المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة الفتح - السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة - جـ ٢

[محمد أبو شهبة]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني

- ‌مقدمّة الطّبعة الثانية

- ‌مقدمّة الطّبعة الأولى

- ‌بين عهدين: العهد المكي والعهد المدني

- ‌منزلة المساجد في الإسلام

- ‌بناء مسجد قباء

- ‌وصول النّبيّ إلى المدينة وبناؤه المسجد النّبويّ

- ‌توسل الأنصار إلى الرسول أن ينزل عندهم

- ‌اليوم المشهود

- ‌في دار أبي أيوب الأنصاري

- ‌جميل بجميل

- ‌إسلام عبد الله بن سلام وبعض أهله

- ‌بناء المسجد النبوي

- ‌الأطوار التي مرّ بها بناء المسجد النبوي

- ‌زخرفة المساجد:

- ‌فضل المسجد النبوي

- ‌بناء حجر أمهات المؤمنين

- ‌حمّى المدينة

- ‌حالة المدينة السّياسيّة والاجتماعيّة بعد الهجرة

- ‌المهاجرين

- ‌الأنصار

- ‌المنافقين

- ‌اليهود

- ‌الإخاء بين المهاجرين والأنصار

- ‌المؤاخاة بين المسلمين بمكة

- ‌ماثر الأنصار الخالدة

- ‌موادعة النبي اليهود

- ‌بناء النبي بعائشة

- ‌مشروعية الأذان

- ‌السّنة الأولى من الهجرة

- ‌السرايا في السنة الأولى

- ‌سرية حمزة بن عبد المطلب

- ‌سرية عبيدة بن الحارث

- ‌سرية سعد بن أبي وقاص

- ‌رأينا في هذه السرايا

- ‌مزاعم المستشرقين في هذه السرايا

- ‌أحداث هذا العام

- ‌مواليد

- ‌وفيات

- ‌السّنة الثّانية من الهجرة

- ‌أول ما نزل في القتال

- ‌متى شرع الجهاد

- ‌لم شرع الجهاد في الإسلام

- ‌حكم الجهاد في الإسلام

- ‌من يرى أن الجهاد فرض عين

- ‌مثل عليا للحرص على الجهاد

- ‌الترغيب في الجهاد والاستشهاد

- ‌الاستشهاد في سبيل الله

- ‌الأطوار التي مرّ بها الجهاد

- ‌الطور الأول

- ‌الطور الثاني

- ‌الطور الثالث

- ‌الطور الرابع

- ‌الطور الخامس

- ‌رد الفرية الكبرى

- ‌أحداث وتشريعات

- ‌تحويل القبلة إلى الكعبة

- ‌تشريع فريضة الصيام

- ‌زكاة الفطر

- ‌صلاة العيد

- ‌الصوم والفطرة والعيد من روافد العدالة الاجتماعية في الإسلام

- ‌مصارف الزكاة

- ‌الزكاة أساس العدالة الاجتماعية الإسلامية

- ‌الغزوات والسرايا في السنة الثانية

- ‌غزوة الأبواء أو ودّان

- ‌غزوة بواط

- ‌غزوة العشيرة

- ‌غزوة بدر الأولى

- ‌سرية عبد الله بن جحش

- ‌وقفة عند ما نزل من القران

- ‌غزوة بدر الكبرى

- ‌ترقب وانتظار

- ‌الخروج إلى العير

- ‌أبو سفيان واستنفار قريش

- ‌تخوف قريش من بني بكر

- ‌فرار أبي سفيان بالعير واختلاف المشركين في الخروج

- ‌مسير المسلمين إلى بدر

- ‌استشارة النبي أصحابه في القتال

- ‌تسنّط أخبار قريش

- ‌تعرف أخبار العير

- ‌جيش المسلمين في بدر

