الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو كان أكلًا ولم يَقبِضْه منكَ فلا
…
تزِدْهُ أكلًا نَسِيئًا خُذْ بذا وقُلِ
وإنْ يكُنْ ذاك مطعومًا ويقبِضُهُ
…
فلا ترُدَّ طعامًا مُنسِئًا تَحُلِ
وإنْ يكُنْ رَبَويًّا في الطعامِ فلا
…
تزِدْهُ من جِنسِه حُيِّيتَ من رجُلِ
وفي المزيدِ من المُبتاعِ تقبِضُهُ
…
على الإقالة أصلٌ غيرُ ذي دَخَلِ
من المبيعاتِ معهودٌ يُعيِّنُها
…
وضِدُّها فاستمِعْ قولًا بلا خَطَلِ
وما تَعيَّنَ منهُ قد يُباعُ إلى
…
حِينٍ ونَقْد وعَقْدُ البيع لم يزَلِ
فإنْ يكُنْ ثمنُ المُبتاع مُنتقَدًا
…
لا زِلتَ تُنقَدُ ما أحبَبْتَ في جَذَلِ
فاحسِبْهُ بيعًا كباقي البيع يُفسدُهُ
…
ما يُفسدُ البيعَ من وَهْنٍ ومن خَلَلِ
وإنْ يكُنْ غيرَ منقودٍ فيُنظَرُ في
…
زيادةِ المشتري في كلِّ مُحتمَلِ
130 - محمدُ بن أحمدَ بن محمد الصَّدَفيُّ، طُلَيْطليٌّ
.
كان من أهلِ العلمِ، بارعَ الخط، مُبَرِّزًا في العدالة، حيًّا سنة إحدى وأربعين وأربع مئة.
131 - محمدُ بن أحمدَ بن محمد الغافِقيُّ، سَرَقُسْطيٌّ
.
كان من أهل العلم والتبريزِ في العدالة، حيًّا سنةَ ستٍّ وثلاثينَ وأربع مئة.
132 -
محمدُ (1) بن أحمدَ بن محمد الغافِقيُّ، قُرطُبيٌّ بَيْسَانيُّ الأصل، أبو عبد الله البَيْسَانيّ، ويقال: الفَيْسَانيّ، وابنُ عراق.
تَلا بالسَّبع على أبي الحَسَن عَوْنِ الله بن عَوْن الله، وأبي القاسم ابن الحَصّار، ويقال: ابنِ النَّخاس وكان يكرَهُها؛ وحدَّث عنهما وعن أبي بحر بن العاص وأبي محمد بن عَتّابٍ وتفَقَّه به.
(1) ترجمه ابن الأبار في التكملة (1465)، والذهبي في المستملح (164)، وتاريخ الإسلام 12/ 631، ومعرفة القراء الكبار 2/ 547، وابن الجزري في غاية النهاية 2/ 86، والقادري في نهاية الغاية، الورقة 222.
رَوى عنه أبو جعفرٍ الجَيّارُ، وابنا حَوْطِ الله، وأبو القاسم عبدُ الرّحيم بن إبراهيمَ ابن الفَرَس، وحدَّث عنه بالإجار أبو عليّ الرُّنْديّ.
وكان فقيهًا عاقِدًا للشُّروط، عَدْلًا مُقرِئًا متصدِّرًا متحدِّثًا راوِيةً مُعمَّرًا، ولحِقَتْه زَمانةٌ بأخَرةٍ من عُمُرِه عاقَتْه عن التصرُّف، فلزِمَ دارَه بحَوْمةِ بابِ الفَرَج من الرَّبَض الشَّرقي، وأقرَأَ هنالك وأسمَعَ، وكان آخِرَ الرُّواة بالسَّماع عن أبي القاسم ابن الحَصّار.
مَولدُه سنةَ تسعينَ وأربع مئة، وتوفِّي في رجب، وقيل: في جُمادى الآخِرة، سنةَ تسع وسبعينَ وخمس مئة.
