المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌النبي الزوج لقد خصّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن - السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة - جـ ٢

[محمد أبو شهبة]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني

- ‌مقدمّة الطّبعة الثانية

- ‌مقدمّة الطّبعة الأولى

- ‌بين عهدين: العهد المكي والعهد المدني

- ‌منزلة المساجد في الإسلام

- ‌بناء مسجد قباء

- ‌وصول النّبيّ إلى المدينة وبناؤه المسجد النّبويّ

- ‌توسل الأنصار إلى الرسول أن ينزل عندهم

- ‌اليوم المشهود

- ‌في دار أبي أيوب الأنصاري

- ‌جميل بجميل

- ‌إسلام عبد الله بن سلام وبعض أهله

- ‌بناء المسجد النبوي

- ‌الأطوار التي مرّ بها بناء المسجد النبوي

- ‌زخرفة المساجد:

- ‌فضل المسجد النبوي

- ‌بناء حجر أمهات المؤمنين

- ‌حمّى المدينة

- ‌حالة المدينة السّياسيّة والاجتماعيّة بعد الهجرة

- ‌المهاجرين

- ‌الأنصار

- ‌المنافقين

- ‌اليهود

- ‌الإخاء بين المهاجرين والأنصار

- ‌المؤاخاة بين المسلمين بمكة

- ‌ماثر الأنصار الخالدة

- ‌موادعة النبي اليهود

- ‌بناء النبي بعائشة

- ‌مشروعية الأذان

- ‌السّنة الأولى من الهجرة

- ‌السرايا في السنة الأولى

- ‌سرية حمزة بن عبد المطلب

- ‌سرية عبيدة بن الحارث

- ‌سرية سعد بن أبي وقاص

- ‌رأينا في هذه السرايا

- ‌مزاعم المستشرقين في هذه السرايا

- ‌أحداث هذا العام

- ‌مواليد

- ‌وفيات

- ‌السّنة الثّانية من الهجرة

- ‌أول ما نزل في القتال

- ‌متى شرع الجهاد

- ‌لم شرع الجهاد في الإسلام

- ‌حكم الجهاد في الإسلام

- ‌من يرى أن الجهاد فرض عين

- ‌مثل عليا للحرص على الجهاد

- ‌الترغيب في الجهاد والاستشهاد

- ‌الاستشهاد في سبيل الله

- ‌الأطوار التي مرّ بها الجهاد

- ‌الطور الأول

- ‌الطور الثاني

- ‌الطور الثالث

- ‌الطور الرابع

- ‌الطور الخامس

- ‌رد الفرية الكبرى

- ‌أحداث وتشريعات

- ‌تحويل القبلة إلى الكعبة

- ‌تشريع فريضة الصيام

- ‌زكاة الفطر

- ‌صلاة العيد

- ‌الصوم والفطرة والعيد من روافد العدالة الاجتماعية في الإسلام

- ‌مصارف الزكاة

- ‌الزكاة أساس العدالة الاجتماعية الإسلامية

- ‌الغزوات والسرايا في السنة الثانية

- ‌غزوة الأبواء أو ودّان

- ‌غزوة بواط

- ‌غزوة العشيرة

- ‌غزوة بدر الأولى

- ‌سرية عبد الله بن جحش

- ‌وقفة عند ما نزل من القران

- ‌غزوة بدر الكبرى

- ‌ترقب وانتظار

- ‌الخروج إلى العير

- ‌أبو سفيان واستنفار قريش

- ‌تخوف قريش من بني بكر

- ‌فرار أبي سفيان بالعير واختلاف المشركين في الخروج

- ‌مسير المسلمين إلى بدر

- ‌استشارة النبي أصحابه في القتال

- ‌تسنّط أخبار قريش

- ‌تعرف أخبار العير

- ‌جيش المسلمين في بدر

- ‌اية من السماء

- ‌مشورات حكيمة

- ‌تصافّ المسلمين

- ‌رؤيا الرسول

- ‌تخاذل في صفوف المشركين

- ‌فشل المساعي لعدم الحرب

- ‌مخاطرة من بعض المشركين

- ‌ابتداء الحرب بالمبارزة

- ‌تعديل الرسول صفوف الجيش

- ‌وصاة النبي للمسلمين

- ‌إشفاق ودعاء

- ‌التحريض على القتال

- ‌القوى الروحية تفوق القوى المادية

- ‌مشاركة الرسول في القتال

- ‌الصدّيق والقتال

- ‌إمداد الله المسلمين بالملائكة يوم بدر

- ‌وصاة النبي ببعض القرشيين

- ‌مثل عليا للإيمان

- ‌قتلى المشركين

- ‌موقف إنساني للرسول

- ‌البشرى بالنصر

- ‌الاختلاف على غنائم بدر وقسمتها

- ‌الأوبة إلى المدينة

- ‌وصاة النبي بالأسرى

- ‌قتل أسيرين

- ‌أسارى بدر

- ‌وصول النذير بالهزيمة إلى قريش

- ‌افتداء الأسرى

- ‌قيمة الفداء

- ‌وعد الله الأسارى بالخير إن أسلموا

- ‌العتاب في الفداء

- ‌طنين المستشرقين

- ‌فضائل أهل بدر

- ‌نتائج غزوة بدر

- ‌مواطن العبرة في بدر

- ‌أحداث في السنة الثانية

- ‌زواج علي بفاطمة

- ‌وفيات

- ‌السّنة الثّالثة من الهجرة

- ‌تمهيد:

