المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محمد بن علي بن عبد الواحد - أعيان العصر وأعوان النصر - جـ ٤

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌حرف الغين

- ‌غازان بن أرغون بن أبغا

- ‌غازي بن داود بن عيسى بن محمد بن أيوب

- ‌غازي بن خطلبا

- ‌غازي بن عبد الرحمن بن أبي محمد

- ‌غازي بن عمر بن أبي بكر

- ‌غازي بن أحمد

- ‌غازي بن قرا أرسلان بن ارتق

- ‌اللقب والنسب

- ‌غنايم بن إسماعيل بن خليل

- ‌حرف الفاء

- ‌فارس بن أبي فراس بن عبد الله

- ‌النسب واللقب

- ‌فاطمة بنت إبراهيم بن محمود بن جوهر

- ‌فاطمة أم عبد الله

- ‌فاطمة بنت عباس بن أبي الفتح

- ‌فاطمة بنت محمد بن جميل بن حمد

- ‌فاطمة بنت القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد

- ‌فاطمة بنت الخشاب

- ‌اللقب والنسب

- ‌فخرية بنت عثمان

- ‌فرج بن قراسنقر

- ‌فرج بن محمد بن أحمد

- ‌اللقب والأنساب

- ‌أبو الفرج، ولي الدولة ابن الخطير

- ‌فرج الله بن علم السعداء

- ‌النسب والألقاب

- ‌فضل الله بن عمر بن أحمد بن محمد

- ‌فضل الله بن أبي بن الخير الخير عالي

- ‌فضل بن عيسى

- ‌فضل بن عيسى بن قنديل

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌فضيل بن عربي بن معروف بن كلاب الجرفي

