المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ليال حتى رماه الله بمرض العدسة فقضى عليه، وكانت قريش - السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة - جـ ٢

[محمد أبو شهبة]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني

- ‌مقدمّة الطّبعة الثانية

- ‌مقدمّة الطّبعة الأولى

- ‌بين عهدين: العهد المكي والعهد المدني

- ‌منزلة المساجد في الإسلام

- ‌بناء مسجد قباء

- ‌وصول النّبيّ إلى المدينة وبناؤه المسجد النّبويّ

- ‌توسل الأنصار إلى الرسول أن ينزل عندهم

- ‌اليوم المشهود

- ‌في دار أبي أيوب الأنصاري

- ‌جميل بجميل

- ‌إسلام عبد الله بن سلام وبعض أهله

- ‌بناء المسجد النبوي

- ‌الأطوار التي مرّ بها بناء المسجد النبوي

- ‌زخرفة المساجد:

- ‌فضل المسجد النبوي

- ‌بناء حجر أمهات المؤمنين

- ‌حمّى المدينة

- ‌حالة المدينة السّياسيّة والاجتماعيّة بعد الهجرة

- ‌المهاجرين

- ‌الأنصار

- ‌المنافقين

- ‌اليهود

- ‌الإخاء بين المهاجرين والأنصار

- ‌المؤاخاة بين المسلمين بمكة

- ‌ماثر الأنصار الخالدة

- ‌موادعة النبي اليهود

- ‌بناء النبي بعائشة

- ‌مشروعية الأذان

- ‌السّنة الأولى من الهجرة

- ‌السرايا في السنة الأولى

- ‌سرية حمزة بن عبد المطلب

- ‌سرية عبيدة بن الحارث

- ‌سرية سعد بن أبي وقاص

- ‌رأينا في هذه السرايا

- ‌مزاعم المستشرقين في هذه السرايا

- ‌أحداث هذا العام

- ‌مواليد

- ‌وفيات

- ‌السّنة الثّانية من الهجرة

- ‌أول ما نزل في القتال

- ‌متى شرع الجهاد

- ‌لم شرع الجهاد في الإسلام

- ‌حكم الجهاد في الإسلام

- ‌من يرى أن الجهاد فرض عين

- ‌مثل عليا للحرص على الجهاد

- ‌الترغيب في الجهاد والاستشهاد

- ‌الاستشهاد في سبيل الله

- ‌الأطوار التي مرّ بها الجهاد

- ‌الطور الأول

- ‌الطور الثاني

- ‌الطور الثالث

- ‌الطور الرابع

- ‌الطور الخامس

- ‌رد الفرية الكبرى

- ‌أحداث وتشريعات

- ‌تحويل القبلة إلى الكعبة

- ‌تشريع فريضة الصيام

- ‌زكاة الفطر

- ‌صلاة العيد

- ‌الصوم والفطرة والعيد من روافد العدالة الاجتماعية في الإسلام

- ‌مصارف الزكاة

- ‌الزكاة أساس العدالة الاجتماعية الإسلامية

- ‌الغزوات والسرايا في السنة الثانية

- ‌غزوة الأبواء أو ودّان

- ‌غزوة بواط

- ‌غزوة العشيرة

- ‌غزوة بدر الأولى

- ‌سرية عبد الله بن جحش

- ‌وقفة عند ما نزل من القران

- ‌غزوة بدر الكبرى

- ‌ترقب وانتظار

- ‌الخروج إلى العير

- ‌أبو سفيان واستنفار قريش

- ‌تخوف قريش من بني بكر

- ‌فرار أبي سفيان بالعير واختلاف المشركين في الخروج

- ‌مسير المسلمين إلى بدر

- ‌استشارة النبي أصحابه في القتال

- ‌تسنّط أخبار قريش

- ‌تعرف أخبار العير

- ‌جيش المسلمين في بدر

- ‌اية من السماء

- ‌مشورات حكيمة

- ‌تصافّ المسلمين

- ‌رؤيا الرسول

- ‌تخاذل في صفوف المشركين

- ‌فشل المساعي لعدم الحرب

- ‌مخاطرة من بعض المشركين

- ‌ابتداء الحرب بالمبارزة

- ‌تعديل الرسول صفوف الجيش

- ‌وصاة النبي للمسلمين

- ‌إشفاق ودعاء

- ‌التحريض على القتال

- ‌القوى الروحية تفوق القوى المادية

- ‌مشاركة الرسول في القتال

- ‌الصدّيق والقتال

- ‌إمداد الله المسلمين بالملائكة يوم بدر

- ‌وصاة النبي ببعض القرشيين

- ‌مثل عليا للإيمان

- ‌قتلى المشركين

- ‌موقف إنساني للرسول

- ‌البشرى بالنصر

- ‌الاختلاف على غنائم بدر وقسمتها

- ‌الأوبة إلى المدينة

- ‌وصاة النبي بالأسرى

- ‌قتل أسيرين

- ‌أسارى بدر

- ‌وصول النذير بالهزيمة إلى قريش

- ‌افتداء الأسرى

- ‌قيمة الفداء

- ‌وعد الله الأسارى بالخير إن أسلموا

- ‌العتاب في الفداء

- ‌طنين المستشرقين

- ‌فضائل أهل بدر

- ‌نتائج غزوة بدر

- ‌مواطن العبرة في بدر

- ‌أحداث في السنة الثانية

- ‌زواج علي بفاطمة

- ‌وفيات

- ‌السّنة الثّالثة من الهجرة

- ‌تمهيد:

- ‌[الغزوات في هذه السنة]

- ‌غزوة الكدر

- ‌غزوة غطفان أو ذي أمر

- ‌سرية زيد بن حارثة أو القردة

- ‌غزوة أحد

- ‌تجهز قريش لأحد

- ‌وصول الخبر إلى الرسول

- ‌مشاورة النبي أصحابه

- ‌استعراض الجيش ورد بعض الصبيان

- ‌نزول المسلمين بالشعب في أحد والتعبئة للقتال

- ‌الرسول يحمس أصحابه

- ‌جيش قريش

- ‌محاولة فاشلة

- ‌بدء القتال بالمبارزة

- ‌التحام الجيشين

- ‌مخالفة الرماة أمر الرسول

- ‌شائعة قتل الرسول

- ‌الذين ثبتوا مع الرسول

- ‌ثبات الرسول

- ‌ما نزل بالرسول من جراح

- ‌علي وفاطمة يضمّدان جراح النبي

- ‌مثل من البطولات في الدفاع عن الرسول

- ‌بطولة امرأة

- ‌مثل اخر من إيمان النساء

- ‌ومن جهاد النساء في أحد

- ‌المقاتلون حمية

- ‌المشركات يمثلن بشهداء أحد

- ‌حزن الرسول على عمه

- ‌أمر الله بالعدل في القصاص

- ‌بعد الموقعة

- ‌تعرّف وجهة المشركين

- ‌صلاة النبي بالمسلمين قاعدا

- ‌دعاء وابتهال

- ‌من استشهد في أحد

- ‌قتلى المشركين:

- ‌دفن شهداء أحد

- ‌منزلة شهداء أحد:

- ‌من أصيب بالجراح يوم أحد

- ‌معجزة نبوية

- ‌سبب الهزيمة في أحد

- ‌عبرة وعظة

- ‌ما نزل من القران في أحد

- ‌اثار غزوة أحد

- ‌غزوة حمراء الأسد

- ‌مخزاة لابن أبيّ

- ‌حوادث هذا العام

- ‌تزوج عثمان بأم كلثوم

- ‌تزوج النبي بحفصة

- ‌مولد الحسن

- ‌السّنة الرّابعة من الهجرة

- ‌[السرايا والغزوات في السنة الرابعة]

- ‌سرية أبي سلمة بن عبد الأسد

- ‌سرية عبد الله بن أنيس

- ‌سرية الرجيع

- ‌وقفة عند سرية الرجيع وبئر معونة:

- ‌غزوة بدر الاخرة

- ‌حوادث في هذا العام

- ‌وفاة أبي سلمة

- ‌وفاة عبد الله بن عثمان

- ‌مولد الحسين

- ‌تزوج رسول الله بزينب بنت خزيمة

- ‌تزوج النبي بأم سلمة

- ‌الحكمة في زواجها

- ‌تعلم زيد بن ثابت كتابة اليهود ولغتهم

- ‌السّنة الخامسة من الهجرة

- ‌غزوة دومة الجندل

- ‌مصالحة عيينة بن حصن

- ‌تصرف نبوي حكيم

- ‌حدثان عظيمان في هذه الغزوة

- ‌الحدث الأول

- ‌اعتذار ابن أبيّ

- ‌سير النبي بالجيش ليشغلهم عن الفتنة

- ‌نزول سورة المنافقون

- ‌مثل أعلى للإيمان

- ‌اثار هذه السياسة النبوية الحكيمة

- ‌احتيال وغدر

- ‌حادثة الإفك

- ‌إقامة الحد على من قذف عائشة

- ‌صفوان بن المعطل السلمي

- ‌وقفات عند قصة الإفك

- ‌تفسير ايات الإفك

- ‌غزوة الخندق أو الأحزاب

- ‌تأليب اليهود على النبي

- ‌تفضيل اليهود الوثنية على الإسلام

- ‌استمرار اليهود في تأليب القبائل

- ‌خروج الأحزاب

- ‌استشارة الرسول أصحابه

- ‌حفر الخندق

- ‌تخاذل المنافقين

- ‌نبوات صادقة

- ‌جيش المسلمين

- ‌دهشة المشركين من الخندق

- ‌نقض بني قريظة العهد

- ‌استجلاء الرسول الخبر

- ‌اشتداد البلاء والخوف

- ‌اقتحام بعض المشركين الخندق

- ‌قتل عمرو بن عبد ود

- ‌محاولة لتفريق الأحزاب

- ‌الحرب خدعة

- ‌نجاح التدبير

- ‌دعاء وابتهال

- ‌هزيمة الأحزاب

- ‌تعرف أخبار القوم

- ‌الأوبة إلى المدينة

- ‌ما نزل من الايات في غزوة الأحزاب

- ‌زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش

- ‌الروايات الصحيحة تؤيد ما ذكرناه

- ‌روايات واهية مدسوسة

- ‌أباطيل المبشّرين والمستشرقين

- ‌تهافت كلامهم

- ‌تعدد الزوجات سنة من سنن الأنبياء

- ‌الحكمة في تعدد زوجاته عليه الصلاة والسلام

- ‌الحكم العامة

- ‌الحكم الخاصة

- ‌خطبة النبي لزينب وفضلها

- ‌نزول اية الحجاب صبيحة عرسها

- ‌تشريع الحجاب في الإسلام

- ‌تزوج النبي بأم حبيبة بنت أبي سفيان

- ‌الحكمة في تزوج النبي بها

- ‌وفاتها

- ‌فرض الحج

- ‌وفاة سعد بن معاذ

- ‌السّنة السّادسة من الهجرة

- ‌[السرايا والغزوات في السنة السادسة للهجرة]

- ‌سرية محمد بن مسلمة قبل نجد

- ‌غزوة بني لحيان

- ‌سرية كرز بن جابر الفهري

- ‌سرية عمرو بن أمية الضّمري

- ‌غزوة الحديبية

- ‌خروج النبي معتمرا

- ‌وصول النبأ إلى قريش

- ‌رسل قريش

- ‌بديل بن ورقاء

- ‌مكرز بن حفص

- ‌حليس بن علقمة

- ‌عروة بن مسعود الثقفي

- ‌مثل أعلى للحب وللإيمان

- ‌رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌سفارة عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌بيعة الرضوان

- ‌مناوشات قريش

- ‌بشائر الصلح

- ‌شروط صلح الحديبية

- ‌رأي المسلمين في الشروط

- ‌رؤيا رسول الله

- ‌كتابة كتاب الصلح

- ‌وقفة عند هذا الصلح

- ‌أبو جندل بن سهيل بن عمرو

- ‌نحر النبي هديه

- ‌الأوبة إلى المدينة ونزول سورة الفتح

- ‌صلح الحديبية فتح مبين

- ‌مكاسب المسلمين من صلح الحديبية

- ‌سعي قريش في التنازل عن هذه الفقرة من الشرط

- ‌تفسير سورة الفتح

- ‌المهاجرات المؤمنات

- ‌تفسير الايتين الواردتين في هذه الحادثة

- ‌أحداث وتشريعات في هذا العام

- ‌تحريم الخمر

- ‌ما هي الخمر

- ‌حكمة تحريم الخمر

- ‌تبليغ الإسلام في العالم

- ‌مكاتبة الملوك والأمراء

- ‌كتاب رسول الله إلى القيصر (هرقل)

- ‌موقف هرقل من الكتاب

- ‌كتاب كسرى

- ‌كتاب المقوقس عظيم مصر

- ‌كتاب النجاشي

- ‌بقية الكتب

- ‌كتاب المنذر بن ساوى

- ‌كتاب أمير بصرى

- ‌كتاب أمير دمشق

- ‌كتاب ملك اليمامة

- ‌كتب أخرى

- ‌السّنة السّابعة من الهجرة

- ‌[الغزوات والسرايا في هذه السنة]