- ‌[الغزوات في هذه السنة]

- ‌غزوة الكدر

- ‌غزوة غطفان أو ذي أمر

- ‌سرية زيد بن حارثة أو القردة

- ‌غزوة أحد

- ‌تجهز قريش لأحد

- ‌وصول الخبر إلى الرسول

- ‌مشاورة النبي أصحابه

- ‌استعراض الجيش ورد بعض الصبيان

- ‌نزول المسلمين بالشعب في أحد والتعبئة للقتال

- ‌الرسول يحمس أصحابه

- ‌جيش قريش

- ‌محاولة فاشلة

- ‌بدء القتال بالمبارزة

- ‌التحام الجيشين

- ‌مخالفة الرماة أمر الرسول

- ‌شائعة قتل الرسول

- ‌الذين ثبتوا مع الرسول

- ‌ثبات الرسول

- ‌ما نزل بالرسول من جراح

- ‌علي وفاطمة يضمّدان جراح النبي

- ‌مثل من البطولات في الدفاع عن الرسول

- ‌بطولة امرأة

- ‌مثل اخر من إيمان النساء

- ‌ومن جهاد النساء في أحد

- ‌المقاتلون حمية

- ‌المشركات يمثلن بشهداء أحد

- ‌حزن الرسول على عمه

- ‌أمر الله بالعدل في القصاص

- ‌بعد الموقعة

- ‌تعرّف وجهة المشركين

- ‌صلاة النبي بالمسلمين قاعدا

- ‌دعاء وابتهال

- ‌من استشهد في أحد

- ‌قتلى المشركين:

- ‌دفن شهداء أحد

- ‌منزلة شهداء أحد:

- ‌من أصيب بالجراح يوم أحد

- ‌معجزة نبوية

- ‌سبب الهزيمة في أحد

- ‌عبرة وعظة

- ‌ما نزل من القران في أحد

- ‌اثار غزوة أحد

- ‌غزوة حمراء الأسد

- ‌مخزاة لابن أبيّ

- ‌حوادث هذا العام

- ‌تزوج عثمان بأم كلثوم

- ‌تزوج النبي بحفصة

- ‌مولد الحسن

- ‌السّنة الرّابعة من الهجرة

- ‌[السرايا والغزوات في السنة الرابعة]

- ‌سرية أبي سلمة بن عبد الأسد

- ‌سرية عبد الله بن أنيس

- ‌سرية الرجيع

- ‌وقفة عند سرية الرجيع وبئر معونة:

