الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أتاك نصر الله، هذا جبريل اخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع» ، وصدق الله حيث يقول:
إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ «1» .
التحريض على القتال
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صفوف المسلمين يحرضهم على القتال، ويعدهم بالخلود في جنات النعيم بمثل قوله:«والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة. ومن قتل قتيلا فله سلبه» «2» ، وقوله:«قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض» ، فسمع ذلك عمير بن الحمام الأنصاري «3» فقال: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض!؟ قال:«نعم» قال: بخ بخ «4» !! فقال له رسول الله:
«ما يحملك على قول: بخ بخ؟» قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال:«فإنك من أهلها» .
وكان معه تمرات في يده يأكل منهن، فقال: لئن أنا حييت حتى اكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة!! فرمى بما بقي معه ثم قاتل وهو يقول:
ركضا إلى الله بغير زاد
…
إلا التقى وعمل المعاد
والصبر في الله على الجهاد
…
وكلّ زاد عرضة النفاد
غير التقى والبر والرشاد
وما زال يقاتل حتى قتل شهيدا رضي الله عنه وأرضاه «5» .
(1) سورة الأنفال: الاية 9.
(2)
السلب: بفتح السين واللام ما على المقاتل من سلاح وثياب وقيل من سلاح.
(3)
عمير: بالتصغير. الحمام: بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم.
(4)
كلمة رضا واستحسان.
(5)
الإصابة في تاريخ الصحابة ج 3 ص 31.