- ‌غزوة ذي قرد

- ‌لا نذر في معصية

- ‌الوفاء حتى للحيوان

- ‌غزوة خيبر

- ‌غزوة ذات الرقاع

- ‌قدوم مهاجري الحبشة

- ‌سرية بشير بن سعد

- ‌سرية غالب بن عبد الله

- ‌عمرة القضاء والقضية والقصاص

- ‌إقامة النبي بمكة

- ‌حادثة وقضية

- ‌تشريعات وحوادث هذا العام

- ‌تحريم لحوم الحمر الأهلية وغيرها

- ‌تحريم نكاح المتعة

- ‌زواج النبي بصفية بنت حييّ النضرية

- ‌حكمة زواجه بها

- ‌حراسة أبي أيوب للنبي

- ‌زواج النبي بميمونة بنت الحارث

- ‌الحكمة في زواجها

- ‌موقف النّبيّ عليه السلام من اليهود وموقفهم منه

- ‌محاولتهم الوقيعة بين الأوس والخزرج

- ‌الجدل بين اليهود والمسلمين

- ‌من مخازي بني إسرائيل وأكاذيبهم

- ‌اليهود بالجزيرة العربية

- ‌يهود بني قينقاع

- ‌تماديهم في الشر

- ‌غزوة بني قينقاع

- ‌قتل كعب بن الأشرف

- ‌غزوة بني النضير

- ‌حصار بني النضير

- ‌ما نزل في غزوة بني النضير

- ‌غزوة بني قريظة

- ‌استشارتهم أبا لبابة

- ‌توبة أبي لبابة

- ‌نزول بني قريظة على حكم رسول الله

- ‌دم بني قريظة في عنق حيي

- ‌قسمة أموال قريظة

- ‌ريحانة

- ‌من استشهد

- ‌قتل سلام بن أبي الحقيق

- ‌غزوة خيبر

- ‌الخروج إلى خيبر

- ‌ضخامة القوتين

- ‌قصة الشاة المسمومة

- ‌تقسيم غنائم خيبر

- ‌مثل أعلى للتسامح

- ‌يهود فدك وتيماء ووادي القرى

- ‌إجلاء الفاروق عمر لهم عن جزيرة العرب

- ‌السّنة الثّامنة من الهجرة

- ‌‌‌إسلام خالد، وعمرو، وعثمان بن طلحة

- ‌إسلام خالد

- ‌إسلام عمرو

- ‌غزوة مؤتة

- ‌التقاء الجيشين

- ‌بلاء المسلمين

- ‌نعي رسول الله الأمراء

- ‌لقاء الجيش

- ‌مثل أعلى للاستحياء

- ‌إكرام النبي لال جعفر

- ‌نهي ال جعفر عن النياحة

- ‌رثاء أسماء بنت عميس زوجها

- ‌غزوة ذات السلاسل

- ‌فتح الفتوح في الإسلام فتح مكّة

- ‌تمهيد

- ‌سفارة أبي سفيان بن حرب

- ‌تجهز النبي للخروج

- ‌كتاب حاطب إلى قريش

- ‌العظيم من يرحم الضعفاء

- ‌مسيرة الجيش إلى مكة

- ‌إسلام العباس وبعض القرشيين

- ‌تخوف العباس على قريش

- ‌أبو سفيان يستطلع الأخبار لقريش

- ‌إسلام أبي سفيان

- ‌حبس أبي سفيان بمضيق الوادي

- ‌الكتيبة الخضراء

- ‌رجوع أبي سفيان إلى مكة

- ‌دخول مكّة

- ‌إجارة أم هانىء رجلين

- ‌إلى الكعبة

- ‌في جوف الكعبة

- ‌أذان بلال على الكعبة

- ‌اليوم يوم بر ووفاء

- ‌خطبة يوم الفتح

- ‌العفو عند المقدرة

- ‌إسلام أبي قحافة

- ‌إسلام الحارث وعتّاب

- ‌إسلام فضالة بن عمير

- ‌إهدار النبي بعض الدماء

- ‌عبد الله بن خطل وقينتاه

- ‌عبد الله بن أبي سرح

- ‌الحويرث بن نقيد

- ‌مقيس بن صبابة

- ‌هبار بن الأسود

- ‌عكرمة بن أبي جهل

- ‌هند بنت عتبة بن ربيعة

- ‌خطبة النبي غداة الفتح وإسلام أهل مكة وبيعتهم

- ‌إسلام قريش رجالا ونساء

- ‌بيعة الرجال

- ‌بيعة النساء

- ‌مخاوف الأنصار وتبديدها

- ‌مدة إقامة النبي بمكة

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة وهدم بعض الأصنام

- ‌تعويض النبي بني جذيمة عن الدماء والأموال

- ‌هدم العزّى

- ‌هدم سواع

- ‌هدم مناة

- ‌غزوة حنين

- ‌خروج رسول الله

- ‌استعارة دروع صفوان

- ‌مسيرة الجيش

- ‌التقاء الجيشين

- ‌ثبات الرسول

- ‌من ثبت مع الرسول

- ‌استجابة المسلمين

- ‌الان حمي الوطيس

- ‌تشفّي بعض الأعراب وضعفاء الإيمان

- ‌موقف إنساني للرسول

- ‌حنين درس في التربية النفسية

- ‌غنائم حنين

- ‌من استشهد من المسلمين

- ‌سرية أوطاس

- ‌سبايا أوطاس

- ‌غزوة الطّائف

- ‌إسلام بعض العبيد

- ‌الرمي بالمنجنيق واستعمال الدبابات

- ‌تقطيع الأعناب والزروع

- ‌مشورة نوفل بن معاوية الدئلي

- ‌وفد هوازن واسترداد السبايا

- ‌الشيماء بنت الحارث

- ‌قسمة الغنائم

- ‌اعتراض بعض المنافقين

- ‌معتبة الأنصار

- ‌عمرة الجعرانة

- ‌عتاب بن أسيد

