الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحثُ الأول: الأسماءُ المبنية
وفيه مسائلُ:
مسألة
استعمالُ (مَن) و (ما) الموصولتَينِ للعاقل وغيرِ العاقل
في قوله عليه السلام: "
…
وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقتنا
…
" (1).
قال ابنُ الملقن:
"وقولُه: (ما رزقتنا)، أي: شيئًا رزقتنا؛ لأن المشهور أن (ما) لِمَا لا يعقل، و (مَن): لمن يعقل، وإذا كانت (ما) بمعنى شيءٍ وقعت على مَن يعقل وما لا يعقل، وقيل: تكون لمن يعقل، والمعروفُ الأولُ"(2).
بيان المسألة:
ذكر ابنُ الملقن هنا أن (ما) الموصولة تكونُ لِمَا لا يعقل ولِمَن يعقل، وأن (مَن) لمن يعقل، وبيانُ المسألة كما يلي:
اشتَهَر عند النحويين أن (مَن) الموصولة يُراد بها مَن يعقل، ولا يجوز أن يُعبر بها عمَّا لا يعقل، إلا إذا نُزل منزلةَ مَن يعقل، ومنه قوله تعالى:{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ} (3)، فعُبر عن غير العاقل بـ (من) لتنزُّله منزلةَ العاقل.
ومنه قولُ الشاعر (4):
أَسِرْبَ القَطَا هَلْ مَنْ يُعِيرُ جَنَاحَهُ
…
لَعَلِّي إِلى مَنْ قَدْ هَوِيتُ أَطِيرُ
وزعم قطربٌ أن (مَن) تقع على ما لا يعقل دون اشتراطِ ما يصحِّحُ ذلك، وجعل من ذلك قولَه تعالى:{وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} (5)، وذكر ابنُ السرَّاج أن هذا القولَ غيرُ مرضي؛ إذ
(1) صحيح البخاري 1/ 40، باب التسمية على كل حال وعند الوقاع.
(2)
التوضيح لشرح الجامع الصحيح، 29/ 333.
(3)
النور: 45.
(4)
البيت من الطويل لمجنون ليلى في ديوانه 97، وينسب لعباس بن الأحنف في ديوانه 143، وينظر: شرح الكافية الشافية 1/ 277، شرح التصريح 1/ 155.
(5)
الحِجر: 20.