الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة
ورود (فِعَلاء) وصفًا
في قول ابن عمرَ رضي الله عنه: "
…
أن عمرَ بنَ الخطاب رأى حلة سِيَراء عند باب المسجد
…
" (1).
قال ابن الملقن:
"قوله: (حلة سِيَراء)؛ قال صاحبُ (المطالع): (حلةَ سيراءَ) على الإضافة، ضبطناه عن ابن سراج ومُتقني شيوخنا، وقد رواه بعضُهم بالتنوين على الصفة
…
قال صاحبُ (المطالع): وأنكره أبو مروان. قال سيبويه: لم يأت فِعَلاءُ صفةً، لكنِ اسمًا، وزعم بعضُهم أنه بدلٌ لا صفة" (2).
بيان المسألة:
ذكر ابن الملقن الأوجُه الإعرابية لـ (حلة سِيَراء) وبيَّن أن أحدَ هذه الأوجُه مخالفٌ للقاعدة النحوية، وبيانُ ذلك فيما يلي:
أنكر أبو مروان بن السراج (3) روايةَ التنوين على الصفة (4)؛ وذكر أن سيبويه قال: ولا نعلمُ أن فِعَلاء جاء وصفًا (5)، فـ (فِعَلاء) عند سيبويه لا يكونُ إلا في الاسم مع قلته في الكلام، وهو وزنٌ مستقلٌّ عن غيره، لكن يرى الفراءُ أن (سِيَراء) في الأصل فُعَلاء فكُسِر لأجل الياء، كما في (بِيَيْت) تصغير بيت، وأصله (بُيَيْت).
وقال السيرافي: الذي قاله ليس ببعيد؛ لأنا لم نرَ اسمًا على فِعَلاء إلا (العِنباء) و (السِيراء) و (الحِولاء) بمعنى الحُولاء بضم الحاء (6).
وقال الرضي: ذكر ابنُ الحاجب (فُعلاء) مثل: قُوباء وخُيلاء، فجمع في المثالين بين الواو
(1) صحيح البخاري 2/ 4، باب يلبس أحسن ما يجد.
(2)
التوضيح لشرح الجامع الصحيح 7/ 409.
(3)
نقلًا: مطالع الأنوار على صحاح الآثار 2/ 286، هو: عبد الملك بن سراج الأموي، ولد سنة 400 هـ وتوفي سنة 489 هـ، سير أعلام النبلاء 14/ 164.
(4)
صحيح البخاري 2/ 4، (886).
(5)
الكتاب 4/ 258.
(6)
نقلا: شرح شافية ابن الحاجب 3/ 170.
المضمومِ ما قبلها (قُوباء)، والياء المضمومِ ما قبلها (خُيلاء)؛ لأن الياء المضمومَ ما قبلها في حكم الواو المضمومِ ما قبلها في وجوب قلبِ الضمةِ معها كسرةً، فتصبح (قِوباء) و (خِيلاء، وكذلك (سُيراء) إلى (سِيراء)(1).
وذكر الصرفيون أن (خُيلاء) تأتي على (خِيلاء)(2). وفُعلاء يأتي منه الصفةُ كثيرًا إذا كُسِّر عليه الواحدُ في الجمع (3).
وبهذا الرأي يمكنُ تخريج هذه الرواية، حيث قال القرطبي إنها الرواية (4).
وقد تُعرب (سيراء) بدلًا أو عطفَ بيان أو تمييزًا (5)، وكل ذلك جائزٌ لا يخالفُ قاعدة نحوية.
(1) شرح شافية ابن الحاجب 3/ 169.
(2)
الممتع الكبير في التصريف 89.
(3)
الكتاب 4/ 258.
(4)
المفهم 5/ 385.
(5)
مشكلات موطأ مالك بن أنس 171، فتح الباري 10/ 297.