الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللقب والنسب
المجير الخياط: أحمد بن حسن.
ابن المحسني: شهاب الدين أحمد بن بيليك.
ابن المحدث الكاتب: الشيخ بدر الدين حسن بن علي.
ابن المحب: الشيخ محب الدين عبد الله بن أحمد.
المحار: سراج الدين عمر بن مسعود.
محفوظ
ابن رشيد الدين العراقي الشاعر.
قدم إلى دمشق بعد السبع مئة، وكان شاعراً مطيقا، متكلماً منطيقا، يغوص على المعاني البعيده، ويبرزها في الألفاظ السديده، له مقاطيع راقت، وأبيات ساقت النفوس إلى الطرب وشاقت، فكان شعر محفوظ محفوظا، وشعر من سواه ملفوظا. إلا أنه كان الهجو عليه غالبا، ولسانه للأعراض ثالبا، ومدحه للأموال سالبا.
عاد إلى البلاد وانقطع خبره، وكأن الموت جبره لما زاد دبره.
وكان لما دخل الشام ووصل حماة اتصل بابن قرناص وطلب إيصاله إلى الملك المظفر صاحب حماة، وكان ابن قرناص كاتب سره، فأطال الشرح عليه، فلما
يئس منه الرشيد عدل إلى كشتغدي الأستاذ دار وأنشده:
ولقد ركبت هجين عزم ساقه
…
مني الرجاء إلى الأغر الأبلج
ملك توغره جنود حوله
…
كالروض بات مسيجاً بالعوسج
فأنشدها كشتغدي للمظفر، فاستحضره وابن قرناص حاضر، فاستنشده البيتين فأنشدهما، وقال في الثاني:
ملك تزان به جنود حوله
…
كالروض بات مسيجاً ببنفسج
فقال له المظفر: ما هكذا قلت، فقال: كان ذاك قبل أن أحضر لديك، فأما الآن؛ فهو كما قلت، فأسنى عطاءه.
ثم إن الرشيد وصل إلى حصن الأكراد، وعمل قصيدة في نائبها وأعطاها كاتبه ابن الذهبي، ليوصلها، فعاد إليه بعد مدة وزعم أنها ضاعت من حزره فقال:
لا الذهبي اشترى المديح ولا
…
أعذبه منهلاً وعذبه
أهديت سراً مدحي إليه فما
…
ذهبه بل علي أذهبه
ومن شعره أيضاً:
ركب الله في فتاء بنى فع
…
لان معنى النيران والجنات
أوجه القوم بالمكاره تحفى
…
وفروج النساء بالشهوات
ومنه:
فرقت بيننا الحوادث لكن
…
لي نفس إليكم أدنيها
فكأني في الود فارة مسك
…
أفرغوها ونفحة الطيب فيها
وقال وقد رأى مشجر الفسيفساء في الجامع الأموي بدمشق:
ألم تر أشجاراً بجامع جلق
…
حكت للورى لو أن صانعها باق
نضارتها أن لا تدانى فروعها
…
بشمس ولا سقي مغارسها ساقي
ومنه
هيج البرق لوعة المشتاق
…
بوميض لقلبه الخفاق
هذه مزنة إلي حدتها
…
نسمة الصبح من نواحي العراق
يا قساة القلوب رقوا فإني
…
لا غرامي فإن ولا أنا باق
هل لبؤس لاقيته من فراق
…
ونعيم فارقته من تلاق
قلت: هذا البيت الثاني من هذه القطعة ذكرت به ما اتفق لي نظمه بالديار المصرية، وقد توجهت إليها في سنة خمس وأربعين وسبع مئة، وتركت أولادي بدمشق وهو:
قلت إذ رق لي النسيم وقلبي
…
يتلظى بالشوق في أرض مصرا
هذه نفحة هدتها لبرئي
…
وحدتها أنفاس سطرى ومقرى