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌فيروز الأمير نجم الدين

- ‌حرف القاف

- ‌القاسم بن محمد بن يوسف

- ‌أبو القاسم بن الأجل

- ‌أبو القاسم بن عثمان

- ‌القاسم بن مظفر بن محمود

- ‌اللقب

- ‌القاسم بن يوسف بن محمد بن علي

- ‌اللقب والنسب

- ‌قبجق

- ‌قبلاي الأمير سيف الدين الناصري

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌قجا الأمير سيف الدين

- ‌قجليس

- ‌اللقب والنسب

- ‌قدودار الأمير سيف الدين

- ‌قرابغا، الأمير سيف الدين

- ‌قرابغا، الأمير سيف الدين

- ‌قراجا بن دلغادر

- ‌قرا أرسلان

- ‌قرا سنقر

- ‌قرا طرنطاي

- ‌قراقوش

- ‌اللقب

- ‌قرطاي

- ‌قردم

- ‌اللقب والنسب

- ‌قرمشي بن أقطون

- ‌قشتمر

- ‌الأنساب والألقاب

- ‌قطز

- ‌‌‌قطلقتمر

- ‌قطلقتمر

- ‌قطلوبغا

- ‌قطلوبغا

- ‌قطلوبك

- ‌قطلوبك

- ‌قطلوبك بن قراسنقر

- ‌قطلوتمر

- ‌‌‌قطليجا

- ‌قطليجا

- ‌اللقب والنسب

- ‌قلاوز

- ‌‌‌‌‌قماري

- ‌‌‌قماري

- ‌قماري

- ‌اللقب والنسب

- ‌قوصون

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌قيران

- ‌‌‌الألقاب والأنساب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌قيصر

- ‌حرف الكاف

- ‌كاوزكا

- ‌كتبغا

- ‌كتبغا

- ‌كجك بن محمد بن قلاون

- ‌كجكن

- ‌كراي

- ‌‌‌كرت

- ‌كرت

- ‌كرجي

- ‌‌‌اللقب والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌كرماس

- ‌كستاي

- ‌كشتغذي

- ‌اللقب والنسب

- ‌كماليه

- ‌كنجشكب

- ‌الألقاب والأنساب

- ‌كندغدي

- ‌كهرداس

- ‌كوجبا

- ‌كوكاي

- ‌كوكنجار

- ‌اللقب والنسب

- ‌كيتمر

- ‌حرف اللام

- ‌لاجين

- ‌لاجين

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌لاجين

- ‌‌‌‌‌‌‌‌‌لاجين

- ‌‌‌‌‌‌‌لاجين

- ‌‌‌‌‌لاجين

- ‌‌‌لاجين

- ‌لاجين

- ‌لاجين

- ‌اللقب والنسب

- ‌لولو

- ‌حرف الميم

- ‌النسب والألقاب

- ‌مالك بن عبد الرحمن

- ‌‌‌اللقب والنسب

- ‌اللقب والنسب

- ‌‌‌مبارك

- ‌مبارك

- ‌محفوظ

- ‌محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد

- ‌محمد بن إبراهيم بن علي

- ‌محمد بن إبراهيم بن يحيى

- ‌محمد بن إبراهيم بن سعد الله

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد

- ‌محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن إبراهيم بن غنايم

- ‌محمد بن إبراهيم بن محمد

- ‌محمد بن إبراهيم بن عبد الله

- ‌‌‌محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن إبراهيم بن إبراهيم

- ‌محمد بن إبراهيم بن يحيى

- ‌محمد بن إبراهيم بن ساعد

- ‌محمد بن إبراهيم بن يوسف

- ‌‌‌محمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن إبراهيم

- ‌‌‌محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن عبد العزيز

- ‌‌‌‌‌محمد بن أحمدبن نوح

- ‌‌‌محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن محمد

- ‌محمد بن أحمد بن أبي نصر

- ‌‌‌‌‌محمد بن أحمدبن إبراهيم

- ‌‌‌محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن شبل

- ‌محمد بن أحمد بن عيسى

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الخالق

- ‌‌‌محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن هبة الله

- ‌محمد بن أحمد بن فتوح

- ‌محمد بن أحمد بن منعة

- ‌‌‌محمد بن أحمد بن محمد

- ‌محمد بن أحمد بن محمد

- ‌محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن محمد

- ‌محمد بن أحمد بن إبراهيم

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن أحمد بن تمام

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الهادي

- ‌محمد بن أحمد بن بدر بن تبع

- ‌محمد بن أحمد بن سليمان الدلاصي

- ‌محمد بن أحمد بن يعقوب

- ‌الشيخ محمد بن أحمد بن علي بن عبد الكافي

- ‌محمد بن أحمد بن بصخان

- ‌محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز

- ‌محمد بن أحمد بن عثمان

- ‌محمد بن أحمد بن عبد المؤمن الإسعردي

- ‌محمد بن أحمد بن علي

- ‌محمد بن أحمد

- ‌محمد بن أحمد بن شويش

- ‌محمد بن أحمد بن عبد الرحيم

- ‌محمد بن أحمد بن يمن

- ‌محمد بن أحمد بن عمر بن إلياس

- ‌محمد بن أحمد بن مفضل

- ‌محمد بن أحمد بن محمد

- ‌محمد بن أحمد

- ‌محمد بن إدريس بن محمد

- ‌محمد بن أرغون بن أبغا

- ‌محمد بن أرغون

- ‌محمد بن إسحاق بن محمد

- ‌محمد بن إسحاق بن لولو

- ‌محمد بن أسعد بن عبد الكريم

- ‌محمد بن أسد

- ‌محمد بن أسعد بن حمزة

- ‌محمد بن إسماعيل

- ‌محمد بن إسماعيل بن أسعد

- ‌محمد بن إسماعيل بن موسى

- ‌محمد بن إسماعيل بن أحمد بن سعيد

- ‌محمد بن إسماعيل بن إبراهيم

- ‌محمد بن إسماعيل بن عبد المؤمن

- ‌محمد بن إسماعيل بن عمر

- ‌محمد بن إسماعيل

- ‌محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن ناجح

- ‌محمد بن أسندمر

- ‌محمد بن آقوش

- ‌محمد بن الآقوش

- ‌محمد بن أيبك

- ‌‌‌محمد بن أيوب

- ‌محمد بن أيوب

- ‌محمد بن أيوب بن عبد القاهر

- ‌محمد بن بادي بن أبي بكر

- ‌محمد بن بتخاص

- ‌محمد بن بركات

- ‌‌‌محمد بن بكتاش

- ‌محمد بن بكتاش

- ‌محمد بن بكتمر

- ‌محمد بن بكتوت

- ‌محمد بن أبي بكر بن محمد

- ‌محمد بن أبي بكر

- ‌محمد بن أبي بكر بن خليل

- ‌محمد بن أبي بكر بن عبد السلام

- ‌محمد بن أبي بكر بن إبراهيم

- ‌محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم

- ‌محمد بن أبي بكر بن عمر

- ‌‌‌محمد بن أبي بكر بن عيسى

- ‌محمد بن أبي بكر بن عيسى

- ‌محمد بن أبي بكر بن ظافر

- ‌محمد بن أبي بكر بن محمد

- ‌محمد بن أبي بكر بن أيوب

- ‌محمد بن أبي بكر بن إبراهيم

- ‌محمد بن أبي بكر بن أحمد

- ‌محمد بن بلبان

- ‌محمد بن تميم

- ‌محمد بن تمر

- ‌محمد بن ثابت

- ‌محمد بن جابر

- ‌محمد بن جعفر بن ضوء البعلبكي

- ‌محمد بن جعفر بن محمد

- ‌محمد بن جنكلي

- ‌محمد بن جوهر بن محمد

- ‌محمد بن حازم بن حامد

- ‌محمد بن الحراني

- ‌محمد بن الحسن بن إبراهيم

- ‌محمد بن الحسن بن سباع

- ‌محمد بن الحسن بن محمد

- ‌‌‌محمد بن الحسن

- ‌محمد بن الحسن

- ‌محمد بن الحسن بن يوسف الأرموي

- ‌محمد بن الحسين بن محمد

- ‌‌‌محمد بن الحسين

- ‌محمد بن الحسين

- ‌محمد بن الحسين بن القاسم

- ‌محمد بن الحسين بن عبد الله

- ‌محمد بن الحسين بن عتيق

- ‌محمد بن الحسين

- ‌محمد بن حسينا الأمير

- ‌محمد بن الحشيشي

- ‌محمد بن حمزة بن أحمد بن عمر

- ‌محمد بن حمزة بن عبد المؤمن

- ‌محمد بن حمزة بن معد

- ‌محمد بن الخضر بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن خلف بن محمد بن عقيل

