الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وما بأعطافه من الهيف
وما بأردافه من الترف
ذا الأسمر اللون ردني سمرا
…
وفي فؤادي من قده سمرا أملد
خلد طول الحياة في خلدي
وكابدت لاعج الجوى كبدي
ضعيف خصر يوهي قوى جلدي
فخصره حالتي قد اعتبرا
…
وعن سقامي فقد روى خبرا مسند
قلت: وسيأتي في ترجمة شمس الدين محمد بن علي الدهان عدة موشحات في هذا الوزن وهي جيدة.
محمد بن داود
بن محمد بن منتاب
بضم الميم وسكون وبعدها تاء ثالثة الحروف وبعدها ألف وباء موحدة، التقي المأمون شمس الدين أبو عبد الله الموصلي السلامي الشافعي التاجر.
حضر غزاة عكا، وحفظ " التنبيه " و" الشاطبية " وسمع من أبي جعفر بن الموازيني، وببغداد من أبي القاسم وغيره.
وسافر للتجارة وغاب عن دمشق زماناً، ثم إنه عاد إليها وسكنها بعد العشرين وسبع مئة.
وكان مليح الشكل مهيباً جميل اللباس حسن البشر، دائم البذل والصدقة، خبيراً
بالأمتعة، ذا خط من أوراد وتهجد ومروة، مجوداً لكتاب الله. وكان التجار يخضعون له ويحتكمون إليه وثوقاً بعلمه وورعه.
وتوفي رحمه الله تعالى ليلة الجمعة رابع عشري ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة.
ومولده سنة نيف وسبعين وست مئة.
وصلي عليه بعد الجمعة، وشيعه أمم من الناس.
محمد بن داود
المسند الجليل شرف الدين أبو الفضائل بن الخطيب عماد الدين بن عمر بن يوسف بن يحيى بن عمر بن كامل بن يوسف بن يحيى بن خطيب بيت الأبار.
روى عن السخاوي، وشيخ الشيوخ تاج الدين بن حويه، وإبراهيم الخشوعي، وعز الدين بن عساكر، وعتيق السلماني، والصفي عمر بن البراذعي، والرشيد بن مسلمة، وإسحق بن طرخان الشاغوري، والمرجا بن شقيرة، والحافظ ضياء الدين المقدسي، وابن الصلاح، وجماعة.
وتوفي رحمه الله تعالى في عشري شهر رجب الفرد سنة ثلاث عشرة وسبع مئة.
ومولده سنة أربع وثلاثين وسبع مئة.
محمد بن داود
مجير الدين بن الأمير سيف الدين أبي الحسن علي بن عمر بن قزل المشد التركماني
الأصل، سبط الملك الحافظ ابن السعيد بن الأمجد صاحب بعلبك، القاضي شمس الدين بن الحافظ.
كان فقيهاً حنفيا، شاعراً ذكياً يقع بقوة ذهنه على المعنى إذا كان خفيا، ويرى غوامض المواقيت وكيف لا وقد كان للشمس سميا، وله مشاركة في العربيه، ومداخلة في النكت الأدبيه. ونثره غير طائل، وخطه ليس بهائل.
يعرف الرياضي جيداً، أعني فيما يتعلق بالحساب، وآلات المواقيت من الربع والاصطرلاب، ويضع الآلات بيده ولكن وضعاً عفشا، ويكتب رسومها رسماً وحشا. وكان يضع من حيل بني موسى جمله، ويحمل نفسه من تجارب أعمالها ما لا يطيق حمله. قد أفنى عمره في ذلك وسلك طرائقها الموحشة وليله حالك. إلا أنه كان في حل المترجم آيه، وذهنه في حله بلا فاصلة غايه، وهو أول من كتب لي مترجماً وحللته، وهززت له حسامه وسللته.
ولم يزل على حاله إلى أن ضاع من ابن الحافظ حساب عمره، وأذهل ذويه مبهم أمره.
وتوفي رحمه الله تعالى بطرابلس فيما أظن سنة أربع وثلاثين وسبع مئة في تاسع عشر المحرم، ودفن هناك، وكان وصى بأن ينقل إلى دمشق.
