الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان مُقرِئًا مجوِّدًا، متواضِعًا عابِدًا وَرِعًا فاضلاً، متقلِّلًا من الدنيا، عاكفًا على التقييد، حَريصًا على استفادةِ العلم وأخْذِه (1) عن أهلِه كبارًا وصِغارًا، لا يَأبى مِن أخْذِه عمّن هُو مثلُه أو دونَه، ووَصَفَه شيخُنا أبو الحَسَن الرُّعَيْنيُّ -وكان شديدَ الملازمةِ له- بالزُّهدِ والفَضل وجَوْدةِ القيام على معرفة القراءاتِ وإتقانِه إياها والعنايةِ بالفقه والعكوف عليه، قال: وكان يُقرئُ القرآن والعربيّةَ بمسجدِ ابن عبدِ ربِّه، ثم تحوَّل بأخَرةٍ إلى مسجدِ أبي عبد الله ابن المُجاهِد تبركًّا بإقراءِ أبي عبد الله ابن المُجاهِد فيه وإقراءِ تلميذِه أبي عبد الله بن قَسُّوم بعدَه، رحمهم الله أجمعين؛ واستمرَّ على ذلك زمانًا طويلاً، ثم تركَه وأقْبلَ على إسماع الحديثِ وترويته إلى أن توفِّي، رحمه الله، [عن من عالية] غُرّةَ شعبانِ ثمانٍ وعشرينَ وست مئة.
698 - محمدُ بن عبد الله بن أحمدَ بن محمد القَيْسيُّ، إشبيليٌّ أُشْبُونيُّ الأصل، ابنُ الكَمّاد
.
كان من أهل العلم بعَقْد الشُّروط في [....](2) والعدالة، حيًّا في حدود عَشْرٍ وست مئة.
699 - محمدُ بن عبد الله بن أحمدَ بن محمد القَيْسيُّ
.
وهُو عندي (3) الذي فُرعَ الآنَ من ذكْرِه. كان بقُرطُبةَ، من أهل العلم، حيًّا سنةَ ستَّ عشْرةَ وست مئة.
700 -
محمدُ (4) بن عبد الله بن أحمدَ بن مَسْعود بن مُفرِّج بن مَسْعود بن صَنَعون بن سُفْيان، أبو القاسم القَنْطريُّ.
(1) هذا هو ترجيح المعلق في هامش ب، وفي المتن صورة قريبة من "وتأتيه".
(2)
كلمة غير مقروءة في الأصل. ولعل "في" وما بعدها أن تقرأ "والثقة".
(3)
ترجيح من المعلق على هامش ب.
(4)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1403)، والذهبي في المستملح (123) وتاريخ الإسلام 12/ 265، والمراكشي في الأعلام 4/ 105.
سَكَنَ بعضُ سَلَفِه قَنْطرةَ السَّيف. رَوى عن أبي إسحاقَ بن حُبَيْش، وآباءِ بكر: الأُمْرُوشيِّ وابن زيوإنَ وابن العَرَبيِّ وأكثَرَ عنه، ومحمد بن إبراهيمَ العامِريِّ وابن المُرْخِي ويحيى ابن النَّفِيس، وأبوَيْ جعفر: البِطْرَوْجيِّ وابن المُرْخِي، وأبي الحَجّاج الأنديّ القَفّال، وآباءِ الحَسَن: شُرَيْح وعبد الرّحيم الحِجَاريِّ وعيسى بن حَبِيب بن هَيْبةَ، والمالكيِّ، وابن فَيْد وابن مَوْهَب ومحمدٍ الوَرّاق ويونُس بن مُغيث، وأبوَي الحُسَين: ابن الطَّلّاء واللَّبْليّ، وأبوَي الحَكَم: عبد الرّحمن بن غَشلْيان وعبد السّلام بن بَرَّجَان، وأبي داودَ بن يحيى المَعافِريّ، وأبي زَيْد بن إدريسَ، وأبي الطاهر الأشْتَركونيِّ، وآباءِ عبد الله: جعفرٍ حَفيدِ مكِّي وابن الحاجِّ والحَمَويّ وابن صَالح وابن مَعْمَر وابن وَضّاح وابن أبي الخِصَال، وأبي العبّاس بن جَعْفر بن خَصِيب القِيجَاطيّ، وآباءِ القاسم: ابن بَقِيٍّ وابن بَشْكُوال وابن وَرْد وعبد الرّحيم ابن الفَرَس، وأبوَيْ محمد: عبد الله النَّفْزِيّ وابن مَوْجُوال، وأبوي مَرْوان: الباجِيِّ وابن مسَرّة.
رَوى عنه أبو البقاءِ يَعيشُ، وأبو بكر بنُ خَيْر (1)، وأبو عَمْرٍو مُرَجَّى بن يونُس وأبو الخليل مُفرِّج بن سَلَمةَ، وهو أسَنُّ منه.
وكان من بيتِ علم وفقهٍ وحديث وجَلالة، محدِّثًا كاملَ المعرفة بصناعة الحديث، واسعَ الرِّواية ثقةً حافظًا فقيهًا مُشاوَرًا مُشارِكًا في فنون، أديبًا جَمّاعَة للدّواوين جيِّدَ الانتقاءِ لها، ضابطًا مُتقِنًا، حَسَنَ التقييد نبيلَ الخَطّ كتَبَ الكثير، وعُنيَ بالعلم والرِّحلة فيه أتمَّ عناية، واستَدْرَك على أبي القاسم ابن بَشْكُوالَ في "صلتِه" كثيرًا (2).
وتوفِّي بمَرّاكُش ليلةَ الأربعاءِ الرابعة من ذي حجةِ أحدٍ وستّينَ وخمس مئة، ودُفن من الغَدِ، وصَلَّى عليه الخطيبُ أبو محمد بن محمد بن عِمْرانَ الصَّدَفيُّ الشِّلْبيّ معَ من كان هنالك من جيرانِه أهل شِلْبَ في وِفادِتهم على مَرّاكُش.
(1) ينظر فهرسته 537. 555.
(2)
تنظر مقدمة الدكتور بشار للصلة 1/ 17.