الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فضل الله بن عمر بن أحمد بن محمد
القاضي بدر الدين بن إمام الدين القزويني الشافعي.
قدم دمشق للحج، ونزل بتربة أم الصالح عند ابن أخيه القاضي إمام الدين والخطيب جلال الدين.
وحصل له ضعف فلم يمكنه السفر.
وتوفي رحمه الله تعالى في سنة ست وتسعين وست مئة، وشيعه الخلق إكراماً لأخويه.
وكان مع شيخوخته يكرر على الوجيز، وكانت له حلقة إقراء بتبريز، ثم ولي قضاء بنسكار بلده بالروم، وكانت له معرفة بالحساب وغير ذلك.
فضل الله بن أبي بن الخير الخير عالي
رشيد الدولة، فخر الوزراء، مشير الدول الهمذاني، الطبيب العطار والده.
أسلم هو، ومات والده يهودياً على دينه، وجرى القضاء بسعد ولده هذا في ميادينه، واتصل بغازان محمود، وخدمته في خدمته السعود، فقربه نجيباً، وقر به عيناً لما استقر به صفياً، وعظم شأنه، وعلا بتمكنه مكانه، ولم يكن عنده أحد في محله، وحكمه في حرمه وحله.
ثم إنه اتصل بعده بخربندا، فزاده على ذلك وعقد له لواءً من السعد وبندا، وزاد
علواً، واستفاد غلوا، وكثرت أمواله، وامتدت آماله، وصار في عداد الملوك، ونظمت جواهر سعوده في السلوك.
ثم إن الدهر تيقظ، وتيقن هلاكه وما تحفظ، فنقض ما أبرم، ونفض ما أكرم، ولما طبب خربندا ومات، نزل به المكروه والشمات، وشغب عليه الوزراء، علي شاه وأمثاله، وصادره من المقدور حبائله وحباله، فدارى عن نفسه بقناطير من الذهب، ودفع جملاً من الجواهر، فما أفاد، لأن عمره ذهب.
وقتل هو وابنه قبله، وذبحوهما على غير قبله، وذلك في سنة ست عشرة وسبع مئة.
وقال الشيخ علم الدين البرزالي: في جمادى الأولى سنة ثماني عشرة وسبع مئة، وعاش بضعاً وسبعين سنة، ولما قتلوه فصلوا أعضاءه، وبعث إلى كل بلد بعضو من أعضائه، وأحرقت جثته، يقال: إن جوبان أخذ منه ألف ألف مثقال.
وكان فيه حلم وتواضع وسخاء وبذل للعلماء والصلحاء، وكان ذا رأي ودهاء ومروءة، وفسر القرآن، وأدخل فيه الفلسفة. ويقال: إنه كان جيد الإسلام - رحمه الله تعالى - ولما مات خلف بنين وبنات، وعمائر فاخرة، وأموالاً لا تحصر، وأحرقت تآليفه بعده.
ثم وزر ابنه محمد بعده سنوات، وتمكن أيضاً وسيأتي ذكره في مكانه.
وكان قد نسب رشيد الدولة إلى أنه سقى خربندا السم، فطلبه جوبان على البريد السلطانية، وأحضره بين يديه، وقال له: أنت قتلت القان. فقال: كيف أفعل ذلك، وأنا كنت رجلاً طبيباً عطاراً ضعيفاً بين الناس، فصرت في أيامه وأيام أخيه
متصرفاً في أمول المملكة، ولا يتصرف الأمراء والنواب إلا بأمري، وحصلت من الجواهر في أيامهما ما لا يحصى؟.
وأحضر الجلال الطبيب ابن الحزان طبيب خربندا، فسألوه عن موت خربندا، وقالوا: أنت قتلته؟ فقال: الملك أصابته هيضة قوية فانهل بسببها ثلاث مئة مجلس، وتقيأ قيئاً كثيراً، فطلبني وعرض علي هذا الحال فاجتمع الأطباء بحضور الرشيد على إعطائه أدوية قابضة مخشنة للمعدة والأمعاء.
فقال الرشيد: عنده امتلاء، وهو يحتاج إلى الاستفراغ بعد فسقيناه برأيه دواء مسهلاً، فانسهل به سبعين مجلساً، فمات، وصدقه الرشيد على ذلك. فقال الجوبان فأنت يا رشيد قتلته، فأمر بقتله. واستأصلوا جميع أمواله وأملاكه، وقتلوا قبله ولده إبراهيم، وكان عمره ست عشرة سنة.
وحمل رأس الرشيد إلى تبريز، ونودي عليه هذا رأس اليهودي الذي بدل كلام الله تعالى، وقطعت أعضاؤه وحمل كل عضو إلى بلد، وأحرقت جثته، وقام في ذلك الوزير علي شاه التبريزي، وقال بعضهم: إن الوزير كان ملحداً عدواً للإسلام.
قال شيخنا علم الدين البرزالي: ولما قدم علينا الشيخ تاج الدين الأفضلي التبريزي حاجاً إلى دمشق في رمضان سنة ثماني عشرة وسبع مئة. فذكرناه، فذكر قتل الشيخ والنداء عليه. وقال: قتله أعظم من قتل مئة ألف نصراني، فإنه كان يكيد الإسلام.
قال الإربلي: الأفضلي كان قد تكلم في الرشيد مرة، وهو يهودي، وقد بدل كلام الله، فقصده الرشيد لينتقم منه، فاختفى الأفضلي منه مدة، ثم وقعت فيه شفاعة،