- ‌غزوة بدر الاخرة

- ‌حوادث في هذا العام

- ‌وفاة أبي سلمة

- ‌وفاة عبد الله بن عثمان

- ‌مولد الحسين

- ‌تزوج رسول الله بزينب بنت خزيمة

- ‌تزوج النبي بأم سلمة

- ‌الحكمة في زواجها

- ‌تعلم زيد بن ثابت كتابة اليهود ولغتهم

- ‌السّنة الخامسة من الهجرة

- ‌غزوة دومة الجندل

- ‌مصالحة عيينة بن حصن

- ‌تصرف نبوي حكيم

- ‌حدثان عظيمان في هذه الغزوة

- ‌الحدث الأول

- ‌اعتذار ابن أبيّ

- ‌سير النبي بالجيش ليشغلهم عن الفتنة

- ‌نزول سورة المنافقون

- ‌مثل أعلى للإيمان

- ‌اثار هذه السياسة النبوية الحكيمة

- ‌احتيال وغدر

- ‌حادثة الإفك

- ‌إقامة الحد على من قذف عائشة

- ‌صفوان بن المعطل السلمي

- ‌وقفات عند قصة الإفك

- ‌تفسير ايات الإفك

- ‌غزوة الخندق أو الأحزاب

- ‌تأليب اليهود على النبي

- ‌تفضيل اليهود الوثنية على الإسلام

- ‌استمرار اليهود في تأليب القبائل

- ‌خروج الأحزاب

- ‌استشارة الرسول أصحابه

- ‌حفر الخندق

- ‌تخاذل المنافقين

- ‌نبوات صادقة

- ‌جيش المسلمين

- ‌دهشة المشركين من الخندق

- ‌نقض بني قريظة العهد

- ‌استجلاء الرسول الخبر

- ‌اشتداد البلاء والخوف

- ‌اقتحام بعض المشركين الخندق

- ‌قتل عمرو بن عبد ود

- ‌محاولة لتفريق الأحزاب

- ‌الحرب خدعة

- ‌نجاح التدبير

- ‌دعاء وابتهال

- ‌هزيمة الأحزاب

- ‌تعرف أخبار القوم

- ‌الأوبة إلى المدينة

- ‌ما نزل من الايات في غزوة الأحزاب

- ‌زواجه صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش

- ‌الروايات الصحيحة تؤيد ما ذكرناه

- ‌روايات واهية مدسوسة

- ‌أباطيل المبشّرين والمستشرقين

- ‌تهافت كلامهم

- ‌تعدد الزوجات سنة من سنن الأنبياء

- ‌الحكمة في تعدد زوجاته عليه الصلاة والسلام

- ‌الحكم العامة

- ‌الحكم الخاصة

- ‌خطبة النبي لزينب وفضلها

- ‌نزول اية الحجاب صبيحة عرسها

- ‌تشريع الحجاب في الإسلام

- ‌تزوج النبي بأم حبيبة بنت أبي سفيان

- ‌الحكمة في تزوج النبي بها

- ‌وفاتها

- ‌فرض الحج

- ‌وفاة سعد بن معاذ

- ‌السّنة السّادسة من الهجرة

- ‌[السرايا والغزوات في السنة السادسة للهجرة]

- ‌سرية محمد بن مسلمة قبل نجد

- ‌غزوة بني لحيان

- ‌سرية كرز بن جابر الفهري

- ‌سرية عمرو بن أمية الضّمري

- ‌غزوة الحديبية

- ‌خروج النبي معتمرا

- ‌وصول النبأ إلى قريش

- ‌رسل قريش

- ‌بديل بن ورقاء

- ‌مكرز بن حفص

- ‌حليس بن علقمة

- ‌عروة بن مسعود الثقفي

- ‌مثل أعلى للحب وللإيمان

- ‌رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌سفارة عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌بيعة الرضوان

- ‌مناوشات قريش

- ‌بشائر الصلح

- ‌شروط صلح الحديبية

- ‌رأي المسلمين في الشروط

- ‌رؤيا رسول الله

- ‌كتابة كتاب الصلح

- ‌وقفة عند هذا الصلح

- ‌أبو جندل بن سهيل بن عمرو

- ‌نحر النبي هديه

- ‌الأوبة إلى المدينة ونزول سورة الفتح

- ‌صلح الحديبية فتح مبين

- ‌مكاسب المسلمين من صلح الحديبية

- ‌سعي قريش في التنازل عن هذه الفقرة من الشرط

- ‌تفسير سورة الفتح

- ‌المهاجرات المؤمنات

- ‌تفسير الايتين الواردتين في هذه الحادثة

- ‌أحداث وتشريعات في هذا العام

- ‌تحريم الخمر

- ‌ما هي الخمر

- ‌حكمة تحريم الخمر

- ‌تبليغ الإسلام في العالم

- ‌مكاتبة الملوك والأمراء

- ‌كتاب رسول الله إلى القيصر (هرقل)

- ‌موقف هرقل من الكتاب

- ‌كتاب كسرى

- ‌كتاب المقوقس عظيم مصر

- ‌كتاب النجاشي

- ‌بقية الكتب

- ‌كتاب المنذر بن ساوى

- ‌كتاب أمير بصرى

- ‌كتاب أمير دمشق

- ‌كتاب ملك اليمامة

- ‌كتب أخرى

- ‌السّنة السّابعة من الهجرة

- ‌[الغزوات والسرايا في هذه السنة]