- ‌محمد بن خليل

- ‌محمد بن دانيال بن يوسف

- ‌‌‌‌‌محمد بن داود

- ‌‌‌محمد بن داود

- ‌محمد بن داود

- ‌محمد بن داود

- ‌محمد بن رضوان

- ‌محمد بن سالم

- ‌محمد بن سعد الله

- ‌محمد بن سعيد بن أبي المنى

- ‌محمد بن سعيد بن عبد الله

- ‌محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد

- ‌محمد بن سعيد بن ريان

- ‌محمد بن سلمان بن حمائل بن علي

- ‌محمد بن سليمان بن الحسن بن الحسين

- ‌محمد بن سليمان بن أبي العز بن وهيب

- ‌محمد بن سلمان

- ‌محمد بن سليمان بن عمر بن سالم

- ‌محمد بن سليمان بن سومر البربري الزواوي

- ‌‌‌محمد بن سليمان بن أحمد

- ‌محمد بن سليمان بن أحمد

- ‌محمد بن سليمان بن حمزة

- ‌محمد بن سليمان بن همام بن مرتضى

- ‌محمد بن سليمان بن عبد الله بن سليمان

- ‌محمد بن سليمان بن أحمد

- ‌محمد بن شرشيق

- ‌محمد بن شريف بن يوسف

- ‌محمد بن شكر

- ‌محمد بن الشنبكي

- ‌محمد بن شهري

- ‌محمد بن صالح بن حسن

- ‌محمد بن صبيح بن عبد الله

- ‌محمد بن أبي طالب الأنصاري الصوفي

- ‌محمد بن طرنطاي

- ‌محمد بن طغريل الصيرفي

- ‌محمد بن طغلق شاه

- ‌محمد بن طولو بغا

- ‌محمد بن طينال

- ‌محمد بن عالي بن نجم

- ‌محمد بن عبد الجبار

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن سامة

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب

- ‌‌‌محمد بن عبد الرحمن بن محمد

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن محمد

- ‌محمد بن عبد الرحمن بن عمر

- ‌محمد بن عبد الرحمن

- ‌محمد بن عبد الرحيم بن الطيب القيسي

- ‌محمد بن عبد الرحيم بن محمد الأرموي

- ‌محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم

- ‌محمد بن عبد الرحيم بن عمر

- ‌محمد بن عبد الرحيم

- ‌محمد بن عبد الرحيم بن علي

- ‌محمد بن عبد الرحيم بن عباس

- ‌محمد بن عبد الصمد بن عبد القادر السنباطي

- ‌محمد بن عبد العظيم بن علي بن سالم

- ‌محمد بن عبد الغني بن عبد الكافي

- ‌محمد بن عبد الغني بن محمد

- ‌محمد بن عبد القادر

- ‌محمد بن عبد القوي بن بدران

- ‌محمد بن عبد الكريم بن علي التبريزي

- ‌محمد بن عبد الكريم بن محمد بن محمد

- ‌محمد بن عبد الكريم بن محمد بن علي

- ‌محمد بن عبد اللطيف بن يحيى

- ‌محمد بن عبد الله بن أحمد

- ‌محمد بن عبد الله بن المجد إبراهيم

- ‌محمد بن عبد الله بن الحسين

- ‌محمد بن عبد الله بن عمر

- ‌محمد بن عبد الله بن محمد الأموي المروي

- ‌محمد بن عبد الله بن الحسين

- ‌محمد بن عبد المجيد بن عبد الله

- ‌محمد بن عبد المجيد بن أبي الفضل

- ‌محمد بن عبد المحسن بن الحسن

- ‌محمد بن عبد المحسن

- ‌محمد بن عبد الملك بن عمر

- ‌محمد بن عبد الملك بن إسماعيل

- ‌محمد بن عبد المنعم

- ‌محمد بن عبد الوهاب بن عطية

- ‌محمد بن عبد الوهاب بن عبد العزيز

- ‌محمد بن عبد الوهاب بن علي

- ‌محمد بن عثمان بن أبي الوفاء

- ‌‌‌محمد بن عثمان

- ‌محمد بن عثمان

- ‌محمد بن عثمان بن يوسف

- ‌محمد بن عثمان بن أبي الحسن

- ‌محمد بن عثمان بن أسعد

- ‌محمد بن عثمان بن عبد الله

- ‌محمد بن عثمان بن محمد

- ‌محمد بن عثمان بن أبي بكر

- ‌محمد بن عثمان بن حمدان

- ‌محمد بن عثمان بن أحمد

- ‌محمد بن عثمان بن محمد

- ‌محمد بن عدنان بن حسن

- ‌محمد بن أبي العز بن مشرف

- ‌محمد بن عقيل بن أبي الحسن

- ‌‌‌محمد بن علي

- ‌محمد بن علي

- ‌محمد بن علي بن محمد بن علي

- ‌محمد بن علي بن وهب بن مطيع

- ‌‌‌محمد بن علي

- ‌محمد بن علي

- ‌محمد بن علي بن يحيى بن علي

- ‌محمد بن علي بن عمر المازني الدهان

- ‌محمد بن علي بن عبد القوي

- ‌محمد بن علي بن الحسين بن سالم

- ‌محمد بن علي

- ‌محمد بن علي بن محمد بن غانم

- ‌محمد بن علي بن محمد بن سعيد

- ‌محمد بن علي بن عبد الواحد

- ‌محمد بن علي بن أبي بكر الرقي

- ‌محمد بن علي بن سعيد الأنصاري

- ‌محمد بن علي بن أيبك

- ‌محمد بن علي بن محمد

- ‌محمد بن علي بن أبي طالب

- ‌محمد بن علي بن عبد الكريم

- ‌‌‌محمد بن علي

- ‌محمد بن علي

- ‌محمد بن علي بن حرمي

- ‌محمد بن علي بن أحمد

- ‌محمد بن علي بن أبي القاسم

- ‌محمد بن علي بن مخلوف بن ناهض

- ‌محمد بن علي بن حسن

- ‌محمد بن علي بن محمد

- ‌محمد بن علي بن عبد الواحد

- ‌‌‌محمد بن علي

- ‌محمد بن علي

- ‌محمد بن عمر بن أبي بكر البانياسي

- ‌محمد بن عمر بن عبد الله بن عمر

- ‌محمد بن عمر بن محمد

- ‌محمد بن عمر بن محمود

- ‌محمد بن عمر بن أحمد بن المثنى

- ‌محمد بن عمر بن أبي بكر

- ‌محمد بن عمر بن الفضل

- ‌محمد بن عمر بن حماد

- ‌محمد بن عمر بن أبي بكر

- ‌محمد بن عمر بن أبي القاسم

الفصل: ‌محمد بن علي بن عبد الواحد

وكان جماعة للكتب، أبيع له لما مات قريب الألفي مجلدة، وعلق على " المنهاج " تعليقه، وكان يحب الصالحين.