وكان أولاً بصفد ناظر الجيش، فأقام بها زماناً، ثم إنه نقل إلى نظر جيش طرابلس.
وكان قد سمع من ابن شيبان " ثلاثيات المسند "، ومن ابن البخاري " كتاب الترمذي "، وسمع بمصر والإسكندرية، وحدث.
ولما توجه الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب من صفد والأمير علم الدين الجاولي لحصار سلع، عمل رسالة في ذلك نظماً ونثراً، وسمعتها من لفظة غير مرة، ومما جاء
فيها نظماً:
دعت قلعة السلع من مضى
…
بلطف إلى حبها القاتل
وغرتهم حين أبدت لهم
…
محياً كبدر دجى كامل
ولما استجابوا لها أعرضت
…
دلالاً وقالت إلى قابل
تفانى الرجال على حبها
…
وما يحصلون على طائل
وقرأت عليه بصفد " رسالة الإصطرلاب " لقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة، وأخبرني أنه قرأها على المصنف.
وحكى لي أن القاضي بدر الدين حكى له أن إنساناً من المغاربة جاء إليه وهو بمنزله دار الخطابة بالجامع الأموي، وكان إذ ذاك قاضي القضاة وخطيباً، وقال: يا سيدنا رأيت اليوم في الجامع إنساناً وفي كمه آلة الزندقة، فاستفهمت كلامه واستوضحته إلى أن ظهر لي أنه رآه وفي كمه إصطرلاب، قال: فقال لي: إذا جئت لتقرأ علي شيئاً تحيل في إخفاء ذلك ما أمكن.
ووصف لي يوماً حل المترجم وحببه وزينه، وقال لي: يعوزك أن تكون تحل المترجم، فقلت له: اكتب لي شيئاً منه، فكتبه لي وأخذته من عنده، وبت بعض ليلتي أفكر فيه، وفتح الله علي بفكه من غير شيخ ولا موقف، فحللته وكتبت جواب ما كتبه لي، وكتبت فيه:
سلكت المترجم في ليلة
…
ولولاك ما كنت ممن سلك
وما كان ليلي به ذا حياً
…
لأنك شمس تضيء الحلك
وكتب إلي يوماً، وقد بلغه عني كلام لم أقله، واستقالني من العتب فلم أقله:
أعيذك من ضمير غير صاف
…
وأنت كما نراك أبو الصفاء
وغرس الدين لا يذوي ثراه
…
فمحتاج لشمس الاستواء
فكيف يرى بعاداً عن سناها
…
ويعمل فكره طلب الخفاء
أحاشي ذهنك الوقاد يسطو
…
عليه ظلمه الخل المراء
وأن تصغي إلى الواشي وأنت ال
…
عليم بصدق ودي وانتمائي
فلا بالله لا تسمع حديثاً
…
ينمقه الحواسد بافتراء
فإني قد جعلتك في مماتي
…
خليلاً أصطفيه وفي بقائي
فكتبت أنا الجواب إليه:
أيا شمس العلوم لمجتليها
…
ويا من فضله بادي السناء
ومن قد ظل منه الفضل فينا
…
ولولاه نبذنا بالعراء
ألست إذ ادلهمت مشكلات
…
جلاها بالتروي والذكاء
فما يخفى عليه مقال غش
…
لأن الغش يظهر في الصفاء
أعيذك أن تصدق قول واش
…
وأن تمشي على غير استواء
أتحسبني أفوه بغير شكر
…
لفضلك لا وخلاق السماء
وبابك منذ كنت عرفت نفسي
…
عقدت عليه ألوية الولاء
وما أهدى النسيم إليك طيباً
…
وكان شذاه إلا من ثناء
وودي أنت تعلمه يقيناً
…
صحيح لا يكدر بالجفاء
فلا تسمع لما نقل الأعادي
…
وما قد نمقوه من افتراء
فأصلك طيب حاشاه يجفو
…
خليلاً دأبه رفع الدعاء
وهبني قلت هذا الصبح ليل
…
أيعمى العالمون عن الضياء
وأنشدني من لفظه لنفسه:
لله در الخليج إن له
…
تفضلاً لا نطيق نشكره
حسبك منه بأن عادته
…
يجبر من لا يزال يكسره