الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصحاب ابن شاتيل. وسافر إلى العراق بسبب الأسرى، وحدث بدمشق والقاهرة، وكان شيخ الحديث بالمدرسة الضيائية، وليها بعد موت سعد الدين سعد، وخرج له ابن المحب جزءاً من عواليه فيه خمسة عشر شيخاً بالسماع.
وكان فيه همة وشجاعة وقوة نفس وكرم، وعنده عبادة وقيام ليل.
وتوفي رحمه الله تعالى في سادس عشر ذي القعدة سنة ست وعشرين وسبع مئة.
ومولده سنة اثنتين وخمسين وست مئة.
محمد بن علي بن أبي القاسم
المقرئ الإمام الكبير، بقية السلف، أبو عبد الله الموصلي الحنبلي ابن خروف، ويعرف بابن الوراق.
ارتحل إلى بغداد في طلب العلم سنة اثنتين وستين وست مئة، وتلا بعدة كتب على الشيخ عبد الصمد، وسمع من جماعة، وقرأ كتباً كباراً، وقرأ " تفسير الكواشي " على المصنف و" جامع أبي عيسى " على ابن العجمي.
قال شيخنا الذهبي: قدم علينا وسمعنا منه.
وتوفي رحمه الله تعالى بالموصل في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وسبع مئة.
ومولده سنة أربعين وست مئة.
محمد بن علي بن مخلوف بن ناهض
قاضي القضاء محيي الدين ابن قاضي القضاة زين الدين المالكي.
كان مشكور السيرة عاقلاً ديناً كثير السكون، يفضله الناس على والده، وناب عن والده مدة في الحكم.
وتوفي رحمه الله تعالى حادي عشر ذي الحجة سنة إحدى عشرة وسبع مئة، وكان من أبناء الأربعين. وقد تقدم ذكر والده.
محمد بن علي
الكاتب المجود البارع أمين الدين ابن المهتار الصفدي، كان يعرف عند بعض الناس بدرويش، بفتح الدال المهملة وسكون الراء وكسر الواو وبعدها ياء آخر الحروف ساكنة، وشين معجمة.
كتب المنسوب الفائق، وأبرزه للعيون في المنظر اللائق الرائق، ووضع سطوره في طروسه فحكى نظرات الأحداث ونضارة الحدائق، وفاق كتاب العصر، إلا أن خطه كان لحظه من أكبر العوائق، لم أر ولا غيري مثل الصفاء الذي كان في خطه في سائر الأقلام، والقوة التي يشهد بها أرباب العلوم والأعلام، والتحرير الذي لم تشاهد العيون مثله في اليقظة والأحلام، فيا لها من كتابة:
ذهبت كما ذهبت بساطع نورها
…
شمس النهار وأعقب الإظلام
مولده تقريباً في سنة سبع وسبع مئة.
وأظن وفاته كانت بالقاهرة في طاعون مصر، سنة تسع وأربعين وسبع مئة.
وكان والده ركابياً عند الأمير علاء الدين أقطوان أمير حاجب بصفد، ونشأ هو بصفد ويده قابلة يكتب خطاً قوياً إلى الغاية، لكن خطه غير منسوب، فنزل إلى دمشق، ونزل عند الشيخ العلامة كمال الدين بن الزملكاني بواباً في المدرسة الرواحية، فحنا عليه لحسن كتابته.
وكتب على الأشياخ المجودين، ومهر، ثم عاد إلى صفد، وأقام قليلاً، ثم توجه إلى بغداد، وكتب هناك على طريقة ياقوت المستعصي، وجود النسخ الفضاح، ثم إنه دخل إلى الهند ولبس زي الفقراء، وجاء إلى اليمن، ثم قدم إلى القاهرة، فرأيته بها في سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، ثم عدت رأيته بها في سنة ست وثلاثين إلى سنة تسع وثلاثين. وقد اتصل بالقاضي الرئيس ضياء الدين بن الخطيب، وقد أحبه وحنا عليه وجعله نائبه في الفروع من الحسبة، ثم إني رأيته بدمشق سنة ست وأربعين وسبع مئة، وعاد منها إلى الديار المصرية، وكان ذلك آخر عهدي به.
وكان ينظم متوسطاً، إلا أنه كان منحرف المزاج، في أخلاقه زعارة، وعنده طيش، وفيه سلس، فكان ذلك سبب تأخيره وعدم تقدمه.
كتب إلي في أول شهر رمضان سنة خمس وأربعين وسبع مئة وأنا بالقاهرة:
تصوم بخير في سرور وغبطة
…
وضدك في عكس القضية خامل
وحكمك ماض في البرية نافذ
…
وأمرك في أقصى الأقاليم واصل
لأنت صلاح الدين أفضل من وشى
…
وأنشا إذا التفت عليه المحافل
وكنت قد كتبت إلى القاضي علاء الدين بن فضل الله صاحب ديوان الإنشاء الشريف قصيدة على وزن قصيدة ابن بابك التي أولها:
علقته أسود العينين والشعره
ولهج بها المصريون، ونظم جماعة كثيرة على وزنها، فكتب هو إلي في ذلك الوزن، والجميع هو في الجزء الرابع والعشرين من " التذكرة ":
سرت نسيم الصبار في روضة حبره
…
فرنحتنا بأنفاس لها عطره
وغنت الورق في الأغصان من طرب
…
على رياض ببانات الحمى عطره
وزمجر الرعد في أكناف سارية
…
وأومض البرق عاينا إذاً مطره
وصفق الماء في الغدران من فرح
…
والغصن أهدى لنا يا صاحبي ثمره
ونحن في مجلس اللذات نكرعها
…
من كل صافية صفراء معتصره
ونغمة الشيزفي راحات غانية
…
أغنت بمبسمها عن أن ترى قمره
وحسن ساق سقى صرفاً فأسكرني
…
فما رأيت له عيناً ولا أثره
دع عنك ذلك وانظر في فضائله
…
وافت وحقك في المنظوم منتثره
صلاح ديوان إنشاء الشام به
…
فما على الحق ما محمود من غبره
قدمته وفق أبيات نظرت لها
…
فما تلعثمت أن وافيت بالعشره
وكتب إلي كثيراً، وهذا القدر يكفي من أنموذجه.