‌محمد بن علي بن محمد بن سعيد

ابن حمزة الشيخ الصدر الرئيس شرف الدين بن الصدر علاء الدين التميمي، ابن القلانسي.

من بيت كبير، وكان صاحب ثروة، تزوج في شبابه بابنة قاضي القضاة صدر الدين بن سني الدولة، وهو صاحب حمام الزهور بالصالحية، وهو خال عز الدين بن القلانسي.

كان محباً للفقراء والصالحين، وسمع من السخاوي والقرطبي، والعز بن عساكر، وابن مسلمة، غيرهم.

وتوفي رحمه الله تعالى في حادي عشري جمادى الأول سنة أربع وسبع مئة.

ومولده سنة ست وثلاثين وست مئة بدمشق.

‌محمد بن علي بن عبد الواحد

الأنصاري السماكي الدمشقي الزملكاني، الشيخ، الإمام، العالم العلامة، ذو

ص: 624

الفنون، الذكي النحرير، شيخ الشافعية في عصره، كمال الدين أبو المعالي قاضي القضاة بحلب.

سمع من أبي الغنائم بن علان، والفخر علي، وابن الواسطي، وابن القواس، ويوسف بن المجاور، وعدة، وطلب الحديث.

وكان فصيحاً في قراءته متسرعاً. قال شيخنا شمس الدين الذهبي: له خبرة بالمتون، تفقه على الشيخ تاج الدين الفزاري وأفتى وله نيف وعشرون سنة، وسمي بالشيخ وعمره عشرون سنة.

وقرأ العربية على الشيخ بدر الدين بن مالك، وقرأ على قاضي القضاة شهاب الدين الخوييي وشمس الدين الأيكي.

وقرأ الأصول على الشيخ صفي الدين الهندي أول قدومه البلاد، أما لما عاد لم يقرأ عليه، وقرأ على قاضي القضاة بهاء الدين بن الزكي.

وأخبرني شيخنا نجم الدين بن الكمال الصفدي، قال: قلت له: فرطت في المنطق، قال: كان في طلبي له تلك الأيام شخص يعرف بالإفسنجي، وكنت قد

ص: 625

درست وتميزت، أو قال، فكنت أتردد إليه على كره مني، والعلم في نفسه صعب، وعبارة الأفسنجي فيها عجمة، فإذا أردت منه زيادة بيان، أو قلت له: ما ظهر لي، جثا وأدار وجهه عني، فأنفت من تلك الحالة، وبطلت الاشتغال، أو كما قال.

قلت: أغناه فكره الصائب وذهنه الثاقب عن ذلك، لأن المنطق علم عقل لا نقل، على أنه كان يعرف منه ما يحتاج إليه في أصول الدين وأصول الفقه، فالمنطق نحو المعاني، كما أن النحو منطق الألفاظ، وابن الزملكاني كان يعرف المنطق على وجه كلي، كما أن امرأ القيس وغيره من فصحاء قريش يعرفون النحو على وجه كلي، وقال ابن سينا: واضع النحو والعروض في اللغة العربية يشبه واضع المنطق والموسيقا في اللغة اليونانية.

قلت: لعمري هذا تشبيه من عرف حقيقة هذه العلوم الأربعة، ولقد أورد بعض الأفاضل على تعلق المنطق: إن كانت هذه الآلات من الفطريات فليستغن عن تعلمها، وإلا افتقرت إلى آلة أخرى، ودار وتسلسل، وأجابه المنتصرون بأن بعضها فطري وبعضها كسبي، فاندفع الإشكال.

ص: 626

قلت: بل الإشكال باق على حاله، فنقول فيما هو فطري ما قلناه أولاً، وفيما هو كسبي ما قلناه أولاً، وما كان الشيخ في ذلك بحيث إنه يجهل معرفة التصور والتصديق، ودلالة المطابقة، ودلالة التضمن، ودلالة الالتزام، والضرب من الشكل المنتج والكاذب، ومواد البرهان، والمقدم والتالي، وقياس الخلف، وغير ذلك مما يدخل في الأصولين، بل كان يعرف ذلك معرفةً جيدة تامة يتسلط بها على باقي الفن، أما أنه كان يطلب منه أن يشغل في مختلطات كشف الأسرار للخونجي فلا، وقلت أنا في مقتضى حال الشيخ كمال الدين رحمه الله تعالى:

أغناه ثاقب ذهنه وذكاؤه

عن أن يقلد في الأنام سواه

من كان كالشمس المنيرة ذهنه

فجميع ما تحوي العلوم يراه

وقال: وكان الشيخ كمال الدين رحمه الله تعالى علامة الزمان وثلامة البهتان، قائماً بالفقه ودقائقه وغوامضه وحقائقه، لو رآه الروياني لأغرقه في بحره، أو المتولي لعزل عما أكسبه نهاية فخره، أو القفال لفتح له أبواب نصره، أو الرافعي لانحط إلى حفضه وجره. قاعداً بالأصول فقهاً وديناً، ناهداً كالأسد وقد جعلت له الأقلام عرينا، فلو رآه الحليمي لسفه رأيه، أو الباقلاني لكان باقلاً في الرواية والدراية، كأنما عناه الغزي بقوله، واقتصر به على طوله، حيث قال:

ص: 627

لم يبرح الفقه روضاً فاق فيك له

سحابة ورده منها وعبهره

ذو الدرس سهل المعاني في عبارته

يكاد يحفظه من لا يكرره

أما الجدال فميدان فوارسه

تقر أنك دون الناس عنتره

لا يرى الناس أفصح من عبارته، ولا أملح من إشارته، لو سمعه الأصمعي لم ينقل عربيه عن أعرابه، أو يونس بن حبيب لما قلده سيبويه في إعرابه، كأن عبارته السكر المذاب، أو رشف الثنايا العذاب، تدخل الأذن بلا إذن لفصاحتها، ويرشفها الذهن لصناعتها ونصاعتها.