- ‌اية من السماء

- ‌مشورات حكيمة

- ‌تصافّ المسلمين

- ‌رؤيا الرسول

- ‌تخاذل في صفوف المشركين

- ‌فشل المساعي لعدم الحرب

- ‌مخاطرة من بعض المشركين

- ‌ابتداء الحرب بالمبارزة

- ‌تعديل الرسول صفوف الجيش

- ‌وصاة النبي للمسلمين

- ‌إشفاق ودعاء

- ‌التحريض على القتال

- ‌القوى الروحية تفوق القوى المادية

- ‌مشاركة الرسول في القتال

- ‌الصدّيق والقتال

- ‌إمداد الله المسلمين بالملائكة يوم بدر

- ‌وصاة النبي ببعض القرشيين

- ‌مثل عليا للإيمان

- ‌قتلى المشركين

- ‌موقف إنساني للرسول

- ‌البشرى بالنصر

- ‌الاختلاف على غنائم بدر وقسمتها

- ‌الأوبة إلى المدينة

- ‌وصاة النبي بالأسرى

- ‌قتل أسيرين

- ‌أسارى بدر

- ‌وصول النذير بالهزيمة إلى قريش

- ‌افتداء الأسرى

- ‌قيمة الفداء

- ‌وعد الله الأسارى بالخير إن أسلموا

- ‌العتاب في الفداء

- ‌طنين المستشرقين

- ‌فضائل أهل بدر

- ‌نتائج غزوة بدر

- ‌مواطن العبرة في بدر

- ‌أحداث في السنة الثانية

- ‌زواج علي بفاطمة

- ‌وفيات

- ‌السّنة الثّالثة من الهجرة

- ‌تمهيد:

- ‌[الغزوات في هذه السنة]

- ‌غزوة الكدر

- ‌غزوة غطفان أو ذي أمر

- ‌سرية زيد بن حارثة أو القردة

- ‌غزوة أحد

- ‌تجهز قريش لأحد

- ‌وصول الخبر إلى الرسول

- ‌مشاورة النبي أصحابه

- ‌استعراض الجيش ورد بعض الصبيان

- ‌نزول المسلمين بالشعب في أحد والتعبئة للقتال

- ‌الرسول يحمس أصحابه

- ‌جيش قريش

- ‌محاولة فاشلة

- ‌بدء القتال بالمبارزة

- ‌التحام الجيشين

- ‌مخالفة الرماة أمر الرسول

- ‌شائعة قتل الرسول

- ‌الذين ثبتوا مع الرسول

- ‌ثبات الرسول

- ‌ما نزل بالرسول من جراح

- ‌علي وفاطمة يضمّدان جراح النبي

- ‌مثل من البطولات في الدفاع عن الرسول

- ‌بطولة امرأة

- ‌مثل اخر من إيمان النساء

- ‌ومن جهاد النساء في أحد

- ‌المقاتلون حمية

- ‌المشركات يمثلن بشهداء أحد

- ‌حزن الرسول على عمه

- ‌أمر الله بالعدل في القصاص

- ‌بعد الموقعة

- ‌تعرّف وجهة المشركين

- ‌صلاة النبي بالمسلمين قاعدا

- ‌دعاء وابتهال

- ‌من استشهد في أحد

- ‌قتلى المشركين:

- ‌دفن شهداء أحد

- ‌منزلة شهداء أحد:

- ‌من أصيب بالجراح يوم أحد

- ‌معجزة نبوية

- ‌سبب الهزيمة في أحد

- ‌عبرة وعظة

- ‌ما نزل من القران في أحد

- ‌اثار غزوة أحد

- ‌غزوة حمراء الأسد

- ‌مخزاة لابن أبيّ

- ‌حوادث هذا العام

- ‌تزوج عثمان بأم كلثوم

- ‌تزوج النبي بحفصة

- ‌مولد الحسن

- ‌السّنة الرّابعة من الهجرة

- ‌[السرايا والغزوات في السنة الرابعة]

- ‌سرية أبي سلمة بن عبد الأسد

- ‌سرية عبد الله بن أنيس

- ‌سرية الرجيع

- ‌وقفة عند سرية الرجيع وبئر معونة:

- ‌غزوة بدر الاخرة

- ‌حوادث في هذا العام

- ‌وفاة أبي سلمة

- ‌وفاة عبد الله بن عثمان

- ‌مولد الحسين

- ‌تزوج رسول الله بزينب بنت خزيمة

- ‌تزوج النبي بأم سلمة

- ‌الحكمة في زواجها

- ‌تعلم زيد بن ثابت كتابة اليهود ولغتهم

- ‌السّنة الخامسة من الهجرة

- ‌غزوة دومة الجندل

- ‌مصالحة عيينة بن حصن

- ‌تصرف نبوي حكيم

- ‌حدثان عظيمان في هذه الغزوة

- ‌الحدث الأول

- ‌اعتذار ابن أبيّ

- ‌سير النبي بالجيش ليشغلهم عن الفتنة

- ‌نزول سورة المنافقون

- ‌مثل أعلى للإيمان

- ‌اثار هذه السياسة النبوية الحكيمة

- ‌احتيال وغدر

- ‌حادثة الإفك

- ‌إقامة الحد على من قذف عائشة

- ‌صفوان بن المعطل السلمي

- ‌وقفات عند قصة الإفك

- ‌تفسير ايات الإفك

- ‌غزوة الخندق أو الأحزاب

- ‌تأليب اليهود على النبي

- ‌تفضيل اليهود الوثنية على الإسلام

- ‌استمرار اليهود في تأليب القبائل

- ‌خروج الأحزاب

- ‌استشارة الرسول أصحابه

- ‌حفر الخندق

- ‌تخاذل المنافقين

- ‌نبوات صادقة

- ‌جيش المسلمين

- ‌دهشة المشركين من الخندق

- ‌نقض بني قريظة العهد

- ‌استجلاء الرسول الخبر

- ‌اشتداد البلاء والخوف

- ‌اقتحام بعض المشركين الخندق

- ‌قتل عمرو بن عبد ود

- ‌محاولة لتفريق الأحزاب

- ‌الحرب خدعة

- ‌نجاح التدبير

- ‌دعاء وابتهال

- ‌هزيمة الأحزاب

- ‌تعرف أخبار القوم

- ‌الأوبة إلى المدينة

- ‌ما نزل من الايات في غزوة الأحزاب

- ‌زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش

- ‌الروايات الصحيحة تؤيد ما ذكرناه

- ‌روايات واهية مدسوسة

- ‌أباطيل المبشّرين والمستشرقين

- ‌تهافت كلامهم

- ‌تعدد الزوجات سنة من سنن الأنبياء

- ‌الحكمة في تعدد زوجاته عليه الصلاة والسلام

- ‌الحكم العامة

- ‌الحكم الخاصة

- ‌خطبة النبي لزينب وفضلها

- ‌نزول اية الحجاب صبيحة عرسها

- ‌تشريع الحجاب في الإسلام

- ‌تزوج النبي بأم حبيبة بنت أبي سفيان

- ‌الحكمة في تزوج النبي بها

- ‌وفاتها

- ‌فرض الحج

- ‌وفاة سعد بن معاذ

- ‌السّنة السّادسة من الهجرة

- ‌[السرايا والغزوات في السنة السادسة للهجرة]

- ‌سرية محمد بن مسلمة قبل نجد

- ‌غزوة بني لحيان

- ‌سرية كرز بن جابر الفهري

- ‌سرية عمرو بن أمية الضّمري

- ‌غزوة الحديبية

- ‌خروج النبي معتمرا

- ‌وصول النبأ إلى قريش

- ‌رسل قريش

- ‌بديل بن ورقاء

- ‌مكرز بن حفص

- ‌حليس بن علقمة

- ‌عروة بن مسعود الثقفي

- ‌مثل أعلى للحب وللإيمان

- ‌رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌سفارة عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌بيعة الرضوان

- ‌مناوشات قريش

- ‌بشائر الصلح

- ‌شروط صلح الحديبية

- ‌رأي المسلمين في الشروط

- ‌رؤيا رسول الله

- ‌كتابة كتاب الصلح

- ‌وقفة عند هذا الصلح

- ‌أبو جندل بن سهيل بن عمرو

- ‌نحر النبي هديه

- ‌الأوبة إلى المدينة ونزول سورة الفتح

- ‌صلح الحديبية فتح مبين

- ‌مكاسب المسلمين من صلح الحديبية

- ‌سعي قريش في التنازل عن هذه الفقرة من الشرط

- ‌تفسير سورة الفتح

- ‌المهاجرات المؤمنات

- ‌تفسير الايتين الواردتين في هذه الحادثة

- ‌أحداث وتشريعات في هذا العام

- ‌تحريم الخمر

- ‌ما هي الخمر

- ‌حكمة تحريم الخمر

- ‌تبليغ الإسلام في العالم

- ‌مكاتبة الملوك والأمراء

- ‌كتاب رسول الله إلى القيصر (هرقل)

- ‌موقف هرقل من الكتاب

- ‌كتاب كسرى

- ‌كتاب المقوقس عظيم مصر

- ‌كتاب النجاشي

- ‌بقية الكتب

- ‌كتاب المنذر بن ساوى

- ‌كتاب أمير بصرى

- ‌كتاب أمير دمشق

- ‌كتاب ملك اليمامة

- ‌كتب أخرى

- ‌السّنة السّابعة من الهجرة

- ‌[الغزوات والسرايا في هذه السنة]