- ‌غزوة ذي قرد

- ‌لا نذر في معصية

- ‌الوفاء حتى للحيوان

- ‌غزوة خيبر

- ‌غزوة ذات الرقاع

- ‌قدوم مهاجري الحبشة

- ‌سرية بشير بن سعد

- ‌سرية غالب بن عبد الله

- ‌عمرة القضاء والقضية والقصاص

- ‌إقامة النبي بمكة

- ‌حادثة وقضية

- ‌تشريعات وحوادث هذا العام

- ‌تحريم لحوم الحمر الأهلية وغيرها

- ‌تحريم نكاح المتعة

- ‌زواج النبي بصفية بنت حييّ النضرية

- ‌حكمة زواجه بها

- ‌حراسة أبي أيوب للنبي

- ‌زواج النبي بميمونة بنت الحارث

- ‌الحكمة في زواجها

- ‌موقف النّبيّ عليه السلام من اليهود وموقفهم منه

- ‌محاولتهم الوقيعة بين الأوس والخزرج

- ‌الجدل بين اليهود والمسلمين

- ‌من مخازي بني إسرائيل وأكاذيبهم

- ‌اليهود بالجزيرة العربية

- ‌يهود بني قينقاع

- ‌تماديهم في الشر

- ‌غزوة بني قينقاع

- ‌قتل كعب بن الأشرف

- ‌غزوة بني النضير

- ‌حصار بني النضير

- ‌ما نزل في غزوة بني النضير

- ‌غزوة بني قريظة

- ‌استشارتهم أبا لبابة

- ‌توبة أبي لبابة

- ‌نزول بني قريظة على حكم رسول الله

- ‌دم بني قريظة في عنق حيي

- ‌قسمة أموال قريظة

- ‌ريحانة

- ‌من استشهد

- ‌قتل سلام بن أبي الحقيق

- ‌غزوة خيبر

- ‌الخروج إلى خيبر

- ‌ضخامة القوتين

- ‌قصة الشاة المسمومة

- ‌تقسيم غنائم خيبر

- ‌مثل أعلى للتسامح

- ‌يهود فدك وتيماء ووادي القرى

- ‌إجلاء الفاروق عمر لهم عن جزيرة العرب

- ‌السّنة الثّامنة من الهجرة

- ‌‌‌إسلام خالد، وعمرو، وعثمان بن طلحة

- ‌إسلام خالد

- ‌إسلام عمرو

- ‌غزوة مؤتة

- ‌التقاء الجيشين

- ‌بلاء المسلمين

- ‌نعي رسول الله الأمراء

- ‌لقاء الجيش

- ‌مثل أعلى للاستحياء

- ‌إكرام النبي لال جعفر

- ‌نهي ال جعفر عن النياحة

- ‌رثاء أسماء بنت عميس زوجها

- ‌غزوة ذات السلاسل

- ‌فتح الفتوح في الإسلام فتح مكّة

- ‌تمهيد

- ‌سفارة أبي سفيان بن حرب

- ‌تجهز النبي للخروج

- ‌كتاب حاطب إلى قريش

- ‌العظيم من يرحم الضعفاء

- ‌مسيرة الجيش إلى مكة

- ‌إسلام العباس وبعض القرشيين

- ‌تخوف العباس على قريش

- ‌أبو سفيان يستطلع الأخبار لقريش

- ‌إسلام أبي سفيان

- ‌حبس أبي سفيان بمضيق الوادي

- ‌الكتيبة الخضراء

- ‌رجوع أبي سفيان إلى مكة

- ‌دخول مكّة

- ‌إجارة أم هانىء رجلين

- ‌إلى الكعبة

- ‌في جوف الكعبة

- ‌أذان بلال على الكعبة

- ‌اليوم يوم بر ووفاء

- ‌خطبة يوم الفتح

- ‌العفو عند المقدرة

- ‌إسلام أبي قحافة

- ‌إسلام الحارث وعتّاب

- ‌إسلام فضالة بن عمير

- ‌إهدار النبي بعض الدماء

- ‌عبد الله بن خطل وقينتاه

- ‌عبد الله بن أبي سرح

- ‌الحويرث بن نقيد

- ‌مقيس بن صبابة

- ‌هبار بن الأسود

- ‌عكرمة بن أبي جهل

- ‌هند بنت عتبة بن ربيعة

- ‌خطبة النبي غداة الفتح وإسلام أهل مكة وبيعتهم

- ‌إسلام قريش رجالا ونساء

- ‌بيعة الرجال

- ‌بيعة النساء

- ‌مخاوف الأنصار وتبديدها

- ‌مدة إقامة النبي بمكة

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة وهدم بعض الأصنام

- ‌تعويض النبي بني جذيمة عن الدماء والأموال

- ‌هدم العزّى

- ‌هدم سواع

- ‌هدم مناة

- ‌غزوة حنين

- ‌خروج رسول الله

- ‌استعارة دروع صفوان

- ‌مسيرة الجيش

- ‌التقاء الجيشين

- ‌ثبات الرسول

- ‌من ثبت مع الرسول

- ‌استجابة المسلمين

- ‌الان حمي الوطيس

- ‌تشفّي بعض الأعراب وضعفاء الإيمان

- ‌موقف إنساني للرسول

- ‌حنين درس في التربية النفسية

- ‌غنائم حنين

- ‌من استشهد من المسلمين

- ‌سرية أوطاس

- ‌سبايا أوطاس

- ‌غزوة الطّائف

- ‌إسلام بعض العبيد

- ‌الرمي بالمنجنيق واستعمال الدبابات

- ‌تقطيع الأعناب والزروع

- ‌مشورة نوفل بن معاوية الدئلي