- ‌الحج هذا العام

- ‌إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى

- ‌تشريعات وأحداث في هذا العام

- ‌إسلام أبي العاص بن الربيع

- ‌وفاة السيدة زينب

- ‌مولد إبراهيم ابن النبي

- ‌سرية بني المصطلق

- ‌السّنة التّاسعة من الهجرة

- ‌سرية طيّىء

- ‌غزوة تبوك

- ‌الحث على تجهيز الجيش

- ‌البكاؤون

- ‌خروج الجيش

- ‌تخلّف المنافقين وتخذيلهم عن الرسول

- ‌تحريق بيت سويلم

- ‌المعتذرون

- ‌المتخلفون من غير نفاق

- ‌مسيرة الجيش إلى تبوك

- ‌كن أبا خيثمة

- ‌كن أبا ذر

- ‌النزول بالحجر

- ‌انسحاب الروم

- ‌وفود صاحب أيلة وأهل جرباء وأذرح

- ‌كتاب رسول الله ليحنة

- ‌كتاب أهل جرباء وأذرح

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر

- ‌الأوبة إلى المدينة

- ‌موت ذي البجادين

- ‌مكيدة بعض المنافقين

- ‌هدم مسجد الضرار وتحريقه

- ‌الوصول إلى المدينة واعتذار من تخلّف عن الخروج إلى رسول الله

- ‌طوائف المتخلفين

- ‌ المنافقون

- ‌أبو لبابة وأصحابه

- ‌الثلاثة الذين خلّفوا

- ‌وقفات عند هذه القصة

- ‌تبوك خاتمة الغزوات

- ‌تفسير ما نزل من الايات في تبوك

- ‌قدوم ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب رسول الله لهم

- ‌بعض من مات في هذا العام

- ‌موت النجاشي

- ‌موت السيدة أم كلثوم

- ‌موت عبد الله بن أبيّ

- ‌حج الصديق أبي بكر بالناس

- ‌شبهة والجواب عليها

- ‌عام الوفود

- ‌وفد بني تميم

- ‌وفد بني عبد القيس

- ‌وفد بني حنيفة

- ‌وفد أهل نجران

- ‌بعث أبي عبيدة معهم

- ‌وفد طيّىء وعدي بن حاتم

- ‌وفد زيد الخيل

- ‌وفد بني عامر

- ‌قدوم رسول ملوك حمير إلى رسول الله

- ‌وفد أهل اليمن

- ‌وفود أخرى

- ‌وفد وائل بن حجر

- ‌وفد الأزد

- ‌وفد الداريّين

- ‌وفد تغلب

- ‌السّنة العاشرة من الهجرة

- ‌سرية خالد بن الوليد

- ‌بعث عمرو بن حزم

- ‌سرية علي بن أبي طالب

- ‌وفد بجيلة

- ‌وفد أحمس

- ‌بعث العمال والقضاة والأمراء إلى اليمن

- ‌بعث معاذ بن جبل إلى اليمن

- ‌بعث أبي موسى الأشعري

- ‌بعث علي بن أبي طالب

- ‌أمراء وعمال اخرون

- ‌جملة المغازي، والسرايا، والبعوث

- ‌حجّة الوداع

- ‌الأذان بالحج

- ‌الخروج للحج

- ‌بم أحرم النبي

- ‌في مكة

- ‌الطواف بالبيت

- ‌إلى الصفا والمروة

- ‌إلى الأبطح

- ‌قدوم علي

- ‌الخروج إلى منى

- ‌إلى عرفات

- ‌خطبة عرفة

- ‌ما نزل في يوم عرفة

- ‌خطأ مشهور

- ‌إلى المزدلفة

- ‌إلى منى

- ‌إلى الكعبة

- ‌خطبة يوم النحر

- ‌المقام بمنى

- ‌خطبة أوسط أيام التشريق

- ‌فائدة

- ‌إلى الأبطح بمكة

- ‌في غدير خمّ

- ‌أحداث في هذا العام

- ‌وفاة إبراهيم ابن النبي

- ‌تنبؤ مسيلمة

- ‌تنبؤ الأسود العنسي

- ‌السّنة الحادية عشرة

- ‌ بعث أسامة بن زيد

- ‌مرض النّبيّ عليه السلام ووفاته

- ‌النذر بقرب أجل النبي

- ‌ابتداء المرض

- ‌اشتداد المرض

- ‌صلاة أبي بكر بالناس

- ‌يوم الخميس

- ‌تنبيه

- ‌خروج النبي إلى المسجد

- ‌إن للموت لسكرات

- ‌صحوة الموت

- ‌في الرفيق الأعلى

- ‌هول الفاجعة

- ‌خطبة الصديق

- ‌ في سقيفة بني ساعدة

- ‌بيعة الصديق

- ‌البيعة العامة

- ‌خطبة الصديق

- ‌تجهيز رسول الله

- ‌إنفاذ جيش أسامة

- ‌المثل الكامل

- ‌الفضيلة الإنسانية في ذروة كمالها في نبينا محمد

- ‌صفاته الخلقية

- ‌نظافة جسمه وطيب ريحه

- ‌كمال عقله

- ‌فصاحة لسانه

- ‌شرف نسبه وكرم محتده

- ‌النبي الزوج

- ‌النبي الأب

- ‌النبي الإنسان

- ‌النبي المربّي المعلّم

- ‌النبي مع ربه

- ‌النبي مع أصحابه

- ‌النبي الرؤوف الرحيم

- ‌النبي البطل الشجاع

- ‌النبي الوفي بالعهد

- ‌النبي العفو الحليم

- ‌النبي الكريم الجواد

- ‌النبي الزاهد

- ‌النبي الحييّ

- ‌النبي المتواضع

- ‌النبي العادل

- ‌النبي الصادق الأمين العفيف

- ‌ادابه الاجتماعية

