الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف اللام
لاجين
السلطان الملك المنصور حسام الدين المنصور، مملوك السلطان الملك المنصور قلاوون.
كان من خيار الملوك في الإسلام، وأفضل من خفقت على رأسه البنود والأعلام، شجاعاً معدوداً في الفرسان، بطلاً في وقت تمرح جياده في الأرسان، جواداً يخجل الغمام إذا هتن أو همى، كريماً أنسى جوده كرم حاتم الذي سما، له ذب عن الإسلام وبيضته، وحماية في جلوسه ونهضته، أحق الناس بقول أبي الطيب:
فأنت حسام الملك والله ضارب
…
وأنت لواء الدين والله عاقد
وكان صحيح الوداد لمن يصحبه، مليح الاعتقاد فيمن يألف به ويعجبه. تعجبه الفضائل ويعظم أهلها، ويذكر أنسها ويغض فضلها، ويجمع عليها شملها، ويتطفل على طفلها، ويوقر كهلها. شديد الغيرة على حريمه، لا يدع الأسد تقارب كناس ريمه.
سن لما ملك أشياء حسنه، وأزاح من جفن الملك بها وسنه. أحبه أهل دمشق لما
كان عندهم نائبا، واستصحبوا ذلك لما كان عنهم غائبا، ولكن خان الزمان ملكه، وأوقف في وسط بحره فلكه، وجال الحسام في الحسام، وفصل أوصاله الجسام، وما راعى سميه، ولا حفظ وليه وسميه.
وكانت قتلته - رحمه الله تعالى - ليلة الجمعة، وقد صام نهار الخميس عاشر شهر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وست مئة.
أمره الملك المنصور أستاذه عندما ملك، وبعثه نائباً على قلعة دمشق، فلما تسلطن سنقر الأشقر، ودخل القلعة قبض عليه، ولما انكسر سنقر الأشقر أخرجه الأمير علم الدين سنجر الحلبي.
ثم إنه رتب في نيابة السلطنة بمرسوم السلطان، ودخل في خدمته إلى دار السعادة في أوائل شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وست مئة، وعمل النيابة إحدى عشرة سنة، وأحب أهل دمشق وأحبوه، وأحسن إليهم.
ثم إن الأشرف عزله من نيابة دمشق بالشجاعي لما أمسكه على عكا، وأفرج عنه، وحضر معه إلى قلعة الروم، ولما كانوا بعدها بدمشق هرب يوم العيد مستهل شوال سنة إحدى وتسعين، وركب الأشرف والعسكر في طلبه، وكان قد توجه إلى بعض عرب صرخد، ليتوجه به إلى الحجاز، فأمسكه وجاء به للأشرف فقيده، وجهزه إلى مصر هو وسنقر الأشقر، ثم إنه أفرج عنه، وأعطي إمرة مئة بالقاهرة.
وفي شوال سنة اثنتين وتسعين قطع الأشرف خبز الأفرم الكبير، وأعطاه للاجين المذكور، وكان عظيماً، وخنق بين يدي الأشرف ثم خلي عنه، فإذا فيه روح، فرق له السلطان، وأطلقه، ورده إلى رتبته.
وقيل: إن السلطان الملك المنصور قال لولده الأشرف: هذا طرنطاي، لا تؤذه ولا تتعرض له أبداً، فإنه ما يؤذيك، وهذا لاجين، لا تمسكه، وإن أمسكته لا تبقيه، فإنه يحقد عليك، ويعمل على قتلك. فخالف والده في الجهتين، فأول ما تسلطن أمسك طرنطاي، وقتله وأمسك لاجين وأطلقه فقتله. وقيل إنه إنما قام على الأشرف لأنه تعرض لزوجته بنت طقصو فعز ذلك عليه.