- ‌وفد هوازن واسترداد السبايا

- ‌الشيماء بنت الحارث

- ‌قسمة الغنائم

- ‌اعتراض بعض المنافقين

- ‌معتبة الأنصار

- ‌عمرة الجعرانة

- ‌عتاب بن أسيد

- ‌الحج هذا العام

- ‌إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى

- ‌تشريعات وأحداث في هذا العام

- ‌إسلام أبي العاص بن الربيع

- ‌وفاة السيدة زينب

- ‌مولد إبراهيم ابن النبي

- ‌سرية بني المصطلق

- ‌السّنة التّاسعة من الهجرة

- ‌سرية طيّىء

- ‌غزوة تبوك

- ‌الحث على تجهيز الجيش

- ‌البكاؤون

- ‌خروج الجيش

- ‌تخلّف المنافقين وتخذيلهم عن الرسول

- ‌تحريق بيت سويلم

- ‌المعتذرون

- ‌المتخلفون من غير نفاق

- ‌مسيرة الجيش إلى تبوك

- ‌كن أبا خيثمة

- ‌كن أبا ذر

- ‌النزول بالحجر

- ‌انسحاب الروم

- ‌وفود صاحب أيلة وأهل جرباء وأذرح

- ‌كتاب رسول الله ليحنة

- ‌كتاب أهل جرباء وأذرح

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر

- ‌الأوبة إلى المدينة

- ‌موت ذي البجادين

- ‌مكيدة بعض المنافقين

- ‌هدم مسجد الضرار وتحريقه

- ‌الوصول إلى المدينة واعتذار من تخلّف عن الخروج إلى رسول الله

- ‌طوائف المتخلفين

- ‌ المنافقون

- ‌أبو لبابة وأصحابه

- ‌الثلاثة الذين خلّفوا

- ‌وقفات عند هذه القصة

- ‌تبوك خاتمة الغزوات

- ‌تفسير ما نزل من الايات في تبوك

- ‌قدوم ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌كتاب رسول الله لهم

- ‌بعض من مات في هذا العام

- ‌موت النجاشي

- ‌موت السيدة أم كلثوم

- ‌موت عبد الله بن أبيّ

- ‌حج الصديق أبي بكر بالناس

- ‌شبهة والجواب عليها

- ‌عام الوفود

- ‌وفد بني تميم

- ‌وفد بني عبد القيس

- ‌وفد بني حنيفة

- ‌وفد أهل نجران

- ‌بعث أبي عبيدة معهم

- ‌وفد طيّىء وعدي بن حاتم

- ‌وفد زيد الخيل

- ‌وفد بني عامر

- ‌قدوم رسول ملوك حمير إلى رسول الله

- ‌وفد أهل اليمن

- ‌وفود أخرى

- ‌وفد وائل بن حجر

- ‌وفد الأزد

- ‌وفد الداريّين

- ‌وفد تغلب

- ‌السّنة العاشرة من الهجرة

- ‌سرية خالد بن الوليد

- ‌بعث عمرو بن حزم

- ‌سرية علي بن أبي طالب

- ‌وفد بجيلة

- ‌وفد أحمس

- ‌بعث العمال والقضاة والأمراء إلى اليمن

- ‌بعث معاذ بن جبل إلى اليمن

- ‌بعث أبي موسى الأشعري

- ‌بعث علي بن أبي طالب

- ‌أمراء وعمال اخرون

- ‌جملة المغازي، والسرايا، والبعوث

- ‌حجّة الوداع

- ‌الأذان بالحج

- ‌الخروج للحج

- ‌بم أحرم النبي

- ‌في مكة

- ‌الطواف بالبيت

- ‌إلى الصفا والمروة

- ‌إلى الأبطح

- ‌قدوم علي

- ‌الخروج إلى منى

- ‌إلى عرفات

- ‌خطبة عرفة

- ‌ما نزل في يوم عرفة

- ‌خطأ مشهور

- ‌إلى المزدلفة

- ‌إلى منى

- ‌إلى الكعبة

- ‌خطبة يوم النحر

- ‌المقام بمنى

- ‌خطبة أوسط أيام التشريق

- ‌فائدة

- ‌إلى الأبطح بمكة

- ‌في غدير خمّ

- ‌أحداث في هذا العام

- ‌وفاة إبراهيم ابن النبي

- ‌تنبؤ مسيلمة

- ‌تنبؤ الأسود العنسي

- ‌السّنة الحادية عشرة

- ‌ بعث أسامة بن زيد

- ‌مرض النّبيّ عليه السلام ووفاته

- ‌النذر بقرب أجل النبي

- ‌ابتداء المرض

- ‌اشتداد المرض

- ‌صلاة أبي بكر بالناس

- ‌يوم الخميس

- ‌تنبيه

- ‌خروج النبي إلى المسجد

- ‌إن للموت لسكرات

- ‌صحوة الموت

- ‌في الرفيق الأعلى

- ‌هول الفاجعة

- ‌خطبة الصديق

- ‌ في سقيفة بني ساعدة

- ‌بيعة الصديق

- ‌البيعة العامة

- ‌خطبة الصديق

- ‌تجهيز رسول الله

- ‌إنفاذ جيش أسامة

- ‌المثل الكامل

- ‌الفضيلة الإنسانية في ذروة كمالها في نبينا محمد

- ‌صفاته الخلقية

- ‌نظافة جسمه وطيب ريحه

- ‌كمال عقله

- ‌فصاحة لسانه

- ‌شرف نسبه وكرم محتده

- ‌النبي الزوج