وكان شكله يرى وهو من أحسن الأشكال، ومثله لا يرى وليه معه إلا أن يذل له الأنذال، وعدوه سوى إن كال له الأنكال، بعمة لا يحسن أحد أن يديرها ولا يصدق تصويرها، وطلعة يستحيي القمر أن يقابلها، والشمس أن تشاكلها، وشيبة عليها نور الإيمان، ورفق الإيقان، وكرم نفس لا يذكر معه صوب الغوادي، ولا النيل ذو الأصابع ولا البحر ذو الأيادي.

وأما خطه فلم يكتب أحد في زمانه مثل تعليقه، ولا يصل معه كاتب إلى تغليقه، كأن طروسه رياض دبجها الغمام، سطوره حدائق ألفاتها غصون، والهمزات عليها حمام، كأنما:

تناول من لطافته نهاراً

وفرق فوقه ليلاً بهيما

هذا إلى معارف حواها من سائر الفنون. وأخذ من كل منها محاسن النكت وفوائد

ص: 628

العيون، فما باشر شيئاً إلا وزانه، ونفى عنه ما شابه وشانه، تنقل في مباشرات الدوله، ونال فيها الوجاهة والعز والصون والصوله، وولي في آخر عمره قضاء قضاة حلب غصبا، ولقي فيها نصبا، وإن كان قد وجد فيها رفعا ونصبا، ثم إنه عزل منها وطلب إلى باب السلطان فما وصل، ونزع خضاب سعده ونصل، ومرض في طريق الرمل. وانبت من حياته الشمل، فعدم الوجود كماله، وما وصل جرح حياته اندماله.

وأدركه أجله في بلبيس سادس عشر شهر رمضان سنة سبع وعشرين وسبع مئة، وله من العمر ستون سنة.

كان مولده في شوال سنة سبع وستين وست مئة.

وحمله ولده عبد الرحمن إلى القاهرة ودفنه بالقرافة عند الشافعي رضي الله عنه.

وكان قد حفظ " التنبيه " فيما أظن و" المنتخب " في أصول الفقه، و" المحصل " في أصول الدين. وكتب المنسوب الفائق، كان يقال إنه ما كتب على نجم الدين بن البصيص أحسن منه ومن الشيخ بدر الدين حسن بن المحدث، وخطه هو أحسن، وقيل: إنه كان يكتب الكوفي طبقة.

وذكره شيخنا الذهبي في " معجمه " المختص فقال فيه: شيخنا عالم العصر، انتهى.

ص: 629

وكان الشيخ من بقايا المجتهدين ومن أذكياء أهل زمانه، تخرج به الأصحاب، وانتفع به الأئمة. لم ير مثل كرم نفسه وعلو همته وتجمله في ملبسه ومأكله، لم تزل تلاميذه الخواص على مائدته، يحب الطالب الذكي ويجذب بضبعه من ورطة الخمول ويكبره. ويعظمه ويزهزه له، ويسير إليه في البحوث ويصوب ما يقول ويحسنه ويعجب الحاضرين منه. فعل ذلك بجماعة، ونزل للقاضي فخر الدين المصري من تدريس العادلية الصغيرة، وما رأى أحد أسعد منه في علمه وقوله، كان إذا دوغ أحداً بكلمة سوء لبسته من فرقه إلى قدمه، وكذا في الخير غضب مرة على فخر الدين المصري فقال: من أرادني وأحبني فلا يكلمه، وكان المسكين يراه الناس في الجامع فما يجسر أحد يسلم عليه، وعمل خطبة افتتحها بقوله: الحمد لله الذي جعل " التائب من الذنب كمن لا ذنب له "، وكان لا يتعب التلميذ، بل إذا رأى الطالب في دروسه وذهنه جيد وقد تعب على نفسه اجتذبه إليه ونوه به وعرف بقدره، فيعرف به وينسب إليه، وإذا جاءه مبتدئ ليقرأ عليه يقل له: رح الآن إلى الشيخ كمال الدين بن قاضي شهبة وإلى الشيخ شمس الدين بن النقيب وإلى مجد الدين التونسي وإلى نجم الدين القحفازي، فإذا تنبهت عد إلي.

واشتهر في زمن أشياخه وتقدم عليهم إلى أن سادهم ورأس وساد في الدولة، وطار ذكره.

وصنف رسالة في الرد على الشيخ تقي الدين بن تيمية في الطلاق، ورسالة في

ص: 630

الرد عليه في مسألة الزيارة، وصنف مصنفين في تفضيل البشر، أحدهما سماه " تحقيق الأولى في الرفيق الأعلى "، وجوده ما شاء، وشرح من " منهاج " النووي قطعاً مفرقه، وكان يلقي الدروس من " نهاية المطلب ". وله رسالة سماها " رابع أربعة " نظماً ونثراً، وشرح في " عمدة الأحكام " قطعة.

ودرس بالشامية البرانية. والظاهرية الجوانية والرواحية، وباشر في وقت دار الحديث الأشرفية تحت القلعة عوضاً عن الشيخ صدر الدين بن الوكيل، تقدير نصف شهر، ثم أخذها منه كمال الدين بن الشريشي في شعبان سنة عشر وسبع مئة.

وولي نظر ديوان الأفرم، ثم بطله، وولي نظر الخزانة ووكالة بيت المال، وكتب في ديوان الإنشاء مدة ووقع في الدست قدام الأفرم وغيره، فكان لا يدع أحداً يتكلم لا من وزير ولا من قاض ولا من ناظر جيش ولا من حاجب ولا من كاتب سر، ولا من مشد أوقاف ولا من والي المدينة ولا أحد له وظيفة، وكلامه في جميع ذلك ساد واف بالمقاصد، وكل ذلك لمعارفه وسعة علمه وخبرته ودربته ومعرفته بتراجم أهل العصر.

