الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سمعت عليه بثغر الإسكندرية في صفر سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة جميع الحديث المسلسل بروايته عن النجيب عبد اللطيف الحراني، وأجاز لي جميع ما يجوز له روايته، وكتب بذلك بخطه.
محمد بن الحسن بن سباع
الشيخ الإمام العروضي، شمس الدين الصائغ الدمشقي.
كان من مشيخة الأدب، والناس ينسلون إليه من كل حدب، أقرأ الناس في دكانه بالصاغة زمانا، وأخذوا عنه لشعرهم ميزانا، والعروض أول ما كان يعرف، وينفق من حاصله لمن يقصد ويصرف.
ولم يزل على حاله إلى أن أصبح الصائغ في الأحياء ضائعا، وصوح روض الأدب منه، وكان به ضائعا.
وتوفي - رحمه الله تعالى - ليلة الثلاثاء ثالث شهر رمضان المعظم سنة عشرين وسبع مئة. والصحيح أنه مات في ثالث شعبان.
ومولده في صفر سنة خمس وأربعين وست مئة.
رأيته غير مرة وكان يتردد إلى القاضي قطب الدين بن شيخ السلامية، وينفق آدابه عليه، وله نظم كثير، ونثر كثير، وشرح " ملحة الإعراب "، و" اختصر صحاح " الجوهري، فجرده من الشواهد، وله قصيدة عارض بها " القصيدة الهيتية " التي لشيطان العراق، فما داناها وشرحها على هوامشها، وملكتها بخطه وأخرجتها عن
يدي، " وشرح الدريدية " في مجلدين من أربعة، ملكتها بخطه، وقد أخرجتها عن يدي لما وقعت على أشياء في الشواهد ضبطها بخطه على غير الصواب، وله " المقامة الشهابية " وضعها للقاضي شهاب الدين بن الخويبي، ملكتها بخطه مشروحة.
ومن شعره:
إن جزت بالموكب يوماً فلا
…
تسأل عن السيارة الكنس
فثم آرام على ضمر
…
لله ما تفعل بالأنفس
بأحمر هذا وذا أصفر
…
وأخضر هذا وذا سندسي
فقل لذي الهيئة يا ذا الذي
…
ينقل ما ينقل عن هرمسي
قولك هذا خطأ باطل
…
أما ترى الأقمار في الأطلس
قلت: أخذه من سيف الدين بن قزل المشد ونقصه، لأنه قال:
زعم الأوائل أنما
…
تبدو الذوائب للكواكب
وتوهموا الفلك المعظ
…
م أطلساً ما فيه ثاقب
أتراهم لم ينظروا
…
ما في الزمان من العجائب
كم من هلال قد غدا
…
في أطلس وله ذوائب
وأنشدني من لفظه القاضي شهاب الدين أحمد بن عز الدين الفارقي الموقع قال:
أنشدني من لفظه لنفسه الشيخ شمس الدين الصائغ ملغزاً:
ما اسم إذا عكسته
…
رأيته بنفسه
كذاك إن ضاعفته
…
لم يختلف بعكسه
قلت: هو في سدس وضعفه ثلث، وهذا في اللغز البديع.
وقال الشيخ شمس الدين الصائغ وهو بمصر يتشوق إلى دمشق:
لي نحو ربعك دائماً يا جلق
…
شوق أكاد به جوى أتمزق
وهمول دمع من جوى بأضالعي
…
ذا مغرق طرفي وهذا محرق
أشتاق منك منازلاً لم أنسها
…
أنى وقلبي في ربوعك موثق
طلل به خلقي تكون أولاً
…
وبه عرفت بكل ما أتخلق
وقف عليك لذا التأسف والبكا
…
قلبي الأسير ودمع عيني المطلق
أدمشق لا بعدت ديارك عن فتى
…
أبداً إليك بكله يتشوق
أنفقت في ناديك أيام الصبا
…
حباً وذاك أعز شيء ينفق
ورحلت عنك ولي إليك تلفت
…
ولكل جمع صدعة وتفرق
فاعتضت عن أنسي بظلك وحشةً
…
منها وهي جلدي وشاب المفرق
فلبست ثوب الشيب وهو مشهر
…
ونزعت ثوب الشرخ وهو معتق
ولكم أسكن عنك قلباً طامعاً
…
بوعود قربك وهو شوقاً يخفق
منها:
والريح تكتب في الجداول أسطراً
…
خط له نسخ النسيم محقق