- ‌غزوة ذي قرد

- ‌لا نذر في معصية

- ‌الوفاء حتى للحيوان

- ‌غزوة خيبر

- ‌غزوة ذات الرقاع

- ‌قدوم مهاجري الحبشة

- ‌سرية بشير بن سعد

- ‌سرية غالب بن عبد الله

- ‌عمرة القضاء والقضية والقصاص

- ‌إقامة النبي بمكة

- ‌حادثة وقضية

- ‌تشريعات وحوادث هذا العام

- ‌تحريم لحوم الحمر الأهلية وغيرها

- ‌تحريم نكاح المتعة

- ‌زواج النبي بصفية بنت حييّ النضرية

- ‌حكمة زواجه بها

- ‌حراسة أبي أيوب للنبي

- ‌زواج النبي بميمونة بنت الحارث

- ‌الحكمة في زواجها

- ‌موقف النّبيّ عليه السلام من اليهود وموقفهم منه

- ‌محاولتهم الوقيعة بين الأوس والخزرج

- ‌الجدل بين اليهود والمسلمين

- ‌من مخازي بني إسرائيل وأكاذيبهم

- ‌اليهود بالجزيرة العربية

- ‌يهود بني قينقاع

- ‌تماديهم في الشر

- ‌غزوة بني قينقاع

- ‌قتل كعب بن الأشرف

- ‌غزوة بني النضير

- ‌حصار بني النضير

- ‌ما نزل في غزوة بني النضير

- ‌غزوة بني قريظة

- ‌استشارتهم أبا لبابة

- ‌توبة أبي لبابة

- ‌نزول بني قريظة على حكم رسول الله

- ‌دم بني قريظة في عنق حيي

- ‌قسمة أموال قريظة

- ‌ريحانة

- ‌من استشهد

- ‌قتل سلام بن أبي الحقيق

- ‌غزوة خيبر

- ‌الخروج إلى خيبر

- ‌ضخامة القوتين

- ‌قصة الشاة المسمومة

- ‌تقسيم غنائم خيبر

- ‌مثل أعلى للتسامح

- ‌يهود فدك وتيماء ووادي القرى

- ‌إجلاء الفاروق عمر لهم عن جزيرة العرب

- ‌السّنة الثّامنة من الهجرة

- ‌‌‌إسلام خالد، وعمرو، وعثمان بن طلحة

- ‌إسلام خالد

- ‌إسلام عمرو

- ‌غزوة مؤتة

- ‌التقاء الجيشين

- ‌بلاء المسلمين

- ‌نعي رسول الله الأمراء

- ‌لقاء الجيش

- ‌مثل أعلى للاستحياء

- ‌إكرام النبي لال جعفر

- ‌نهي ال جعفر عن النياحة

- ‌رثاء أسماء بنت عميس زوجها

- ‌غزوة ذات السلاسل

- ‌فتح الفتوح في الإسلام فتح مكّة

- ‌تمهيد

- ‌سفارة أبي سفيان بن حرب

- ‌تجهز النبي للخروج

- ‌كتاب حاطب إلى قريش

- ‌العظيم من يرحم الضعفاء

- ‌مسيرة الجيش إلى مكة

- ‌إسلام العباس وبعض القرشيين

- ‌تخوف العباس على قريش

- ‌أبو سفيان يستطلع الأخبار لقريش

- ‌إسلام أبي سفيان

- ‌حبس أبي سفيان بمضيق الوادي

- ‌الكتيبة الخضراء

- ‌رجوع أبي سفيان إلى مكة

- ‌دخول مكّة

- ‌إجارة أم هانىء رجلين

- ‌إلى الكعبة

- ‌في جوف الكعبة

- ‌أذان بلال على الكعبة

- ‌اليوم يوم بر ووفاء

- ‌خطبة يوم الفتح

- ‌العفو عند المقدرة

- ‌إسلام أبي قحافة

- ‌إسلام الحارث وعتّاب

- ‌إسلام فضالة بن عمير

- ‌إهدار النبي بعض الدماء

- ‌عبد الله بن خطل وقينتاه

- ‌عبد الله بن أبي سرح

- ‌الحويرث بن نقيد

- ‌مقيس بن صبابة

- ‌هبار بن الأسود

- ‌عكرمة بن أبي جهل

- ‌هند بنت عتبة بن ربيعة

- ‌خطبة النبي غداة الفتح وإسلام أهل مكة وبيعتهم

- ‌إسلام قريش رجالا ونساء

- ‌بيعة الرجال

- ‌بيعة النساء

- ‌مخاوف الأنصار وتبديدها

- ‌مدة إقامة النبي بمكة

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة وهدم بعض الأصنام

- ‌تعويض النبي بني جذيمة عن الدماء والأموال

- ‌هدم العزّى

- ‌هدم سواع

- ‌هدم مناة

- ‌غزوة حنين

- ‌خروج رسول الله

- ‌استعارة دروع صفوان

- ‌مسيرة الجيش

- ‌التقاء الجيشين

- ‌ثبات الرسول

- ‌من ثبت مع الرسول

- ‌استجابة المسلمين

- ‌الان حمي الوطيس

- ‌تشفّي بعض الأعراب وضعفاء الإيمان

- ‌موقف إنساني للرسول

- ‌حنين درس في التربية النفسية

- ‌غنائم حنين

- ‌من استشهد من المسلمين

- ‌سرية أوطاس

- ‌سبايا أوطاس

- ‌غزوة الطّائف

- ‌إسلام بعض العبيد

- ‌الرمي بالمنجنيق واستعمال الدبابات

- ‌تقطيع الأعناب والزروع

- ‌مشورة نوفل بن معاوية الدئلي

- ‌وفد هوازن واسترداد السبايا

- ‌الشيماء بنت الحارث

- ‌قسمة الغنائم

- ‌اعتراض بعض المنافقين

- ‌معتبة الأنصار

- ‌عمرة الجعرانة

- ‌عتاب بن أسيد

- ‌الحج هذا العام