وله الإنشاء الجيد، ونثره خير من نظمه. وله التواقيع الجيدة المليحة، وكتب عن الأفرم في فتح جبل كسروان بعد البسملة:" ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ".

ص: 631

ولما كان في شهر شعبان سنة أربع وعشرين وسبع مئة رسم له السلطان بقضاء حلب، فامتنع، ودخل على الأمير سيف الدين تنكز وسأله الإعفاء، فكتب له إلى السلطان، فجاء الجواب بالتشديد في أمره وتجهيزه قولاً واحداً، فتوجه بعد ما قضى أشغاله من دمشق في رابع عشر شوال من السنة المذكورة، وتأسف الناس على فراقه.

ولما دخل إلى حلب يوم الثلاثاء سادس عشري شعبان قال له نائب حلب كانت قلوبنا قد انكسرت فجبرتها، وقال: يا حلبيين لقد سعدتم وأراد الله بكم الخير، والآن عظمت حلب بهذا الرجل. ولما وصل إلى حلب نزل بمكان يعرف بالفردوس، وكان قد توجه معه شمس الدين محمد الخياط الشاعر، فأنشده وأنشدنيه من لفظه غير مرة:

يا حاكم الحكام يا من به

قد شرفت رتبته الفاخره

ومن سقى الشهباء إذ حلها

بحار علم وندىً زاخره

نزلت في الفردوس فابشر به

دارك في الدنيا وفي الآخره

وتألم أهل دمشق لفراقه وتأسفوا على بعده، لأنه كان للشافعية واسطة قلادتهم وشمس سيادتهم، وأقام في حلب مدةً وما رزق فيها سعادة، وتعكس في أيام الأمير سيف الدين أرغون الدوادار وكان أصحب الناس إليه، وذلك لأنه عبث باليهود عبثاً عظيما وأخذ منهم كنيسة كانت لهم وفتحها مدرسةً، فتسلطوا عليه وبرطلوا وبذلوا، فنودي عليه في الجامع بعد صلاة الجمعة على رؤوس الأشهاد، وقاسى من ذلك شدة وتألم.

ص: 632

وطلبه السلطان بعد ذلك إلى الديار المصرية بعد ما وصل من حلب إلى دمشق في عشري شعبان سنة سبع وعشرين وسبع مئة، فأقام بدمشق أربعة أيام، وتوجه على البريد إلى القاهرة ليوليه قضاء الشام أو كتابة السر بمصر، فقيل: إنه مات وهو مسموم، وعند الله تجتمع الخصوم.

على أن القاضي شهاب الدين بن فضل الله حكى لي عن ولده تقي الدين أن والده الشيخ كمال الدين قال له وقد بدا في المرض في الرمل: والله يا ولدي أنا ميت ولا أتولى لا مصر ولا دمشق وما بقي بعد حلب ولاية أخرى، لأنه في الوقت الفلاني حضر إلى الجامع الأموي فلان الصالح فترددت إليه وخدمته وطلبت منه التسليك، فأمرني بالصوم مدة، ثم أمرني بصيام ثلاثة أيام، أظنه، قال لي: أفطر فيها على الماء واللبان الذكر، وكان آخر ليلة في الثلاث ليلة النصف من شعبان، فقال لي: الليلة تجيء إلى الجامع تتفرج أو تخلو بنفسك فقلت: بل أخلو بنفسي، فقال: جيد، ولا تزال تصلي حتى أجيء إليك، قال: فخلوت بنفسي أصلي كما وقفني ساعة جيدة، فلما كنت في الصلاة إذا به قد أقبل، فلم أبطل، ثم إنني خيل لي قبة عظيمة بين السماء والأرض، وظاهرها معارج ومراقي، والناس يصعدون فيها من الأرض إلى السماء، فصعدت معهم، فكنت أرى على كل مرقاة مكتوباً: نظر الخزانة، وكالة بيت المال، نظر المارستان النووي، التوقيع، المدرسة الفلانية، المدرسة العلانية، قضاء حلب، هذا

ص: 633

أعلى المراقي المفرقة، ولما وصلت إلى هذه المرقاة أشفقت من هذه الحالة ورجعت إلى حسي وبت ليلتي. فلما اجتمعت بالشيخ قال لي: كيف كانت ليلتك؟ جئت إليك وما قصرت، لأنك ما اشتغلت بي، والقبة التي رأيتها هي الدنيا، والمراقي هي المراتب والوظائف والأرزاق، وهذا الذي رأيته تناله كله. والله يا عبد الرحمن وكل شيء رأيته قد نلته، وكان آخر الكل قضاء حلب، وقد قرب الأجل. أو كما قال.

وكان الشيخ كمال الدين - رحمه الله تعالى - كثير التخيل، شديد الاحتراز، يتوهم أشياء بعيدة ويبني عليها، وتعب بذلك، وعادى أصحابه، وحسد، وعمل عليه مرات، ونجاه الله ببركات العلم. وطار ذكره، ورماه الناس أنه يؤذي أصحابه، حتى قال فيه صدر الدين بن الوكيل ما أنشدنيه من لفظه القاضي علم الدين إبراهيم بن سليمان المستوفي، قال: أنشدني من لفظه لنفسه الشيخ صدر الدين بن الوكيل:

طباع الزملكي لها مثال

كعقرب أخفيت في البيت معنا

فما مرت بشيء قط إلا

وتضربيه سريعاً لا لمعنى

ولقد رأيته مرةً في الظاهرية وفي يده قائمة الحساب وهو يساوق المباشرين على المصروف فيسبقهم إلى الجمع وعقد الجملة، ويبقى ساعةً ينتظرهم إلى أن يفرغوا، فيقول: كم جاء معكم؟ فيقولون: كذ وكذا، فيقول: لا، فيعيدون الجمع، إلى أن يصح.