133 -
محمدُ (1) بن أحمدَ بن محمد القَيْسيُّ، رُنْديٌّ سكَنَ مَرَّاكُشَ، أبو عبد الله الرُّنديُّ والمسلهم.
رَوى عن أبي إسحاقَ بن أحمدَ الرُّنْدي، وأبي البَرَكاتِ عُمرَ بن مودودٍ الفارِسيِّ، وأبوَيْ بكر: ابن أبي تَلِيد وابن عليّ بن المَرْضِيّ، وأبوَي جعفر: ابن يحيى الخَطيب وابن يَسْعُون الشَّرِيشيّ، وأبوَي الحَجّاج: ابن الشَّيخ -وأجاز له شَفاهًا- وابن المُعزِّ المُكَلّاتيّ، وآباءِ الحَسَن: حازم بن حازم وسَهْل بن مالكٍ وابن خَرُوف النَّحْويّ والدَّبّاج وابن السُّعود وابن عَفّانَ وابن الفَضْل وابن القَطّان، وأبي الحُسَين محمد بن محمد بن زَرْقُون، وأبي الحَكَم يوسُفَ بن رختاط، وأبي الخَطّاب أحمدَ بن محمد بن واجِب، لقِيَه وأجاز له، وأبي الرَّبيع بن أبي العزيز، وأبي بكرٍ -ويقال: أبو زكريّا- بن محمد بن أَبَانٍ الشَّعْبانيّ، وأبي سُليمانَ ابن حَوْطِ الله، وأبي الصَّبر السَّبْتيّ، وآباءِ عبد الله: ابن إبراهيمَ ابن حَرِيرةَ وتدَبَّجَ معَه، وابن أبي العبّاس بن وَرْد وابن عبد الله البَرنامَج، وآباءِ العبّاس: ابن إبراهيمَ الطَّنْجِيِّ وابن شُكَيْل وابن عليّ بن هارُون وابن محمد العَزَفيّ، لقِيَهُ بسَبْتَةَ وسَمِع عليه وناوَلَه وأجاز له، وأبوَيْ عليّ: الحَسَن بن عبد الله بن يوسُف -أجاز له- وعُمرَ بن عبد المجِيد الرُّنْديّ، ولزِمَه ببلدِه وبمَرّاكُشَ، وأبي عُمرَ بن عاتٍ،
(1) ترجمه المراكشي في الإعلام 5/ 364.
وأبي عَمْرٍو محمد بن عبد الله بن غِيَاث، وأبي القاسم بن بَقِيٍّ وأكثَرَ عنه، وابن الحَدّاد التونُسيّ، وأبوَيْ محمد: ابن حَوْطِ الله وعبد الحقِّ بن عبد الله بن عبد الحقّ، وأبي مَرْوانَ محمد بن أحمدَ الباجِيّ، لقِيَه بطَرِيفَ ومَرّاكُشَ وناوَلَه، والحاجّ القَلْفَاط وغيرهم.
[وكان](1) محدِّثًا مُكثِرًا متّسعَ الرِّواية أديبًا، من أبرَع الناس خَطًّا، عاقِدًا للشُروط، جَمّاعةً للكُتُب وفوائدِ الشّيوخ، نسّابةً لخطوطِ العلماء، ذاكرًا للتواريخ، حَسَنَ المُحاضَرة، جميلَ اللِّقاء، جالَسْتُه مرّات؛ وكان صديقًا لأبي رحمه الله، ولإكثارِه غَمَزَه بعضُ أشياخِنا وتكلَّموا فيه، وكان شيخُنا الناقدُ العَدْلُ أبو محمد حَسَنُ بن عليّ ابن القَطّان يُصرِّحُ بتكذيبِه وادّعائه تحميلَ شيوخٍ ما ليس في روايتِهم وحَمْلِه عنهم ما لا صَحَّ له، وقد كان يَظهَرُ ذلك منه، ولعلّه بالإجازةِ، واللهُ أعلم.
