الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شجنة «1» من الرحمن» رواه البخاري، وقوله:«في كل ذات كبد رطبة أجر» متفق عليه، وقوله:«من لا يرحم لا يرحم «2» » رواه البخاري، وقوله:«من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» رواه مسلم. إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي فاضت بها كتب الأحاديث والسنن.
ومن هذه الأحاديث التي هي من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، ما اعتبر من المبتكرات التي لم يسبق إليها النبي صلى الله عليه وسلم، وسارت مسار الأمثال في شيوعها وذيوعها، وذلك مثل حديث «لا يلدغ
…
» السابق، وقوله:«الحرب خدعة» وقوله: «الان حمي الوطيس» وقوله: «إنّ من البيان لسحرا» «وإن من الشعر لحكما» أي لحكمة.
وقوله في فرس أبي طلحة: «وجدناه بحرا «3» » وقوله: «كما تدين تدان» ولا يفوتني أن أوصي الشباب والطلاب- ولا سيما المتأدّبين منهم- أن يكثروا من قراءة كتاب الله، وأحاديث رسول الله، وسيكتسبون بذلك إيمانا وعلما وعملا، وفصاحة وبلاغة، وجزالة ألفاظ، وقوة أسلوب، وإشراق بيان.
شرف نسبه وكرم محتده
وهذا أمر معروف غير منكور، أقرّ به المخالف والموافق، وليس من شك في أنه نخبة بني هاشم، وسلالة قريش، وخلاصة مضر، وإليه انتهى شرفها، ومصاص البشرية كلها، وقد أفصح صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال:«إن الله اصطفى من ولد ابراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» رواه مسلم
(1) أي صلة قريبة منه.
(2)
الأولى بفتح الياء والحاء، والثانية بضم الياء وفتح الحاء.
(3)
أي واسع الجري، طويل النفس في العدو، وكان في أول أمره ليس كذلك فصار ببركة ركوب النبي عليه بحرا لا يجارى.
والترمذي «1» ، وقال:«بعثت من خير قرون بني ادم قرنا فقرنا، حتى كنت من القرن الذي كنت منه» رواه البخاري، وقال:«أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إلا أن الله عز وجل خلق خلقه، فجعلني من خير خلقه، ثم فرّقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين، ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني من خيرهم بيتا، فأنا خيركم بيتا، وخيركم نفسا» رواه أحمد واللفظ له والترمذي، وقال:
حديث حسن صحيح.
وليس من شك في أن النسب الزكي إذا انضم إليه الخلق الرضي كان خيرا وأزكى، و «الناس معادن: خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» رواه البخاري «2» .
(1) من حديث في الخصائص النبوية، رواه الشيخان وقد زاد الترمذي الفقرة الأولى، واتفقا على ما بعدها.
(2)
انظر الجزء الأول من هذا الكتاب من ص 182- 185.