ولما قتل الأشرف هو وبيدرا، كان بيدرا الذي تقدم إلى الأشرف وضربه وهو على الأرض يحصل طيراً صاده، وكانت ضربة غير طائلة، فجاء بعده لاجين، وهو سائق فرسه، فرأى ضربة بيدرا، فقال: يا مأبون، هذه ضربة من يطلب الملك، ثم إنه ضربه ضربة حل منها كتفه، فقضى عليه.
ولما قتله اختفى حسام الدين لاجين، وقيل: إنه هرب وقراسنقر، وعديا النيل، وجاءا إلى جامع ابن طولون، واختبأ في المئذنة، وبقيا فيها أكثر من يومين، ونذر لاجين إن سلم أنه يعمر الجامع المذكور، ووفى بنذره. وتنقل بعد ذلك في البيوت، وقاسى أهوالاً وشدائد من الجوع والعطش والخوف.
ثم إن كتبغا أجاره وأجار قراسنقر، وأحسن إليه، ودخل به إلى السلطان الملك الناصر وقرر معه أن يخلع عليه ويحسن إليه، ففعل به ذلك، وأعطاه خبزاً كان مع الأمير بدر الدين بكتوت العلائي بالديار المصرية وذلك في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وست مئة.
ولما ملك كتبغا جعله نائبه في مصر، فوثب عليه - كما تقدم في ترجمة كتبغا - وقتل مملوكيه الأزرق وبتخاص، وتغافل عنه لما عليه من الأيادي، وهرب كتبغا - كما تقدم - وساق لاجين والعساكر بين يديه من الغور، وما دخل غزة إلا وهو سلطان، وهو لم يختلف عليه اثنان.
وتملك في أول صفر سنة ست وتسعين وست مئة، وخطب له بغزة وبلد الخليل عليه السلام والقدس.
ولما دخل القاهرة جلس على سرير الملك، وبعث قبجق نائباً إلى دمشق؛ لأنه خوشداشه، وجعل قراسنقر نائبه بمصر إلى أن تمكن ثم قبض عليه، وأقام في النيابة مملوكه الأمير سيف الدين منكوتمر، فحسن له القبض على الأمراء، فأمسك البيسري وقراسنقر وأيبك الحموي، وسقى جماعة السم، ولذلك هرب قبجق وألبكي وبكتمر السلاح دار وبزلار إلى التتار - كما تقدم في تراجمهم - ولم يخرج إلى الشام مدة ملكه.
ولما كان يوم الخميس في التاريخ المذكور ركب موكبه وهو صائم، عمل عليه جماعة من الأشرفية، ودخلوا عليه بعد العشاء الآخرة، وهو مكب على الشطرنج وما عنده إلا القاضي حسام الدين الحنفي وعبد الله الأمير وبريد البدوي وإمامه محب الدين بن العسال، فأول من ضربه بالسيف كرجي - مقدم البرجية - وتوجه طغجي وكرجي إلى دار منكوتمر، ودقا عليه الباب، وقالا: السلطان يطلبك، فنكرهما، وقال: قد قتلتماه؟، فقال كرجي: نعم يا مأبون، وجئنا لنقتلك، فاستجار بطغجي، فأجاره، وحلف له، فخرج إليهما، فذهبا به الجب، وأنزلاه، فاغتنم كرجي الغفلة، وحضر إلى الجب، وأخرجه من الجب، وذبحه، وقال: نحن ما قتلنا أستاذه إلا من أجله فما في بقائه فائدة، ونهبوا داره في الحال، واتفقوا على
إعادة الملك الناصر ثانياً إلى الملك، واتفقوا على أن يكون طغجي نائباً، وحلفوا له على ذلك، وأرسلوا سلار - وهو إذ ذاك أمير صغير - إلى الكرك، لإحضار الناصر محمد، وعمل طغجي النيابة أربعة أيام.
ولما حضر أمير سلاح من غزوة الشام؛ وطلعوا للقياه جرى ما جرى - على ما تقدم في ترجمة طغجي وأمير سلاح - وقتل طغجي وكرجي، وكان يعلم على الكتب إذ ذاك ثمانية أمراء: سلار والجاشنكير وبكتمر أمير جاندار وآقوش الأفرم والحسام أستاذ الدار وكرت وأيبك الخزندار والأمير عبد الله.