ومرض مرة بالماشرا، وكان يعوده لعلاجه من جملة الأطباء أمين الدين رئيس الأطباء، فخرج يوماً من عنده وقال: الله لا يعافي هذا الشيخ كمال الدين، قالوا

ص: 634

له: لأي شيء؟ قال: حتى يطول علاجنا له واجتماعنا به، لأننا نسمع منه أسماء أعضاء ما كنا نحققها وأمراض ما نصححها، فاستفدنا منه تصحيح ألفاظ ذلك كله.

وخرج له الشيخ صلاح الدين العلائي عوالي وأربعين، وقرأها شيخنا الذهبي عليه.

ومن نظمه ما كتبه إلى قاضي القضاة شرف الدين بن البارزي يطلب منه " تيسير الفتاوي في توضيح الحاوي ":

يا واحد العصر ثاني البدر في شرف

وثالث العمرين السالفين هدى

تيسيرك الشامل الحاوي الوجيز له

نهاية لم تنلها غاية أبدا

محرر خص بالفتح العزيز ففي

تهذيبه المقصد الأسنى لمن قصدا

وقد سمت همتي أن أصطفيه بها

وأن أعلمه الأهلين والولدا

فانعم به نسخةً مقابلةً

ولاح نورك في أثنائها أبدا

لا زلت بحر علوم طاب مورده

وكل ظمآن علم منه قد وردا

ومن نظمه رحمه الله تعالى:

أهواك يا ربة الأستار أهواك

وإن تباعد عن مغناي مغناك

وأعمل العيس والأشواق ترشدني

عسى يشاهد معناك معناك

تهوي بها البيد لا تخشى الضلال وقد

هدت ببرق الثنايا الغر مضناك

تشوقها نسمات الصبح ساريةً

تسوقها نحو رؤياك برياك

ص: 635

يا ربة الحرم العالي الأمين لمن

وافاه من أين هذا الأمن لولاك

إن شبهوا الخال بالمسك الذكي فه

ذا الخال من رؤية المحكي والحاكي

أفدي بأسود قلبي نور أسوده

من لي بتقبيله من بعد يمناك

إني قصدتك لا ألوي على بشر

ترمي النوى لي سريعاً نحو مرماك

وقد حططت رحالي في حماك عسى

تحط أثقال أوزاري بلقياك

كما حططت بباب المصطفى أملي

وقلت للنفس بالمأمول بشراك

محمد خير خلق الله كلهم

وفاتح الخير ماحي كل إشراك

سما بأخمصه فوق السماء فكم

أوطا أسافلها من علو أفلاك

ونال مرتبةً ما نالها أحد

من أنبياء ذوي فضل وأملاك

يا صاحب الجاه عند الله خالقه

ما ود جاهك إلا كل أفاك

أنت الوجيه على رغم العدا أبدا

أنت الشفيع لفتاك ونساك

يا فرقة الزيغ لا لقيت صالحةً

ولا شفى الله يوماً قلب مرضاك

ولا حظيت بجاه المصطفى أبداً

ومن أعانك في الدنيا ووالاك

يا أفضل الرسل يا مولى الأنام ويا

خير الخلائق من إنس وأملاك

ها قد قصدتك أشكو بعض ما صنعت

في الذنوب وهذا ملجأ الشاكي

قد قيدتني ذنوبي عن بلوغ مدى

قصدي إلى الفوز منها فهي أشراكي

فاستغفر الله لي واسأله عصمته

فيما بقي وغنى من غير إمساك

عليك من ربك الله الصلاة كما

منا عليك السلام الطيب الزاكي

ص: 636

قلت: ولم أقف للشيخ رحمه الله تعالى على نظم هو خير من هذه القصيدة لقصدها الصالح، وقد أشبع فيها الكاف كسرة في خطاب المؤنث في ثلاثة أماكن حتى نشأت ياءً، لكنه جائز. وعمل على هذه القصيدة، أو على قصيدة ميمية مديح في النبي صلى الله عليه وسلم أو عليهما، كراريس سماها " عجالة الراكب ".

ومن شعره:

يا سائق الظعن قف بي هذه الكثب

عساي أقضي بها ما للهوى يجب

وارفق قليلاً لكي تروي الثرى سحب

من ناظري بمزن منه تنسكب

فثم حي حياتي في خيامهم

فالموت إن بعدوا والعيش إن قربوا

لي فيهم قمر والقلب منزله

لكن طرفي له بالبعد يرتقب

لدن القوام رشيق القد ذو هيف

تغار من لينه الأعطاف والقضب

حلو المقبل معسول مراشفه

يجول فيها رضاب طعمه الضرب

لا غرو إن راح نشواناً ففي فمه

خمر ودر ثناياه لها حبب

ولائم لا مني في البعد عنه وفي

قلبي من الشوق نيران لها لهب

فقلت: إن صروف الدهر تصرفني

عما أروم فما لي في النوى سبب

ومذ رماني زماني بالبعاد ولم

يرحم خضوعي ولم يبق لي نشب

ص: 637

ولما توفي رحمه الله تعالى نظم فيه المولى جمال الدين محمد بن نباته قصيدة مليحة يرثيه بها، أولها:

بلغا القاصدين أن الليالي

قبضت جملة العلا بالكمال

وقفا في مدارس العقل والنق

ل ونوحا معي على الأطلال

سائلاها عسى يجيب صداها

أين ولى مجيب أهل السؤال

أين ولى بحر العلوم وأبقى

بين أجفاننا الدموع لآلي

أين ذاك الذهن الذي قد ورثنا

عنه ما في الحشا من الاشتعال

أين تلك الأقلام يوم انتصار

كعوالي الرماح يوم النزال

ينقل الناس عن طريق هداها

طرق العلم عن متون العوالي

وتفيد الجنا من اللفظ حلوا

حين كانت نوعاً من العسال

وكنت قد اختلفت أنا والمولى شرف الدين حسين بن ريان في وقت بصفد في قول الحريري في بعض " مقاماته ":