- ‌عظمة الشخصية المحمدية وأثرها في الدعوة

- ‌خيبة أمل صفوان

- ‌عالم في فرد

- ‌ثبت بأهم مراجع الكتاب

- ‌فهارس الجزء الثاني

- ‌1- فهرس الايات القرانية

- ‌2- فهرس الأحاديث النبوية

- ‌3- فهرس الأعلام

- ‌4- فهرس القبائل والأمم والجماعات والدول والممالك والحضارات*

- ‌6- فهرس الأماكن والبلدان والبحار والأنهار والأصنام

- ‌فهرس الموضوعات- الجزء الثاني

- ‌الفهارس العامة

الفصل: ليال حتى رماه الله بمرض العدسة فقضى عليه، وكانت قريش

ليال حتى رماه الله بمرض العدسة فقضى عليه، وكانت قريش تتّقي هذا المرض، فتركه ابناه بعد موته ثلاثا حتى أنتن، فقال لهما رجل من قريش:

ألا تستحيان، إن أباكما قد أنتن في بيته، ألا تدفنانه؟ فقالا: إنا نخشى عدوى هذه القرحة، فقال: انطلقا وأنا أعينكما عليه، فغسلوه قذفا بالماء من بعيد ما يدنون منه، ثم احتملوه إلى أعلا مكة فأسندوه إلى جدار ثم ردموا عليه الحجارة. وهكذا شاء الله سبحانه وتعالى أن يموت هذه الميتة الشنيعة لعداوته للرسول ومناهضته للإسلام، وعدم رعايته للرحم حرمة.

ومكثت قريش تنوح على قتلاها مدة، ثم تواصوا فيما بينهم وقالوا:

لا تفعلوا، يبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم. وكذلك تواصوا ألايسرعوا في بذل الفداء، وقالوا: لا تبعثوا في أسراكم حتى تستأنوا بهم، لا يأرب «1» عليكم محمد وأصحابه في الفداء، وكان هذا من تمام ما عذّب الله به أحياءهم في ذلك الوقت، فإن البكاء مما يبل فؤاد الحزين، ويخفف من لوعة الحزن وهول المصاب، وكان الأسود بن المطلب قد أصيب في ثلاثة من ولده: زمعة، وعقيل، والحارث، فقال لغلام له: هل بكت قريش على قتلاها لعلّي أبكي على ولدي، فإن جوفي قد احترق.

‌افتداء الأسرى

ولم تطق قريش الصبر على ما اتفقوا عليه من عدم التسارع إلى الفداء، وانسلوا واحدا وراء الاخر، وقد كان في الأسارى أبو وداعة بن ضبيرة السهمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن له بمكة ابنا كيسا تاجرا ذا مال، وكأنكم به قد جاءكم في طلب فداء أبيه» ، فلما قالت قريش: لا تعجلوا بفداء أسراكم، قال المطلب بن أبي وداعة: صدقتم لا تعجلوا، وكان هو أول من نقض هذا، فانسل من الليل وقدم المدينة، وفدى أباه بأربعة الاف درهم، وكان هذا أول أسير فدي، ثم بعثت قريش في فداء أسراهم.

(1) قال في النهاية في تفسير هذا الخبر: أي يتشدّدون عليكم في طلب الفداء.

ص: 158

فقدم مكرز بن حفص في فداء سهيل بن عمرو، وكان سهيل رجلا أعلم «1» من شفته السفلى، فقال عمر بن الخطاب لرسول الله:(دعني أنزع ثنية سهيل بن عمرو فيدلع «2» لسانه، فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا)، فكان جواب النبي هذا الجواب البالغ السمو في الرحمة والإنسانية:«لا أمثّل، فيمثّل الله بي، وإن كنت نبيا وعسى أن يقوم مقاما لا تذمه» . وقد صدقت نبوءة الرسول، فإنه لما جاور الرفيق الأعلى أراد بعض أهل مكة الارتداد كما فعل غيرهم من الأعراب والمنافقين، فقام سهيل هذا خطيبا وقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلّى على رسوله:

(أيها الناس، من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ألم تعلموا أن الله قال: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ، وقال: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، ثم قال: والله إني لأعلم أن هذا الدين سيمتد امتداد الشمس في طلوعها، فلا يغرنّكم هذا يريد أبا سفيان «3» - من أنفسكم، فإنه يعلم من هذا الأمر ما أعلم، لكنه قد ختم على صدره حسد بني هاشم، وتوكلوا على ربكم، فإن دين الله قائم، وكلمته تامة، وإن الله ناصر من نصره، ومقر دينه، وقد جمعكم الله على خيركم يعني أبا بكر- وإن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة، فمن رأيناه ارتد ضربنا عنقه) فتراجع الناس عما كانوا عزموا عليه، فكان معجزة من معجزات النبوة.