وقتل لاجين وهو في عشر الخمسين:
قدر عدت فيه الحوادث طورها
…
وتجاوزت أقدارها الأيام
لأنه كان سلطاناً جيداً، عادلاً خبيراً، درباً كريماً، جواداً شجاعاً، كان يسل سيفه، ويهزه في يده، ويقول: أشتهي أرى أبغا وهذا في يدي.
ولمل ملك أخرج الخلفاء من الاعتقال، وأبطل تجهيز الثلج من بيروت وطرابلس، وقال: لا حاجة لي به، فإني كنت في دمشق، وأدري ما يجري على الرعايا في وسق الثلج في المراكب، وما يجدونه من التعب والمغارم والكلف.
وكان ذكياً يقظاً: أخبرني القاضي شهاب الدين بن فضل الله، قال: حكى لي والدي أنه وصل إليه في بعض الأيام بريد من مصر على يده كتاب من طرنطاي، ومما فيه بخطه أن الخروف نطح كبشه قلبه، فقال لي: ما هذا يا محيي الدين؟! قلت: ما أعلم، فقال: هذا كلام معناه أن بيدرا قد وثب على عمه الشجاعي، وكذا كان،
فإن الشجاعي كان زوج أم بيدرا، فعمل عليه عند المنصور، وأمسكه، وعزله، وصادره. وهذا في غاية الفهم من مثل هذه الإشارة.
وحكى لي الأمير شرف الدين أمير حسين بن جندر بك، قال: قال لي السلطان حسام الدين لاجين يوماً: يا حسين، رأيت البارحة أخاك مظفر الدين في النوم وهو يقول لي:" وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "، فما كان بعد ثلاث ليال حتى قتل رحمه الله تعالى.
وحكى عنه الشيخ علاء الدين بن غانم - رحمه الله تعالى - مكارم كثيرة ولطفاً زائداً وإحساناً جماً ومودة يرعاها لمن يعرفه.
وكذلك حكى لي عنه شيخنا فتح الدين بن سيد الدين لما دخل إليه لم يدعه يبوس الأرض، وقال: أهل العلم ينزهون عن هذا وأجلسه عنده - أظنه قال لي: على المقعد -، ورتبه موقعاً في ديوان الإنشاء، فباشر ذلك أياماً، ثم استعفى فأعفاه، وجعل المعلوم له راتباً، فأقام يتناوله الشيخ إلى أن مات سنة أربع وثلاثين وسبع مئة.
وكان شيخنا العلامة شهاب الدين محمود يوماً بين يديه، وهو بدمشق يكتب، فوقع شيء من الحبر على ثيابه، فأعلمه لاجين بذلك، قال لي: فنظمت في الحال بين يديه:
ثياب مملوكك يا سيدي
…
قد بيضت حالي بتسويدها
ما وقع الحبر عليها بلى
…
وقع منك بتجديدها
قال: فأمر لي بتفصيلتين ومبلغ خمس مئة درهم، فقلت: يا خوند مماليكك الجماعة رفاقي يبقى ذلك في قلوبهم، فأمر لكل منهم بمثل ذلك، ثم صار ذلك راتباً لنا في كل سنة عليه.
وندب الأمير علم الدين الدواداراي، وهو سلطان، فعمر جامع ابن طولون، واشترى له وقوفاً كثيرة، وجدد فيه وظائف كثيرة من التفسير والحديث والفقه والقراءات والطب وعمر بدمشق الخان المنسوب إليه تحت ثنية العقاب.
وكان أشقر، في لحيته طول يسير، وخفه. وجهه رقيق معرق وعليه هيبه، وهو تام القامة، في قده رشاقة وهيف. وكان وهو سلطان يجهز البريدية، ويحملهم السلام إلى الموقعين الذين كان يعرفهم.
