الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان اشتغل على تاج الدين، وكتب بخطه الحسن جملة من المجلدات، وكان له خلق حسن، وفيه تواضع.
وتوفي رحمه الله تعالى يوم الأربعاء عاشر شعبان سنة ثلاثين وسبع مئة.
ومولده في شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وست مئة.
محمد بن عمر بن محمد
ابن عمر بن إدريس بن سعيد بن مسعود بن حسن بن محمد بن محمد بن رشيد، أبو عبد الله الفهري السبتي.
أخذ العربي عن ابن أبي الربيع ونظرائه، واحتفل في صغره بالأدبيات وبرع فيها، وروى " البخاري " عن عبد العزيز الغافقي قراءة من لفظه.
وارتحل إلى فاس، واشتغل بالمذهب، ورحل إلى سبتة، وتصدر لإقراء الفقه خاصة، وتأدب مع أشياخه، فما أقرأ غير الفقه، وارتحل إلى تونس واشتغل بالأصلين على ابن زيتون، ثم رجل إلى الإسكندرية، وحج سنة ثمان وثمانين وست مئة، وجاور بمكة والمدينة ونزل بمصر.
وكان رحمه الله تعالى صاحب همة، وله عز في الطلب وعزمة، صنف تصانيف مفيدة، وألف تواليف في الإفادة عتيدة، وباشر الخطابة فصدحت على غصن المنبر حمامته، واستجن في حشا المحراب فجملته إمامته، وبث في غرناطة علومه وسفحت بها غمامته. ثم إنه أخرج منها وزحزح عنها، أحسن إليه ملك العدوة، ونوله إحسانه مساء وغدوة.
ولم يزل إلى أن توسد بطن اللحد واستوى منه الاعتراف والجحد.
وتوفي رحمه الله تعالى في سنة إحدى وعشرين وسبع مئة.
أخبرني من لفظه شيخنا العلامة أبو حيان قال: قدم المذكور علينا القاهرة حاجاً وسمع معنا الحديث، وعني به، وكان قد بحث " سيبويه " على أبي الحسين بن أبي الربيع، ولما توجه من الحج صحبة أبي عبد الله بن الحكيم اتفق أن السلطان أبا عبد الله ابن السلطان أبي عبد الله بن الأحمر، استوزر ابن الحكيم، فولى ابن رشيد الإمامة والخطابة بجامع غرناطة، ولما قتل الوزير أخرج أهل غرناطة ابن رشيد إلى العدوة، فأحسن إليه ملك العدوة أبو سعيد عثمان بن السلطان أبي يوسف بن عبد الحق المريني، وبقي في إيالته إلى أن توفي رحمه الله تعالى، وكان فاضلاً. انتهى.
قلت: وله من التصانيف " الرحلة المشرقية " أربع مجلدات، " فهرست مشايخه "، " المقدمة المعرفة في علو المسافة والصفة "، " الصراط السوي في اتصال سماع جامع الترمذي "، " إفادة النصيح في مشهور رواه الصحيح "، " جزء فيه مسألة العنعنة "، و" المحاكمة بين الإمامين "، " إيضاح المذاهب في تعيين من ينطلق عليه اسم الصاحب "، " جزء فيه حكم رؤية هلال شهر رمضان وشوال "، " تلخيص كتاب القوانين في النحو "، " شرح جزء التجنيس " لحازم بن حازم الإشبيلي، و" حكم الاستعارة "، وغير ذلك.
وله خطب وقصائد نبوية مطولة، ومقطعات بديعة.
قال شيخنا أثير الدين: كان سرياً حسن الأخلاق.
وسألته أن يكتب لي شيئاً من شعره، وكان ممن ينظم بالعروض إذ لم يكن الوزن في طبعه، فكتب لي بخطه:
يا من يفوق النجم موطنه
…
كلفتني ما ليس أحسنه
ولتغض عما فيه من خلل
…
خلدت في عز تزينه
وله أبيت كتبها على حذو نعل النبي صلى الله عليه وسلم بدار الحديث الأشرفية:
هنيئاً لعيني أن رأت نعل أحمد
…
فيا سعد جدي قد ظفرت بمقصدي
وقبلته أشفي الغليل فزادني
…
فيا عجباً زاد الظما عند موردي
ولله ذاك اليوم عيداً ومعلماً
…
بمطلعه أرخت مولد أسعد
عليه صلاة نشرها طيب كما
…
يحب ويرض ربنا لمحمد