ومن الأسرى: عمرو بن أبي سفيان بن حرب، فقالوا له: افد عمرا ابنك فقال: لن يجتمع علي دمي ومالي، قتلوا حنظلة وأفدي عمرا؟ دعوه في أيديهم فيمسكوه ما بدا لهم. فبينما هو كذلك خرج سعد بن النعمان، - وكان شيخا مسلما- إلى مكة معتمرا، فعدا عليه أبو سفيان فحبسه بابنه عمرو،

(1) أعلم: مشقوق الشفة.

(2)

يخرج عند الكلام.

(3)

لم يثبت أن أبا سفيان كان له موقف سيّىء بعد وفاة رسول الله، ولقد أسلم الرجل وحسن إسلامه، وأبلى في فتوح الشام بلاء حسنا (الناشر) .

ص: 159

فمشى قوم سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبره، وسألوه أن يعطيهم عمرو بن أبي سفيان فيفكوا صاحبهم به، فأعطاهم إياه فأرسلوه إلى أبي سفيان، فخلّى سبيل سعد.

ومن الأسرى: العباس بن عبد المطلب عمّ النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن إسحاق:

لما أمسى رسول الله يوم بدر والأسارى محبوسون بالوثاق بات النبي ساهرا أول الليل، فقال له أصحابه: مالك لا تنام يا رسول الله؟ فقال: «سمعت أنين عمي العباس في وثاقه» ، فأطلقوه فسكت، فنام رسول الله «1» .

وروى الحاكم في المستدرك عن ابن عمر قال: لما أسر العباس فيمن أسر يوم بدر أوعدته الأنصار أن يقتلوه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«إني لم أنم الليلة من أجل عمي العباس، وقد زعمت الأنصار أنهم قاتلوه» ، فقال عمر:

أفاتيهم؟ فقال: «نعم» فأتى عمر الأنصار فقال لهم: أرسلوا العباس، فقالوا:

لا والله لا نرسله، فقال عمر: فإن كان لرسول الله رضا؟ قالوا: فإن كان له رضا فخذه، فأخذه عمر، فقال له: يا عباس أسلم فو الله لئن تسلم أحب إلي من أن يسلم الخطاب، وما ذاك إلا لما رأيت رسول الله يعجبه إسلامك.

ومع أن النبي تألّم لألمه وهو في الأسر فقد أبى إلا أن يأخذ منه الفداء، وقد فدى نفسه وابني أخويه: عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وحليفه عتبة بن عمرو أحد بني الحارث بن فهر بمائة أوقية من الذهب، ولما قال للنبي: إنه لا مال له قال له: «فأين المال الذي دفنته أنت وأم الفضل، وقلت لها: إن أصبت في سفري فهذا لبنيّ: الفضل، وعبد الله، وقثم» ، فقال: والله إني لأعلم أنك رسول الله، إن هذا شيء ما أعلمه إلا أنا وأم الفضل!!!

ولما قال: إنه خرج مستكرها وإنه كان قد أسلم قال له النبي: «أما ظاهرك فكان علينا، والله أعلم بإسلامك وسيجزيك» ، وكذلك أبى أن يتنازل له الأنصار عن الفداء. روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك قال: إن

(1) السيرة مع فتح الباري، ج 7 ص 248 ط بولاق.

ص: 160

رجالا من الأنصار «1» استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ائذن لنا فلنترك لابن أختنا «2» العباس فداءه، فقال:«لا والله، لا تذرون له درهما» «3» .

وهذا غاية العدل والإنصاف في المعاملة، فرسول الله مع رحمته بعمه وشفقته عليه وتخوفه أن يقتل وهو يرجى من ورائه للإسلام خير كثير، تأبى عليه نفسه السامية أن يفرّق بينه وبين الأسارى في الفداء، أو أن يقبل أن يمن عليه الأنصار خشية أن يكون عملهم هذا لمكانه من رسول الله وقرابته، مع أنه صلى الله عليه وسلم منّ على بعض الأسارى دون فداء، وهذا ليس بعجيب ممن كان خلقه القران.

ومن الأسرى: أبو عزّة الشاعر، كان فقيرا ذا عيال، فقال: يا رسول الله، لقد عرفت ما لي من مال، وإني لذو حاجة وذو عيال، فامنن عليّ، فمنّ عليه رسول الله، وأخذ عليه ألايظاهر عليه أحدا، فتعهّد بذلك ومدح الرسول بشيء من شعره.

ثم لم يلبث أن أغراه المشركون بهجاء النبي والمسلمين، ففعل بعد أن تمنّع، وصار يؤلب على المسلمين لأجل أحد، وقد حضر الموقعة فأسر، فسأل النبي أن يمنّ عليه فقال له:«لا أدعك تمسح عارضيك بمكة وتقول: خدعت محمدا مرتين» ، ثم أمر به فضربت عنقه، وقيل: إن الرسول قال له: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» ، قيل: إن هذا من الأمثال التي لم تسمع إلا منه عليه الصلاة والسلام «4» .