- ‌إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى

- ‌تشريعات وأحداث في هذا العام

- ‌إسلام أبي العاص بن الربيع

- ‌وفاة السيدة زينب

- ‌مولد إبراهيم ابن النبي

- ‌سرية بني المصطلق

- ‌السّنة التّاسعة من الهجرة

- ‌سرية طيّىء

- ‌غزوة تبوك

- ‌الحث على تجهيز الجيش

- ‌البكاؤون

- ‌خروج الجيش

- ‌تخلّف المنافقين وتخذيلهم عن الرسول

- ‌تحريق بيت سويلم

- ‌المعتذرون

- ‌المتخلفون من غير نفاق

- ‌مسيرة الجيش إلى تبوك

- ‌كن أبا خيثمة

- ‌كن أبا ذر

- ‌النزول بالحجر

- ‌انسحاب الروم

- ‌وفود صاحب أيلة وأهل جرباء وأذرح

- ‌كتاب رسول الله ليحنة

- ‌كتاب أهل جرباء وأذرح

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر

- ‌الأوبة إلى المدينة

- ‌موت ذي البجادين

- ‌مكيدة بعض المنافقين

- ‌هدم مسجد الضرار وتحريقه

- ‌الوصول إلى المدينة واعتذار من تخلّف عن الخروج إلى رسول الله

- ‌طوائف المتخلفين

- ‌ المنافقون

- ‌أبو لبابة وأصحابه

- ‌الثلاثة الذين خلّفوا

- ‌وقفات عند هذه القصة

- ‌تبوك خاتمة الغزوات

- ‌تفسير ما نزل من الايات في تبوك

- ‌قدوم ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب رسول الله لهم

- ‌بعض من مات في هذا العام

- ‌موت النجاشي

- ‌موت السيدة أم كلثوم

- ‌موت عبد الله بن أبيّ

- ‌حج الصديق أبي بكر بالناس

- ‌شبهة والجواب عليها

- ‌عام الوفود

- ‌وفد بني تميم

- ‌وفد بني عبد القيس

- ‌وفد بني حنيفة

- ‌وفد أهل نجران

- ‌بعث أبي عبيدة معهم

- ‌وفد طيّىء وعدي بن حاتم

- ‌وفد زيد الخيل

- ‌وفد بني عامر

- ‌قدوم رسول ملوك حمير إلى رسول الله

- ‌وفد أهل اليمن

- ‌وفود أخرى

- ‌وفد وائل بن حجر

- ‌وفد الأزد

- ‌وفد الداريّين

- ‌وفد تغلب

- ‌السّنة العاشرة من الهجرة

- ‌سرية خالد بن الوليد

- ‌بعث عمرو بن حزم

- ‌سرية علي بن أبي طالب

- ‌وفد بجيلة

- ‌وفد أحمس

- ‌بعث العمال والقضاة والأمراء إلى اليمن

- ‌بعث معاذ بن جبل إلى اليمن

- ‌بعث أبي موسى الأشعري

- ‌بعث علي بن أبي طالب

- ‌أمراء وعمال اخرون

- ‌جملة المغازي، والسرايا، والبعوث

- ‌حجّة الوداع

- ‌الأذان بالحج

- ‌الخروج للحج

- ‌بم أحرم النبي

- ‌في مكة

- ‌الطواف بالبيت

- ‌إلى الصفا والمروة

- ‌إلى الأبطح

- ‌قدوم علي

- ‌الخروج إلى منى

- ‌إلى عرفات

- ‌خطبة عرفة

- ‌ما نزل في يوم عرفة

- ‌خطأ مشهور

- ‌إلى المزدلفة

- ‌إلى منى

- ‌إلى الكعبة

- ‌خطبة يوم النحر

- ‌المقام بمنى

- ‌خطبة أوسط أيام التشريق

- ‌فائدة

- ‌إلى الأبطح بمكة

- ‌في غدير خمّ

- ‌أحداث في هذا العام

- ‌وفاة إبراهيم ابن النبي

- ‌تنبؤ مسيلمة

- ‌تنبؤ الأسود العنسي

- ‌السّنة الحادية عشرة

- ‌ بعث أسامة بن زيد

- ‌مرض النّبيّ عليه السلام ووفاته

- ‌النذر بقرب أجل النبي

- ‌ابتداء المرض

- ‌اشتداد المرض

- ‌صلاة أبي بكر بالناس

- ‌يوم الخميس

- ‌تنبيه

- ‌خروج النبي إلى المسجد

- ‌إن للموت لسكرات

- ‌صحوة الموت

- ‌في الرفيق الأعلى

- ‌هول الفاجعة

- ‌خطبة الصديق

- ‌ في سقيفة بني ساعدة

- ‌بيعة الصديق

- ‌البيعة العامة

- ‌خطبة الصديق

- ‌تجهيز رسول الله

- ‌إنفاذ جيش أسامة

- ‌المثل الكامل

- ‌الفضيلة الإنسانية في ذروة كمالها في نبينا محمد

- ‌صفاته الخلقية

- ‌نظافة جسمه وطيب ريحه

- ‌كمال عقله

- ‌فصاحة لسانه

- ‌شرف نسبه وكرم محتده

- ‌النبي الزوج

- ‌النبي الأب

- ‌النبي الإنسان

- ‌النبي المربّي المعلّم

- ‌النبي مع ربه

- ‌النبي مع أصحابه

- ‌النبي الرؤوف الرحيم

- ‌النبي البطل الشجاع

- ‌النبي الوفي بالعهد

- ‌النبي العفو الحليم

- ‌النبي الكريم الجواد

- ‌النبي الزاهد

- ‌النبي الحييّ

- ‌النبي المتواضع

- ‌النبي العادل

- ‌النبي الصادق الأمين العفيف

- ‌ادابه الاجتماعية

