الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَدِيثُ الثَّقَلَيْنِ:
وورد هذا الحديث في روايات كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويبدو أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحدث به في أكثر من موضع ورواه أئمة الحديث بألفاظ مختلفة.
ففي " صحيح الترمذي " عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَّهِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي» عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (1).
وروى الترمذي أيضًا في " الصحيح " عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ. وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا» (2).
وروى مسلم في " الصحيح " عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ» فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:«وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي» (3).
(1)" صحيح الترمذي ": 2/ 308 و " كنز العمال ": 1/ 48.
(2)
" صحيح الترمذي ": 2/ 308 و " أسد الغابة ": 2/ 12.
(3)
" صحيح مسلم ": (كتاب فضائل الصحابة) باب فضائل علي بن ابي طالب. ورواه مسلم بأسانيد أخر، ورواه أحمد بن حنبل في " المسند ": 4/ 366 والبيهقي في " السنن ": 2/ 148، والدارمي في " سننه " مختصرًا: 2/ 431، والمتقي الهندي في " كنز العمال ": 1/ 45 مختصرًا، والطحاوي في " مشكل الآثار ": 4/ 368 وورد الحديث أيضًا في كتاب " التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول ": 3/ 347 (كتاب الفضائل)، الفصل الرابع في مناقب آهل البيت، وقد نقله عن " صحيح مسلم " و " الترمذي ".
والحديث قد روي بصورة مستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يسعنا المجال لذكر إسناده ومصادره. وقد قال السمهودي: «وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة» رَوَوْا حديث الثقلين، وصححه السيوطي في " الجامع الصغير " وقال المناوي في " شرحه ":«قال الهيثمي: " رِجَالُهُ مُوَثَّقُونَ» .
ويكفي أَنَّ " مسلم " قد روى هذا الحديث (1).
وفي الحديث:
1 -
يجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيته صنوًا للقرآن لا يفتران حتى يردا عليه الحوض يوم القيامة.
2 -
ويعتبر التمسك بهما عاصمًا من الضلال.
3 -
ويوصيهم أنْ لا يعلوهما ولا يسبقونها في قول أو في فعل فإنهما أعلم منهم.
وفي بعض ذلك كفاية في عصمة أهل البيت ومرجعيتهم في تبليغ وتبيان حدود الله تعالى وحلاله وحرامه.
• • •
ولا نتردد كثيرًا في معرفة من هم أهل البيت إذا عرفنا أنهم مع القرآن في كل شيء وأنهم لن يفترقوا عن القرآن حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحوض.
فهم والقرآن صنوان لا يفترقان. وهما يستمران إلى يوم القيامة إلى جنب
(1) أوضحنا في (البند 20) أنه قد ورد أيضًا في الأحاديث النبوية «كِتَابَ اللهِ، وَسُنَّتِي» كما في " الموطأ " و " الترمذي " و " كنز العمال " و " الجامع الصغير " وبالتالي فأهل البيت لا يطاعنون استقلالاً عن السنة النبوية بل من خلالها وأئمة آل البيت لا يزيدون شيئًا على ما ثبت من الحديث النبوي وقد أوضح ذلك شيخنا الآصفي في (البند 5) بالصفحات التالية.