وأنشدني شيخنا أبو الثناء محمود إجازة قصيدة مدحه بها وهي:
أطاعك الدهر فأمر فهو ممتثل
…
واحكم فأنت الذي تزهى به الدول
واشرف فلو ملكت شمس النهار علاً
…
ملكتها لم يزد في سعدها الحمل
وانهض بعزمك فهو الجيش يقدمه
…
من بأسك المنذران الرعب والوجل
وسر به وحده لا بالجيوش وإن
…
لم يحوها الأرحبان السهل والجبل
تلقى الفتوح وقد جاءتك وافدةً
…
يحثها المزعجان الشوق والأمل
قد أرهف الملك المنصور منك على
…
جيش الأعادي حساماً حده الأجل
تهوى أسنته بيض النحور فمن
…
آثارها الحمر في أجيادها قبل
تدمي سطاه وتندى كفه كرماً
…
كالغيث يهمي وفيه البرق يشتعل
سل يوم حمص جيوش المغل عنه وقد
…
ضاق الفضاء بهم واستدت السبل
والهام تسجد والأجسام راكعة
…
والموت يقبل والأرواح تنتقل
والبيض تغمد في الأبطال عاريةً
…
وتنثني وعليها منهم حلل
والخيل تحفى وتخفى في العجاج فإن
…
بدت غدت وهي بالهامات تنتعل
يخبرك جمعهم والفضل ما شهدت
…
به العدا أنه ليث الشرى البطل
وأنه خاض في هيجائها وجلا
…
غمارها واصطلاها وهي تشتعل
وصدهم وهم كالبحر إذ صدموا
…
ببأسه وحمى الإسلام إذ حملوا
فمزقتهم سطاه ذا يسير وذا
…
عان أسير وذا في الترب منجدل
كأن أسهمه والموت يبعثها
…
بين المنايا وأرواح العدى رسل
كأن هاربهم والخوف يطلبه
…
يبدو لديه مثال منه أو مثل
فإن تنبه يوماً راعه وإذا
…
أغفى جلته عليه في الكرى المقل
وعاد والنصر معقود برايته
…
والمغل ما بين أيدي خيله خول
قد جمع الله فيه مل مفترق
…
في غيره فهو دون الناس مكتمل
فعن ندى يده حدث ولا حرج
…
اليم ثم وعم العارض الهطل
أستغفر الله أين الغيث منفصلاً
…
من بره وهو طول الدهر متصل
عطاء من ليس يثني قط راحته
…
عن الندى سأم يوماً ولا ملل
من حاتم؟ عد عنه، واطرح فبه
…
فيالجود لا بسواه يضرب المثل
أين الذي بره الآلاف يتبعها
…
كرائم الخيل ممن جوده الإبل
لو مثل الجود سرحاً قال حاتمهم
…
لا ناقة لي في هذا ولا جمل
أحاط بالناس سور من كفالته
…
ظل لهم وعلى أعدائهم ظلل
أضحوا به في مهاد الأرض يكلؤهم
…
من رأفة بهم يقظان إن غفلوا
يحنوا عليهم ويعفو عن مسيئهم
…
حلماً ويصفح عنهم إن هم جهلوا
وأعدل الناس أياماً بلا شطط
…
في الحكم منه ولا حيف ولا ميل
أطاع خالقه فيما تقلده
…
فما عن الدين بالدنيا له شغل
إن رام صيداً فما الكندي مفتخراً
…
بالخيل في الصيد إلا مطرق خجل
بكل طرف يفوت الطرف رؤيته
…
لا يأخذ الصيد إلا وهو منفتل
في فتية من كماة الترك ليس لهم
…
إلا التعلم من إقدامه أمل
إن يقتلوا الصيد في أيدي الجوارح
…
جوارح اللحظ إن يرموا بها قتلوا
عزاً وصوناً لمن دان الأنام له
…
حتى السهام إلى أغراضه ذلل
أو حاول اللعب المعهود بالكرة ال