- ‌عظمة الشخصية المحمدية وأثرها في الدعوة

- ‌خيبة أمل صفوان

- ‌عالم في فرد

- ‌ثبت بأهم مراجع الكتاب

- ‌فهارس الجزء الثاني

- ‌1- فهرس الايات القرانية

- ‌2- فهرس الأحاديث النبوية

- ‌3- فهرس الأعلام

- ‌4- فهرس القبائل والأمم والجماعات والدول والممالك والحضارات*

- ‌6- فهرس الأماكن والبلدان والبحار والأنهار والأصنام

- ‌فهرس الموضوعات- الجزء الثاني

- ‌الفهارس العامة

الفصل: ‌تفسير سورة الفتح

‌تفسير سورة الفتح

قال الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً:

هو صلح الحديبية كما سبق أن دللنا عليه لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ: قد عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطاعة والبر والاستقامة قبل البعثة وبعدها، فالمراد بالذنوب الأمور التي خالف فيها الأولى، وذلك مثل ما حدث في أسارى بدر، وترجيحه رأي القائلين بأخذ الفداء، ومثل إذنه للمعتذرين عن تبوك، وهذه ليست ذنوبا لكنها اعتبرت كذلك بالنسبة لجلالة قدره وعظم منزلته عند ربه، فهو من قبيل ما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين. وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ: بهذا النصر على المشركين. وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً: بما يشرعه لك ولأمتك من الشرائع العادلة والدين القيم.

وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً: فيما تستقبل من أمرك حتى يظهر دينك على الأديان كلها. هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ السكينة: الطمأنينة والوقار والاية تدل على زيادة الإيمان. وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً: لله جنود كثيرة لا يعلمها إلا هو، ولو أراد أن يسلّط عليهم ملكا واحدا لأبادهم، ولكنه تعالى شرع لكم الجهاد لما في ذلك من الحكمة البالغة والحجة القاطعة.

ولما بيّن الله ما يتعلق بنبيّه ذكر ما أعدّه لعباده المؤمنين المجاهدين فقال:

لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ

الاية. ثم ذكر ما يتعلق بالمنافقين والمشركين في قوله: وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ

ص: 343

وَالْمُشْرِكاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ وهو أن الله لن ينصر نبيّه والمؤمنين وسيهلكون عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ

: أي ما يظنونه بالمؤمنين فهو حائق بهم ودائر عليهم فهم مخذولون وهالكون في الدنيا ولهم العذاب الأليم في الاخرة، ثم أكد سبحانه قدرته على الانتقام من أعدائه فقال: وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً قويا لا يغالب، منتقما بحكمة.

ثم قال تعالى: إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً على أمتك وعلى الأنبياء أنهم بلّغوا وَمُبَشِّراً للمؤمنين وَنَذِيراً للكافرين لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ أي تنصروه وَتُوَقِّرُوهُ وتعظموه وتكرموه وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا الضمير لله عزّ شأنه أي تنزهوه وتقدسوه في أول النهار واخره، والمراد في جميع الأوقات. ثم قال سبحانه وتعالى تشريفا لنبيّه وتكريما: إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ يعني في الحديبية وغيرها إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ لأنك إنما تبايع بأمر الله وشرعه وطاعته يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ: أي هو حاضر معهم يسمع أقوالهم، ويرى مكانهم، ويعلم ضمائرهم وظواهرهم، فالله هو المبايع في الحقيقة بواسطة رسوله. ثم بيّن عاقبة النكث والوفاء فَمَنْ نَكَثَ نقض العهد فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ لأن وبال ذلك وضرره عليه وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً: النصر في الدنيا والنعيم المقيم في الاخرة.

سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرابِ كان النبي استنفر الأعراب قبل الخروج إلى مكة معتمرا عام الحديبية فتثاقل الكثيرون منهم وتعلّلوا بتعلات باطلة كقولهم شَغَلَتْنا أَمْوالُنا وَأَهْلُونا: نساؤنا وأبناؤنا فَاسْتَغْفِرْ لَنا: قالوه تقية ومصانعة لا اعتقادا بدليل قوله: يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وكان قعودهم ظنا منهم أنه يدفع عنهم الضر ويحصّل لهم النفع، فردّ عليهم بقوله سبحانه: قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرادَ بِكُمْ نَفْعاً: استفهام إنكاري بمعنى النفي أي لا أحد. بَلْ كانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً فيجازيكم بسرائركم.

ص: 344

ثم بيّن سبحانه أن تخلفهم ليس لعذر وإنما هو تخلف نفاق فقال: بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً: طمعا أن يستأصلهم العدو وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ زيّنه لكم الشيطان والهوى وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ: وهو أنهم لن يرجعوا وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً هلكى.

وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً: نارا مسعّرة وهو تسجيل عليهم بالكفر، ثم بيّن سبحانه أنه المتصرف في الكون كله على حسب مشيئته فقال: وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً: فمن تاب منكم وندم فباب المغفرة مفتوح له.

ثم بيّن سبحانه أن هؤلاء المتخلفين لا همّ لهم إلا المغنم، ولا يعنيهم نصرة الإسلام فقال: سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ هي مغانم خيبر. يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ هو ما وعد الله أصحاب بيعة الرضوان أن مغانم خيبر لهم واحدهم لا يشاركهم فيها غيرهم من الأعراب المتخلفين. قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ: أي من قبل مرجعنا إليكم أن غنيمة خيبر لمن شهد الحديبية. فَسَيَقُولُونَ: بَلْ تَحْسُدُونَنا أن نشرككم في الغنائم، فردّ الله عليهم زعمهم فقال: بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا الفقه: الفهم والعلم.

ثم بين سبحانه أن لهم فرصة لتدارك ما فاتهم والتكفير عن سيئاتهم فقال:

قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ: هم بنو حنيفة وأضرابهم من المرتدين، وقيل: أهل فارس والروم تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ أي ينقادون إليكم بلا قتال ويدخلون في سلطانكم فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً النصر في الدنيا والثواب في الاخرة. وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ في الحديبية يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً: بالذلة في الدنيا والعذاب في الاخرة، ثم بين سبحانه أصحاب الأعذار في القعود عن الجهاد، فمنها لازم كالعمى والعرج، ومنها عارض كالمرض فقال: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ، وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ، وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ الاية.

ص: 345

ثم بيّن سبحانه رضوانه على أهل بيعة الحديبية فقال: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ: هي شجرة سمرة كانت هناك، وقد بني عندها مسجد، وقد كان الناس يأتون الشجرة ويصلون عندها، حتى كان زمان خلافة الفاروق عمر فقطعها خشية افتتان البعض بها. فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ من الإيمان فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ، وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً: هو صلح الحديبية. وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها: هي مغانم خيبر. وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً: لا يغالبه غالب. وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها: هي جميع المغانم التي غنموها فيما بعد من العرب وغيرهم. فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ مغانم خيبر. وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ: لم ينلكم سوء مما كان أعداؤكم أضمروه لكم من المحاربة، وكذلك كف أيدي اليهود وغيرهم عمن خلفتموهم وراء ظهوركم بالمدينة من عيالكم ونسائكم. وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ: عبرة لهم أن الله ناصرهم، وأن الخيرة فيما اختاره الله لهم، وإن كرهوه في الظاهر.

وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً: بانقيادكم لأمره وطاعتكم لرسوله. وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً: الاخرى: قيل فتح مكة، وقيل: فتوح فارس والروم.

ثم بين سبحانه أنه لم يختر لهم القتال لحكم تجلت، لا لضعفهم، ولو أنهم قاتلوكم لانتصرتم عليهم فقال: وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً: من دون الله، أما أنتم فالله وليكم وناصركم. سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا: أي سنة الله وعادته في الأمم أن ينتصر أهل الإيمان على أهل الكفر، والحق على الباطل، وأن العاقبة والنصر في النهاية إنما هي للمتقين المخلصين.