ومن الأسرى: الوليد بن الوليد، افتداه أخواه خالد وهشام، فلما افتدي ورجع إلى مكة أسلم، فقيل له: هلّا أسلمت قبل الفداء، فقال: خفت أن

(1) هم بنو النجار، وقد كان وقع في أسرهم، ولعل الذين أرادوا أن يقتلوه غير بني النجار، أو بعض اخر منهم، فلا تنافي بين هذه الرواية والسابقة.

(2)

هم أخوال أبيه عبد المطلب لأن أمه سلمى بنت عمرو من بني النجار ففي الكلام تجوز.

(3)

البداية والنهاية، ج 3 ص 299.

(4)

المرجع السابق، 313.

ص: 161

يعدوا إسلامي خوفا، ولما أراد الهجرة إلى المدينة منعه أخواه، فبقي بمكة حتى فرّ إلى النبي في عمرة القضاء.

ومن الأسرى: أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس، صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب رضي الله عنها، وهو ابن أخت «1» السيدة خديجة رضي الله عنها، وكان من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة، وكان تزوجها قبل النبوة، فلما دعا النبي إلى دين الله مشى رجال من قريش إلى أبي العاص فقالوا له: فارق صاحبتك ونحن نزوجك بأي امرأة من قريش شئت، فقال: لا والله إذا لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش!!

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه في صهره كما ثبت في صحيح البخاري ويقول: «حدّثني فصدقني، ووعدني فوفى لي» ، وكان أسر ببدر، فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت السيدة زينب بنت الرسول في فداء زوجها بمال، وفي المال قلادة كانت للسيدة خديجة رضي الله عنها، فأهدتها إليها وأدخلتها بها على أبي العاص، فلما راها رسول الله صلى الله عليه وسلم رقّ لها رقة شديدة، وأهاجت في نفسه ذكرى السيدة الجليلة التي واسته بنفسها ومالها خديجة، فقال لأصحابه:«إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا» ، فقالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردّوا عليها قلادتها.

وكان النبي قد أخذ عليه أن يخلّي سبيل ابنته زينب فوفى بالعهد وأرسلها، فبقيت عند أبيها إلى ما بعد الحديبية، فأسر أبو العاص مرة أخرى، ففر إلى المدينة واستجار بزوجته زينب- وكان الإسلام قد فرّق بينه وبينها- فأجارته، فأقر المسلمون إجارتها له، ورجع إلى مكة ومعه ماله، فأدّى الأمانات إلى أصحابها، ثم عاد إلى المدينة مسلما، فردها النبي صلى الله عليه وسلم إليه بعقد ومهر جديدين على الصحيح.

(1) الروض الأنف، ص 81، 83؛ الإصابة، ج 4 ص 122؛ والاستيعاب (على هامش الإصابة) 4 ص 125- 129.

ص: 162

ومن الأسرى: وهب بن عمير بن وهب الجمحي، وكان أبوه شيطانا من شياطين قريش، شديد الإيذاء للرسول وأصحابه بمكة، جلس يوما بعد الحرب مع صفوان بن أمية يتذاكران مصاب بدر، فقال عمير: والله لولا دين علي ليس عندي قضاؤه، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت إلى محمد فأقتله، فإن ابني أسير عنده. فاغتنمها صفوان بن أمية فقال له: علي دينك، أنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا، لا يسعني شيء ويعجز عنهم، فقال له عمير: فاكتم علي، قال: سأفعل.

ثم أمر عمير بسيفه فشحذ له، وسمّ، ثم انطلق حتى قدم المدينة، فبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، وما أكرمهم الله به، إذ نظر إلى عمير بن وهب وقد أناخ بعيره على باب المسجد متوشحا سيفه، فقال: هذا عدو الله عمير بن وهب ما جاء إلا لشر، وهو الذي حرّش بيننا وحزرنا للقوم يوم بدر، ثم دخل على رسول الله فأخبره فقال له:«أدخله علي» .

فأقبل إليه عمر فأخذ بحمالة سيفه في عنقه فلبّبه بها، وقال لمن كان معه من الأنصار: أدخلوه على رسول الله، فلما راه وعمر اخذ بحمالة سيفه في عنقه قال:«أرسله يا عمر، أدن يا عمير» فدنا فقال له: «فما جاء بك يا عمير» ؟ قال:

جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم، فأحسنوا فيه. قال:«فما بال السيف في عنقك» ؟ قال: قبّحها الله من سيوف، وهل أغنت شيئا؟ قال:«اصدقني ما الذي جئت له» ؟ قال: ما جئت إلا لذلك، قال:«بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمّل لك صفوان بن أمية بدينك وعيالك على أن تقتلني، والله حائل بينك وبين ذلك» .

فقال عمير: أشهد أنك رسول الله!! قد كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فو الله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله، فالحمد لله الذي هداني للإسلام، وساقني هذا المساق، ثم شهد شهادة الحق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«فقهوا أخاكم في دينه وعلموه القران، وأطلقوا أسيره» ، ففعلوا.

ص: 163