- ‌النبي الأب

- ‌النبي الإنسان

- ‌النبي المربّي المعلّم

- ‌النبي مع ربه

- ‌النبي مع أصحابه

- ‌النبي الرؤوف الرحيم

- ‌النبي البطل الشجاع

- ‌النبي الوفي بالعهد

- ‌النبي العفو الحليم

- ‌النبي الكريم الجواد

- ‌النبي الزاهد

- ‌النبي الحييّ

- ‌النبي المتواضع

- ‌النبي العادل

- ‌النبي الصادق الأمين العفيف

- ‌ادابه الاجتماعية

- ‌عظمة الشخصية المحمدية وأثرها في الدعوة

- ‌خيبة أمل صفوان

- ‌عالم في فرد

- ‌ثبت بأهم مراجع الكتاب

- ‌فهارس الجزء الثاني

- ‌1- فهرس الايات القرانية

- ‌2- فهرس الأحاديث النبوية

- ‌3- فهرس الأعلام

- ‌4- فهرس القبائل والأمم والجماعات والدول والممالك والحضارات*

- ‌6- فهرس الأماكن والبلدان والبحار والأنهار والأصنام

- ‌فهرس الموضوعات- الجزء الثاني

- ‌الفهارس العامة

الفصل: ‌ ‌النبي الزوج لقد خصّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن

‌النبي الزوج

لقد خصّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أباح الله له من الزوجات ما لم يبح لغيره، فقد تزوج إحدى عشرة ودخل بهن، منهن اثنتان ماتتا في حياته وهما السيدتان:

خديجة، وزينب أم المساكين، وتوفي عن تسع، وهن: عائشة بنت الصدّيق، وسودة بنت زمعة، وحفصة، وأم سلمة، وزينب بنت جحش، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وجويرية بنت الحارث المصطلقية، وصفية بنت حيي النضيرية، وميمونة بنت الحارث الهلالية. وتسرى جاريتين: مارية القبطية، وريحانة بنت زيد اليهودية، وقد ماتت في حياته.

وإذا كان الإسلام جعل للمرأة حقوقا لم تكن تحلم بها، ورفع من شأنها، فقد حظي بالنصيب الأوفى من ذلك نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولمّا أنكر الفاروق عمر على زوجته أن تراجعه في أمر قالت له: عجبا لك يا ابن الخطاب، أما تحب أن تراجع في شيء، إن بنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان.

فذهب إلى ابنته يسألها، فإذا هي تؤكد له ذلك.

وكان كثيرا ما يوصي بالنساء خيرا ويقول: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» «1» ، وفي حجة الوداع أوصى بهن خيرا كما أسلفنا.

وإن الإنسان ليعجب كيف وفّق النبي صلى الله عليه وسلم بين هؤلاء التسع وهنّ مختلفات في السن، والطبائع، والأخلاق والمشارب؟! ولكن النبي بسعة عقله، ورحابة صدره، وكرم أخلاقه أمكنه أن يحسن عشرتهنّ ويعدل بينهن، وأن يوفق

(1) رواه ابن ماجه.

ص: 620

بين رغباتهن، وأن يعشن عيشة الأخوات لا عيشة الضرائر، وإنها لبطولة حقا أن يكون عنده هذا العدد من الزوجات، ويقوم بأعباء الرسالة، وتكوين خير أمة، وأول دولة في الإسلام على خير ما يكون!!.

والواحد منا تكون عنده الزوجة الواحدة، والعدد القليل من الأولاد، ومع هذا يكون في شغل شاغل، وفي حيرة من التوفيق بين حقوق زوجته وولده، والقيام بواجبات عمله على وجه مرضي، ولكنه النبي الذي وسع الناس جميعا بعقله وصدره وبره.

وهن خيار نساء هذه الأمة، الحريصات على رضاء الله ورسوله. ومع كونهن بهذه المنزلة فلم تخل معاشرتهن للنبي صلى الله عليه وسلم من بعض مضايقات ومؤامرات، بسبب ما ركز في فطرة المرأة من الغيرة، وحب الاستئثار بالزوج.

فمن ذلك أنهن اجتمعن على النبي ورغبن إليه أن يوسّع عليهن، وأن يكون لهن ما لنساء الملوك وأصحاب الثراء، وكان النبي قد أخذ نفسه وأهله وولده بالتقشف والتقلل من طيبات الحياة وزخارفها، وفرض على نفسه وعليهن لونا من ألوان المعيشة لا يتميز عن معيشة عامة الأمة، إن لم يقلّ، وهو صلى الله عليه وسلم قدوة المسلمين جميعا فليكن نساؤه كذلك قدوة لنساء الأمة، لذلك تألم النبي لمطالبهن، فاعتزلهن شهرا.

