)، وأبو شامة في ذيل الروضتين (195)، وابن الأبار في التكملة (1708)، والحسيني في صلة التكلمة 1/ 346، واليونيني في ذيل المرآة 1/ 76، والذهبي في المستملح (324) وتاريخ الإسلام 14/ 786 وسير أعلام النبلاء 23/ 312 والعبر 5/ 224، والصفدي في الوافي 3/ 254، وابن شاكر في عيون التواريخ 20/ 117، والسبكي في طبقات الشافعية 8/ 69، والإسنوي في طبقات الشافعية أيضًا 2/ 451، واليافعي في مرآة الجنان 4/ 137، وابن كثير في البداية 13/ 197، والفاسي في ذيل التقييد 1/ 144، والعقد الثمين 2/ 81، والمقريزي في المقفى 6/ 121، وابن تغري بردي في النجوم 7/ 59، والسيوطي في البغية 1/ 144، والمقري في نفح الطيب 2/ 241، وابن العماد في الشذرات 5/ 269، وغيرِهم.
سُليمانَ المالَقيّانِ، ومن أهل العُدْوة: أبو محمد بنُ محمد بن أحمدَ ابن الحَجّام؛ ومن أهل المشرِق: أبوا الحَسَن: عليُّ بن أحمدَ بن عبد المُحسِن بن أبي العبّاس بن محمد بن عليِّ بن الحَسَن الحُسَيْنيُّ الغَرّافيُّ، وعليُّ بن محمد بن منصُور ابن المُنَيِّر، وشمسُ الدِّين أبو محمدٍ عبدُ الواسع بنُ عبد الكافي بن عبد الواسع بن عبد الجليل الأَبْهَرِيُّ الفقيهُ الصُّوفيُّ شيخُنا، وأبو القاسم بنُ أبي بكرٍ التَّميميُّ ثم التونُسيُّ ابنُ زَيْتون؛ وحَدَّث عنه بالإجازة أبو عبد الله ابنُ الأبّار.
وكان شيخاً (1) محدِّثًا راوِيةً مُكثِرًا عَدْلًا ثقةً، تردَّد بينَ مكّةَ والمدينةِ، كرَّمَهما اللهُ، والشامِ وغيرِها من البلاد نحوَ خمسينَ سنةً، فحَجَّ كلَّ سنة، واستمرَّ على هذه الأعمالِ المبرورة حتّى شُهِرَ ذكْرُه وعَظُمَ صِيتُه، وكان كلّما قَدِمَ على بلدٍ احتَفلَ الوُلاةُ والأكابرُ من الوزراءِ وغيرِهم للقائه، متبرِّكينَ به راغبينَ إليه في قضاءِ ما يَعِنُّ له من مَآربه، فلم يتعرَّضْ إلى أحدٍ من الناس على طبقاتِهم لاستقضاءِ حاجة، إلا الاطَّلاع على ما في خزائنِهم من الكُتُب، فيغتنمونَ المُبادرةَ إلى مُرادِه، فيستعيرُ منها ما لهُ فيه غَرَض، ويعكُفُ على انتساخِه أو تعليقِ ما اختار منه، أو المعارضةِ به، ويَصرِفُهُ إلى ربِّه، حتى اجتَمعَ له من الفوائدِ ما لم يجتمعْ عندَ غيره، وكثيرًا ما كانت تُعرَضُ عليه نفائسُ الكُتُبِ التي لهُ فيها غَرَضٌ على حُكم الهِبة أو الهَدِيّة، فلا يُسعِفُ أحدًا بقَبُولِ شيءٍ من ذلك، ولم يزَلْ فضلُه يتزيَّد، وذكْرُه بالعلم والفَضل والدِّين يُشتهَر، ومكانُه من الجلالةِ والعبادة والاجتهادِ في الأعمال الصّالحة يُشتهَر، إلى أنْ تَوفِّي بالزَّعقة (2): من رَمْلةِ الشام فيما ذَكَرَ ناصرُ الدِّين الفقيه المُدرِّسُ أبو عليٍّ منصُورُ بن محمد الزّواويّ
(1) في ب م: "شيخنا".
(2)
بهامش ب: "توفي رحمه الله بالزعقة: منزلة بين العريش والداروم من الرملة، وذلك في النصف من شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وست مئة، وهو متوجه من مصر إلى دمشق، ودفن هنالك، ومولده بمرسية في ذي الحجة من سنة تسع وستين وخمس مئة". قلنا: هذا هو الصواب في وفاته، ذكره الجم الغفير، ومنهم: عز الدين الحسيني في صلة التكملة والذهبي في كتبه.