ثم قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ، وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً: امتنان من الله على عباده المؤمنين حيث كفّ أيدي المشركين عنهم فلم ينلهم منهم سوء، وكف أيدي المسلمين عن المشركين فلم يقاتلوهم عند المسجد الحرام، وصد كلّا من

ص: 346

الفريقين عن الاخر لحكم بالغة يعلمها، وأوجد بينهم صلحا فيه خيرة للمؤمنين، وعافية لهم. وكان المشركون قد أرسلوا عيونا على المسلمين نحوا من سبعين، فأسرهم المسلمون وجاؤوا بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعفا عنهم بعد أن أمكنه الله منهم.

ثم قال تعالى: هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ: أن تعتمروا به. وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ، يعني وصدّوا الهدي الذي سقتموه وبقي محبوسا بالحديبية عن أن يبلغ محل نحره وهو الحرم، ثم بين سبحانه الحكمة في أنه لم يأذن له في القتال مع قدرتهم عليه بقوله: وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ: هم المستضعفون والمستضعفات ممن أسلموا وأقاموا بمكة ولم يستطيعوا الهجرة. لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ: أي تقتلوهم بغير علم.

فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ: أي ينالكم بقتلهم سبة وإثم ويقول المشركون: قتلوا إخوانهم في الدين، وجواب لولا محذوف تقديره لسلطناكم عليهم فقاتلتموهم وأبدتموهم. لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ متعلق بمحذوف أي كففناكم عنهم ليكون لهم فسحة فيفيء بعضهم إلى الإسلام، وهذا ما كان، فقد أسلم منهم بين الحديبية والفتح أبطال مغاوير كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة بن عبد الدار. لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً: تزيلوا: تميزوا، يعني لو تميز المؤمنون عن الكافرين لسلطناكم عليهم فقتلتموهم قتلا ذريعا.

إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ: حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ: هي الغضب والأنفة فأبوا أن تدخلوا مكة معتمرين، وأبو أن يكتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم، وأبو أن يكتبوا: محمد رسول الله. فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ: فلم تأخذهم الحمية فيعصوا الله في قتالهم، ولكنهم كظموا غيظهم، وأذعنوا لنبيهم. وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى: هي كلمة الإيمان: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعملوا بموجبها ووقفوا عند ما أمر الله ورسوله: وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها: أحق بكلمة التقوى وأهلا للعمل بها واحترامها. وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً. فقد وسع علمه كل شيء، أما علمكم فقاصر، ومن كان هذا

ص: 347

شأنه فليتهم عقله، وليلتزم ما أمر به الله ونبيه، ولينته عما نهيا عنه، وكن على ذكر لكلمة الصحابي الجليل سهل بن حنيف الانفة «1» .

ثم بيّن سبحانه أن رؤيا رسول الله صادقة ولابد أن تتحقق فقال: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ، لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ: تعليم للخلق أن يلتزموها في كل شيء وإن كان المتكلم بالقران سبحانه عالما بكل شيء، وصدق الله: وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً. إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ.

آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ: ذلك أن رسول الله كان قد رأى في المنام قبل الخروج إلى الحديبية أنه دخل مكة وطاف بالبيت، فأخبر أصحابه بذلك، فلما ساروا إلى الحديبية لم يشكّوا أنّ هذه الرؤيا سيكون تأويلها هذا العام، فلما حدث ما حدث من قضية الصلح ورجوعهم وقع في نفس بعض الصحابة من ذلك شيء، حتى سأل عمر رسول الله عن ذلك فأخبره أنه لم يقل هذا العام، وأنه سيأتيه ويطوّف به، وهذا ما كان فقد وقع تأويل الرؤيا في العام القادم. فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا: وهو أن الصلاح والخير كان في الصلح وتأخير الدخول للحكم التي ذكرها الله انفا. فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً:

وهو صلح الحديبية، وقيل: فتح خيبر.

ثم بيّن سبحانه أن الله ناصر نبيه وناصر دينه، وسيعلو على الأديان كلها فقال: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً: أنك المبعوث رحمة للعالمين، ثم ختم سبحانه السورة ببيان صفة النبي وصحابته، وأنهم لجلالتهم ضرب الله لهم الأمثال في التوراة والإنجيل، وأشاد بذكرهم في القران فقال: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ: لا تأخذهم في المشركين شفقة ولكنهم متوادون متراحمون بينهم، فهو كقوله سبحانه: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ. تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً كناية عن كثرة صلاتهم ومواظبتهم عليها. يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ

(1) انظر صفحة 341.

ص: 348