فلم يزل يبتزه دهره

ما فيه من بطش وعود صليب

فذهب هو في إعراب قوله: " ما فيه " إلى أن هذا في موضع نصب على أنه مفعول ثان، وذهبت أنا إلى أنه بدل اشتمال من الهاء في قوله:" يبتزه "، فكتب شرف الدين فتوى من صفد وجهزها إلى الشيخ كمال الدين رحمه الله تعالى، ونقلتها من خطه وهي:

ص: 638

ما تقول السادة علماء الدهر، وفضلاء هذا العصر، لا برحوا لطالبي هذا العلم الشريف قبلة، وموطن السؤال ومحله، في رجلين تجادلا في مسألة نحوية، وهي في بيت من " المقامات الحريرية " وهو:

فلم يزل يبتزه دهره

ما فيه من بطش وعود صليب

وذهبا إلى أن معنى " يبتزه " يسلبه، وكل منهما وافق في هذا مذهب خصمه مذهبه، وأصل سؤالهما الغريب إعراب قوله:" ما فيه من بطش وعود صليب ". لم يختلفا في نصبه، بل خلفهما فيما انتصبت به، فذهب أحدهما إلى أنه بدل اشتمال من الهاء المنصوبة في " يبتزه "، وله على ذلك استدلال، وذهب الآخر إلى أنه مفعول ثان " ليبتزه " وجعل المفعول الهاء، واختلفا في ذلك وقاصديكم جاءا وقد سألا الإجابة عن هذه المسألة.

فكتب الشيخ كمال الدين رحمه الله تعالى الجواب، ونقلته من خطه وهو: الله يهدي للحق، كل من المختلفين المذكورين قد نهج نهج الصواب، وأتى بحكمة وفصل خطاب، ولكل من القولين مساغ في النظر الصحيح، ولكن النظر إنما هو الترجيح، وجعل ذلك مفعولاً أقوى توجيها في الإعراب، وأدق بحثا عند ذوي الأدب. أما من جهة المعنى فإن المقام مقام تشك وأخذ بالقلوب، وتمكين، هذا

ص: 639

المعنى أقوى إذا ذكر ما سلب، منه مع بيان المسلوب، فذكر المسلوب مقصود كذكر ما سلب، وفي ذلك من تمكين المعنى ما لا يخفى على ذوي الألباب، ووراء هذا بسط لا تحتمله هذه العجالة، والله أعلم. كتبه محمد بن علي.

قلت: لا أعلم في ذلك العصر أحداً يأتي بهذا الجواب غيره، لمعرفته بدقائق النحو وبغوامض علمي المعاني والبيان ودربته بصناعة الإنشاء.

وأما صورة الخط الذي نقلت منه هذه الفتوى فما كانت إلا قطعة روض تدبجت، أو هوامش عذار على طرس الخد تخرجت، رحمه الله وأكرم مثواه، وجعل الجنة منقلبه وعقباه.

ونقلت من كلامه تعليقاً على قوله تعالى: " التائبون العابدون " الآية: فإن قيل: كيف ترك العطف في جميع الصفات وعطف " النهي عن المنكر " على " الأمر بالمعروف " بالواو؟ قلت: للمفسرين والعلماء في الجواب عن هذا السؤال أقول، فمنها قولهم لأنها الصفة الثامنة، فهي واو الثمانية، وهذا في غاية السخافة، منها أن هذا من التفنن في الكلام، وهو جواب إقناعي، ومنها أن المراد التنبيه على أن الموصوفين بالصفات المتقدمة هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وهذا بعيد في الإعراب ومقصود الكلام، ومنها أن هاتين الصفتين متعلقتان بالغير فاحتاجت إلى مزية، وهو كالأجوبة التي قبله.

قال: وعندي في هذا وجه حسن، وهو أن الصفات تارة تنسق بحرف العطف

ص: 640

وتارة تذكر بغيره، لكل مقام معنى يناسبه، فإذا كان المقام مقام تعداد صفات من غير نظر إلى جمع أو انفراد حسن إسقاط حرف العطف، فإن أريد الجمع بين الصفتين أو التنبيه على تغايرهما عطف بالحرف أيضاً، وفي القرآن أمثلة تبين ذلك، قال الله تعالى:" عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن " الآية، فأتى بالواو بين الوصفين لأن المقصود بالصفات الأول ذكرها مجتمعة، والواو قد توهم التنويع، فحذف، وأما الأبكار فلا يكن ثيبات والثيبات لا يكن أبكارا، فأتي بالواو لتضاد النوعين، وقال تعالى:" حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول "، فأتى بالواو في الوصفين الأولين، وحذفهما في الوصفين الآخرين، لأن غفران الذنب قبل التوبة، وقبول التوب قد يظن أنهما يجريان مجرى الواحد لتلازمهما، فمن غفر الذنب قبل التوب، فبين الله تعالى بعطف أحدهما على الآخر أنهما مفهومان متغايران ووصفان مختلفان يجب أن يعطى كل واحد حكمه، وذلك مع العطف أبين وأرجح وأوضح، وأما شديد العقاب، وذو الطول فهما كالمتضادين، فإن شدة العقاب تقتضي اتصال الضرر، والاتصاف بالطول يقتضي اتصال النفع، فحذف ليعرف أنهما مجتمعان في ذاته المقدسة موصوفاً بهما على الاجتماع. فهو في حال اتصافه بشديد العقاب ذو

ص: 641