الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
متعذِّرينَ إليه ومتنصِّلينَ ممّا نُسِبَ إليهم، وذكَروا له أنَّهم ما زالوا منذ ورَدَ عليهم ناظِرينَ فيما يقابِلونَه به، فقال لهم: لا يُرضيني إلا ألفُ دينار، ولا آخُذُها إلا من رجلٍ واحد، فجَمَعوها ودفَعوها إلى بعضِهم، فحَمَلَها إليه فقَبِلَها وانصَرفَ عنهم.
ولمّا قفَلَ إلى الأندَلُس وقصَدَ إشبيلِيَةَ وهَمَّ بعَقْد مجالسِ الوَعْظ فيها منَعَه أهلُه وقُرَباؤه وقالوا: لا نُبيحُ لك ولا نُساعدُك على التعرُّض إلى الكُدْية في بلدٍ يُعرَفُ فيه شرَفُ أسلافِك، وبمسجدٍ كان فيه أبوك خطيبًا، فانصرَفَ عنهم إلى بلادِ الأندَلُس ثم إلى العُدْوة، وشاع في الآفاق ذكْرُه، وتلَقى الناسُ أحوالَه بالاستحسان، وقابَلوهُ بضروبٍ من الإحسان. وكان حَسَنَ الصَّوت طيِّبَ النَّغَمة عجيبَ الإيراد. وتوفِّي في نحوِ العشرينَ وست مئة (1).
930 - محمدُ بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمد بن مَغْنِيْن الكُتَاميُّ، إشبِيليٌّ، أبو بكر. ومَغْنِينُ: بفتح الميم وسُكون الغَيْن المعجَم ونونَيْنِ بينَهما ياءُ مَدّ
.
رَوى عن أبي الحَسَن نَجَبةَ.
931 -
محمدُ (2) بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن مُطرّفِ بن أبي سَهْل بن ياسين النَّفْزِيُّ، شاطِبيٌّ، أبو عبد الله.
رَوى عن أَبيه أبي زَيْد وغيرِه؛ وكان من أهل العلم بالفقه والحِفظِ للمسائل والبَراعة في الأدب، ذا حَظّ صالح من قَرْضِ الشِّعر. توفّي في العَشْر الأُوَل من رمضانِ تسعينَ وخمسِ مئة.
932 -
محمدُ (3) بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن موسى بن غَلُّوْز -بفتح الغَيْن المعجَم وتشديد اللام وواوِ مَدّ وزاي- الغافِقيُّ، مَيُورْقيٌّ، أبو عبد الله، ابنُ العَنْصَريِّ، بفَتْح العَيْن الغُفْل وتسكينِ النونِ وفتح الصّادِ الغُفْل [138 ب] وراءٍ منسوبًا.
(1) بهامش ب: "روى عنه أبو بكر بن مسدي وقال: مولده بلبلة بعد الخمسين وخمس مئة، وتوفي بإشبيلية سنة اثنتين وعشرين وست مئة، قال: وذكر لي هو وأخوه أنهم من ذرية عثمان بن عفان رضي الله عنه".
(2)
ترجه ابن الأبار في التكملة (1507).
(3)
ترجمه ابن الأبار في التكملة (1134).
رَوى عنه قريبِه أبو عليٍّ الحَسَن بن أحمدَ بن غَلُّوْز.
933 -
محمدُ (1) بن عبد الرّحمن بن عبد السّلام بن أحمدَ بن يوسُفَ الغَسّانيُّ، غَرْناطيٌّ، أبو عبد الله.
رَوى عن أبي بكر بن أبي زَمَنِين، وأبي عُمرَ بن عاتٍ، وأبي القاسم بن سَمَجُونَ، وأبي محمد بن حَوْطِ الله. رَوى عنه أبو محمد بن عبد الرحمن بن بُرْطُلُّه.
وكان محدِّثًا نبيلًا حاذقًا ذَكيًّا، وله شَرْحٌ حَفيلٌ على كتابِ "الشِّهاب" واختصارٌ حسَنٌ في "اقتباسِ الأنوار" للرُّشَاطيّ، وكان كاتبًا وافرَ الحَظّ من الأدب، يقرِضُ شعرًا لا بأسَ به، ومنه في ذكْرِ طبقاتِ أنسابِ العرب (2) [الكامل]:
الشَّعبُ ثم قبيلةٌ وعِمَارةٌ
…
بطنٌ وفَخْذٌ والفَصيلةُ تابعَهْ
فالشَّعبُ يَجمَعُ للقبائلِ (3) كلِّها
…
ثم القبيلةُ للعِمارةِ جامعهْ
والبطنُ تجمَعُه العمائرُ فاعلمَنْ
…
والفَخْذُ تجمَعُه البطونُ الواسعهْ
والفَخْذُ تَجمَعُ للفصائل هاكَها
…
جاءَتْ على نَسَقٍ لها متتابعهْ
فخُزَيْمةٌ شعبٌ وإنّ كِنانةً
…
لَقبيلةٌ عنها الفصائلُ شائعهْ
وقُرَيْشُها تُسْمَى العِمارةَ يَا فتى
…
وقُصَيُّ بطنٌ للأعادي قامعهْ
ذا هاشم فَخْذٌ وما عبّاسُها
…
إلا الفصيلةُ لا تُناط بسابعهْ
أنشَدَ لنفسِه هذه الأبياتَ في صَدْرِ مختصَرِه من"اقتباسِ الأنوارِ" للرُّشَاطيّ.
مَوْلدُه بغَرناطةَ سنةَ ثمانٍ وستينَ وخمسِ مئة، وتوفِّي بمُرْسِيَةَ في رمضانِ تسعَ عشْرةَ وست مئة (4).
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1629)، والذهبي في المستملح (267) وتاريخ الإسلام 13/ 584، والمقري في نفح الطيب 4/ 308.
(2)
ينظر هذا الشعر في نفح الطيب 4/ 308.
(3)
في النفح: "مجتمع القبيلة".
(4)
بهامش ب: "روى عنه أبو [] وقال: أخبرني أن [مولده] قبل الستين [وخمس مئة] ".