وكان ذا حَظّ من الكتابةِ وقَرْض الشِّعر يُحسنُ في أقلِّه، ومنه، ونقَلتُه من خطِّه [الطويل]:
يُسائلُني مَن لا أُراعُ بوُدِّهِ
…
فأكتُمُه حالي وليس أخارَيْبِ
إذا كان دائي من أماكنِ لَذّتي
…
ترَكْتُ عَذُولي حائضًا ظُلَمَ الغَيْبِ
ومنه، ونقَلتُه من خطِّه أيضًا [مجزوء المتدارك]:
كيف أخشَى بذَنْبي
…
دَرَكاتِ الجحيمِ
بين رَبٍّ رحيمٍ
…
ورسُولٍ كريم؟!
ومنه، ونقَلتُه أيضًا من خطِّه، وكتَبَ به إلى شيخِه أبي الحَسَن بن خَرُوف وقد نالَتْه منه وَحْشة [المجتث]:
هَبْني أسَأْتُ أمَالي
…
في نَيْل عَفْوِك سُولُ
وَسِيلتي وشَفيعي
…
إلى رِضاكَ الرسُولُ
(1) سقطت من ب م، ولا بد منها.
ومنه، ونقَلتُه أيضًا من خطِّه مُذَيِّلًا ثلاثةَ (1) أبيات تُنسَبُ إلى أبي زكريّا بن إسحاقَ بن محمد بن عليّ المَسُوفيِّ، ابنِ غانِيَةَ (2) [الطويل]:
أظُلمًا ورُمحي ناصِري وحُسَامي
…
وضَيْمًا وعَزْمي قائدي وزِمَامي
ولي بأسُ بطّاشِ الذِّراعَيْنِ ضَيْغَمٍ
…
يُناضلُ عن أشبالِهِ ويُحامي
ألا غَنِّياني بالصَّهيلِ فإنهُ
…
سَماعي ورَقْرَاقُ الدماءِ مُدامي
وحُطّا على الرَّمضاءِ رَحْلي فإنّها
…
بِسَاطي وخَفّاقُ البنودِ خِيَامي
فزاد عليها [الطويل]:
وصُونا جِيادي إنَّهنَّ مَنابِري
…
وسَيْفي لساني والمِرَاسُ كلامي
تُطاوِعُني الأملاكُ وهْيَ أعِزَّةٌ
…
وتَلهَجُ شوفًا أنْ يُلِمَّ سَلامي
وإنْ قَصَّر الِهنْديْ أطَلْتُ غِرارَهُ
…
برأيٍ بعيدِ البَتْرِ وهْيَ دَوامي
أخُوضُ غِمارَ المَهْمَهِ القَفْرِ كالدُّجَى
…
بِصارمِ عَزْمٍ لا يُضيعُ ذِمَامي
وأُنْضي رِكابي إنْ تَضَوَّرَ خائفٌ
…
فأُشبِعُه من لَذّةٍ ومَنامِ
وأبذُلُ مالي والحياةَ لطالبٍ
…
وأمنَعُ عِرضي أنْ يُنالَ بِذامِ
وأُرعِدُ كي لا يَجْهلَ الظُّلمُ سَطْوتي
…
وأَخفِضُ عن عَتْبِ الوليِّ مَلامي
ولا أُتبعُ الأحياءَ لمحةَ ناظرٍ
…
وإن كان فيها لَوْعتي وغَرامي
وأغفِرُ زَلّاتِ الكريمِ تعفُفًا
…
ويَكرَعُ في صدرِ العدوِّ حسامي
توفِّي يومَ الثلاثاءِ قبلَ طلوع الشمس لأربعٍ خَلَوْنَ من صَفَرِ ثلاثٍ وخمسينَ وست مئةٍ وقد زادَ على الثمانينَ أربعَ سنينَ أو خمسًا، ودُفنَ ضُحى يوم الأربعاءِ تاليهِ بمقبُرة بابِ أغْمَات.
(1) كذا في ب م؛ وهي أربعة.
(2)
وردت في الروض المعطار (605، مادة: وادي آش) منسوبة إلى عبد البر ابن فرسان الوادي آشي، وكان وزيرًا ليحيى ابن غانية الميورقي.