…
تي بها تستعين البيض والأسل
حيث السوابق تجري في أعنتها
…
طوعاً وتعطف أحياناً فتمتثل
كأنه وهو والبردي في يده
…
على الجواد وكل نحوها عجل
شمس على البرق حاز البدر يرفعه
…
عن الهلال فيعلو ثم يستفل
لا زال بالملك المنصور منتصراً
…
ما قال بالدوح غصن البانة الثمل
ولما تولى السلطنة جاء غيث عظيم، بعدما كان تأخر، فقال علاء الدين الوداعي، ومن خطه نقلت -:
يا أيها العالم بشراكم
…
بدولة المنصور رب الفخار
فالله بارك فيها لكم
…
فأمطر الليل وأضحى النهار
ولما أبطل المنكرات في أيامه؛ قال ابن دانيال:
احذر نديمي أن تذوق المسكرا
…
أو أن تحاول قط أمراً منكرا
لا تشرب الصهباء صرفاً قرقفا
…
وتزور من تهواه إلا في الكرى
أنا ناصح لك إن قبلت نصيحتي
…
اشرب متى ما رمت سكراً سكرا
والرأي عندي ترك عقلك سالماً
…
من أن تراه بالمدام تغيرا
ذي دولة المنصور لاجين الذي
…
قهر الملوك فكان سلطان الورى
إياك تأكل أخضراً في عصره
…
يا ذا الفقير يكون جنبك أحمرا
والمزر يا مسعود دعه جانباً
…
واشرب من اللبن المخيض مكررا
وبنى حرام احفظوا أيديكم
…
فالوقت سيف والمراقب قد درى
توبوا وصلوا داعيين لملكه
…
فبه تنالون النعيم الأكبرا
ولما كان بدمشق نائباً - رحمه الله تعالى -؛ أمسك نصراني في أوائل شهر رمضان سنة سبع وثمانين وست مئة عند امرأة مسلمة جميلة يشرب الخمر، فأمر بإحراقه ففدى النصراني نفسه بمال جزيل، فلم يقبله، وأمر بنار عظيمة، فأضرمت، وألقي النصراني فيها، فقال العلامة شهاب الدين محمود يمدحه، أنشدنيه لنفسه إجازة:
يا من به وبرأيه وروائه
…
بلغ المراد الدين من أعدائه
أنت الذي لم يخش لومة لائم
…
في الله فابشر فزت عند لقائه
ما يومك الماضي لديك بضائع
…
والله والأملاك من شهدائه
يا كافل الإسلام قبلك لم يقم
…
هذا المقام سواك من كفلائه
بالسيف قام ولا اختلاف بأنه
…
أنت الحسام وذاك من أسمائه
أقسمت لو آلى امرؤ لك أنه
…
أحد الفتوح لبر في آلائه
أرسلتها في العدل أحسن سيرة
…
بك يقتدي من كان في ألفائه
وغضبت للإسلام غضبة ثائر
…
لله غير مشارك في رائه
وحميت سرح الدين من متخلس
…
رجس يسر الغدر في استخفائه
أخفى سراه إلى الحريم وما درى
…
أن الإله وأنت من رقبائه
جمع الخيانة والخنا في الأرض والإ
…
شراك بالرحمن فوق سمائه
فأمرت أمراً جازماً بحريقه
…
ورأيت أن القتل دون جزائه
أحرقت من أدنت عداوة كفره
…
يده من الإسلام في استعلائه
طهرت من دمه الثرى وقذفته
…
في النار عن تنجيسه بدمائه
ورفعت قدر السيف عنه وإنه
…
ليجل عن تنجيسه بدمائه
أرعبت أهل الشرك منك وكلهم
…
يلقى خيالك واقفاً بإزائه
وسلبتم طيب الرقاد فمن غفا
…
ألفى دبيب النار في أعضائه