الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
متى تقام البينة
(1)
قاعدة (2): الحجة إنما تقام بعد المخاصمة فإِذا تقدمت لم تسمع؛ لأنها غير مفيدة لعدم الحاجة إليها، ويظهر ذلك ببيان الأحول التي يقيم فيها الداخل البينة الأولى: أن يقيمها قبل أن يدعى عليه فالمذهب أنها لا تسمع، وقيل تسمع لغرض التسجيل، الثانية: أن يقيمها بعد أن يدعي الخارج عليه وقبل أن يقيم البينة فالخلاف مرتب على الأولى، فإِذا قلنا لا تسمع هناك فهنا وجهان: أصحهما لا تسمع؛ لأن الأصل في جانبه اليمين فلا يعدل عنها ما دام يكتفى بها، (و)(3) قال ابن سريج (4) تسمع؛ لأنه يسقط بذلك اليمين عن نفسه، كالمودع يقيم البينة على الرد والتلف، وإن كانت اليمين كافية. الثالثة: أن يقيمها بعد أن أقام الخارج البينة، ولكن قبل أن يعدل (5) فوجهان (6) مرتبان على ما قبلها، والأصح هنا أنها تسمع؛ لأن يده مشرفة على الزوال، فالحاجة إِلى تأكيدها ودفع المطاعن عنها.
الرابعة: أن يقيمها بعد تعديل بينة (الخارج)(7) وقبل الحكم فهذا وقتها وتقدم حينئذ بينته باليد وقيل تتعارض البينتان ويحكم للداخل بمجرد (اليد)(8)، وعلى هذا يبني أن الداخل هل يحلف مع بينته؟. وفيه قولان أصحهما لا يحتاج كذا قاله
(1) من هامش المخطوطة.
(2)
انظر هذه القاعدة مفصلة في روضة الطالبين جـ 12 ص 59. ومجموع العلائي لوحة 209.
(3)
أثبتها لما يقتضيه السياق لأن ما بعد لفظ "قال" متصل بما قبلها فلا يستقيم الاستئناف وانظر أصل النص في المصدرين السابقين.
(4)
انظر قول ابن سريح هذا في المصدرين السابقين في هامش (2).
(5)
أى قبل أن يعدل المدعي بينته.
(6)
انظرهما في الروضة ص 12 ص 59. والوجه الثاني: أنها لا تسمع لعدم الحاجة إليها.
(7)
ما بين القوسين أثبته لما يقتضيه السياق وانظر المصدرين السابقين في هامش (2).
(8)
ما بين القوسين أثبته لما يقتضيه السياق وانظر أصل النص في مجموع العلائي لوحة 209.
الرافعي (1)، وفي كلام الإمام والقاضي (2) جريان القولين في الحلف وإن قلنا أن القضاء بالبينة.
الخامسة: أن يقيمها بعد قضاء القاضي للخارج وقبل الانتزاع (3)(فوجهان)(4) اختار القاضي حسين المنع، والأصح القبول لبقاء اليد حساً، السادسة: أن يقيمها بعد الحكم والانتزاع (5) والتسليم إِلى الخارج، جزم الماوردي والقاضي أبو الطيب وغيرهما بأنها لا تسمع وينقض الحكم الأول؛ لأن اليد إِنما أزيلت لعدم الحجة وقد قامت الآن، وحكى الإمام وجهين أصحهما عند القاضي حسين عدم السماح لئلا يكون نقضاً للقضاء الأول بعد الحكم به، وقال الرافعي (6): إِن لم يستند الملك إِلى ما قبل ذلك، يعني بل شهدت مطلقة لم تسمع بينته؛ لأنه الآن مدع خارج، وإن استندت الملك إلى ما قبل إِزالة اليد واعتذر المدعي بغيبة الشهود ونحو ذلك فهل تسمع بينته وتقدم باليد المزالة بالقضاء؟. وجهان أصحهما نعم ورأى (7)(ترتيب)(8) الصورة الخامسة على هذه وأنها أولى بالمساع لبقاء اليد حساً والله أعلم.
(1) انظر روضة الطالبين جـ 12 ص 60.
(2)
هو القاضي حسين المروزى. راجع ذلك في مجموع العلائي لوحة 209.
(3)
ما بين القوسين أثبتها من مصادر القاعدة راجع الإحالات السابقة في هامش "2" في صفحة (4/ 246).
(4)
أي قبل انتزع العين من المدعى عليه "الداخل" وتسليمها إِلى المدعي "الخارج" بموجب بينته.
(5)
راجع التوضيح السابق في هامش (2).
(6)
انظر قول الرافعي هذا في روضة الطالبين جـ 12 ص 59 ونص ما في الروضة: "نظر إِن لم يسند الملك إلى ما قبل إزالة اليد، فهر مدع خارج، وإن أسنده واعتذر بغيبة الشهود ونحوها .. " والملاحظ في نص المؤلف إسناد الملك إِلى ما قبل إزالة اليد من كلام الشاهدين، بينما الذى في الروضة أنه من كلام المدعى عليه نفسه.
(7)
الفاعل ضمير مستتر تقديره "هو" عائد إلى الرافعي الذى ورد ذكره سابقاً.
(8)
ما بين القوسين في هامش المخطوطة مشار إِليه بسهم في الصلب.