ولما اعتزل النبي نساءه شاع ذلك، وعظم الأمر على الصحابة، فذهب الصدّيق أبو بكر إلى المشربة التي اعتزل فيها رسول الله، فإذا الناس جلوس محزونون، فاستأذن على رسول الله، فأذن له، ثم جاء الفاروق فاستأذن له، فوجدا النبي واجما ساكتا وحوله نساؤه، فقال أبو بكر: لأقولنّ شيئا أضحك به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة- زوجته- سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت «1» عنقها! فضحك رسول الله وقال: «هنّ حولي كما ترى يسألنني النفقة» .

(1) طعنتها في عنقها طعنا مؤلما.

ص: 621

فقام أبو بكر وعمر إلى ابنتيهما يزجرانهما ويقولان: لا تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده، فتعهدتا بذلك، وبعد مضي مدة الاعتزال أنزل الله ايتي التخيير، قال عز شأنه:

يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً «1» .

فبدأ رسول الله بعائشة وقال: «يا عائشة، إني أريد أن أعرض عليك أمرا أحب ألاتعجلي فيه حتى تستشيري أبويك» قالت: وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الايتين. قالت: أفيك يا رسول الله أستشير أبوي؟! بل أختار الله ورسوله والدار الاخرة، وأسألك ألاتخيّر امرأة من نسائك بالذي قلت، فأبى وقال:

«لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها. إن الله لم يبعثني متعنتا، ولكن بعثني معلّما ميسرا» !! «2» ، ثم خيّرهنّ فكلهن اخترن الله ورسوله، رضي الله عنهن.

وحادثة أخرى ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلّى العصر دار على نسائه يلاطفهن ويؤانسهن بالمحادثة، وربما يطيل المكث عند بعضهن، فتأخذ الغيرة بنفوس بعضهن. فدخل ذات يوم على السيدة زينب بنت جحش، فمكث عندها وشرب عسلا، فتواطأت عائشة وحفصة أن أيتنا دخل عليها رسول الله فلتقل له: إني أجد منك ريح مغافير «3» - وكان النبي يكره الرائحة الخبيثة- فدخل على حفصة فقالت له ذلك، فقال:«بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود إليه، وقد حلفت فلا تخبري بذلك أحدا» «4» .

(1) سورة الأحزاب: الايتان 28- 29.

(2)

فتح الباري ج 8 ص 422- 424، صحيح مسلم- كتاب الطلاق- باب أن تخيير امرأته لا يكون طلاقا إلا بالنية.

(3)

مغافير: جمع مغفور بضم الميم وهو صبغ له رائحة كريهة، وينضحه شجر يسمى: العرفط، بضم العين والفاء.

(4)

رواه البخاري ومسلم.

ص: 622

ولكنها لم تعمل بما أوصاها به وأخبرت بذلك عائشة، وفي رواية عند مسلم أن التي شرب عندها العسل حفصة، وأن اللاتي تظاهرن عائشة، وسودة، وصفية، وأنه لما أخبرهن بشرب العسل عند حفصة قالت كل واحدة منهن: جرست نحله «1» العرفط، وأنه لما عرضت عليه حفصة أن تسقيه عسلا مرة أخرى امتنع وقال:«لا حاجة لي به» والأول هو الأصح «2» ، وهو الأليق بسياق الاية.

وفي الصحيحين عن عمر: أن المتظاهرتين هما عائشة وحفصة، وقد كانت هذه المؤامرة سببا في اعتزال النبي نساءه شهرا. وفي الصحيحين أن عمر لما أخبره جاره الأنصاري أن رسول الله اعتزل نساءه قال: رغم أنف حفصة وعائشة، وذهب إلى عائشة فذكّرها وحذّرها؛ ثم ذهب إلى ابنته فوبّخها وعنّفها، وقال لها: والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك، ولولا أنا لطلقك، فبكت أشد البكاء.

ثم قصد إلى رسول الله في مشربة له يرقى إليها بدرج وعلى الباب غلام اسمه رباح، فقال: يا رباح استأذن لي على رسول الله، فلم يأت رباح بجواب، فرفع صوته وقال: استأذن لي على رسول الله فإني أظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظنّ أني جئت من أجل حفصة، والله لئن أمرني رسول الله بضرب عنقها لأضربن عنقها!! فأشار إليه الغلام: أن أذن لك، فدخل على رسول الله وما زال يلاطفه حتى تبسم.

ثم نظر عمر في المشربة فوجد رسول الله على حصير قد أثر في جنبه، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، وفيها قرظ مجموع، وأهب «3» معلّقة، وفرق من شعير، فبكى فقال رسول الله:«ما يبكيك يا عمر؟» فذكر كسرى

(1) جرست: أكلت.

(2)

صحيح مسلم بشرح النووي ج 1 ص 73- 93، صحيح البخاري- كتاب التفسير- سورة التحريم.

(3)

القرظ: يدبغ به الجلد. أهب بضم الهمزة والهاء وبفتحها جمع إهاب: وهو الجلد.

