الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمد بن أرغون بن أبغا
ابن هولاكو بن تولي بن جنكز خان المغلي، القان غياث الدين خدابندا، معناه بالعربي عبد الله وإنما الناس غيروه فقالوا خربندا، صاحب العراق وأذربيجان وخراسان.
ملك بعد أخيه غازان، وتقدم ذكره، وكانت دولته ثلاث عشرة سنة.
كان شاباً مليحاً، حسن الوجه صبيحاً، لكن شانه العور قليلاً، وما شان ذلك من حاز وجهاً جميلا.
وكان جواداً لا يلحقه في حلبة الكرم جواد، سمحاً تمحو أياديه البيض ما في الدياجي من السواد، محباً للعماره، معرضاً عما يتعلق بالمملكة والإمارة، قد استغرق في اللعب، وأعرض عما يجده الجاد التعب، لعب بعقله الروافض فرفضوه، وأجابهم إلى ذلك لما دعوه إلى الضلالة وفاوضوه.
فيا له من عمل صالح
…
يرفعه الله إلى أسفل
ولم يزل في عيشه لا يرد فيضه، إلى أن فارق الحياة بهيضه.
وتوفي في شهر رمضان سنة ست عشرة وسبع مئة، ودفن بسلطانية. وسلطانية بلده أنشأها ورسم بعمارتها، وتوفي بقوص من أبناء الأربعين.
وكان قد حضر إلى الرحبة، وحاضرها في شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وسبع مئة، وأخذها بالأمان، وعفا عن أهلها، ولم يسفك فيها دماً وبات بها،
فما أصبح ليلة الأربعاء الخامس والعشرين من شهر رمضان المذكور، وترك لأهل الرحبة أشياء كثيرة من أثقال مجانيق وغيرها. وكان معه يومئذ قراسنقر والأفرام وسليمان بن مهنا، وذكرت في ترجمة جوبان ما اعتمده في أهل الرحبة من الخير في هذه الوقعة، وكان أهل الرحبة، قد حلفوا لخربندا، فلما ارتحل عنها، واستقر الأمر، التمس قاضيها، ونائبها وطائفة حلفت له من السلطان عزلهم فعزلهم لمكان اليمين من خربندا.
وكان مسلماً فما زال به الإمامية حتى رفضوه وغير شعار الخطبة، وأسقط منها ذكر الخلفاء سوى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وصمم أهل باب الأزج عليه وخالفوه، فما أعجبه ذلك، وتنمر، ورسم بإباحة دمائهم وأموالهم، فعوجل بعد يومين بهيضة مزعجة، داواه فيها الرشيد بمسهل منظف فخارت قواه.
وكان قبل موته قد رجع عن التشيع، وقال بقول أهل السنة.
وفي رحيله عن الرحبة يقول علاء الدين الوداعي، ومن خطه نقلت:
ما فر خربندا عن الرحبة ال
…
عظمى إلى أوطانه شوقا
بل خاف من مالكها أنه
…
يلبسه من سيفه طوقا
ولما تشيع السلطان خربندا قال جمال الدين إبراهيم بن الحسام المقدم ذكره يمدحه:
أهدي إلى ملك الملوك دعائي
…
وأخصه بمدائحي وثنائي
وإذا الورى والوا ملوكاً غيره
…
جهلاً ففيه عقيدتي وولائي
هذا خدابندا محمد الذي
…
ساد الملوك بدولة غراء
ملك البسيطة والذي دانت له
…
أكنافها طوعاً بغير غناء
أغنتك هيبتك التي أعطيتها
…
عن صارم أو صعدة سمراء
ولقد لبست من الشجاعة حلةً
…
تغنيك عن جيش ورفع لواء
ملأ البسيطة رحبةً ومهابةً
…
فالناس بين مخافة ورجاء
من حوله عصب كآساد الشرى
…
لا يرهبون الموت يوم لقاء
وإذا ركبت سرى أمامك للعدى
…
رعب يقلقل أنفس الأعداء
ولقد نشرت العدل حتى إنه
…
قد عم في الأموات والأحياء
فليهن ديناً، أنت تنصرملكه
…
وطبيبه الداري بحسم الداء
نبهته بعد الخمول فأصبحت
…
تعلو بهمته عن الجوزاء
وبسطت فيه بذكر آل محمد
…
فوق المنابر ألسن الخطباء
وغدت دراهمك الشريفة نقشها
…
باسم النبي وسيد الخلفاء
ونقشت أسماء الأئمة بعده
…
أحسن بذاك النقش والأسماء
ولقد حفظت عن النبي وصيةً
…
ورفعت قرباه على الغرباء
فابشر بها يوم المعاد ذخيرةً
…
يجزيكها الرحمن خير جزاء
يابن الأكاسرة الملوك تقدموا
…
وورثت ملكهم وكل علاء
ولما رجع عن الترفض وتسنن، وكتب على الدراهم والدنانير الشهادتين وأسماء الصحابة، قال بعض الشعراء في ذلك:
رأبت لخربندا اللعين دراهماً
…
يشابهها في خفة الوزن عقله
عليها اسم خير المرسلين وصحبه
…
لقد رابني هذا التسنن كله