ص: 623

وقيصر وما هما فيه، وما رأى في المشربة فقال له:«يا عمر أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الاخرة، أولئك قوم قد عجّلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا» «1» .

فلما انقضى الشهر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله سبحانه- معاتبا نبيه، ومخوفا ومحذرا نساءه- قوله:

يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ. إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ. عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً «2» .

فكفّر رسول الله عن يمينه. وتاب نساؤه إلى الله ورسوله.

وكان عمر رضي الله عنه لما دخل على رسول الله فوجده مغضبا قال له:

يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء، فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك. وقال لنسائه:(عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن) فنزلت الاية على ذلك، وعدّ هذا من موافقات عمر رضي الله عنه.

وذكر النسائي وابن جرير وابن مردويه وغيرهم أن نزول صدر سورة التحريم كان بسبب تحريم مارية القبطية، ذلك أن حفصة كانت استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في زيارة أبيها فأذن لها، فأرسل إلى جاريته مارية وباشرها في يوم حفصة وعلى فراشها، فلما عادت وعلمت بما كان صارت تبكي وتقول: أما رأيت

(1) صحيح مسلم بشرح النووي، ج 10 ص 83؛ وفتح الباري، ج 10 ص 534.

(2)

سورة التحريم: الايات 1- 5. سائحات: أي صائمات.

ص: 624

لي حرمة؟ ما كنت لتصنع هذا بامرأة من نسائك!! فقال رسول الله: «أليست هي جاريتي أحلّها الله لي» ؟ ثم ترضّاها فأخبرها بأنها حرام عليه، وبأن الصدّيق وأباها سيتوليان الخلافة بعده وقال:«لا تخبري بذلك أحدا» .

فلما خرج رسول الله قالت حفصة لعائشة: ألا أبشرك؟ إن رسول الله قد حرم أمته عليه، وقد أراحنا منها، وأخبرتها بما سيكون من شأن الخلافة، فلما علم رسول الله بما أفشته من سر غضب. واعتزل نساءه شهرا، ثم أنزل الله قوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ

الايات.

والراجح ما في الصحيح، وأن ذلك كان بسبب تحريم العسل، وإن كان سياق الايات أليق بمسألة تحريم مارية، ويمكن أن تكون الايات قد نزلت بسبب تحريم العسل وتحريم مارية «1» ، فقد يكون سبب النزول حادثتين أو أكثر كما هو مقرر في أسباب النزول.

هذه هي أهم الأحداث التي عكرت صفو حياة النبي الزوجية، وقد كانت أسبابا لتشريعات حكيمة في قران يتلى إلى يوم الدين، وفيما عدا هذه فقد كنّ مؤمنات، قانتات، تائبات، عابدات، صوّامات، وكن خير معينات له على طاعة ربه وتأدية رسالته، كما كنّ مصابيح إشعاع وهداية وعلم في حياة النبي وبعد وفاته، فرضي الله عنهن.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاطفهن ولا ينفك عن مؤانستهن والتبسّط معهن. ومن رفقه بهن أنه أتى عليهن وسواق يسوق بهن يسمى أنجشة، وكان يحدو للإبل فتنشط وتسرع بالسير، فربما يؤلمهن ويتعبهن، فقال له:«ويحك يا أنجشة، رويدك، سوقك بالقوارير» «2» .

(1) فتح الباري، ج 10 ص 533.

(2)

رواه الشيخان.

ص: 625

وروي أن من اخر ما نطق به قبل اللحوق بالرفيق الأعلى الوصية بالنساء.

وقال: «حبّب إليّ من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة» «1» .

وحب الزوجة حب فطري، لأن فيه سكن النفس، وغذاء العاطفة، ورضا القلب، ومبعث هذا الحب الرحمة والشفقة، والرفق بالضعيف، لا مبعثه إرضاء الغريزة الجنسية، وإشباع الشهوة؛ وإلا فقد قضى شبابه مع زوجة واحدة مسنة تكبره بخمسة عشر عاما.

وسئلت عائشة عما كان يصنع النبي في بيته قالت: (كان يكون في مهنة «2» أهله) يعني خدمتهم «3» . فكان يساعدهم ويعاون خدمه، ويحلب شاته، ويرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويذهب إلى السوق ويحضر لهم طعامهم، ولا يرى في ذلك منقصة، ولا ما يغضّ من شرفه وقدره، ولم يؤثر عنه صلى الله عليه وسلم أنه ضرب امرأة، أو عبدا، أو خادما، أو شق عليه في شيء.

(1) رواه النسائي. وقد اشتهر هذا الحديث بلفظ: «حبب إليّ من دنياكم ثلاث

» وزيادة ثلاث غير ثابتة، ومتن الحديث يردها لأن «وجعلت قرة عيني في الصلاة» ليس من أمور الدنيا.

(2)

مهنة: بفتح الميم وكسرها وسكون الهاء فيها: الخدمة، وقيل الحذق فيها.

(3)

رواه البخاري.

ص: 626